أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - فالح الحمراني - عالم من ورق














المزيد.....

عالم من ورق


فالح الحمراني

الحوار المتمدن-العدد: 2456 - 2008 / 11 / 5 - 08:22
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


استيقظ الملايين من البشر في مختلف انحاء المعمور ليجدوا انفسهم وقد خسروا بلحظات جزء كبير مما وفروه على مدى سنوات طويلة من الكدح واللهاث والتعب نتيجة الازمة المالية العاصفة. وانتقلت تداعيات انهيار مؤسسات مالية كبرى في الولايات المتحدة الى البلدان الاخرى لتخلق صعوبات جمة على مجمل مرافق الحياة فيها، وانهارت امال كبيرة والغيت برامج وخطط شخصية وعائلية ودولية كانت قد اقيمت عليها الامال ووضعت لفترة طويلة.
لم تكن تلك الانهيارات مفاجئة بالكامل فالازمات المالية دورية وتهز العالم من حين الى اخر، ولكنها احدثت هذه المرة صدمة مؤلمة ومحبطة لدرجة انها دفعت بالعديد حتى للانتحار، وجاءت على خلفيات تأكيدات غير دقيقة من ان الرأسمالية برهنت على انها السبيل الوحيد لضمان حياة كريمة ومرفهة للانسان وان لامكان لنظام اقتصادي دونها.لكن الانهيارت دفعت لشعور الكثيرين بانهم لم يقفوا في ظل الرأسمالي او على الاقل بشكله الراهن، كما كانوا يعتقدودن على قاعدة صلبة ولم يتمتعوا بحصانة مأمونة لحياتهم الحالية والمستقبلية، لهم ولابنائهم, لقد انهارت كل الخطط في لحظة ليكتشتفوا انهم يعيشون في حقيقة الامر في عالم هش من الورق، قابل للانهيار في اية لحظة، وان الشعور بالاطمئنان فيه لايعدو غير وهم.
ان الانهيارات المالية في انحاء المعمورة خلقت حالة من الذعر وعدم الثقة بالمستقبل وباركان النظام الاقتصادي القائم.
والقضية زحفت لتثير هواجس حتى الناس العاديين الذين لم يمارسوا لعبة الاسهم ولم يرتبطوا باي شكل من الاشكال بالنظام المالي العالمي. هناك خوف من انحسار الضمانات الاجتماعات وتعمق التضخم المالي وغلاء الاسعار على كافة مرافق الحياة، وتعويم العملات بصورة مكشوفة ام خفية، وبكل ما تجر خلفه تلك الاجراءات من تداعيات من ارتفاع الضرائب الى وقف التسليف والقروض. والحديث بكل هذا يدور ليس عن سكان الدول النامية وحسب بل وعلى الدول الغنية حيث المليار الذهبي الذي اعتاد على بحبوحة العيش ونمط حياتي مزدهر. وما سيصاحبها من اعراض معنوية بما في ذلك فقدان الثقة والعيش في عالم من الصعوبة الايمان فيه بشئ.
ان عالمنا اليوم يحتاج اكثر منه في اي وقت مضى الى التمعن اكثر بحالته بمدى التزامه بقيمه المعلنة بالاخاء والمساواة والحرية التي تحولت الى شعارات شكلية .لقد انتهكت البشرية ومنذ زمن طويل كل ما شأنه ان يحفظ لحياتها التوازن والتعادلية بين مكونات الحياة الاجتماعية والطبيعة، ومهدت بذلك للسير نحو عالم هش معرض في كل لحظة للهزات والصدمات والحروب، والطبيعة نفسها لم تغفر لنا ايضا كل ما اقترفت البشرية من خطايا بحقها فازدادت الزلازل الارضية والفيضانات والعواصف والحرائق التي بلغت ذروتها في السونامي بجنوب اسيا المروع الذي اودى بحياة البشر ودمر المدن.واصبح الخطر محدق بالجميع ن دون استثناء.وكان بالحق ناقوس خطر.
ان البشرية اليوم مدعوة اكثر منه في اي وقت مضي ان تضع الخطط الجديدة للمراجعة والتخطيط لاقامة اصول نظام دولي يقوم على الاسس الاخلاقية التي تضمن العدالة والمساواة والتكافل وتوازن المصالح بعيدا عن الاحتيال وامتصاص واستغلال جهود الاخرين افرادا وشعوبا، عالم يوفر الشعور بالامان الحقيقي ويكفل الحياة الكريمة قائم على التعادلية والتوزان ويفجر طاقات العمل والابداع والخير.وتلوح هذه الاهداف مثالية فقط لانها تطرح على خلفية عالمنا المرتبك الذي فقد مؤشرات الطريق نحوها.



#فالح_الحمراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى يكتشف العرب روسيا الاخرى؟ على هامش زيارة القذافي لموسكو
- المواجهة في القوقاز تتحول الى مواجهة بين روسيا والغرب
- قرار ميدفيديف بين الترحيب والمخاوف
- وراء كواليس السياسة: اوسيتيا الجنوبية وابخازيا والمقايضات ال ...
- اسيتيا الجنوبية: من الحرب الساخنة الى حرب الدبلوماسية
- الغرب يشن حربا غير عادلة على روسيا
- حرب جديدة لاهداف قديمة في القوقاز
- كلمة في سولجينيتسين : بمناسبة رحيله
- في عصر التطورات العاصفة: الروس يصوتون لستالين
- ايتماتوف: رحلة ابداع طويلة
- روسيا بين اوباما وماكين
- روسيا تدخل الصراع على كردستان
- ماذا تنتظر روسيا بعد استلام ميدفيديف صلاحيات الرئيس
- مستشرق روسي يتهم المملكة العربية السعودية
- ماذا سيحل بالعالم بعد استقلال كوسوفو؟ رؤية روسية
- هل يصلح الزيباري بموسكو ما خربه الشهرستاني؟
- من يحلم - بازاحة - بوتين ؟
- الغرب ضد بوتين
- نهاية الحلم الكردي؟
- ظاهرة بوتين


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - فالح الحمراني - عالم من ورق