أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - أية آفاق أمام إعلان حزب العدالة والتنمية عن الفصل بين الديني والسياسي (14) ؟















المزيد.....

أية آفاق أمام إعلان حزب العدالة والتنمية عن الفصل بين الديني والسياسي (14) ؟


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 2454 - 2008 / 11 / 3 - 09:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إن حزب العدالة والتنمية المغربي لا يكتفي بالإعلان عن مرجعيته الإسلامية ، وإنما يحمل مشروعا مجتمعيا أبعد ما يكون عن المشروع المجتمعي الحداثي والديمقراطي الذي يعمل الملك على تحقيقه وحشد الجهود لإرساء دعائمه . فالأمر لا يتعلق فقط برفع شعارات الديمقراطية والحرية والعدالة ، بقدر ما يتوقف على مدى أجرأتها . فالحزب لا زال لم يُفعّل القرارات التي صادق عليها المؤتمر السادس ، وفي مقدمتها قرارات التمييز بين المجال السياسي وبين المجال الدعوي/الديني . وكون الأمانة العامة للحزب تتدارس موضوع المغراوي من زاوية أحادية حصرتها في ( إقدامها (= السلطات ) على إغلاق العديد من دور القرآن في عدة مدن ، وذلك في خرق سافر للمقتضيات القانونية المنظمة لمجال الحريات العامة وتنظيم الجمعيات ) ، معناه انحياز للجهة التي تشرف على دور الانغلاق هذه التي تنشر ثقافة الغلو والتطرف وفقه البداوة والتكفير . بينما كان من المفروض في الحزب أن يتصدى للمغراوي وضلالاته بمجرد أن أفتى بجواز تزويج القاصر ، خصوصا وأن الحزب يعلن انخراطه في المشروع المجتمعي الحداثي وصوت بنعم على مدونة الأسرة داخل البرلمان . واليوم ندرك ما كان يقصده السيد لحسن الداودي بعبارته التالية : ( كل الأحزاب منخرطة في مشروع الملك ولكن بحلول واستراتيجيات مختلفة). إذ اتضحت إستراتيجية الحزب وأبعادها من خلال مواقفه أو ردود فعله . ويهمنا التركيز على موقف الحزب من فتاوى المغراوي وإجراءات منع دوره من مزاولة أنشطتها التضليلية . ذلك أن فتوى المغراوي لم تأت صدفة بل كانت مدبرة بغرض استهداف مشاريع الإصلاح وعرقلتها ، سواء تعلق الأمر بمدونة الأسرة التي دخلت عامها الخامس وهي بحاجة إلى تفعيل بنودها ، أو بإصلاح التعليم الذي يستهدف إيجاد مقعد لكل طفل مغربي . ففي الوقت الذي تبذل الحكومة جهودها من أجل تعميم التعليم ومحاربة الهدر المدرسي خاصة في صفوف الإناث ، تأتي فتوى المغراوي لتناهض النسق الحقوقي والمسار القانوني والتربوي الذي ينهجه المغرب . إذن من يناصر المغراوي ويدافع عن "حقه" في نشر فتواه المضللة التي تسعى جادة لإجهاض مسلسل الإصلاح ، فهو بالضرورة يقوي نفوذه ويعضد جهوده التخريبية التي تستهدف الدولة والنظام والمجتمع . فالمغراوي من حيث عقائده الوهابية المتطرفة سواء على مستوى العبادات أو فهم النصوص أو تقعيد المعاملات هو في تعارض مع قيم المجتمع وثقافته ومذهبه . ولن يكون متعذرا إثبات الانحراف والخروج على المذهب المالكي ومخالفة الأعراف والتقاليد التي درج عليها المغاربة ؛ إذ تكفي مظاهر المغراويين رجالا ونساء حتى تتأكد مساحة الخروج ومخاطره التي ستطرح في القريب العاجل في مجالات الأمن والتعليم على وجه التحديد . نعلم أن إستراتيجية إصلاح التعليم من مقوماتها توحيد الزي المدرسي . فهل سيقبل الوهابيون لباس الوزرة ونزع النقاب ؟ هل ستقبل التلميذات الوهابيات على حصص التربية البدنية ؟ كيف ستواجه المؤسسة التعليمية تلميذات يرفضن كشف هوياتهن داخل قاعات الامتحان ؟ أم أن الدولة سترخص للوهابيين إنشاء مدارس طائفية تخص تيارهم ؟ إن فعلت حتما ستكون أول من يزرع الفتنة والطائفية في مجتمع معافى . طبعا حينما تصبح ظاهرة المنقبات مشكلة ستتنادى المنظمات الحقوقية اليسارية والإسلامية على السواء لمساندة "حق" هذه الفئة في الاختلاف وخرق القوانين الداخلية للمؤسسات وتعطيل التشريعات المعمول بها في شتى المجالات . بالتأكيد ستواجه الدولة مشاكل لا قِبَل لها بها إذا لم تحزم أمرها وتتصدى للعقائد الدخيلة في مهدها قبل أن يشتد عود التيار الذي بات يمارس فعلا ضغوطه على الدولة بدعم من حركة التوحيد والإصلاح وحزب العدالة والتنمية. أما إذا أمعنا التدقيق في طرق العبادة وأشكالها فإن الخروج على المذهب المالكي واضح وصريح والإصرار عليه قوي رغم مذكرات وزير الأوقاف بضرورة احترام المذهب المالكي في أداء الشعائر . فحتى الميقات الزمني لشهر رمضان والأعياد لا يراعون فيه وحدة المجتمع وتماسكه كما لا يلتزمون بما يعلنونه نفاقا وكذبا "طاعة ولي الأمر" وعدم الخروج عليه ، وهم أول الخارجين والمخالفين . وإذا كان كبيرهم المغراوي لا يترك فرصة إلا ويتفوه بطاعة ولي الأمر ، فإن فتاواه ومواقفه تكشف نفاقه وغدره . وحتى نكون على بينة من حجم المخاطر التي يشكلها المغراوي بمدارسه ودُوره وأتباعه وعقائده على المجتمع والدولة والنظام في المغرب ، نورد فتاواه التالية كما نشرها في كتابه "أهل الإفك والبهتان" :
ـ ( قلت في شريط بتاريخ 1413هـ بعنوان "من التربية النبوية" (الوجه ب): مهمة زكاة الفطر هي الإغناء هي المحافظة على التوازن الاجتماعي.. يذهب بها إلى الأرامل يذهب بها إلى الفقراء يذهب بها إلى المحتاجين يذهب بها إلى المساكين المستقيمين السلفيين، لا بد من هذا، لا تعطوها للكفار، لا تعطوها للمنحرفين، لا تعطوها للمبتدعة، اعطوها للسلفيين إخوانكم، هم الأولى، ابدأ بنفسك ثم بمن تعول، إخوانك الأولى هم السلفيون، بهم تبدأ لأن هذه مثل زكاة المال، زكاة الفطر وزكاة المال لا تعطى إلا للصالحين أما الفجار والفساق والمدخنون والمنحرفون والبغايا وغيرهم، إذا أردتم أن تعطوهم فاعطوهم من الأموال الأخرى، ولكن هذه الزكاة زكاة الفطر وزكاة المال، ينبغي أن تذهب للصالحين ولدور الصالحين، لا تعطوها للكفار، الذي يدخن لا تعطوه زكاة الفطر، إذا كانت هناك منحرفة متبرجة لا تعطوها، إذا أردت أن تعطيها من المال العام فاعطها، ينبغي أن تتحروا في زكاة الفطر الصالحين)اهـ.
إن المغراوي لا يعبر عن رأي بل هو يفتي ويشرع . فالرأي لا يشمل التحريم والتكفير والإباحة ، بينما الفتوى هي كذلك . والمغراوي في فتواى الزكاة يكرس عقيدة الولاء والبراء التي تصنف المواطنين إلى فساق وكفرة يتوجب مقاطعتهم وتجويعهم ونبذهم ومحاربتهم ،ثم مؤمنين يجب ولاؤهم ومساندتهم . إذ بالإضافة إلى ثقافة الكراهية والحقد التي ينشرها المغراوي بين أتباعه وهي التي تتحول إلى سلوك عدواني باسم "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" حيث يعتدي حملة هذه العقائد على عموم المواطنين إما ضربا أو تفجيرا ، وكل أشكال الاعتداء على المواطنين هي إرهاب مقيت يجب التصدي له ؛ بالإضافة إلى عقائد الكراهية تشكل فتوى المغراوي تهديدا مباشرا لأمن المواطنين واستقرارهم سواء عبر الإنكار والاعتداء على حقوق المواطنة التي هي أساس دولة الحق أو تشكيل جماعات طائفية ومذهبية خارجة على قوانين الدولة ونظمها تنتظر الفرصة المناسبة للإتيان على كيان النظام من أساسه . للحديث بقية .



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما أبعد الحركة عن التوحيد والإصلاح (2)
- أية آفاق أمام إعلان حزب العدالة والتنمية عن الفصل بين الديني ...
- ما أبعد الحركة عن الإصلاح والتوحيد !!!(1)
- احذروا أنشطة الوهابيين فهي حضن ومنبع الجهاديين .
- أية آفاق أمام إعلان حزب العدالة والتنمية عن الفصل بين الديني ...
- أية آفاق أمام إعلان حزب العدالة والتنمية عن الفصل بين الديني ...
- احذروا دور الانغلاق واحظروها .
- أية آفاق أمام إعلان حزب العدالة والتنمية عن الفصل بين الديني ...
- أية آفاق أمام إعلان حزب العدالة والتنمية عن الفصل بين الديني ...
- في معنى الاحترام الواجب للملك .
- أية آفاق أمام إعلان حزب العدالة والتنمية عن الفصل بين الديني ...
- أية آفاق أمام إعلان حزب العدالة والتنمية عن الفصل بين الديني ...
- لنتصدى جميعا لتيار البدونة والانغلاق.
- هل سيفلح حزب العدالة والتنمية في أجراء الفصل بين الديني والس ...
- أوراش الملك وأوراش الحكومة(2) .
- أوراش الملك وأوراش الحكومة (1).
- هل سيفلح حزب العدالة والتنمية في أجراء الفصل بين الديني والس ...
- متى ستضع الحكومة كرامة المواطن في مقدمة اهتماماتها ؟(3)
- متى ستضع الحكومة كرامة المواطن في مقدمة اهتماماتها ؟(2)
- هل سيفلح حزب العدالة والتنمية في أجرأة الفصل بين الديني والس ...


المزيد.....




- القائد العام لحرس الثورة الاسلامية: قطعا سننتقم من -إسرائيل- ...
- مقتل 42 شخصا في أحد أعنف الاعتداءات الطائفية في باكستان
- ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - أية آفاق أمام إعلان حزب العدالة والتنمية عن الفصل بين الديني والسياسي (14) ؟