باتت البرامج الحوارية المتنوعة، خصوصا السياسية، والفكرية، والثقافية، التي تقدمها القنوات الفضائية عملا جذابا للمشاهد ، تدلل عليه كثرة المتصلين بالهاتف والفاكس ...
ومع هذا يبدو أن بهذه الحوارات مطبات عدة ، خصوصا للشخص الذي يفتقد للحيوية ،وسرعة
البديهية ، والجاذبية في عرض الفكرة والدفاع عنها.
وأسطع مثال ما نراه في برنامج الاتجاه المعاكس، فرغم التهريج الذي يطغي على اغلب حواراته
نرى أن من يتحكم بمجريات الموضوع رغم تدخلات مقدم البرنامج في صل الاستفزازية ، هو من
يتقن الية وفن الحوار واعتقد ان هذا الفن واساليبه ستنتشر في المستقبل تصاعدياو ارتباطا بانتشار الفضائيات،وتاكيدا على اهمية المادة المرئية التي تسهم الان وبقوة بتشكيل وعي المشاهد.
اغلبنا شاهد الحلقة التي كان ضيفيها كاتب اسلامي وكاتب علماني هو الباحث السيد القمني . والمادة المطروحة للنقاش هي؛ هل مناهجنا التربوية تنتج وتفرخ ارهابا.وشاهدنا كيف استطاع القمني من التحكم في الحلقة وكيف لجم حتى في صل عبر تمكنه من المادة المناقشة وملمسيته في طرح الفكرة
وطريقته الجذابة في عرض معلوماته وعدم تخوفه من وصمه بالعلمانية او تكفيره.
على العكس من ذلك فهناك كتابا مرموقين على الورق ولاكنهم يوقعون فريسة هذا الحوارخصوصا اذا ماعرفنا ان هذه الحواريات تطغى عليها طابع السرعة ووجود شخص مقابل يحشد عدته المعرفية والهجومية،لذا يتطلب التدرب على هذا النوع من الفن، وابتكار اساليب جديدة له.
الحوارات المفتوحة على الفضائيات تختلف عن الحوارات على صفحات الجرائد ، او على صفحات الانترنيت كونها تعطي فرصة زمنية للرد على الفكرة المقابلة ،والتروي في انتقاء الحجة المناسبة
للرد،وهذا الامر لايمكن ان يتم بسهولة في الحوار المباشر. لذا الالية التي يشتغل عليها المحاور على صفحات الجرائد والانترنيت تختلف عن حواريات الفضائيات.
ومن خلال متابعاتنا للحواريات التي تتم على الفضائيات كم شعرنا بالم وحزن على كاتب نعرف انه متمكن من المادة المطروحة للنقاش ولاكنه يهزم بحكم اسلوبة وافتقاره للسلاسة وضعف ايراده للامثلة
بينما نرى محاوره رغم ضعف امكانياته المعرفية ولاكنه يجيد فن واسلوب الحوار والتقاط الفكرة وعرض المادة .