أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد حسنين الحسنية - السطو السعودي على التسامح الأندلسي ، و سكوتنا المخزي














المزيد.....


السطو السعودي على التسامح الأندلسي ، و سكوتنا المخزي


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 2452 - 2008 / 11 / 1 - 07:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أدنت في مقال سابق الوصاية التي يحاول البعض فرضها قسرا على القضية الأندلسية ، و اليوم فإنني أكتب لأشهر و أندد بجريمة سرقة تراث التسامح الأندلسي ، ذلك التراث الذي يعد مفخرة الأندلسيين ، و لا يدانيه في سمو المنزلة أي تراث أخر خلفوه ورائهم ، أكان معماري أو فني ، اللهم إلا التراث الفكري الذي خلفه فطاحل الأندلسيين و المنحدرين منهم مثل ابن خلدون و ابن رشد و غيرهما كثير .
منذ فترة قرر آل سعود أن يضعوا أيديهم على تراث التسامح الأندلسي ، و أعتبروا ذلك التراث ملكهم ، فهم في أشد الحاجة للتمسح في هذا التراث العريق العظيم بالنظر لسمعتهم السيئة - و سمعة إقطاعيتهم بالتالي - في هذا المضمار ، فالكلام عن التسامح الديني و التعايش بين أهل العقائد المختلفة هو أفضل ورقة توت يواروا بها عورات نظامهم .
و لربما توهم آل سعود أنهم لمجرد تملكهم قصورا فارهة و ضياع شاسعة بأسبانيا و البرتغال قد أصبحوا أندلسيين ، و أصبحوا بالتالي ورثة لذلك التراث النبيل .
لقد كانت وسيلة آل سعود في السطو ، هي تأسيس و رعاية مؤتمر يعقد بأسبانيا يدور حول التسامح الديني و الحوار بين الأديان .
إنني لا ألوم السلطات الأسبانية المعنية ، فلها الحق أن تنتهز هذه الفرصة - و أي فرصة - للإعلاء من صيت بلادها ، و لكني ألوم جموع الأندلسيين على إمتداد شمال أفريقيا و بلاد الشام و تركيا و غيرها من البلدان التي إستقر بها الأندلسيين ، على سكوتهم على هذه المهزلة ، مثلما ألوم السلطات في كل البلدان التي فتحت أذرعها لإيواء الأندلسيين من المسلمين و اليهود ، بعد محنة الطرد ، فتلك البلدان مع أسبانيا أولى بأن ترعى مؤتمر كهذا ، من أن يترك في يد آل سعود التي تقبر على أيديهم الحريات كل يوم .
لهذا أقترح الإبقاء على المؤتمر ، على أن يقام بشكل دوري في أسبانيا و البلاد التي فتح فيها المواطنون بيوتهم لإيواء الأندلسيين مسلمين و يهود ، مثل المغرب و الجزائر و تونس و ليييا و مصر و سوريا و لبنان و فلسطين و تركيا و اليونان و هولنده ، بل و فرنسا ، فلا يمكن إن ينسى الأندلسيون جميل الملك الفرنسي العظيم هنري الرابع ، الذي سمح بإقامة المسلمين و اليهود القادمين من أسبانيا في مرسيليا و جنوب فرنسا ، و كان مثال للحاكم المتسامح ، مثلما أتمنى يوما أن يعقد بمدينة القدس ، لما في قداستها عند المسلمين و المسيحيين و اليهود ، من رمزية عميقة المغزى .
على أن يكون التمويل رسمي ، أو أهلي ، من كل بلد يرعى المؤتمر ، و ليست أسبانيا و لا البلدان التي رحبت بالأندلسيين ، و لا نسل الأندلسيين ، بحاجة لتسول البترودولار السعودي .
على أن أهم شرط للتقدم بطلب لإستضافة المؤتمر يجب يتعلق بمدى مراعاة البلد المتقدم بالطلب لروح المؤتمر ، فالمؤتمر هدفه التذكير بالتسامح و التعايش الأندلسي بين أهل العقائد المختلفة ، و كذلك الترويج لهذه الفكرة السامية في عالم اليوم ، و لهذا فمن غير المعقول ، و من غير المقبول ، أن يقام المؤتمر في دولة لا ترعى حقوق الإنسان البديهية ، أو تحكم مثلا بالطوارئ ، أو تقيد حرية الضمير ، أو يشجع نظامها التوتر الطائفي و يرعاه رعاية الشيطان للفتنة .
إننا إذا سمحنا بأن يرعى مثلا نظام آل مبارك مؤتمر كهذا فإننا بلا شك سنكون لا نقل نفاقا عن آل سعود حين رعوا هذا المؤتمر .
أننا يجب أن نجعل مؤتمر بهذا العنوان ، مفخرة ، تتسابق على رعايته الدول ، و يكون خزي كبير لأي نظام رفض طلبه ، لأن ذلك الرفض سيكون دليل على سوء سجله في ميدان التسامح و التعايش الديني .
لا نريده مؤتمر أخر من مؤتمرات النفاق التي تقام حول العالم .




#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنها حرب ثقافية بين نجد و النيل ، و المواجهة لابد منها
- روسيا بوتين ليست نصيرة الفقراء و المضطهدين و التائقين للحرية
- مصارف أمريكا أفرطت ، و مصارف مصر تمتنع و تحابي
- مصارف الخارج أفرطت في أداء وظيفتها ، و مصارف مصر تمتنع و تحا ...
- إلى الإتحاد الأوروبي : أقطع المفاوضات ، و أبدأ في العقوبات
- ليكن النضال شاق و طويل ، و لكن بنيان الجمهورية الثانية قوي و ...
- ضرورة إتفاقية دولية لحماية زوار كل الأماكن المقدسة
- المستقبل للتقدمية ، أي الرأسمالية الضميرية ، أو الطريق الثال ...
- القضية الأندلسية يا سادة يا أوصياء لها أصحاب
- في قضية الجلف الكبير ، الكذب على العالم ضحى
- في قضية هضبة الجلف الكبير ، الكذب على العالم ضحى
- لن أغير رأيي بسبب شهرين
- علم الوراثة الجينية يثبت أن العرب و بني إسرائيل من أصل واحد
- إمتدادات الإخوان المسلمين الخارجية تمنعهم من قيادة التغيير ا ...
- دلالات طلبهم منا الإنتظار ، السلطة خائفة
- يكفيك ما قمت به يا شيخ قرضاوي
- مصر تستحق علم مصري ، لا ألماني قيصري و لا تركي الأصل
- مبارك و الخديوي إسماعيل ، مقارنة لازالت في صالح الثاني
- الدعاء وحده لا يكفي يا شيخ إبراهيم
- في مسألة التمييز ، لماذا لا نعدل فتأمن مصر ؟


المزيد.....




- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد حسنين الحسنية - السطو السعودي على التسامح الأندلسي ، و سكوتنا المخزي