عدنان شيرخان
الحوار المتمدن-العدد: 2456 - 2008 / 11 / 5 - 08:43
المحور:
المجتمع المدني
يؤمن كثيرون ان من مهام وواجبات منظمات المجتمع المدني سد وشغل المساحة التي تفصل بين المجتمع والسلطة، والتي تتمثل في اغلب الاحيان بالحكومة، في هذه المساحة الشاسعة خاصة في الانظمة القلقة التي ترغب باعتماد الديمقراطية آلية للحكم، عشرات القضايا المهمة والمصيرية، على المنظمات ان تكون حاضرة وفاعلة، ولها راي واضح وصريح في كل قضية، لاسباب عديدة ربما يعمد البعض الى التبرير بالقول ان الصمت يعبر مرات عن موقف يكون ابلغ من الكلام، ولكن ليس في قضايا مصيرية تهم مستقبل البلاد.
العراق من شماله الى جنوبه مشغول ومنذ اكثر من شهرين بقضية الاتفاقية الامنية العراقية الاميركية، ونحن في هذه الايام بالتحديد في مفصل حرج من القضية، ولم نسمع او نقرأ مواقف وعلى ادنى درجات الاهمية لمنظمات المجتمع المدني بشأن الاتفاقية، ولا شرح بنودها، والاثار المترتبة على قبولها او رفضها. وكان بالامكان تقديم صورة واضحة المعالم لجميع هذه الامور، لان المواطن وجد هيمنة تداعيات عجيبة في المواقف من الاتفاقية الامنية، بدأت بالاغرب وهو اعطاء اراء في الاتفاقية دون الاطلاع عليها، وكل الذي حدث تسريبات من اوساط المتفاوضين لايمكن الركون اليها.
وصلت المواقف من الاتفاقية الى اقسى التباين، بين السياسين طبعا، وهذا امر بات طبيعيا، ولكن الموقف من هذه الاتفاقية والتعامل طرح انطباعا عاما يهيمن على المشهد السياسي، مؤاده ان ثمة بونا شاسعا يكبر عرضا وطولا بين العملية السياسية والمواطن. كان من المفترض وعلى اضعف الايمان ان تطلب منظمات المجتمع المدني ان يعرض نص الاتفاقية الامنية بصيغتها النهائية على التصويت الشعبي، وعلى نحو ما تفعله الدول الديمقراطية الغربية في الامور ذات الاهمية والشأن الخطير. وحتى وان رفض طلب المنظمات لان اميركا رفضت مسبقا اي تصويت شعبي على الاتفاقية، لكانت النظرة الى دور منظمات المجتمع المدني انتقل الى قليل من الايجابية والفعالية والتفاعل مع قضايا الشعب، وليقال دائما نحن هنا ..
لن تفيد منظمات المجتمع المدني العراقية ان تبقى اسيرة النظرة الساذجة، والتي لا تغادر صور توزيع المساعدات على المحتاجين، دون الوغول الى عمق قضايا المجتمع الملحة والمصيرية، عليها النظر الى نفسها ودورها بمزيد من الاهمية والجدية، ولتكن واثقة لن يأت احد ليقوم الدور مكانها، انما هو تأريخ تسطر الاحداث والمواقف سطوره، ولم يفت الاوان، لاي دور مهم ...
#عدنان_شيرخان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟