أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - ثائر زكي الزعزوع - الولايات المتحدة ومحنة الرئيس العتيد















المزيد.....

الولايات المتحدة ومحنة الرئيس العتيد


ثائر زكي الزعزوع

الحوار المتمدن-العدد: 2455 - 2008 / 11 / 4 - 00:41
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


منذ أن أعلن باراك أوباما نيته الترشح لرئاسة الولايات المتحدة الأميركية، لم تتوقف لحظة أقلام الكتاب عن التنبؤ بما سيكون عليه المستقبل السياسي الأميركي إذا نجح أوباما في مسعاه لدخول البيت الأبيض، كما لم تتوقف البرامج الحوارية على مختلف القنوات الفضائية العربية منها على وجه التحديد عن استضافة محللين وخبراء سياسيين واجتماعيين بل وعقائديين، وكلها تدور طبعاً حول حظوظ أوباما وحظوظ ماكين، ولماذا يرجحون كفة هذا على ذاك أو العكس...
طبعاً محللونا في استقصاءاتهم لم يوفروا جهداً في الحديث عن ديمقراطية الولايات المتحدة المزعومة، وكان شاهدهم الدائم ما حل بالعراق، وبأفغانستان، وإلى آخره من الدول والبلدان التي ترى الولايات المتحدة فيها مجالاً لفرض سطوتها.
طبعاً، يحق للجميع الكلام ما دام الكلام مجانياً، أي أن صاحبه لا يدفع نقوداً بل إنه يقبض نقوداً، وحجوزات في فنادق فخمة، فقط ليطل على الناس ويتفوه بتلك التحليلات العبقرية...
لا أظن أن الحالة كانت ستختلف لو أن هيلاري كلينتون استمرت في حملتها، عندها سيكون ثمة حديث عن إمكانية قبول امرأة في منصب رئيس للولايات المتحدة الأميركية، تماماً كما يجري الحديث عن إمكانية قبول أسود لأب مسلم رئيساً...
المحللون العرب يستطيعون بدهاء شديد الحديث عن الحالة الأميركية وتوصيفها خير توصيف، حتى أن منهم محللين سعوديين وكويتيين، أي من دول تؤمن بالحالة العشائرية في الحكم وهي لم تصل بعد إلى طرح فكرة الحكم أصلاً، ولم تناقش في يوم من الأيام فكرة النظام، سواء سلباً أم إيجاباً...
في مجتمعاتنا الرعوية بامتياز تبدو حال الراعي ورعيته باقية على حالها منذ عهود طويلة، وهي وإن تكن تغيرت في بعض الدول وأخذت أشكالاً ومسميات مختلفة إلا أنها لا زالت نفسها، وقادرة كل يوم على تطوير ذاتها بذاتها، من استنساخ ذواتها، وإفراز كل مرحلة جديدة على أنها إنجاز أو عطاء استثنائي...
ففي المملكة العربية السعودية مثلاً والتي تستمد اسمها من اسم العائلة الحاكمة فيها، لا يمكن التفكير_مجرد التفكير_في فكرة الحاكم، سوى على أنه كيان يستمد وجوده وشرعيته من ارتباطه ارتباطاً وثيقاً بالسماء السابعة، فهو خادم الحرمين الشريفين، المنزه كلياً عن الخطأ، والقادر على اجتراح المعجزات في كل كلام يقوله أو فعل يفعله، وعلى الرغم من هذا فإنه لم يعد مستغرباً أبداً أن يطل كاتب أو محلل سياسي سعودي، أو وسيلة إعلامية سعودية للحديث باستفاضة عن الواقع الانتخابي الأميركي، ثم الحديث عن حظوظ مرشح أسود لأب مسلم في رئاسة الولايات المتحدة الأميركية، وكأنك يمكن أن تفترض مجرد افتراض أنه قد يجوز لعربي أو مسلم مر على وجوده في السعودية أكثر من خمسين سنة أن يصير وزيراً بقرار ملكي لا بانتخابات ولا بأي شيء، وكأنه لا ينظر باستعلاء وفوقية إلى كل من هو ليس سعودياً، وينتمي إلى واحدة من العشائر والبطون والظهور وغير ذلك من المسميات القبلية التي لا تزال مقيمة لم تفارق مجتمعاتنا لحظة، أو هل تبوأ مسلم من أصول هندية أو إفريقية منصباً في المملكة في يوم من الأيام؟
2-
هذا بالنسبة لنا، وقد أخذت السعودية أنموذجاً كونها تمتلك، وحسب تقديرات غير رسمية، ما نسبته ثمانون بالمئة من وسائل الإعلام العربية، أي أنها صانعة الفضاء والورق الإعلامي العربي...
أما بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية، فإني أسمح لنفسي بأن أدلي بدلوي وأقرأ ما يحدث من فوضى ديمقراطية في الولايات المتحدة، ولعل نظرتي تكون مثل نظرة سواي قصيرة كوني مثل سواي لا أعرف من الديمقراطية سوى اسمها، وإن كنت قرأت عنها كثيراً، بل وحلمت بها كما حلمت بالحرية، وبأشياء كثيرة تبين لي فيما بعد استحالة تحققها أو تحقيقها في مجتمعاتنا ودولنا وأدمغتنا وإرثنا الثقافي والمعرفي، وإن كان بعض الكتاب يرى أننا أول من دعا إلى تطبيق الديمقراطية، مستنداً إلى "وأمرهم شورى بينهم" ولكن هذه الـ"أمرهم شورى بينهم" تظل مقولة لا وجود فعلياً لها على أرض الواقع ولم يعمل بها منذ أن قيلت ولا مرة واحدة، لا في حرب ولا في سلم، ولا في زواج ولا في طلاق...
في الولايات المتحدة ثمة فوضى سياسية خلفها بروز مرشحين اثنين كلاهما مصدر خلاف واختلاف، فأوباما مثلما أوضح عشرات الكتاب والمحللين "العرب" يشكل سابقةً في كل شيء، وأما ماكين فإنه كخيار أميركي يبدو أقرب إلى الواقعية لو لم يسبقه جورج بوش الذي قلب الطاولة الأميركية، والجمهورية تحديداً، رأساً على عقب، وأما لماذا يبدو ماكين خياراً واقعياً، فلأنه محترف سياسة وعسكري عتيق ابن عسكري عتيق، ولأنه يرضي النزوع الأميركي إلى السيطرة، وهو يردّد مثل بوش مقولات الحرب على الإرهاب، وإن كان أقل تشدداً فيما يتعلق بإيران وملفها النووي، إذن فإن ثمة تخبطاً لا مجال لإنكاره في مختلف الأوساط الأميركية، وهذا التخبط مرده إلى من سيعطي الناخب صوته، إلى أوباما الأسود ذي الأصل المسلم، الذي يحاول جاهداً نفي أي علاقة له بأي ماضٍ عائلي، بل ولو استطاع لمزق صور طفولته كلها، فهو كما يرى بعض الناخبين الأميركيين لن يستطيع الخروج من جلده، وسيعود إلى أصله، علماً بأن منافسته الديمقراطية السابقة هيلاري كلينتون التي تحولت إلى حليف له، قد استثمرت ما استطاعت ماضي أوباما العائلي لتشويه سمعته لكن دون جدوى...
قبل يوم من الانتخابات الأميركية نجلس منتظرين ما ستفضي إليه صناديق الاقتراع المتطورة جداً/ الإلكترونية، لعلها تقدم لنا رئيساً أميركياً جديداً مختلفاً، يحمل رؤى مختلفة عن سابقه الذي جعلنا ننظر إلى أميركا على أنها عدو، وكأننا ندٌّ لها لنعاديها أصلاً...
وإني أظن، وبعض الظن إثم، واستناداً إلى قراءات لمفكرين ومحللين غربيين هذه المرة، ويأتي في مقدمتهم فرانسيس فوكوياما صاحب نظرية نهاية التاريخ، أنها سواء آلت الأمور إلى أوباما أم إلى ماكين، فإن الولايات المتحدة الأميركية فقدت الكثير من عنجهيتها وبريقها الآخاذ، وأنها بحاجة إلى أكثر من هذين المرشحين، لتتجاوز أزمتها، وتعود قوية مثلما كانت قبل أن يورطها بوش في حروبه وأزماته الاقتصادية والأخلاقية، وحتى الثقافية...



#ثائر_زكي_الزعزوع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إيروتيك
- ملامح غير مكتملة
- ما بعد القمة...
- كانوا هنا...
- دمٌ أيها الحب!!
- ماذا تفعل حين تبصر مؤخرة جميلة؟
- حكاية عاشقين!
- أغنية عاشقين
- هكذا يرى الأميركيون بوش... فكيف نراه نحن؟
- بوش فقد عقله... ويصرخ: هل من مبارز!
- ماذا ستفعل أميركا بعد الهزيمة؟
- هنية على المعبر... يا لهذا الموقف المؤلم!
- يا سمير عطا الله العب غيرها
- ويا للأزهار، ويا للماء، ويا لي...
- أطفال العراق لا يعرفون (سانتا كلوز)
- 3709 لا، ليسوا فراشات
- كذبوا فصدّقنا...
- مؤتمر ثقافي... لهذا العراق
- فيروز والعلم والعراق
- ماالذي تفعله (الثقافة) في غياب النقد؟


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - ثائر زكي الزعزوع - الولايات المتحدة ومحنة الرئيس العتيد