|
ضمان حرية الفرد نتاج النظام السياسي و الثقافي المترسخ في البلاد
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 2457 - 2008 / 11 / 6 - 08:56
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
قبل ان نحدد ما هي الحرية التي يجب ان يتمتع بها الفرد من حيث ما عليه الواجبات و ما له من الحقوق من الجانب النفسي و المعرفي ،و يمكن تحديد الاطار الذي يدور فيه الفرد كحامل لموقع و ركيزة و اساس اجتماعي ، و هو الشخصية المتكونة من الابعاد و النزعات الفكرية و الاجتماعية و الجغرافية لموقع معين. لابد ان نذكر ان النظم المتعددة المعروفة في العالم ، لكل منها نظراتها العامة و تشخيصها و تعريفها الخاص لحرية الفرد المنطلق من قراءتها للمجتمع و ما يخصه و المصالح العليا بشكل عام. اي ان الفرد كحامل و متمتع بخصائص و مميزات ترترع فيه من الثقافة و القيم و الدين و التاريخ و التراث و الطقوس والعادات و التقاليد و الوضع الاقتصادي و المباديء الحقوقية العامة يختلف عن الاخر من بقعة لاخرى، حسب تلك المفاهيم و النظم الاجتماعية العامة الذي تُثبت العديد منها في صفات وسلوك الفرد او يمتلكه الفرد لااراديا دون ان تُفرض عليه. عندما يولد الفرد و يتبنى الكثير من الصفات حسب ما موجود فينمو و من ثم يتمتع بالبنى الفردية الفيزيائية الحاملة للعقلية التي يحددها المجتمع بكل جزئياته من العائلة الى القبيلة و العشيرة و موقع العمل و التربية و التعليم الى الشارع و ما موجود فيه، و له حق العيش و الحياة و ليس لاحد ان يسلبه منه مهما بلغ مستوى تخلف المكان الذي صادف نشوئه فيه. النظام السياسي الثقافي الاجتماعي هو العامل الحاسم لنوعية و شكل نمو الفرد بعد العائلة ، و يبدا الصراع من كافة الجوانب و النواحي الخلقية و النفسية و الفكرية المكتسبة و الغرائز و الموروثات الحياتية الطبيعية، و الوضع الاجتماعي الثقافي المتخلف يفرض عليه خنق و كبت غرائزه و ميوله و حجبها عن المحيطين ، و ربما يخضع للارادة العامة للمجتمع و العائلة و القبيلة و العشيرة و يتماشى مع الموجود او يتمرد على الواقع من الناحية النفسية او الفكرية الثقافية، و الفرد يكون في لب التفاعل المباشر منذ ولادته مع الاطار العام للنظام السائر و هو ضمن معادلة عامة مع افراد اخرى و يكتسب من القيم و المباديء و العادات من العائلة و المجتمع مع التربية التي تبناها العائلة و المجتمع ايضا ، و يكون حجم حريته محدود من العائلة و القبيلة و المجتمع الا ان يخضع لمؤثرات التناقضات التي تبدا تتشكل في مسيرة حياته الفكرية و المعرفية و لابد ان يستقر على ما يترسخ في عقله و يؤمن به و يسير عليه ، و ربما يتعرض للاصلاح و التغيير ان كان منفتحا على المتغيرات التي تجري في مسار الحياة بين لحظة و اخرى و في كل موقع . هذا بشكل عام و في ظل نظام اجتماعي وهو يعيش نفسيا و بايولوجيا حرا طليقا، اما ما تفرضه الانظمة و القوانين الفكرية السياسية الاجتماعية تصنع قيود و اطر تُخضع حرية الفرد للضوابط من اجل رفع مستوى المباديء التي تكون للصالح العام، و هذا هو النظام الذي ينشا بالتطور و النمو الطبيعي الفكري و العلمي. و من هذا المنطلق الاجتماعي المعرفي والنفسي لنشوء الفرد ، يمكن ان نقيم اي من الانظمة السياسية الفكرية في صالح الفرد بشكل عام، الراسمالية ام الاشتراكية ام الليبرالية المتعددة الانواع. ان كانت الحرية المطلقة و من دون اي قيود او ردع لاي فعل صادر من الكائن الوارث للقيم الواقعية و الحامل للغرائز الوراثية دون التاثر بالتطور الذي يجب ان تسير عليه الحياة ، و كل همٌ مروجي هذا الفكر هو سيطرة فئة صغيرة و مستفيدة على الاكثرية كما هو الحال في الراسمالية ام الحرية النسبية المقيدة بالشروط و الاطر المحددة لمسيرة الفرد الضامن لتقدمه و نموه الطبيعي و ملائمته لما تستوجبه الحياة و تعود اليه تلك المنفعة الشخصية الفردية و للمجتمع ايضا كما هو الحال في الاشتراكية . اما الحرية في العمل والسلوك والمباديء العامة و الثقافة و الاعلام و الاقتصاد الذي يعود بالخير و الربح و السيطرة لفئة معينة على حساب الاكثرية لعدم وجود قوانين و شروط لمنع استغلال الثغرات و القوانين من اجل المصالح الخاصة كما هو الحال في الليبرالية، فيؤدي الى نشوء الفرد التابع . و مرً العالم و جرًب هذه النظم الثلاثة و لكن بشكل مختلف ،و ما هو المراد هو اي نظام يوفر الحرية الفردية من دون الاضرار بالمجتمع على ان يكون الاساس في العمل هو ضمان حرية الفرد بالاستناد على ضمان و توفير العدالة الاجتماعية و المساواة و عدم الاستغلال و الاحتكار الذي لم يترسخ بعد، و هوما يمكن تطبيقه بشكل واسع في المرحلة المقبلة من مابعد النظام العالمي الجديد و التغييرات الحاصلة التي فاجات الجميع. و يتوقف ضمان حرية الفرد كهدف منشود على المستوى الثقافي السياسي الفكري العام المترسخ و هو نتاج الافكار العقلية التقدمية التي تضع مصلحة الاكثرية في ميدان البحث في تنفيذ القوانين و تطبيق الافكار ، مع ضمان حقوق الفرد ضمن الحق العام للمجتمع.
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نبحث عن اي نظام سياسي في العراق؟
-
قانون الاحوال الشخصية و حقوق المراة في كوردستان العراق
-
ضعف القوى اليسارية في الشرق الاوسط
-
ما بين الثقافة و السياسة في العراق
-
تهجير المسيحيين في هذا الوقت لمصلحة من؟
-
كان الدكتاتور عادلا في ظلمه لكوردستان و الاهوار معا
-
حان الوقت المناسب لاستنهاض اليساريين في الشرق الاوسط (2)
-
حان الوقت المناسب لاستنهاض اليساريين في الشرق الاوسط
-
عدم انبثاق مجموعات الضغط لحد الان في العراق !!
-
اية ديموقراطية تحل الازمات في العراق؟
-
لو كنت امريكيا لمن كنت اصوت؟
-
لماذا لا يثق المواطن الكوردستاني بالسلطة السياسية
-
حزب العمال الكوردستاني و الحكومات التركية المتعاقبة
-
تفشي حالات الشذوذ في العراق
-
اين النخب الفكرية من الوضع الراهن في العراق
-
هل انتهى عهد الراسمالية العالمية بعد الازمة المالية ام .....
...
-
هل انتهى عهد الراسمالية العالمية بعد الازمة المالية ام......
...
-
انغلاق الاحزاب الكوردستانية على نفسها
-
السلطة العراقية و مصير سلطان و الكيمياوي
-
المجتمع الكوردستاني بين العقلانية و العاطفة
المزيد.....
-
السعودية.. إحباط محاولة تهريب أكثر من 1.2 مليون حبة كبتاغون
...
-
القبض على وشق بري يتجول بحرية في ضواحي شيكاغو
-
إصابة جنديين إسرائيليين في إطلاق نار قرب البحر الميت .. ماذا
...
-
شتاينماير يمنح بايدن أعلى وسام في البلاد خلال زيارته لبرلين
...
-
كومباني: بايرن يسير في الطريق الصحيح رغم سلسلة نتائج سلبية
-
سرت تستضيف اجتماعا أمنيا
-
انطلاق الاجتماع السنوي لمجلس أعمال بريكس
-
ميزة جديدة تظهر في -واتس آب-
-
يبدو أنهم غير مستعجلين.. وزير الدفاع البولندي ينتظر -أغرار-
...
-
قوات اليونيفيل: تم استهدافنا 5 مرات عمدا
المزيد.....
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
-
فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال
...
/ إدريس ولد القابلة
-
المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب
...
/ حسام الدين فياض
-
القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا
...
/ حسام الدين فياض
المزيد.....
|