دأبت الحكومات السورية المتعاقبة ومنذ زمن بعيد على اتباع سياسات لاإنسانية ضد الشعب الكوردي في سوريا، فبالاضافة الى منع الدراسة باللغة الكوردية وعدم السماح باقامة النشاطات الثقافية بصورة رسمية وحضر الحريات السياسية وعدم الاعتراف بالاحزاب السياسية الكوردية في سوريا، مارست اجهزتها سياسات التمييز القومي المتمثلة بسياسة الحزام العربي في المناطق الكوردية وحرمان مئات الالاف من الكورد في سوريا من حقوق المواطنة بعدم اعطاءهم الجنسية السورية.
وفي الاونة الاخيرة و بعد رضوخها للظغوطات التركية اقدمت السلطات السورية على سلسلة من الاجراءات التعسفية ضد الناشطين الكورد، وخاصة بعد زيارة الرئيس السوري بشار الاسد الى انقرة واتفاق الطرفين على تنسيق مواقفهما حول احتمال تحقيق كيان فيدرالي للكورد بعد سقوط نظام الطاغية في العراق. وقد تناست السلطات السورية الخلافات التاريخية مع تركيا فيما يتعلق بمشكلة الاسكندرون ومدى تورط الاتراك في التعاون العسكري الاستراتيجي مع اسرائيل التي تدعي سوريا معاداتها والتي لاتزال تحتل الاراضي السورية في هضبة الجولان، وكذلك غضت الطرف عن الدور التركي في السيطرة على منابع مياه نهري الدجلة والفرات وحرمان سوريا من هذه الشرايين الحيوية. و تخلت سوريا عن كل هذه القضايا الحيوية والمصيرية للشعب السوري وتسارعت الى التحالف مع الطورانية التركية للوقوف ضد الشعب الكوردي المسالم والذي لا يطالب بأكثر من حقوقه المشروعة للعيش بسلام على ارضه مثل باقي شعوب العالم وحسبما تقرها القوانين والمواثيق الدولية.
لقد اقدمت السلطات السورية و نتيجة للاتفاق المبرم مع النظام الاتاتوركي على تشديد وتنفيذ الاجراءات الشوفينية بحق الشعب الكوردي في سوريا وبالاضافة الى الاساليب السابق ذكرها، قامت الاجهزة الامنية في سوريا باجراء حملة اعتقالات بين الناشطين السياسيين شملت العشرات من الكورد الفارين من قمع السلطات التركية وقامت بتسليمهم الى المخابرات التركية ولا أحد يعرف مصيرهم لحد الان.
اننا في حين نستنكر بشدة تلك السياسات الشوفينية ضد الشعب الكوردي في سوريا نطالب الحكومة السورية التخلي عن مثل هذه الممارسات اللاإنسانية وعدم الانصياع للمطاليب التركية، بل يجب عليها العمل على اشاعة الديموقراطية واحترام حقوق الانسان واعطاء الشعب الكوردي كامل حقوقه بغية تعميق روح الاخوة والتعايش بين شعوب المنطقة وكما نطالب كل دول الجوار بعدم التدخل في شؤون العراق واحترام حرية وارادة الشعب العراقي في اختيار ما يراه مناسبا لحل المشاكل العالقة ورسم مستقبله السياسي. وفي نفس الوقت نهيب بكل الاطراف السياسية والثقافية والاجتماعية ومنظمات حقوق الانسان العربية والاقليمية والعالمية بالعمل على منع هذه الممارسات وادانتها لكي لاتتكرر المآسي والويلات ولكي تعم الحرية والسلام في المنطقة.
مركز حلبجة لمناهضة انفلة وابادة الشعب الكوردي – جاك
CHAK