أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مازن فيصل البلداوي - مفردات الجمال والمجتمع














المزيد.....

مفردات الجمال والمجتمع


مازن فيصل البلداوي

الحوار المتمدن-العدد: 2453 - 2008 / 11 / 2 - 06:34
المحور: المجتمع المدني
    


كم هو جميل ان تصحو في الصباح الباكر وتطل من نافذة الدار صوب جدول مائي يتهادى مرورا بين طيات عشب اخضر يعطيك الثقة الكاملة بان هذا العشب سيظل اخضرا يحتضن ذلك الجدول ولن يبتعد عنه لينكشف امام أعين الناظرين بصورة من خلع ثوبه وبانت اعضاؤه، سينظر اليه الاخرون ولكن بنوع من الامتعاض......الا انك حينها لن تنظر اليه بامتعاض لانك عرفته من قبلعندا كان ملتحفا بذلك العشب، وليعطيك هذا الحديث بينك وبين نفسك والنهر لازال هو محور الموضوع ثقة بان ابناءك وابناء جيرانك وابناء بلدك سيبقون عشبا اخضر اذا ماأنفّك نهر المدنيّة يحمل اليهم ماء الفكر والعقل المتروي والاخوة والنظر الى المستقبل بعين واحدة هي عين لجميع الناس في تلك المدينة. وتنتقل بنظرك من ذلك العشب المنبسط على تراب الوطن الغالي الى باسقة من باسقات نخيل العراق فتتفحصها جذعا فتصل بنظرك الى تلك الخيمة الورقية الكلوروفيلية المتمركزة في اعلى هامة الباسقة والتي أحنت اياديها لتضل على ذلك الجذع رغم يبوسته الظاهرة فتحميه من لهيب الشمس بينما يقفن اخواتها رافعات رؤوسهن الى الاعلى كمن رفع علم بلاده وقال..... أنا هنا واقف على ارضي فلا تنسوا ذلك، وانت محظوظ اذا كانت جولة عينيك صباحية في احد صباحات ايار لانه من المؤكد انك سترى تلك الكرات الخضراء المعلقة في سقف تلك الخيمة مشدودة بعضها للبعض الاخر كما هو عش طائر ازدحم بصغاره لكن تلك الكرات الصغيرة متراصة بشكل يصعب على المتطفل ان يمد يديه بينها ليصل الى الجذع الا اللهم بعد جهد جهيد.

من المؤكد انك استذكرت تاريخ اهلك واهلي وأهلينا كلنا كيف كانوا يشد بعضهم أزر البعض فلا يتركوا مجالا لمن هبّ ودبّ ليدخل بين صفوفهم او يحاول ان يشق ذلك الصف، واستذكرت كيف كان من شمّر عن ساعده صباحا لا حتى قبل انبلاج الفجر ليفتح سدّة طينية على مجرى مائي فيحوّل الماء الى ترعته فيتهادى ذلك الشفّاف الجاري بين اروقة الطين الارضي بمويجاته الهادرة ليملأها ويتقدم لملىء غيرها من شقوق قد يكون طال انتظارها لمجيئه، وينبلج الفجر وترتفع الشمس في أفقها لترسم بسمة على شفاه الفتيان والفتيات وكل الاطفال وكل منهم قد حمل حقيبته المدرسية متوجها الى مقعده في صف دراسي ليقضي يوما يرتشف به من العلم مايبني به عقله ويطوّره فيشتدّ عوده البدني والعقلي في اّن واحد لاقصور لهذا الجانب على ذاك، وبهذه البساطة الاعتيادية في نسق حياتنا اليومية لم نكن وحدنا كشعب نعيشها، بل اغلب الشعوب كانت ولازال الكثير منها يعيشها الى اليوم.

مالذي جرى فقلب سافلها عاليها، لماذا هجرنا وتركنا كل ماهو جميل رائع يرتقي بالانسان يوما تلو اخر، لماذا لم نعد نهتم بالنظر الى لوحة رسمت بلون زيتي، او بلون مائي او حتى بخطوط الفحم الأسود......! لماذا نكره الالوان وليس من ثقافتنا ان نحب الالوان؟ لماذا نبتعد عما أعطاه لنا الله ويسّره لنا...........الموسيقى والالحان اصبحت غير مطلوبة، لماذا؟ هل ان العصفور عندما يصدح بعذب صوته قد اتى من السوء مايشار اليه؟ هل علينا قتل العصافير لانها تصدح بحناجرها لحنا عذبا تنصت له الاذان! هل المطلوب منّا ان نشيح بوجوهنا عن كل ماهو جميل؟ أوليس الجمال من خلق الله؟ أم علينا ان نثقّف ابنائنا بان لايحبوا الاشياء الجميلة، ويكرهوا الالوان...........هل هي هذه خصائص ثقافتنا المستقبلية! من هنا يبدأ الخوف الداخلي في النفس شيأ فشيأ حتى يصبح كابوسا يجعلنا نخاف من كل شيء، من المستقبل والحاضر وحتى الماضي فننعزل وننزوي الى الحد الذي من الممكن ان يفقدنا الاحساس بالاشياء ومعانيها وتدرجا بهذا حتى نفقد النطق لاننا اسقطنا من قواميس تعاملنا الكثبر من المفردات التي تبني الانسان، فكيف باجيالنا التي ان علّمناها هذا ؟ من المؤكد أن سيأتي عليها يوما تكون فيه كما هم اليوم ساكنوا غابات الامزون، فهم لايدركون معنى الا ماهو حولهم فقط!

أفيدونا يرحمكم الذي أوجدكم!



#مازن_فيصل_البلداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الارض، الفضاء والاخوة القرّاء
- كرة ارضية بلا امريكا ، ماهو العمل؟
- أحترت وارجو المساعدة!
- حبيبي العراق وايادي الشر!
- حقوق وواجبات الانسان
- نحن والكتابة والقراءة !!
- أرض ألعراق معطاءة لمن يزرعها.......!
- متى سنكون مجتمعا متطورا..........!!


المزيد.....




- بوليفيا تعرب عن دعمها لمذكرة اعتقال نتنياهو وغالانت
- مراسلة العالم: بريطانيا تلمح الى التزامها بتطبيق مذكرة اعتقا ...
- إصابة 16 شخصا جراء حريق في مأوى للاجئين في ألمانيا
- مظاهرة حاشدة مناهضة للحكومة في تل أبيب تطالب بحل قضية الأسرى ...
- آلاف الإسرائيليين يتظاهرون ضد نتنياهو
- مسؤول أميركي يعلق لـ-الحرة- على وقف إسرائيل الاعتقال الإداري ...
- لماذا تعجز الأمم المتحدة عن حماية نفسها من إسرائيل؟
- مرشح ترامب لوزارة أمنية ينتمي للواء متورط بجرائم حرب في العر ...
- لندن.. اعتقال نتنياهو ودعم إسرائيل
- اعتقالات واقتحامات بالضفة ومستوطنون يهاجمون بلدة تل الرميدة ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مازن فيصل البلداوي - مفردات الجمال والمجتمع