العجيلي يدق المسمار الاخير في نعش التعليم العالي

فراس غضبان الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 2460 - 2008 / 11 / 9 - 05:02
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    

كنا ايام زمان نقف أجلالا لمن انهى الدراسة الابتدائية بل اننا عاصرنا زمننا يزف فيه الطفل الذي يتخرج من كتاتيب ( الملا ) ويحفظ القرآن أكراما لاجتهاده وعلمه ومثابرته وتميزه على أقرانه . ولكننا وللاسف ونحن في مطلع القرن الحادي والعشرين أصبحت عندنا الشهادات حبر على ورق وأصبحت الدراسات العليا ثمرة ينال منها من يستطيع ان يرميها بحجر ، او يجيد الوسائل المختلفة لتسلق أغصانها . نقول ذلك ونحن نرى ونسمع ونشاهد الكثير من الذي يحملون ( الدكتوراه ) و ( الماجستير ) و بما يلقبون ( بالاستاذية ) وهم ليس أكفاء ولايمتلكون ما يثبت أبداعهم في أختصاصهم أو عجزهم عن أقرانهم الذين تفوقوا عليهم بالممارسة العملية او بدرجات الشهادة العلمية. وعند البحث عن سر هذه الشهادات وحديثنا عن الشهادات الرسمية وليس المزورة ، نكتشف ان وزارة التعليم العالي نفسها تمهد الطريق للكثير من البلداء والمنافقين والمتزلفين للوزراء والمتنفذين في بعض الكتل والاحزاب ، ولعل أغلبهم من حملة الابواق لرموز النظام السابق من الرفاق والمحافظين ، وهم اليوم ذاتهم من الطبالين في الوزارات لهذا الوزير او ذاك الوكيل . وحولوا المكاتب الاعلامية الى وسيلة لتقاسم مبالغ الاعلانات والمناقصات التجارية مع المفسدين من مندوبي ( ومندوبات ) الاعلانات وتجار السحت الحرام .

ولم يكتفوا بذلك ولم تشبع بطونهم وانما استثمروا مواقعهم وسذاجة الوزراء الجدد للتوسط في قبولهم في الدراسات العليا خروجا عن المألوف وانتهاكا للضوابط التي تطبق على الفقراء والمتفوقين .

فقد أعتمدت الجامعات هذا العام الى مايسمى ( بأمتحان ) المنافسة استطاعت الادارات الفاسدة ان تستبعد من خلاله كل الاوائل بأعتبارهم لم يتجاوزو الامتحان وهذه فرصة لتمرير المئات من الذين دفعوا نقدا من الورق الاخضر والاحمر .

وسبق لبعض وزراء التعليم العالي المتواطئين ان اوصوا تمهيدا لتذليل العقبات امام المتخلفين من أتباعهم لاختراق ضوابط الدراسات العليا .

فقد أمر سامي المظفر بألغاء أمتحان الكفاءة في اللغة الانكليزية وكان سلاحا فعالا و ( فلترا ) مهما في أختيار الطالب الماهر عن الذي لايعرف يكتب اسمه بالانكليزية .

وزاد الطين بلة وزيرنا الحالي الذي اصدر ( فرمانه ) بقبول العديد من ( لوكية ) الوزراء في الدراسات العليا كونهم مبدعين في مجال ( اللواكة ) بأستثناء طبيعة التخصص او المعدل والعمر .

وبهذا دق العجيلي المسمار الاخير في نعش التعليم العالي الذي لم يعد عالي بسبب هذه السياسات المزاجية التي يتعامل فيها الوزير مع الضوابط العلمية وكأنها مالا شخصيا يهبه لمن يشاء ، ولا يدري ان في ذلك عدم انصاف وتجاوز على حقوق آخرين هم أكثر كفاءة ومنفعة للبلاد .

فأن كان الوزير يدري ويفعل ذلك فاقرأو صورة الفاتحة على الجامعات وعلى العلم والعلماء .

#فراس_غضبان_الحمداني (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات