أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عيسى طه - بالعربي نقول اعطيك بغشيش مااحلى كلمة حلوالغ (بالكلدوآشور)















المزيد.....

بالعربي نقول اعطيك بغشيش مااحلى كلمة حلوالغ (بالكلدوآشور)


خالد عيسى طه

الحوار المتمدن-العدد: 2455 - 2008 / 11 / 4 - 00:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دردشة على فنجان قهوة
لماذا بعضهم يتهم العراق بانه طائفي عنصري لم يهدأ له حال على مدى الاف السنين..!
هذا غير صحيح ......
التاريخ يقول ان اهل العراق الاصليون هم المسيحيون وان المسيحية هي دين اليسوع الذي جاء قبل مجئ الرسول وخاتم الانبياء محمد صلى الله عليه وسلم . والنبي عيسى عليه السلام وصف الدين المسيحي والذي جاء من اجله يسوع حاول ان يصلح من بني اسرائيل بعد ان توفى كليم الله موسى عليه السلام ولازالوا بني اسرائيل بين تائه بالصحراء وبطش الكلدانيين وحقد قورش الفارسي قد شردهم في ذلك الزمان وفي كل مكان وتاهوا اربعين سنة في الصحراء ومع كل هذا التداخل الديني بقت شعوبه متماسكة في العراق وبقي النسيج الاجتماعي قوي ومتلاحم وكل احداث العنف التي حصلت لم تحصل بين شعوب العراق وطوائفه بل بين فئة صغيرة ومتعصبي رجال رسميين من الحكومة.!
نحن المحامون فئة والفئة تظم طبقات والطبقات متعددة ومختلفة منهم برجوازي ومنهم كادح ينتمي (للبرتوليا) نرى بعض المحامين يشكلون طبقة ثرية يقودون سياراتهم المرسيدس الفارهة واخرون لا يجدون غير اقدامهم او باصات الامانة وسيلة لنقلهم.
وكان الثراء مقسم على فئات من المحامين.. ومن الاثرياء الذي كنا نغبط عليه المحامي نجيب الصائغ على اناقته المستمرة وكذلك نغبط على المحامي فرنسيس شماس على نجاحه بجمع الثروة ونلاحظ ان المحامين اليهود يمتازون بطروحات وسلوكيات قانونية غير مالوفة مثل سلمان شينا ونعيم بطاط وحسقيل شمعون يقابلهم رزوق شماس وانطوان شماس ونجيب سيسي من المسيحيين ولا يخلو الجو النقابي من محامون اسلام شقوا طريقهم عاليا مثل نصرت الفارس وعبود الشالجي وصادق كمونة.
النقابة من تاسيسها وحتى انتهاء دورها الفعلي على يد الاحتلال كانت كخلية نحل في ساعات العمل والترافع القضائي وابداء الراي في القضايا السياسية وتنظم بعض مسيرات ومظاهرات وتجلى ذلك في انتفاضة 1948 يوم خرجت النقابة تسير في مظاهرات حاشدة آنذاك كذلك في 1956 ايام الاعتداء الثلاثي وغيرهما من مواقف اثبت المحامون انتمائهم لتربة هذا الوطن ولازالوا.
هناك ثوابت اخلاقية وعادات حضارية في تعامل المحامي تجاه الموكل او الزميل وجاءت نصوص قانون المحاماة تؤكد على ذلك منها عدم قبول دعوى فيها محامي اخر الا بموافقة المحامي الذي لديه اضبارة الدعوة تحريرياً في حين ان مثل هذا النص لا وجود له في بريطانيا..!
عاش المحامون بكل محبة مع المجتمع ومع بعظهم رغم ان مهنتهم هي صراع بين الحقوق وصراع مع الشرطة وقوى الامن بالقضايا السياسية وتعاون جدي مع القضاء العادل .
لذا نجد علاقات المحامون مع القضاة موزونة وعلاقتهم مع جهات التحقيق متوترة ولكن بسلوك حضاري يتضمنه العرف ، ونجحت مواد قانون المحاماة الذي احتوى على نصوص امرة تجعل الاعتداء على المحامي بمثابة اعتداء على قاضي ينال المعتدي نفس عقوبة الاعدام التي هي جزاء من يجرم بحق القاضي .. وكل هذه الميزات شُرعت ايام تولي المرحومين نجيب الراوي وعيسى طه على مدى عشرون عاماً كانوا قضاء فيها.
الزعيم قاسم عَمر في عهده مالم يستطيع غيره ان يُعمر.. ومنها توزيع اراضي سكنية على النقابات وقد حصل المحامون على محلة متميزة بالقرب من المعرض الدولي في محلة الحارثية وكانت هذه الارض تعود لعبد الجبار حمود الطائي الضابط المتزوج من احدى الاميرات وقد نشطت لجنة فيها المحاميين صالح الشالجي ونافع هرمز سعيد بكافة اجراءات الفرز والتقسيم وايصال الماء والكهرباء لها ..وكان ذلك في الستينات واصبح اكثر من الف دار جميل يضم مجمع سكني لزملاء مهنة واحدة الا وهم المحامون ومااحلى هذه التجربة ونرى بالحارثية ثلاث اجيال ،نمت وكبرت وتزوجت وانجبت اطفال وهم على احلى العلاقات الحضارية رغم اختلافهم بالمذهب والطائفة والدين .. لا فرق بين اهل هذا الدار او ذاك ، لم يكن احد بينهم يكترث او يسئل عن طائفة جاره او دينه.. فعلى الجانب الايمن من داري كان يسكن الاستاذ عبد الوهاب السامرائي رئيس مدارس التربية الاسلامية وكان جاري الاخر على الجانب الايسر عدنان السهروردي وفي ظهر داري المدقق القانوني انطوان جبرائيل وكان رئيس محكة تمييز ومقابيلي الاستاذ ضياء شيت خطاط وعلاقتنا لم تكن الا علاقة ود واخاء وجيرة وكم من مرة ومرة حضر الاخ انطوان هرمز جبرائيل على مائدة افطارنا بتودد ورحابة صدر وكم كان شعورنا بالراحة يوم يصطصحبنا الى حفلة الكرسمس (اعياد المسيح) في نادي العلوية المعروف!
محكمة الكرادة الشرقية كانت محكمة يراجعها اغنياء المسيحيين الذين لهم مطالبات قانونية اذ انها تقع في مجال سكناهم والكرادة كانت تستهوي اخواننا المسيحيين لانها من المناطق الراقية الجميلة.
وكانت هذه المحكمة محل نشاطي المهني ومعي كثير من المحامين المسيحيين منهم الاستاذ فرنسيس شماس والاستاذ نجيب فيثي والدكتور عريس وكنا نتعمد ان نرتشف فنجان القهوة مدردشين في القانون ونوع الدعاوي التي سنترافع بها قبل ان يفتح الحاكم المرافعات اليومية وكان فرنسيس شماس من ابرز المحامين في تلك الايام وقد جاءت خبرته في القانون ان عمل كقاضيا فترة طويلة ومن المفارقات ان استاذنا شماس اضطر لتولي محكمة الاحوال الشخصية في النجف باكثريتها الشيعية يوم تمتع القاضي عيسى طه باجازته السنوية وكان يوقع القاضي الجعفري فرنسيس شماس هذا براي قمة التاخي وعدم تقبل الطائفية او العنصرية او الدينية وكنت اتعمد الملاطفة مع الاستاذ شماس قائل له كيف الحال بالكلدوآشور ويقول (لماحكيولخ) اي بمعني اني لا اريد ان اكلمك لانه تاخرت عن تقديم اللائحة القانونية.. ولرغم تصادم صراعات افكارنا القانونية ورغم كنت حينها بعمر ابنه كان حنونا مع المحامين الشباب وهو يخرج الحلويات ويقول هذه (حلوالغ) بغشيش لمجيئكم صباحا مبكرا ويشهد الله اننا في نهاية كل يوم من مرافعات صاخبة شرسة ولكننا نمسك ايادي بعضنا ونحن خارجين في نهاية الدوام الى سياراتنا خارج المحكمة .
هذا عراق الامس عراق المحبة والامن والسلام .. عراق لا يعرف الطائفية فاين العراق اليوم!!
عراق تركه اربعة مليون فيهم المسيحيون وفيهم الاسلام.. لان مساجدا قد دمرت وكنائس احرقت والكثير من الحسينيات فجرت ..
اليوم لازال القتل عشوائي حتى دون معرفة القتيل وهويته .. قد يكون القاتل مسيحي والمقتول مسيحي كما حدث في مجزرة ساحة النسور والمجرم شركة بلاك ووتر افرادها امريكيون مسيحيون .
في عمان نجد العراقيون بكافة طوائفهم وقومياتهم واديانهم يتالمون جميعا من قسوة الغربة والحياة واملهم بالله والرب وبكل الانبياء للرجوع والعيش بعراق الامن والسلام عراق الانبياء والاولياء.
بالتاكيد ان السماء تفتح ذراعيها للدعاء المظلومين العراقيين على كافة المذاهب والاديان الهاربين من الموت والمهاجرين من القسوة والجوع والظلم وكم كان سروري ان احضى بموظفة مسيحية العزيزة زكى وكم كانت على خُلق عظيم وبعيدة عن التفرقة والطائفية وهذا مايدفعنا ويقوي املنا ان لا مجال للاحتلال ان يوصل العراقيين الى الحرب الاهلية والتقسيم.

ابو خلود



#خالد_عيسى_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تفجير الكنائس يناقض الوحدة الوطنية
- دردشات من وحي الماضي
- عملية بوس اللحى ...مساومة مشبوهة على ثروة النفط العراقية
- كيف ينظر الاحتلال لبلدنا العراق وبأي عين
- ليس من الانصاف السياسي أنكار عروبة العراق ...!
- دردشات من عمق التاريخ القريب
- جراحات العراق تسيح بدردشات مأساوية
- دماء من تسقي ارض العراق؟
- حماس هي اساس قيام الاصلاح السياسي الفلسطيني واساس مبادرة صلح ...
- العراق سيخرج كالعنقاء من الرماد
- في القانون الانكليزي السكوت سياج لا يمكن اختراقه!!
- دردشات قصيرة ولكنها عميقة
- في رحاب العدالة والقانون هل تستطيع المحاكم حماية الديمقراطية ...
- الارضية الديمقراطية تمنع عنا التعصب الطائفي او القومي
- الفرق بين مقاومة الاحتلال.. ومقاومة صراع المصالح...!
- تمخض الجبل فولد فأراً...!!!!
- لنكن واقعيين في السياسة
- نعم للعراق الفيدرالي ولكن لماذا؟؟؟
- بعض الناس خلطوا الأوراق .... لحد أن ضاعت الحقيقة وغشا بصر ال ...
- توظيف الطائفية السياسية هو هدف لتقسيم العراق


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عيسى طه - بالعربي نقول اعطيك بغشيش مااحلى كلمة حلوالغ (بالكلدوآشور)