أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - خالد يونس خالد - تفاوت القيم الثقافية الوطنية وآليات العقل الأوربي المؤثرة في سلوك المهاجرين في المهجر - نموذج المحور العراقي الاسلامي الشرق أوسطي















المزيد.....



تفاوت القيم الثقافية الوطنية وآليات العقل الأوربي المؤثرة في سلوك المهاجرين في المهجر - نموذج المحور العراقي الاسلامي الشرق أوسطي


خالد يونس خالد

الحوار المتمدن-العدد: 2455 - 2008 / 11 / 4 - 09:05
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


بدءا أقول أن تفاوت القيم الثقافية الوطنية يبدأ بطريقة التعرف على الهوية في الشرق والغرب. وهذه الهوية المتباينة تتحكم بآليات العقل الشرقي والغربي في السلوك والمعاملات. وبما أن بحثنا يدور حول المهاجرين في أوربا ، فإننا نشير إلى آليات العقل الأوربي في سلوك المهاجرين من الشرقيين، ولا سيما العراقيين كمحور للبحث.

قال المؤرخ العربي فيليب حتي المعروف بثنائيته الثقافية اللبنانية الأمريكية، في معرض وصفه لعقليتين متباينتين في الجذور والأصول الثقافية "الشرق شرق والغرب غرب ولايمكن أن يلتقيا". كان فيليب حتي من الجيل القديم، من مواليد عام 1886، حيث لم تتوفر وسائل الإتصالات الثقافية آنذاك كما هي في عالمنا المعاصر، لكن في نفس الوقت ينبغي أن نفكر أن الأرضية الثقافية بخلفيتها وبنائها تختلف بين الشرق والغرب عبر العصور.
إذن كيف نفهم هذه المعادلة في تباين السلوك وما هي العوامل التي تؤثر فيها؟

إذا رجعنا إلى التاريخ فإننا نرى أن كلاً من الشرق والغرب قد تَعَرفَ على نفسه من خلال الآخر. فالشرق تَعرفَ على نفسه من خلال الآخر وهو الغرب المسيحي، وبالعكس. لا نذهب بعيدا في التاريخ، بل نبدأ بالعصور الوسطى وهي الفترة التي تتراوح من نهاية الإمبراطورية الرومانية الغربية في حوالي القرن الخامس الميلادي حتى قيام الدول الملكية وبداية الكشوفات الجغرافية الأوروبية وعودة النزعه الإنسانية وحركة الإصلاح الديني البروتوستانتي في بداية عام 1517. في هذه الفترة تعرفَت أوربا على نفسها من خلال الآخر. وهذا الآخر كان الأسلام، ولا سيما العرب، الدعامة الأساسية للإسلام.

التعرف على الهوية الأوربية المسيحية من خلال الآخر تبلور في الأحداث التالية للعصور الوسطى، وهي دخول أوروبا مرحلة بداية الحداثة ثم مرحلة الثوره الصناعية. وبعدها بلورت الهوية الأوربية تجاه الشرق الذي تحول في المنظار الغربي إلى الشرق الأوسط والشرق الأقصى. وعندما قام الإتحاد السوفيتي بعد الثورة البلشفية، تحول الصراع العربي الإسلامي – الأوربي الغربي إلى صراع القوة بين الغرب والسوفييت. وهنا بدأ الغرب يتعرف على نفسه من خلال الفكر المضاد، وهو الشيوعية. وبعد سقوط الإتحاد السوفيتي برز آخر جديد، وهو الشمال والجنوب. ثم تحول الآخر الثاني (الشيوعية) إلى الآخر الجديد، وهو الشرق. وبرز خطر أكبر وهو الآخر المعاصر (الإسلام والعرب) في الفكر المعاصر. من هنا نلاحظ أن الغرب بحاجة إلى الآخر للتعرف على هويته، والتأثير بآلياته الثقافية "المتحضرة" في فكره، على الهويات الأخرى لتقوية هويته والحفاظ عليها.

الفكرة الجديدة في عالمنا المعاصر كانت ""نظرية صراع الحضارات" التي جاء بها (هنتلغتون) لتحل محل نظرية فرويد المعروفة بـ "التقابل بين الحضارة الأوربية والتوحش الشرقي". لكن نظرية هنتلغتون جاءت بالدرجة الرئيسية لتعميق الصراع بين ثنائية ثقافية متباينة في جذورها وخلفياتها، وهي "الأنا الغربي المتحضر" والآخر الشرقي، وتحديدا "العربي الإسلامي المتوحش" في منظور الغرب. وهنا يأتي العامل الاقتصادي ولا سيما نفط العرب، وتطور الصين الصفراء. لكن محور الآخر الذي تتعرف أوربا هويتها المتحضرة من خلاله هو "العرب والإسلام". ومن هنا يحق لأوربا المتحضرة إمتلاك الأسلحة المتطورة والاقتصاد المتطور والموارد الطبيعية لأنها متحضرة، ومنع هذه الأسلحة والتطور الإقتصادي عن العرب لأنها غير متحضرة.

إذاً نحن أمام ثنائية فكرية متباينة تحكم العقل الشرقي والعقل الغربي. نحن أمام آليات العقل الأوربي المأثر على العالم (هنا تدخل إسرائيل أيضا) في المعادلة الأوربية الغربية، بغض النظر عن العامل الجغرافي في مواجهة العقل الشرقي، ولا سيما الشرق الأقصى والأوسط، وتحديدا {{ العقل العربي الإسلامي}} لأنه الآخر الفعال المهدد للهوية الغربية في دائرة العقل الأوربي.

السؤال هو، مَن يحكم هذه الثنائية؟
المركزية الإوربية الغربية هي التي تحكم من خلال النظام الرأسمالي العالمي، في مواجهة الآخر المتخلف من وجهة نظر التحضر المكون للهوية الأوربية الغربية، بغض النظر عن تقبلنا أو رفضنا للمعادلة.
إذن نحن أمام هويتين متباينتين، في ثنائية فكرية متباينة. من هذه الزاوية أحاول أن أشرح إشكاليات القيم الثقافية الوطنية في سلوك المهاجرين العرب والمسلمين، وتأكيدا، سلوك المهاجرين العراقيين من عرب وكرد وتركمان وغيرهم من جهة، ومدى تأثير آليات العقل الأوربي في هذا السلوك من جهة أخرى. ومن هنا يمكننا فهم حالة التناقض والتصادم، مع كل من الذات بسبب إشكالية الهوية العراقية، ومع إشكاليـة اندماج المهاجر العراقي مع وسطه الاجتماعي الأوربي. وعليه أبحث الموضوع في ثلاثة محاور مختلفة.

المحور الأول:
المحور الثقافي الوطني للمهاجرين، نموذج: المحور العراقي الشرق أوسطي

يتساءل المهاجر العراقي عن أسباب لجوئه إلى المهجر في خضم مجموعة التناقضات التي تتحكم في شخصيته. أهمها الصراع الثقافي في الوطن الأم {{العراق}} في إطار الدائرة الواسعة لمفهوم الثقافة التي تشمل كل مرافق الحياة الإنسانية. ربما أسمح لنفسي أن أتجرأ القول أن هناك صراع الثقافات في عقلية الإنسان العراقي بفعل العقليات المذهبية والطائفية والعرقية إضافة إلى التقاليد البالية والخرافات والحالة المأساوية التي عاشها الشعب العراقي في ظل أنظمة استبدادية متتالية، ولا سيما الصراعات السياسية والدينية وحتى الجغرفية التي عمقت الاختلافات الثقافية بالمفهوم الواسع للكلمة. فلا يجد المرء وحدة في الخطاب الفكري العراقي، ولا في الخطاب العقائدي. الأنكى من ذلك العداء بين التوجهات السياسية، ولاسيما طريقة التفكير العلماني والديني المتباينة. فما أكثر ما نقرأ كتابات الكتاب العراقيين بين هذه التوجهات المتباينة إلى درجة ممارسة العنف أحيانا بحق بعضهم البعض.

المهاجر العراقي يقرأ المتناقضات التي تؤثر على هويته الثقافية. يهرب من الاحتلال ومن حكم المتناقضات في الوطن إلى المهجر، فإذا به يقع في دائرة جديدة لا تسمن ولا تغني من جوع. هنا يجد نفسه في صراع بين الداخل والحاضر.
كان الخوف والهروب من استبداد نظام العهد الصدامي البائد إلى درجة التصفيات الجسدية والمقابر الجماعية. لكن بعد الاحتلال الأمريكي وقعت الهوية الثقافية العراقية في صحراء مليئة بالأشواك وحسك السعدان. وجد العراقي نفسه حافي القدمين بين الأشواك. فالوطن أصبح سلعة للاحتكارات الأجنبية، وميدانا للفساد المالي والإداري. وساحة للإرهاب وتقسيم الأدوار على حساب الوطنية والمواطنة.

هنا يطرح سؤال نفسه، وهو: ما مدى سلطة المواطنة في ممارسة الإنسان العراقي في بلده؟ هذا العراقي الذي يلجأ إلى أوربا وهو يحمل مواطنته المقيدة في زنزانة الاحتلال والظلم والصراع السياسي والطائفي بكل مظاهرها العنيفة. يأتي إلى أوربا وهو يبحث عن هويته الوطنية في المهجر، فيقابل هوية معارضة معبأة بآليات العقل الأوربي الجديد.

كان المواطن العراقي يفتخر بالدستور الديمقراطي الجديد بعد سقوط قصر الباستيل البعثي الصدامي، فإذا به يصطدم بواقع الإحتلال في بلده، ويرى أن أكثر الذين يخرقون مبادئ الدستور هم القابضون على السلطة ممثلة بالأحلاف الثنائية والثلاثية المبنية على المصالح الحزبية والطائفية والعرقية.
أين موقع الوطنية في كل ذلك؟

هنا تُطرح مجموعة من الأسئلة نفسها بإلحاح شديد
كيف السبيل للمواطن العراقي أن يجد هويته الثقافية اليتيمة، وهو أبن الوطن الذي كان يوما مهد الحضارات؟
كيف يوفق بين قوة جذبين متناقضين، قوة جذب الحضارة السومرية والبابلية والآشورية والعباسية ، وبين قوة جذب الصراعات السياسية والعرقية والدينية الراهنة؟
هذه الهوية التي تحكم فقدت سيادة الشعب في الحكم، وهي تتعرض للتدخل الخارجي في الشأن العراقي، حيث فقدان الحرية، وانعدام الحاجيات المادية الأساسية في الحياة، وسياسة المحاصصة وتوجيه السياسية التعليمية على أسس لا تساعد على نمو الشخصية الوطنية العراقية بقدر ما تساعد على تقوية عبادة الشخصية أو الانغماس في الدوائر المتناقضة التي ذكرناها، هذا ناهيك عن البطالة والبؤس الاجتماعي، وعدم وضوح الرؤية المستقبلية للإنسان البسيط. الأسوأ من كل ما ذكرنا فقدان حكم القانون والسلم الأهلي.
أجاد المفكر محمد عابد الجابري فيما يتعلق بالعرب والعروبة في المرجعية النهضوية: ". . . وإذاً فالتقابل بين العروبة والإسلام . . . لم يكن تقابلا ماهويا ، فلم يكن الاختيار المطروح هو أن نختار العروبة أو نختار الإسلام، بل كان الاختيار المطروح هو أي (الآخرين) يجب أن نقاوم أولا، وبالتالي أي السلاحين يجب أن نحرك في البداية: سلاح العروبة أم سلاح الإسلام؟ فالثنائية إذاً لم تكن ثنائية على صعيد الهوية، بل كانت على مستوى الأداة التي ينبغي تحريكها للدفاع عن الهوية وحمايتها".(1)

هذه الهوية المكونة من هذه التناقضات الداخلية تواجه تدخل دول الجيران من نفس الديانة ونفس العرق والقومية واللغة. يتساءل الإنسان العراقي عن إشكالية قوميته التي ينتمي إليها، وإشكالية الدين الذي به يحاربه الآخرين، وظلم بني جلدته الذي يتكلم بلغته، ويعتز بنفس العادات والتقاليد التي يفتخر بها من شهامة وفروسية. هنا يعاني من هويته الوطنية العزيزة. يأتي إلى أوربا أو إلى الخارج، ليجدد هويته الوطنية فإذا به يرى هذا الصراع بين الفسيفساء العراقي في الخارج أيضا. وفوق كل ذلك يواجه آليات العقل الأوربي التي نتحدث عنها في المحور الثاني.

من خلال ما تقدم أشير إلى بعض الإشكاليات التي تحكم المهاجر بشكل عام، والعراقي بشكل خاص:
- سياسة الاندماج من خلال المواطنة المزدوجة وثنائية الجنسية.
- هذه السياسة قانونية طبقا لقوانين بعض الدول الغربية، وتوافق عليها بعض قوانين دول العالم الثالث بما فيها العراق، مما يخلق لدى المهاجر ثنائية ثقافية، خاصة إذا فكرنا أن بعض الدول الغربية تطالب بضرورة إطلاع المهاجر على ثقافة البلد المتواجد فيه. وهذه الإشالية تؤثر تأثيرا كبيرا على أطفال المهاجرين، مما تنعكس على الأبوين أيضا.
- إشكالية الفكرة القومية البعيدة عن ممارسة الديمقراطية. فالهيمنة القومية ليست مشروعة من قبل القوميات الآخرى بدون آليات ديمقراطية.
- عقدة الماضي لدى المهاجر العربي، ومعه العراقي من عرب وكرد وأقليات طبعا، مما تجعل عملية التفكير بالمستقبل عملية صعبة. يشعر الربط بالماضي العربي الإسلامي، حيث كان يشعر أنه سيد العالم، بينما كانت الشعوب الأخرى تعيش في العصور المظلمة.
- إشكالية المواطنة في المهجر على أساس إزدواجيـة المواطنة، ولا سيما لدى المتجنسين، وضرورة الولاء للوطن الجديد ولو شكليا وقانونيا، في حين لا يجد التجاوب من الجانب الآخر الذي يحكم البلد. الأهم من كل ذلك شعور المهاجر العراقي بفقدان حقوق المواطنة، فجاء إلى بلاد المهجر يبحث عن هذه الحقوق التي تصطدم بثقافته.
- إشكالية المشاعر الوطنية – القومية في إزدواجية الانتماء. وطنه محتل، وهو يجد نفسه متواجدا في بعض الدول التي تساهم في عملية الاحتلال لوطنه.
- إشكالية المذهب لدى العراقيين إلى درجة الصراع عبر الحدود.
- إشكالية الدين . يشعر المواطن العراقي أنه يمارس حريته الدينية بحرية في المهجر، ولكن يواجه مشاعر معادية بفعل العمليات الإرهابية في بلاد المهجر، حيث ترجع أصابع الإتهام أحيانا إلى الدين الذي ينتمي إليه. وهنا يدفع المسلم ثمنا باهضا بفعل العمليات الارهابية التي راحت ضحيتها أرواح بريئة من مواطني بلاد المهجر. وطبيعي يقف عدد كبير من المهاجرين ضد هذه العمليات، ولكنهم مع ذلك يتعرضون للمضايقة على أي حال. هنا يشعر المهاجر بأنه مستهدف أيضا بسبب دينه رغم براءته. وقد وجهت أصابع الإتهام لبعض المهاجرين في بعض الدول مثل السويد والدانمارك وبريطانيا وأمريكا، وسيقوا إلى السجون. ولابد أن نشير إلى أن الإسلام برئ من هذه الممارسات، لكن فئات قليلة من المتطرفين يستغلون الدين لمصالحهم. وهذا التطرف موجود في جميع الأديان بين القوى المتطرفة الكاثوليكية والبروتستنتية في الدول الأوربية نفسها. وقد تعمق هذا الصراع بعد عمليات 11 سبتمبر الارهابية عام 2001 في نيويورك وواشنطن نفذت من قبل مجموعة إرهابية هناك.
- الخلفية الثقافية المتباينة بفعل العوامل السياسية والاجتماعية والفكرية والدينية والحضارية، وطريقة التفكير المتباينة، ولا سيما لدى الذين لايملكون الاستعداد لقبول الجديد.
- مشكلة الأقلمة في تفكير مجموعتين إثنتين حسب الدراسات التي أجريت في السويد بهذا الخصوص. مجموعة جاءت إلى بلاد المهجر للبقاء فيها وجعلها موطنه الثاني، وتَقَبل ما يمكن تقبُله دون التنازل عن الثوابت. ويمكن لهؤلاء الاندماج نسبيا في المجتمع الجديد. ومجموعة أتت من بلدها الأم بسبب الفساد والاستبداد والخوف والارهاب والفقر والمرض. هذه المجموعة يفكر بالرجوع إلى وطنه في الفرصة المناسبة، لذلك لا يجد في نفسه استعدادا لتقبل المجتمع الجديد.
- شعور المهاجر بأن أصحاب القرار في بلاد المهجر لا يثقون به، ولاسيما عندما يصعب عليه الحصول على عمل، ويصعب عليه تعلم اللغة، فيشعر بنوع من فقدان الثقة بالنفس. وهنا تلعب ميكانيكية الدفاع دورها فيجعل العتب على بلاد المهجر، يبرئ نفسه, فيقع في صراع بين فكرتين متناقضتين، فتتولد فكرة جديدة، قد تكون سلبية، تقوده إلى ممارسة العنف، أو المرض أو الكره.
- الصراع الداخلي لدى المهاجر العراقي، على وجه خاص، يلعب دوره عندما يجد أن السفارات العراقية لا تهتم برعاياها. لا دفاع عن العراقيين، ولا تمشية لمعاملاتهم إلاّ بدفع الأموال، وأحيانا أموالا طائلة، فيشعر بالغربة من بني جلدته أيضا، مما يؤثر على سيكولوجيته، فيشعر بنوع من الاشمتزاز تجاه القابضين على السلطة.
- البؤس الاجتماعي في بلده، ولا سيما عند أهله الذي تركه في الوطن بشكل من الأشكال . وقد لا يتخلص من هذا البؤس الاجتماعي، ولا يجد أحيانا مَن يساعده من المنظمات العراقية الموجودة بسبب ولائه السياسي لحزب قد يكون في صراع مع الحزب الذي كان ينتمي إليه في وطنه.
- إساءة فهم الحرية لدى البعض، وليس الكل، فيسئ ممارستها، ولاسيما عندما يجعل حدود هذه الحرية التي يعتبرها القانون مسؤولية.
- جهل بعض المهاجرين بقوانين بلاد المهجر، وفقدان الرغبة بالإطلاع على هذه القوانين، فتزداد المخالفات القانونية عن جهل أحيانا، وعن تخطيط أحيانا أخرى مما تقوي النزعة العدائية لدى أهل بلاد المهجر تجاه المهاجرين عن وعي أحيانا، وعن لا وعي أحيانا أخرى. ويكون التعامل لدى البعض تجاه المهاجرين ككل تعاملا قد يسبب الكراهية أحيانا، والخضوع الإرادي للأمر الواقع، أو التمرد على الواقع، مما يصعب على المهاجر أن يتقبل المجتمع أو لا يجد في نفسه الاستعداد للاندماج. وطبيعي هذه الممارسات تعمق العنصرية لدى فئات متطرفة من المعادين للمهاجرين، وبالمقابل يشعر المهاجر موانع نفسية لتقبل المجتمع الجديد. وأتأسف أن أقول أن هذه العنصرية موجودة أحيانا بين القوميات العراقية المختلفة في بلاد المهجر بفعل الصراعات العرقية في البلد الأم. وطبيعي يعلم العراقيون الصراعات الدامية بين الاحزاب العراقية المتصارعة هنا وهناك منذ تأسيس العراق القومي عام 1921.
- المهاجرون في غالبيتهم عاطلون عن العمل، ويشكلون عبأ اقتصاديا على البلد الذي لجأ إليه، من وجهة نظر العنصريين في بلاد المهجر.
- بعض الأسماء الإسلامية مثل محمد، أحمد، إسلام، مسلم، عمر، علي، حسين سببا تعيق توظيف العربي أو الكردي أو التركماني في الدوائر. الحجاب عامل آخر من عوامل الخشية لدى الإنسان الغربي بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، كما ذكرنا أعلاه
- تردد بعض المهاجرين بين الاندماج وعدمه بسبب الخوف من إضعاف الهوية الثقافية الوطنية، ظنا منه أن الاندماج يعني الانصهار أو فقدان الهوية الوطنية.
- استغلال المهاجر التسامح لدى الطيبين من مواطني الغرب، فيجنح البعض إلى التطرف الديني والقومي دون اعتبار للقانون. فعلى سبيل المثال يشعر الكردي المسلم بممارسة معتقداته بكامل حريته في المهجر وبدرجة أعلى وأنبل مما يمكن أن يمارسها في إقليم كردستان العراق، حيث هناك حرب على الإسلام والهوية الإسلامية، للتقرب من الغرب. والأنكى من ذلك أن الكردي العراقي والعربي العراقي يحتاجان أحيانا إلى الحصول على الفيزة من سلطات إقليم كردستان للسفر هناك مما يشكل إشكالا لدى المواطن العراقي في انتمائه الوطني.
- عنما نقرأ الإحصائيات السويدية عن نسبة الجرائم لدى المهاجرين، نجد أنها في نسبة أعلى بكثير مما بين السويديين. كما أن بعض المتجنسين من المهاجرين يساهمون في أعمال إرهابية عند زيارتهم لبلدهم الأصلي. ورغم أن أفراد مثل هؤلاء قلة قليلة إلاّ أنهم يشوهون صورة المهاجرين والمسلمين عند مواطني بلدان المهجر. وهذه الممارسات تؤثر على العراقيين من غير المسلمين أيضا. وتلعب أحيانا وسائل الأعلام دورا في تعميق تشويه هذه الصورة. وطبيعي تؤدي هذه الممارسات إلى إضعاف الهوية الوطنية لدى الإنسان العراقي . ولا يجد إستعدادا نفسيا للاندماج في الوطن الجديد، إذا استثنينا عددا قليلا من الذين ولدوا في الغرب، أو عاشوا فترة طويلة في الغرب حيث توجهوا إليه وهم صغار في عمر الشباب، فنجحوا بالاندماج في المجتمع الجديد.
طبيعي هناك أسباب كثيرة أخرى، ولكن لايسع المجال هنا لسردها.

المحور الثاني:
آليات العقل الأوربي وتأثيرها في سلوك المهادرين

أبدأ بنص أجاده المفكر العربي الجابري حين قال: "إنّ الوضع الثقافي الدولي الراهن يكرس الآن استراتيجية ثقافية جديدة: لقد حل الاختراق محل الاستتباع فتحولت التبعية الثقافية إلى عملية تكريس وترسيخ لثقافة الاختراق". (2)
إذا رجعنا إلى الوراء نجد أنَّ "ايديولوجية المركزية الأوربية" ربطت بين "المستقبل الماضي" و "المستقبل الآتي" في أوربا. وكرست {{الإيديولوجية البابوية في أوربا القرون الوسطى فكرة إنشاء أمبراطورية عالمية مبنية على جعل الفلسفة الدينية والإيديولوجيا السياسية في "اللاهوت". لكن هذه النظرة القديمة ، تغيرت في فكر الأوربيين إلى الحياة الدنيا بفعل قيام النهضة الأوربية وظهور الدول القومية وفصل الدولة عن الكنيسة حيث أصبحت النظرة إلى المستقبل على أنه شيء في يد الإنسان في هذا العالم وليس في العالم الآخر. واستنادا على ذلك فإنَّ "التقدم" يأتي بفعل عمل الإنسان وليس "ما تقدم". وفسروا "التقدم" الذي حصل "إعادة بناء تاريخ البشرية بالصورة التي تجعل التقدم الحاصل نتيجة لحركة التاريخ في الماضي ومقدمة لما سيحصل من تقدم أوسع وأعمق في المستقبل}}. (3)

هنا ظهر {{الاستشراق . . إقصاء للشرق وبناء للغرب" من طرف الغرب بهدف التعرف إلى ذاته وبناء هويته وأناه
كان مصحوبا بعمليات استعادة لذلك الشرق نفسه كموضوع للغرب، موضوع تجب معرفته للتمكن من السيطرة عليه}}. (4)

لجأ المستشرقون في بنائهم لـ "الأنا" الأوربي وإقصاء لـ "الآخر" وهو الشرق. وهذا لإقصاء شمل الجغرافيا والعرق والعقل والحضارة. نؤكد هنا على الاقصاء العقلي أولاً. فالشـرقيون، ومنهم من الشرق الأوسط، من وجهة نظرهم، "ذو عقول أدنى مرتبة من عقول الأوربيين".(5) أما الاقصاء الحضاري فـ "يتعلق الأمر بالعرب والإسلام خاصة . فالإسلام، عندهم، عدو الحضارة، وبالتالي عدو الغرب . . . هذه الأنواع من الإقصاء للشرق من طرف الغرب كانت من أجل أن يتعرف هذا الأخير إلى ذاته ويبني أناه".(6)

لكي نفهم آليات العقل الأوربي أو الغربي بوضوح ، نقرأ ما يؤكد المفكر العربي الجابري تحت عنوان "الأنا والآخر .. والذاكرة الثقافية". يقول: سنكون مخطئين إذا نحن اعتقدنا أن الغرب قد تحرر من تلك الخلفيات الثقافية الدينية التي كانت توجه فلاسفة التاريخ والمستشرقين وأنه الآن غرب علماني خالص، عقلاني براغماتي لاغير". (7)
ويضيف قائلا: "صورة العرب والإسلام والمهاجرين في وسائل الإعلام الغربية صورة غير موضوعية، صورة يتحكم فيها عنصران ذاتيان: الرغبة في نفط العرب (وإيران) والخوف من المهاجرين العرب والمسلمين الذين لا تستطيع أوربا إمتصاصهم ولا الاستغناء عنهم". (8)

طريقة تفكير العقل الغربي تكون جلية لدينا إذا فهمنا أن المهاجرين: يحتلون "إلى جانب النفط موقعا بارزا في صورة الإسلام كما تقدمها وسائل الإعلام الغربية عامة والأوربية منها خاصة. والواقع أن ربط الإسلام بالمهاجرين عملية فيها الكثير من التعسف . . . فمقولة (المهاجرون) في الخطاب الأوربي لا تعني شيئا واحدا محددا، فهم تارة أولئك الذين يقيمون في أوربا إقامة غير قانونية، ولكنهم، أو كثير منهم على الأقل، مقبولون للعمل سرا في الفلاحة أو في المطاعم والمقاهي والمعامل الصغيرة لكـونهم يقبلون أجورا منخـفضة ولا يطالبون بالحق في الضمان الاجتماعي . . . وهكذا فبينما يعمد الخطاب العنصري الأوربي إلى غرس العداوة للمهاجرين في نفوس الطبقات الفقيرة والمتوسطة بدعوى أنّ مشكل البطالة راجع أساسا إلى وجود اليد العاملة المهاجرة".(9) كما يهدد المهاجرون الهوية الوطنية للبلدان الأوربية.
من هنا يمكننا أن نفهم آليات العقل الأوربي في صنع صورة العرب والإسلام في الخطاب الغربي تجاه المهاجرين، حيث "العقل الأوربي لايعرف الإثبات إلاّ من خلال النفي، وبالتالي لا يتعرف إلى "الأنا" إلاّ من خلال "الآخر". وعليه فهو لا يستطيع التفكير في المستقبل إلاّ من خلال "سيناريوهات" يرسم فيها لنفسه "الآخر". "العدو المنتظر".(10)

المحور الثالث:
دور جمعيات المجتمع المدني العراقية والعربية من خلال الفعاليات الثقافية في بلدان المهجر؟

لابد من التأكيد على التعرف على الهوية الثقافية في بلاد المهجر والتفاعل معها، مع التأكيد أيضا على الهوية الثقافية الوطنية وتضييق الهوة بينهما نسبيا، ولكن ليس على حساب الهوية الثقافية الوطنية. يجب الحفاظ على الهوية الوطنية العراقية، والانطلاق من هذه الثقافة بثقة، للتفاعل المثمر مع المجتمع والاندماج معه، كعضو كامل النمو يمارس حقوقه ويقوم بواجباته في إطار القانون. من هنا يمكن تغيير الصورة النمطية لدى الجانبين، نحو الإيجابية. ويمكن تبلورها خلال التعاون الجاد بين المنظمات العراقية أولا ، والتعامل والتفاعل مع المنظمات الأوربية.
ويمكن هنا الإشارة إلى بعض أهم الفعاليات، وخصوصا على مستوى السويد:
- تأسيس جمعيات الصداقة العراقية - السويدية لغرض تبادل الثقافة وتنظيم فعاليات مشتركة. وأعتقد أن العراقيين متأخرون في هذه الفعالية، مما يجعل المهاجر يتقوقع في محيطه القومي الضيق.
- التعاون الجاد بين مختلف منظمات المجتمع المدني العراقية في بلاد المهجر بعيدا عن العداءات الطائفية والتطرف الإيديولجي اليساري واليميني، لغرض التأكيد على الهوية الثقافية العراقية. ومن خلال تقوية هذه الهوية، يتجرأ المهاجر العراقي أن يتعامل ويتفاعل مع الهوية الثقافية في بلاد المهجر.
- توعية المواطن العراقي بأن الهوية العراقية أساس الشخصية العراقية.
- احترام القوانين الداخلية لبلاد المهجر .
- الاندماج في المجتمع من خلال الحصول على عمل، أو الدراسة للحصول على دخل أو مساعدة دراسية.
- تجنب العمل الأسود.
- دراسة ثقافة بلاد المهجر للتعرف على المجتمع وكيفية التعامل مع المواطنين .
- الالتزام بالوسطية، والابتعاد عن التطرف الديني .
- التسامح وقبول الآخر بما فيه ديانة أهل بلاد المهجر .
- عدم ممارسة العنف .
- عدم الانعزال عن المجتمع .
- إيجاد قنوات مشتركة مع مؤسسات المجتمع المدني في بلاد المهجر من خلال مؤسسات المجتمع المدني للمهاجرين.
- الكف عن ممارسات التحايل على القانون. وهذه الممارسات مع الأسف منتشرة إلى حد كبير.
- المشاركة في حفلات عراقية سويدية مشتركة من خلال تعاون المنظمات العراقية السويدية .
ونقاط كثيرة أخرى يمكن دراستها من قبل المنظمات العراقية في المهجر.

ملاحظة: نشر قسم من هذه الدراسة في مجلة {{ايوان}} الثقافية، يصدرها إتحاد الجمعيات العراقية في المهجر، العدد2، 2008. هذه الدراسة مفصلة وموثقة أكثر من القسم الذي نشر في المجلة المذكورة. تنشر الدراسة لأول مرة في الإعلام الألكتروني.

هوامش
1. د. محمد عابد الجابري، مسألة الهوية – العروبة والإسلام والغرب، ط1، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت 1995، ص 36.
2. د. محمد عابد الجابري، المسألة الثقافية، ط1، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت 1994، ص 171.
3. محمد عابد الجابري، مسألة الهوية – العروبة والإسلام والغرب، مصدر سبق ذكره، ص119- 121.
4. المصدر نفسه، ص 127.
5. المصدر نفسه، ص 130.
6. المصدر نفسه، ص 131-133.
7. المصدر نفسه، ص 135.
8. المصدر نفسه، ص 167.
9. المصدر نفسه، ص 171-172.
10. المصدر نفسه، ص182.



#خالد_يونس_خالد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل نقرأ بوعي تاريخ الأدب العربي؟ قراءة نقدية
- حوار مع الناقد والإعلامي الفلسطيني نبيل عودة في بحثه -حتى يج ...
- أسمع محمود درويش يهمس في أذني
- استراتيجية حركات المجتمع المدني في العراق ودورها في البناء و ...
- حب كبير في عينيك
- تفكير في زمن النسيان – لقاء مع الفقيد الكاتب ناجي عقراوي
- زواج المسيار الإسرائيلي التركي وعدائهما للعراق والكرد بمبارك ...
- الخطوط التي تحكم التركيبة التركية في هويتها الثقافية المتباي ...
- لم تبق لي منها إلاّ الذكريات
- نحو مجتمع مدني ديمقراطي لكل العراقيين القسم الثاني
- حال الدنيا وعذابات الناس في فلسطين
- القدس في القلب
- اشكالية التنظيمات السياسية بين الأسلمة والعلمنة في دائرة الع ...
- حبي لبغداد
- لماذا الخوف من الوعي الاجتماعي في العراق عامة وكردستان العرا ...
- اشكالية قانون تقييد الرأي وطموحات تركيا في عضوية الإتحاد الأ ...
- ماذا يمكننا، نحن العراقيين، أن نستفيد من التجربة الديمقراطية ...
- في الذاكرة - خيارات السياسة الأمريكية تجاه القضية الكردية في ...
- حقوق المرأة والطفولة المعذبة واشكالية الثقافة والبؤس الاجتما ...
- يا قدس إننا عائدون


المزيد.....




- مشهد يحبس الأنفاس.. مغامر يتسلق جدارًا صخريًا حادًا بسويسرا ...
- وسط التصعيد الأوكراني والتحذير من الرد الروسي.. ترامب يختار ...
- انخفاض أعدادها ينذر بالخطر.. الزرافة في قائمة الأنواع مهددة ...
- هوكستين في تل أبيب.. هل بات وقف إطلاق النار قريبا في لبنان؟ ...
- حرس الحدود السعودي يحبط محاولة تهريب نحو طن حشيش و103 أطنان ...
- زاخاروفا: الغرب يريد تصعيد النزاع على جثث الأوكرانيين
- صاروخ روسي يدمر جسرا عائما للقوات الأوكرانية على محور كراسني ...
- عشرات القتلى في قصف إسرائيلي -عنيف- على شمال غزة، ووزير الدف ...
- الشيوخ الأمريكي يرفض بأغلبية ساحقة وقف مبيعات أسلحة لإسرائيل ...
- غلق أشهر مطعم في مصر


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - خالد يونس خالد - تفاوت القيم الثقافية الوطنية وآليات العقل الأوربي المؤثرة في سلوك المهاجرين في المهجر - نموذج المحور العراقي الاسلامي الشرق أوسطي