يتابع الكاتب ميشيل كيلومهمته التي آل بها على نفسه منذ أكثر من عشر سنوات على صفحات مجلة( دراسات اشتراكية)1992والتي يصدرهاالحزب الشيوعي السوري فصيل - يوسف فيصل ــ عندماأعلن عن حقده الدفين تجاه الأكراد دون وازع من ضمير ، وراح يتحدث عن عروبة ــ الكردي !! ــ هكذا , وذلك في الفترة نفسها التي خرج فيها الكرد من مجازر حلبجة، والأنفال، مثخني الجراح ,حبث انه قال حرفياً آنذاك : ( لن اناضل في حياتي من أجل الحقوق القومية للأكراد , ولا انوي أن أفعل ذلك في المستقبل ايضاً ، بل انني سأناضل مادمت حياً ضد هذه ( الحقوق ) إذا كانت ستتحقق كما يخططون لها) اذ يجعل الأكراد العدو رقم / 1 للعرب أجمعين ،كما قال ذلك الباحث إ براهيم محمود .وميشيل كيلو لمن لا يعرف:أحد المجاهدين الغيارى ممن كحلوا أعينهم برؤية صدام أوتماثيله-فزاروا بغداد - عشية إعلان الحرب عليها؛غير مكترث -هو وأضرابه- بدماء آلآلاف المؤ لفة من العرا قيين على اختلاف هوياتهم ومذاهبهم ممن استشهدوا على يدى الدكتاتو ر وزبانيته الآثمين .وهو ليس مصادفة البتة .
وإذا كانت أسباب هذا السعار ال : انتي / كردي المحموم ، تبدو غامضة , لأول وهلة , وإن كانت فضيحة ــ كوبونات صدام ــ باتت تجلي الحقيقة , وتزيل أي غبش كان يترأرأ من قبل ، بصدد بعض الأسماء المتكوبنة صدامياً ( من ضمن قافلة هاتيك الأسماء التي لم يعلن منها غير القليل بعد .....!) الا أن هناك من هو مستعد للكتابة في الاطار نفسه ... ربما حتى دون أي كوبون , ....ولعل المقال الأخير الذي نشره السيد كيلو في جريدة المستقبل 19/2/20004بعنوان : أخطاء عبثية : ــ يعد نقلة جديدة لأحدالبيادق المتنطعة لشن غاراتها المسعورة على الكرد , وإطلاق بالونات صوتية مفضوحة الدوافع والغايات، بكل تأكيد, ومن هنا , فان ميشيل كيلو ــ والحق يقال ــ إسم له( دوره) في مجال خوض الحديث عن حقوق الانسان( العربي)
، والحريات (العربية )العامة ، وبالتالي، خوض غمار موضوع الارساء للمجتمع المدني | الكيلوي ، بل وان ما يشفع له بأكثر هو (دفعه ) ضريبة مثل هذه الآراء والمواقف إلى حين ! ، بيد أن ما يدعو للاستغراب، والذهول , هو معرفة ان من يمتلك مثل هذه الاحاسيس , وسواها، لا بد أن يتنزه عن ممارسات الكتاب الكوبونيين , من جهة . ومن ثم الاخلاص لهذه الافكار , ما دامت فكرة حقوق الانسان، والحريات، لا تتجزأ ــإلا إذا كان الكاتب يتحدث عن حقوق إنسان سوبرماني معين ــ يحدد هويته كما يحلو له ..... 1 ولعل عمى الحمية المضادة للكرد , دفعت السيد كيلو لأن يرتكب مغالطات كبيرة، فظيعة, بحق نفسه، أولاً , لا يقع فيها شخص ساذج ، فكيف والحالة أمام إسم يطرح نفسه كباحث, وربما تساوره الشكوك بينه ونفسه بأنه : مفكر, فهو يرى أن إقامة دولة كردية (( ليس ممكناً بسبب المعارضة القوية من قبل دول الجوار وقدر ة هذه الدول على التدخل عسكرياً لمنعها بل وعجز أمريكا ....)) بسبب المخاطر وتغيير الوضع ، وخاصة ــ تلك الدول من الجوار ــ كما ــ يرى، ولعل عبدالله غول ــ وزير الخارجية التركي , كان أصدق وأشجع منه في هذه المرة، عندما صرح قائلاً : إننا سنقف ضد إقامة دولة كردية ولو في الأرجنتين ....! إن سذاجة مثل هذه الفكرة الكيلوية باد تماماً ، فان أية أمة صاحبة قضية عادلة ، لا يمكن لها أن ترعوي إزاء سعيها لنيل حقها أمام معارضة مغتصبي حقوقها , وإن أي استعراض لضروب الاحتلال عبر التاريخ, سيؤكد أن أي مغتصب ـ بكسر الصاد ــ لأرض وحرية, سواه ، لا يمكن أن يصفق لمناهضة المغتصب ــ بفتح الصاد ـ في وجهه , وهي لعمري, مسألة بدهية نماما . على هذا النحو من التخبط والفلتان الرؤ وي ، يشكك السيد كيلو بموقف القيادات الكردية التي تستمد شرعية الفيدرالية من قرار برلمان كردستان 1992ــ ويقول حرفياً (( فهي ــ أي القيادات ــ تتجاهل مسألة مهمة هي أن القرار ليس ملزماًلغير الأكراد ، أقله لأنه لا يحق لبرلمان محلي تقرير شأن وطني عام يتخطى صلاحياته ، ولأن العراق محتل فلا يجوز تقرير مصيره قبل استعادة استقلاله ، لأن لشعب العراق رأيه في نمط دولته ، وثانياً في الفدرالية ... )) ناسياً أن هذا البرلمان تم انتخابه على نحو ديمقراطي منقطع النظير في تاريخ المنطقة ، ناهيك عن أنه لم يتدخل في شؤون ، سواه ــ بل راح يصوغ قراره ، ضمن رقعة جغرافية( ملحقة بالعراق ).... وهي كردستان ، وليس غيرها ...! . بل ان السيد كيلو ، ليس بكل تأكيد أكثر ( وطنية عراقية ) ( وربما غير عراقية أيضاً ) من أصحاب الشأن من أبناء العراق الذين لا ينظرون بشوفينية صدامية إلى الصنو الكردي ، ولا يكيلون بمكاييل السيد كيلو ..و أمثاله البتة ،ممن لم يفكروا بواقع الانسان الكردي ــ قبل ( هذا الاحتلال !!! ) لا سيما عندما كانت ترتكب الجرائم والأهوال بحق أكراد العراق ... !
وإذا علمنا ــ أن الأكراد ــ وعلى نحو طوعي ، قد اختاروا الفيدرالية ضمن عراق موحد , فهو بدوره معيار مهم جداً , لمعرفة حرص الأكراد على خريطة العراق الحالية , ووقوفهم ضدمحاولة تجزئته., لأن الفيدرالية تعني الاتحاد- كما أوضح ذلك السيد جلال الطالباني ساخراً ، وهو ما يجب أن يسعد هؤلا, الناعقين على تجزيء هذا البلد ، فيما لو كانوا صادقين في رؤاهم .... ، ويدفعهم للثناء على الموقف الكردي المشرف في أحرج لحظة انعطافية في تاريخ المنطقة ، ناهيك عن أن الفدرالية هي تجسيد للحظة الوطنية العالية ، لأنها مقرونة بالمخاطروا لمتاعب, بالنسبة للكردي الذي كان شكل الحماية ما بين 1991ـ2003يهبه من الطمأنينة والاستقرار أضعاف ما سينعكس عليه في ظل مثل هذه الفدرالية , وبالمقاييس الكيلوية نفسها ..., والتي لم يلجأ إليها الكرد طبعاً ...! وإن من يراقب طروحات القادة الكرد ــ في كردستان العراق ــ سيجد انها لم تتضمن البتة فكرة إقامة ــ الدولة الكردية ــ التي يستنفر من أجلهاالسيد كيلو (مقاله المفخخ !!!!) جهاديا..،(
.... لا سيما وهو يرى ان الفيدرالية ــ صعبة ــ وان ما يسمونه ( أي الأكراد ) كردستان العراق ,, تكون مرحلة انتقالية تسبق قيام الدولة في ظروف مختلفة , لأن الأطراف الإقليمية تعارض هذا النمط من الفيدرالية , و لا أدري كيف أ ن ميشيل كيلو ــ ذا الارومة الفكرية الماركسية ، الني تؤمن – في ما تؤ من- من قيم سامية عادلة - بقوى الشعوب , والمقهورين , في وجه ظالميهم , كيف نفى الأكراد خارج هذا القانون الديالكتيكي !؟ ، بل كيف انه بات يفكر وبطريقة خيالية ، رومانسية ، مريضة , تنجيمية ،- ليرى الفيدرالية ــ خطوة مشبوهة تسبق مرحلة قيام الدولة الكردية ذات الكيان الخاص! , وهو ما لن يتحقق بسبب معارضة الأطراف الاقليمية ـ كما يرى أيضاً ! ــ ليغدو هنا ليس عفلقياً فحسب ِ، بل وأتاتوركياً .. وآية من الضغينة على الكرد ... وإذا كان السيد ميشيل ــو كما هو معروف ــ ذو الموقف غير المهادن مع أمريكا البتة ، ويراها – في لحظتها الإ مبريا لية - العنصر المجسد للشر ، بيد انه سرعان ما يصبح امريكباً قحاً ، ويضع يده في يد بول بريمر عندما يتحفظ على الفيدرالية بحسب قوله ، وهذا ما يفضح براغماتية هذا الباحث الحصيف وللأسف الشديد ...! ،فهو وأ ضرابه مستعدون لاتخاذ مثل هذا الموقف النوستالجي،حتى من شارون نفسه ،لمواجهة الكردي....!!!!!
أحشفاً .. وسوء كيلة ؟ !....
يخلص السيد كيلو إلى أن الأكراد ــ انفصاليون ــ يطالبون بالديمقراطية تكتيكياً ــ ريثما يحين وقت طرح المطالب القومية التقسيمية ــ وان المرء ليتساءل لماذا يصر بعض القادة الأكراد على التمسك بالفيدرالية العرقيةإذا كانوا يعرفون استحالة قيامها ــ ولماذا لا يعطون الأولوية في برامجهم لانسحاب المحتل الذي سيمهد لحل وطني متوافق عليه لمشكلتهم ــ وان الفيدرالية برأيه تعني عمليات ( تطهير عرقي! ) وتبدل ديمغرافي ستفجر حرباً أهلية .....إلخ ( وكأن الدكتاتور صدام حسين : مضيفه عشية الحرب - لم يكن أبا التطهير العرقي !!!1) ..عموماً ، لا أدري ، كيف ــ ان السيد كيلو ــ طاوعه قلبه وصار يعترف أخيرا بوجود مشكلة كردية !! ) مع أنه كما يبدو, يتوهم بان لاأماً كردية قادرة على أن تنجب ولداً, بمثل فطنته, و حكمته !,وأن ليس بين أكراد العراق عاقلاً مثله, ما د اموا يطرحون مطالب قومية , تؤدي إلى الفيدرالية العرقية!, وهي لعمري ــ نتاج جهل ــ أو تجاهل, لحقيقة واقع العراق ، وخصوصية كردستان تاريخياً, وجغرافيا, ً بل وحاضراً أيضاً ...! أما في ما يتعلق بخصوص المحتل ، فالسيد كليو ــ كباحث ــ مطالب بأن يدرك ــ , بأن هناك من سهل جعل العراق لقمة سائغة لهذا الاحتلال من خلال جرائمه الإنسانية ، ألا وهو الدكتاتور الذي راحت أمريكا تنقذه ــ مرة أخرى في العام 1991ــ عندما منعت شوارزكوف من قصف مقراته , والأكراد ـ بالطبع ـ ليسوا من استقدموا أمريكا إلى العراق , ولكم أود أن أسأله في هذا المقام : هل أسهمت بدورك كأحد المثقفين ( العرب ) ذات مرة لمناصرة ( أخوتك ) الأكراد . لا سيما بعد المجازر التي شهدتها بأم عينيك في ظل الطاغية صدام وإلى مجزرة هولير 1شباط 2004والمرتكبة بحقهم.... ! , وهل هذا هو الجزاء السمياري المنصف واللائق لأحفاد ـ صلاح الدين الأيوبي ــ الذي حرر القدس ودحر الصليبيين الغزاة . ودافع عن أجدادك ،وهو محط اعتزاز من جهة الأكراد...!!!
هامش
راجع،محمود،إبراهيم
الكرد في مهب التاريخ –مطبعة كورد برس -بيروت -لبنان
1995