|
ما المطلوب من المؤتمر السادس لحركة فتح
نافذ الرفاعي
الحوار المتمدن-العدد: 2458 - 2008 / 11 / 7 - 05:23
المحور:
القضية الفلسطينية
المطلوب من المؤتمر السادس وبكل بساطة، هو تطوير حركة فتح كقوة سياسية تحمل مشروع كفاحي ونهضوي، لتصبح قادرة على القيام بمهامها التاريخية في تحرير الأرض والإنسان، والتخلص من الاحتلال والتخلف، وبناء مجتمع ديموقراطي تتحقق فيه الكرامة . لذا فان اية قراءةً للتحديات التي تواجهها هذه الحركة، تتطلب الإمعان في تحليل واقعها الحالي، وتحديد أزماتها والتشوهات التي اصابت هياكلها والبنى الحركيه، ومجمل العوامل والظروف التي أدت إلى تكلس الهيئات القياديه، وانحسارها في ظل غياب التجديد الديموقراطي من خلال عدم عقد مؤتمرها السادس وعدم اجراء الانتخابات ، ورحيل قادتها التاريخيين والعظام امثال الاخوة ياسر عرفات وابو جهاد وابو اياد وخالد الحسن، ومرض البعض الاخر منهم كالاخوة هاني الحسن وصخر حبش، ووجود ابو اللطف وابو ماهر في المنافي, كل ذلك في المستوى الاول للحركة، فما بالك بالذي عصف بالمستويات الاخرى. واضحت الحركة تعج بالكثير من التساؤلات المبنيه على الطعن وغياب المسؤولية وغياب المحاسبة. وتكرست المعوقات والعوامل المانعه للتغيير داخل حركة فتح، الا ان بقاء الوضع الحالي اضحى يهدد استمرارية وجودها، لذا لا بد من استشراف فرص إلاصلاح والتغيير والتجديد وملء الفراغات واعادة توزيع المهام، فلا مناص من انعقاد المؤتمر السادس كمخرج طبيعي لمجمل ازماتها . الا ان انعقاد المؤتمر السادس يواجه معيقات هائلة، ولا مناص من تذليلها ، لان المؤتمر الفرصة الاخيرة امام بقاء حركة فتح، رغم ما يحاوله البعض من تصميم للمؤتمر السادس على انه تقاسم ومحاصصه وتوزيع الإرث، ويصر اخرون على انه عملية جراحية عميقة لازالة التشوهات التي احاقت بالحركة، وعملية نهوض من التردي وانطلاقة وتجديد. يحمل المؤتمر السادس في ثناياه وطياته معاني كثيفة، ويعبر عن مفاصل هامة في الحياة السياسية الفلسطينية العامة، كما ان له تداعيات جوهرية على الصعيد التنظيمي والسياسي الداخلي للحركة ذاتها، وتاثيرات جوهرية على مستقبل العلاقات الداخلية ما بين القوى السياسية الفلسطينية، سواء على صعيد قوى منظمة التحرير الفلسطينية، او على مستقبل العلاقات مع حماس والقوى السياسية الاسلامية الاخرى. انطلاقا مما سبق وعودة الى السياق التاريخي للمؤتمر السادس لحركة فتح، والذي اذا ما انعقد هذا العام، فانه سياتي بعد حوالي 19 عاما من المؤتمر الخامس،علما انه من المفروض ان يكون المؤتمر العاشر لحركة فتح، وكل هذا التاخير ومسبباته وتداعياته تفرض حضورها على اجندة المؤتمر بشكل عميق وجوهري من حيث المسائل التالية:-.......... • الوضع التنظيمي:- وما تعانيه الحركة من تزاحم في الكادر والكفاءات نتاج التراكم داخل الحركة في ظل توقف الحياة التنظيميه، ووضع سقف حديدي أمام الكادر الوسيط للتقدم نحو المراتب القياديه، مما تسبب بتزاحم وتجمع للكادر الوسيط، وممارسة الإقصاء من خلال الظروف الذاتية للحركة، وهي ما يقارب العشرين عام على عدم عقد مؤتمرات، فلا مفر من هذه الازمة العميقة الا بانعقاد المؤتمر كحل استراتيجي، تجري من خلاله اعادة انتشار الكادر التنظيمي في مهام وادوار واضحة، تلبي طموحات التطور والتقدم التنظيمي على صعيد المراتبية داخل الحركة، واستناده الى التطور التنظيمي لاحقا من خلال الفعل والوعي والانجاز. • الوضع السياسي :- تفرض الاستحقاقات الفكرية والسياسيه ذاتها بقوة نتاج المتغيرات على كافة الصعد السياسية وما اصاب معادلات الصراع الدولي واعادة تشكل معسكر الاصدقاء والداعمين للقضية الفلسطينية،ودخول اوسلو، وانتفاضة الاقصى، والتداعيات المختلفة، الى ضرورة تعديل مبادئ وأهداف ومنطلقات حركة فتح، علما ان مشروعها الوطني والتحرري لم يصل إلى نهاياته، واذا تعذر ذلك فامكانية تبني برنامج سياسي مخرج مؤكد. • الظروف الذاتية :-ان ما واجهته الحركة من تغيرات جوهرية ذاتية، وانتقالها من حركة سرية سياسية مقاومة الى حركة علنية تتداول السلطة، وما يندرج تحت هذا الاطار من ضرورة ايجاد مسوغات تنظيمية، ومراجعة للهياكل والبنى ومدى تاثيرهذا التحول من الثوري الى البناء،وما ينتج من استحقاقات لهذا التحول من الدمج او الجمع، وبالتالي من تغيير الى تعديل على البرامج واساليب العمل الثوري والكفاحي. • العلاقة بالقوى السياسية الفلسطينية :- اعادة قراءة معادلات التناقضات وبشكل دقيق وعلمي ، وتحديد معادلة الصراع، والبت نهائيا في التناقضات الداخلية كدرجة ثانوية تصل الى درجة الخصومة السياسية وليس الصراع الحدي او الوجودي، وان درجة العلاقة مع الفصائل الفلسطينية مبنية على التحالفات ووحدة الدم والمصير، كل ذلك برغم الصدام الدموي والانقلابي مع حماس، فهناك ضرورة الى اعادة التناقض الى درجته المتدنية، وتحديد درجة التناقض الثانوي وحدية التضاد من خلال الرؤى الاجتماعية،وتحديد الخصم المركزي بالاحتلال ، وضرورة اعادة بناء السلطة الوطنية الفلسطينية، على اسس ديموقراطية وتعزيز التداول السلمي للسلطة من خلال انتخابات دورية شفافة. • الاصلاح الداخلي :- لا شك ان حركة فتح متعبة ومثقلة بالخسائر التي اصابت جسدها نتاج المواجهة المستمرة، والتي ما زالت حتى الان مع الاحتلال الاسرائيلي، ولم تلملم اوراقها، ولم تعالج اثار الهزيمة الساحقة في الانتخابات التشريعية، ولم يتم الوفاء بالوعود التي قطعتها في الانتخابات الرئاسية من توفير الامن والامان للمواطن، وكذلك من مكافحة للفقر وتوفير لقمة العيش. ولقد ترهلت البنى التنظيمية والحركية نتاج عوامل متعددة، منها انصراف عدد ضخم من الكادر للعمل الامني في السلطة، وفقدان الحركة كادر كبير في المعتقلات والاستشهاد والمواجهة المستمرة مع الاحتلال، واستشهاد القائد ياسر عرفات، والتحولات في الرؤيا نحو رؤية ابو مازن المستندة الى المقاومة السلمية، وترهل العمل التنظيمي لسنوات عدة، والانصراف عنه للاهتمام باوضاع اخرى. كل ذلك يفرض على الحركة عمل مراجعات قد تصل الى تغير ثوري وعميق، وقد تنحسر في عمل إصلاحي هش وترقيعي مبني على الإيقاظ، ولا يحقق النهوض. لذلك لا بد من ان تشمل هذه المراجعات الانتخابات التشريعيه والبلديه الأخيرة، ولا بد من التوقف مطولا وبمسؤولية عميقة وواضحة، وتحليل الاسباب ووضع المعالجات التي تنهض بالحركة من جديد. هذه المراجعات تحدد انطلاقة جديدة للعمل على الصعيد الداخلي وصعيد العلاقات مع الفصائل وتحديد درجة التناقض على الصعيد الوطني والداخلي. ويجب ان تشمل هذه المراجعات الموقف من اوسلو وما تم تحقيقه وما لم يتم، ويجب ان لا تفرض المغالطات السياسية نفسها كحقائق مطلقة تستنفر الهمم للدفاع عنها، فمشروع اوسلو كما يطلق عليه البعض مشروع سلام، ليس الا ممر إجباري ، قد يقودنا إلى تحقيق المشروع الوطني الفلسطيني وقد لايؤدي الى ذلك. وبالتالي لا علينا أن نتعامل معه بقداسة مصطنعه، بل يجب أن نصفع مساوئه، والتخلص من سوء الأداء في التعامل معه، وضرورة ألتوقف من جديد أمام الاستحقاقات السياسيه التي تفرض نفسها، وصولا الى انابوليس الذي تجرد الكثير للدفاع عنه نتاج هجوم الخصوم السياسيين عليه وثبت انه محطة سياسية رثة لا تستحق ادنى توقعاتها. رغما عن ذلك لا بد من اعادة القراءة السياسية للتطورات على الساحة الفلسطينية والعربية، وضرورة صياغة خطة جديدة ورؤيا فلسطينية تستند الى التجربة العميقة من الصراع والمقاومة والثورة، اولويتها التخلص من الاحتلال الاسرائيلي، واعادة التوضيح والتوعية لخارطة الصراع، وتبيين معادلاته، وترسيم مكانة التناقضات وحديتها وتحديد التناقض المركزي بالاحتلال الاسرائيلي، وكذلك يجب اعادة صياغة برنامج سياسي وطني، وتحديد رؤية ابو مازن كمرحلة قادمة، ووضع ارجل لهذه الرؤية، واليات عمل موحد. واخيرا يجب قراءة تجربة بلعين كمؤشر نحو استخدام افضل للمقاومة الشعبية، وامكانية خلق بدائل امام انسداد الافاق السياسية والتفاوضية .
#نافذ_الرفاعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و
...
-
عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها
...
-
نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
-
-ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني
...
-
-200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب
...
-
وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا
...
-
ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط
...
-
خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد
...
-
ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها
...
-
طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا
...
المزيد.....
-
دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ
...
/ غازي الصوراني
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
المزيد.....
|