أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أشرف عبد القادر - هل تكره فرنسا الإسلام والمسلمين؟!














المزيد.....

هل تكره فرنسا الإسلام والمسلمين؟!


أشرف عبد القادر

الحوار المتمدن-العدد: 758 - 2004 / 2 / 28 - 07:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


 ذات يوم كنت في شارع الشانزليزيه الباريسي الشهير، أبحث عن مكان لأركن فيه عربتي، وبعد بحث طويل في الشوارع الجانبية وجدت مكاناً لعربتي، فوضعت إشارة ركن العربة وتقدمت لأعود بالخلف لركن العربة، فإذ بسيدة فرنسية تأتي من خلفي وتأخذ المكان حيلة، فشعرت بالأسى الذي لم أعبر عنه وقلت بأدب للسيدة: ألا ترين أنني وضعت الإشارة لركن العربة؟! فردت بكل صلف: الشارع لكل الناس وليس ملكك. وخلال هذه المناقشة الهادئة لا أعرف من أين أتت عربة بوليس ونزل منها شرطي موجهاً كلامه للسيدة الفرنسية قائلاً:من فضلك غادري المكان فوراً واتركيه لهذا السيد. فانفعلت السيدة قائلة: لقد ركنت عربتي وانتهي الأمر، وعلى السيد أن يبحث له عن مكان آخر. فقال لها الشرطي: الأستاذ جاء قبلك ووضع الإشارة وأنا أري ذلك من الجانب الآخر من الشارع، فعليك بمغادرة المكان وتركه لهذا السيد _ وهو يعرف من سحنتي ولهجتي بأنني عربي مسلم _ فردت الفرنسية بانفعال أكثر: اعطني اسمك ومكان عملك وستري كيف تطلب مني أن مغادرة المكان وتركه للسيد. فابتسم الشرطي وقال لها أسمه وعنوانه ومكان عمله، قائلاً لها: ارفعي شكوى حتى لرئيس الجمهورية جاك شيراك. وغادرت السيدة المكان ، وقال لي الشرطي بابتسامة: تستطيع الآن ركن عربتك.
هذا الموقف أحكيه لأقول أن الفرنسيين لا يكرهون العرب والمسلمين، بل يعاملونهم على قدم المساواة في الحقوق الواجبات، فما الذي جعل الشرطي يأتي ويتحدى إرادة الفرنسية _ ابنة البلد _ ويجعلها تغادر المكان لصالح عربي مسلم مثلى، لأنه وجد أنه اعتدت على حق لي أنا العربي المسلم، فلم يرضه ذلك. وأسأل هل لو كان هذا الموقف مع مغترب في أي دولة عربية ، هل كان الشرطي العربي سيفعل ما فعله الشرطي الفرنسي؟! وهل كان سيغادر ابن البلد ليترك مكانه لمغترب ؟! أشك في ذلك وأنا أعلم علم اليقين أنه في كثير من الدول الخليجية خاصة في نزاعات وحوادث السيارات، الأجنبي دائماً هو الظالم في نظر الشرطي الأهلي ولو كان مظلوماً ظلماً صارخاً، وأذكر أن صديقاً مصرياً كان يعمل مهندساً إعلامياً في إحدى البنوك المركزية بإحدى الدول الخليجية شاهد سعودياً يدخل بسيارته في سيارة عربي أجنبي من الخلف فهرعت الشرطة إليه وانهالت ضرباً على الأجنبي المظلوم، ومن الغد عاد صديقي إلى رئيسه وقد استقالته، فاستغرب رئيسه ورجاه أن يقول له ما الذي يريده من البنك حتى لا يقدم استقالته بهذا الشكل، فحكى له ما شاهده ، فضحك رئيسه وقال له : 90% على الأقل من الأجانب أشرار ويستحقون كل تعنيف!.
وأسوق مثلاً آخر: على كل من يعتقد أن فرنسا تكره الإسلام والمسلمين أن يذهب في أي يوم جمعة لأي جامع في باريس ويري كيف أن شرطة المرور تقف خصيصاً في هذا اليوم لتنظم حركة المرور ليتم المسلمون صلاتهم في أمن وأمان، فلو كانت فرنسا تكره الإسلام والمسلمين ما سمحت ببناء كل هذه المساجد في فرنسا، فإننا في فرنسا _ كأقلية مسلمة _ نتمتع بحقوق لا تتمتع بها كل الأقليات في العالم العربي، فهل يستطيع المسلمون السنة بناء مسجداً واحداً في طهران؟ وهل كان شيعة العراق في عهد صدام حسين البائد يستطسعون بناء مسجداً في بلادهم؟ وهل يستطيع الأقباط في مصر بناء أو تجديد أي كنيسة إلا بقرار جمهوري.
لماذا نزيف الحقائق ونختلق معارك وهمية نسيء بها إلى أنفسنا وللإسلام وللفرنسيين الذين آوونا وأكرمونا فمعظم العرب دخل فرنسا بغير تأشيرة واستطاع مع ذلك أن يحصل على الإقامة ثم الجنسية؟ فهل هذا ممكن في أي بلد عربي للأجانب الذين يدخلونه ولو كانوا عرباً مسلمين؟ إن فرنسا دولة صديقة للعرب والمسلمين، ورئيسها جاك شيراك يساند كل قضايانا العادلة، مثل الدفاع عن حق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة في غزة والضفة المحتلتين، وبفضله استطاع المغرب بعد وفاة الملك الحسن الثاني أن يجتاز مرحلة الانتقال بسلام رغم أن وزير الداخلية المغربي السابق إدريس البصري كان يشوش على جلالة الملك محمد السادس لإحداث فتنة داخل الأسرة المالكة، وهو أيضاً يدافع عن الرئيس عبد العزيز بوتفليقه ضد قيادة الجيش التي تريد أن تتخلص منه بأساليب غير قانونية، كما أكد لي صديقان مغربي وجزائري مضطلعان على خفايا الكواليس، فأرجو ألا نقلب الأمور وضع الأصدقاء في موقع الأعداء، ففرنسا ورئيسها جاك شيراك ليسا ضد الإسلام والمسلمين كما يدعي المتأسلمون.



#أشرف_عبد_القادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشكلة المتأسلمين مع شيخ الأزهر ليست في الحجاب بل في تصفية ال ...
- رداً على واصف منصور: الأمية ليست فضيلة بل رذيلة وأمة اقرأ لا ...
- د. سيد القمني في حديث غني - إصلاح الإسلام فرض وواجب حتى لا ن ...
- نداء إلى نساء العراق لا قهر ولا وصاية للمرأة بعد اليوم
- د. سعد الدين إبراهيم مثال لمثقف القرن الحادي والعشرين يجب أن ...
- حمداً لله أن الحقد الإسلاموي الأعمى لم ينفجر في -الأحداث الم ...
- حديث صريح جداً مع الرئيس السابق صدام حسين
- صدق أو لا تصدق الشيخ يوسف القرضاوي يتزوج بطفلة تصغره بستين ع ...
- حوار مع الدكتور محمد عاطف أحمد السيد طنطاوى
- الحجاب- ما له وما عليه
- النوم في العسل و التفكير بالوهم
- 13/12/2003 يوم سيذكره التاريخ
- حديث مع مربي الأجيال المفكر جمال البنا- شقيق حسن البنا- العل ...
- فريدة النقاش في حديث صريح - نحن في حاجة إلى تأويل النص الدين ...
- الموقع الضرورة
- رسالة مفتوحة إلى الرئيس مبارك من أجل وقف مسلسل العنف الكريه ...
- مؤرخ مصر المعاصرة: الدكتور رفعت السعيد في حديث مثير وعميق
- رسالة إلى روح دلال..!
- بل هناك -اجتهاد- مع النص!


المزيد.....




- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية ...
- بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول ...
- 40 ألفًا يؤدُّون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- المقاومة الاسلامية في لبنان تواصل إشتباكاتها مع جنود الاحتلا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا للاحتلال في مستوطنة ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أشرف عبد القادر - هل تكره فرنسا الإسلام والمسلمين؟!