إعدام المساء

خالد الكزولي

الحوار المتمدن-العدد: 2453 - 2008 / 11 / 2 - 06:37
المحور: الصحافة والاعلام
    

أياما قليلة بعد التصنيف المخجل للمغرب في المرتبة 122 حسب تقرير منظمة مراسلون بلا حدود الدولية، أيدت الغرفة الجنحية بمحكمة الاستئناف بالرباط، أول أمس الخميس، منطوق الحكم الابتدائي القاضي بتغريم مدير جريدة المساء " رشيد نيني " مبلغا فلكيا قدره ستة ملايين درهم وغرامة مالية قدرها 120 ألف درهم لفائدة الخزينة العامة، بعد إدانته بجنحة القذف والسب العلني في حق أربعة نواب وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بالقصر الكبير، بعد نشر جريدة " المساء " في شهر نونبر الماضي معلومات تفيد بأنها تتوفر على لائحة لشبكة الشواذ الجنسيين، تتضمن من بين عناصرها نائبا لوكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بنفس المدينة لتعتذر فيما بعد عن ذلك.
وقال مصطفى الرميد، عضو هيئة الدفاع عن جريدة «المساء»، تعليقا على هذا الحكم: «القضاء صم آذانه عن سماع صوت الحق والعدالة، وانخرط للأسف في مؤامرة تستهدف إخراس صوت جريدة «المساء»، إنه حكم لا يشرف بلادنا من قضاء لا ينتمي إلى عصرنا».
فهذا الحكم هو بمثابة إدانة للخط التحريري لجريدة المساء ولجرأة مدير تحريرها " رشيد نيني " في عموده اليومي " شوف تشوف "، وكذا إشارة ضمنية للحدود التي لابد للصحافة المستقلة أن تلتزمها دونما الإساءة لكرامة المواطنين، خاصة أولئك الذين يشغلون مراكز حساسة في المجتمع، وتشكل الإساءة لهم إساءة للمؤسسة/السلطة التي ينتمون لها.
فاستغلال حدث اجتماعي خلف سخطا شعبيا وتوظيفه للرفع من مبيعات الجريدة عن طريق نشر خبر زائف بدون مصداقية يعتبر خطئا مهنيا جسيما لا يغتفر لكاتب صحفي من حجم " رشيد نيني " الذي من المفروض أن يكون على بينة من صحة الخبر، فكرامة الناس ليست لعبة ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن توظف لأغراض نفعية.
لكن وفي المقابل، فمبلغ بهذا الحجم يعد بمثابة إعدام لمؤسسة إعلامية لم تطفىء بعد شمعتها الثانية، ومن شأنه أن يؤدي إلى إبادة الجريدة من الأكشاك، خاصة وأنها أضحت شريكا لا غنى عنه للمواطن في قهوته اليومية، وكان من الأجدر على القضاة أن يأخذوا بعين الاعتبار مصير المشتغلين بالجريدة وعائلاتهم.
فإذا كان حكم القاضي العلوي يعتبر عاديا على اعتبار أن له سوابق مع الصحافة المستقلة، فالحكم الاستئنافي جاء مبالغا فيه وقاسيا على هذه الجريدة الفتية وطاقمها الشاب، ومن شأنه أن يسيء إلى السمعة الغير طيبة للقضاء المغربي دوليا.

#خالد_الكزولي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات