لم تصلني للأسف الشديد ، أية وثائق أو مستندات , تدين قابضي الكوبونات النفطية التى نراها متداولة بكميات هائلة هذه الأيام ، لأهدد بها أحدهم كما يفعل البعض ، ولم أعرف لسوء حظي العاثر معنىً لهذه الكلمة النشاز قبل الآن , إلا من خلال كوبونات محلات السوبر ماركت التي كنت أستلمها منهم على قيمة المشتريات , ومع ذلك فإني بدأت بالفعل أتحذر ويصيبني القلق خوفاً من أن أصنف ضمن القابضين ولو عن طريق الشبهة والخطأ , فمن السهولة هذه الأيام أن تدبر لك مكيدة من العيار الثقيل , ويُدَبِّسك أحدهم في قائمة المرتشين , كما فعل الصحفي اللامع ، في برنامج "الإتجاه الموقابض" ، حينما إ ستل من غمد جيبه كوبون الإدانة الدامغ ، ليلقي به في وجه خصمه المعاكس ، فمن يضمن لي أن لا يعيدها معي أو مع غيري مرة أخري ، وأظنكم سمعتموه جميعا عندما صرح مهدداً بأنه يملك الكثير منها و سوف ينشرها في الوقت المناسب ، ولكني سرعان ما أ ُطمْـئِن نفسي بأن اسمي لم يرد على الأقل حتى الآن في قوائمه,وأن ليس بيني وبينه حفظه الله ورعاه أية عداوة سابقة .
لقد أصبت منذ أن سمعت بهذه القوائم الكابونية المخيفة ، بعادة مذمومة سببت لي الضيق الشديد , فقد صرت أتفرس وأدقق أكثر في وجوه وملامح الصحفيين والكتاب والفنانين وحتى رجال الأعمال الذين أراهم مباشرة أو على شاشات التلفاز , ممن يصرخون باستماتة،في الدفاع عن العراق أيام الحصار ، وكانوا يدبجون المقالات المطولة ويجَـيَّـشون المظاهرات ، بل قام بعضهم متحديا بكسر الطوق ،و كنت قبل ظهور هذه القوائم ، أفترض حسن النية ونقاء الطوية ، وأن المشاعر القومية الجياشة لهؤلاء دفعتهم لاتخاذ هذه المواقف ، أما الآن ، فقد اختلطت علي الأمور ودب في قلبي الشك ، فكلما شاهدت واحدا ً منهم أسأل نفسي هل هو قومي مخلص ، أم هو من القابضين المنتفعين ؟ .
إن أكثر ما نتمناه الآن ، هو أن تظهر القوائم المرعبة كاملة عارية ، حتى نرى ونشاهد الملامح الحقيقية لهذه النماذج البشريةالغريبة ، وكيف تكون صورتها ، وما هو العامل المشترك الأعظم الذي يميزها عن بقية خلق الله ، وأحذر منذ الآن أصحاب المسلسلات التلفزيونية ، أن يتوقفوا عن بثها في تلك الفترة ، حتى لا تصاب بالكساد ، فالجمهور العربي بل العالمي، سيكون منصرفا لمتابعة هذا الحدث الفضائحي لآل كابوني اللئام .
أحمد المعرفي / البحرين .