أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - صادق الازرقي - الأوصياء على العراق














المزيد.....

الأوصياء على العراق


صادق الازرقي

الحوار المتمدن-العدد: 756 - 2004 / 2 / 26 - 10:43
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


معظم (المفكرين) العرب يتحدثون في ندواتهم الفضائحية ً(او الفضائية بعد حذف حرف الهاء) بالنيابة عن الشعب العراقي, أو أهل الرأ ي في العراق, ولو كانوا عرفوا اللهجة العراقية وأتقنوها لخدعوا الجميع ولقالوا (نحن عراقيين) إمعانا في إيذاء العراق, ولكن حمدا لله ان اللهجة العراقية معقدة الى الحد الذي لا يمكنهم إتقانها بسهولة مثلما صعب عليهم فهم الوضع العراقي.
قبل الحرب الأخيرة وأثناء تهديد الولايات المتحدة الاميركية بشنها لإسقاط النظام البائد كان معظم المفكرين العرب وقادتهم العسكريين الذين لم يسبق لهم ان ربحوا معركة, يقولون ان صداما سيدحر الاميركان وان الشعب العراقي يريد النظام وان العراقيين سيقفون بوجه أميركا دفاعا عن صدام. كنا نضحك في سرنا على تلك الاستنتاجات الخاطئة ونشعر بالمهانة لأن أمثال هؤلاء يتحدثون نيابة عنا بما يخالف وجهة نظر شعبنا ومصالحه والذي كان يتحرق شوقا لبدء العمليات العسكرية وإسقاط النظام؛ السبيل الوحيد الملائم آنذاك للقضاء على الطاغية, وكنا نتخوف من ان اميركا ستشن هجومها دوم ان تُسقط النظام.
ترى هل ان سياسة صدام و (كوبوناته النفطية) التي كنا نحن العراقيين نعرف بها حتى قبل كشفها مؤخرا هي التي دفعت بالعرب الى الظن بان العراق قد عقم عن إنجاب الرجال بفعل حالة الضعف و التردي التي أوصل صدام بلادنا اليها بعد ا ن كان العراقي قبل صعود البعثيين الى السلطة وقبل بعد مجئ صدام الى الحكم نهاية السبعينات في القرن الماضي يعيش حياة طبيعية ويسافر الى مختلف بلدان العالم فيعامله الجميع باحترام أمام ديناره الذي كان يعادل ثلاثة دولار وثلاثين سنتا.
بعد سقوط النظام تواصل عزف العرب على نفس الوتر وحاولوا ان يضعوا العراقيل في طريق العراق الناهض وحكومته الجديدة من خلال محاولة إثارة الفتنة الطائفية والقومية وقد ساندهم في مسعاهم هذا محطات عربية حاقدة مثل العربية والجزيرة, والمفارقة ان هؤلاء (المفكرين) لم يتعظوا وحاولوا الإصرار على محاولة التحدث باسم أهل العراق حتى وان كان حديثهم مجافيا لواقع الحال في العراق فيتحدث عبد الباري عطوان مثلا مادحا أعمال الابادة الجماعية وقتل العراقيين التي ينفذها الارهابيون, وكان قبلها قد شكك بحقيقة المقابرالجماعية التي طُمر فيها خيرة أبناء العراق وهي الحقيقة التي لم ينكرها صدام ذاته بعد القبض عليه وسؤاله عنها حيث قال ان هؤلاء كانوا هاربين من الجيش و(غوغاء), ولم يكتف أمثال هؤلاء بذلك بل يطالبون العراقيين بالانتحار في مواجهة قوات التحالف التي حررتهم من المحتلين البعثيين. لقد دفع الإصرار على هذا المنطق بالإعلامي المعروف سلامة نعمات في إحدى الندوات التي أجرتها فضائية الحرة مؤخرا الى مطالبة العرب بعدم التحدث نيابة عن العراقيين والابتعاد عن الوصاية عليهم , ذكر ذلك بالحرف الواحد.
ان منطق الأشياء والواقعية في التحليل والحوار تفترض قدرا من الصدق والإقرار بالحقائق كما هي, وكان لزاما على المتحدثين بالشأن العراقي من العرب ان يعرفوا حقيقة مشاعر العراقيين, وخلاف ذلك يتوجب عليهم ان يتركوا الأمر لأصحاب الشأن أي العراقيين سياسيين ومواطنين ومفكرين. ألا يجد المواطن السعودي او السوري او المصري..الخ غضاضة مثلا حين يتحدث العراقي عن شؤون بلدانهم الداخلية ويتهجم على الحكومات القائمة في تلك البلدان بصورة مباشرة عن طريق القنوات الفضائية, أليس من المفترض ان يقوم المصري او السوري او السعودي بهذا الدور؟, إن ما يتفق مع المنطق في هذا المثال لا يراد تطبيقه على حالة العراق الذي يريد له هؤلاء العرب الخراب والدمار تنفيذا لما في أذهانهم من مواقف مسبقة تتقاطع بالكامل مع مصالح العراقيين التي خبروا طريقة الحصول عليها وتلبيتها بفعل المعاناة الرهيبة التي عاشوها في ظل النظام السابق, تلك المعاناة التي لا يعرف غير الذين ذاقوها مداها ووحشيتها وبالتالي فانهم الوحيدين القادرين على التحدث عنها وعكسها بصورة منطقية وهم ايضا القادرين على التحدث عن مطامحهم وآمالهم في سعيهم الحثيث نحو بناء حياتهم وطي صفحة ماضي الدكتاتورية المقيت وضمان مستقبل اجيالهم.. هم العراقيون وحدهم من يحق لهم التحدث عن مصير ومستقبل بلدهم وشعبهم.. من اجل ذلك يجب ان يترك العرب الوصاية علينا.



#صادق_الازرقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سعدي يوسف .. من التغني بالناس الى السخرية منهم! عفوا سيدي ال ...


المزيد.....




- رصدتهما الكاميرا.. مراهقان يسرقان سيارة سيدة ويركلان كلبها ق ...
- محاولة انقلاب وقتل الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا.. تهم من ا ...
- ارتفاع قياسي للبيتكوين: ما أسباب دعم ترامب للعملات المشفرة، ...
- الكربون: انبعاثات حقيقية.. اعتمادات وهمية، تحقيق حول إزالة ا ...
- قائد القوات الصواريخ الاستراتيجية يؤكد لبوتين قدرة -أوريشنيك ...
- روسيا تهاجم أوكرانيا بصاروخ جديد و تصعد ضد الغرب
- بيع لحوم الحمير في ليبيا
- توقيف المدون المغربي -ولد الشينوية- والتحقيق معه بتهمة السب ...
- بعد أيام من التصعيد، ماذا سيفعل بوتين؟
- هجوم بطائرات مسيّرة روسية على سومي: مقتل شخصين وإصابة 12 آخر ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - صادق الازرقي - الأوصياء على العراق