أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راغب الركابي - الليبرالية والدين














المزيد.....

الليبرالية والدين


راغب الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 2451 - 2008 / 10 / 31 - 04:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نريد هنا ان نوضح منذ البداية : ان لا تصادم ولا تعارض ولا تناقض بين الليبرالية والدين من حيث هما ، أي من حيث إن الليبرالية هي بنية معرفية أو هي نظرة بإتجاه حياة حرة وسعيدة للجميع ، تنسجم هذه الرؤية مع الدين الإلهي من حيث هو دعوة للخير والسلام والمحبة ..
هذا التعريف الأولي أو الأبتدائي - لليبرالية والدين - يقدم لنا صورة مغايرة لتلك الصورة النمطية التي تحاول صُنع الإفتراق والتناقض والتصادم بين الليبرالية والدين ، وبما إننا هنا لا نتناول الموضوع من وجهة نظر فلسفية ولا من حتى وجهة نظر سياسية خالصة ، بل من خلال مفهوم اللفظين والمعنيين حسب الواقع وبالفعل ، وهذا الإتجاه الذي ننحوه فائدته من أجل الجميع ، نريد منه أو نتوخى دفعاً لذلك الشائع والذي تروجه أو يروجه أصحاب المذاهب السياسية العتيقة ، التي تُحرك الأشياء وفق رغبات مصلحية لاتمت للحقيقة بصلة ، ودعونا نلقي الضوء على ماهو شائع بالفعل في تسمية العناوين والمفردات في غير ما وضعت له .
ففي الإوساط العامة عندما يسمعوا مصطلح الليبرالية يتبادر إلى ذهنهم بانها ، أي الليبرالية هي دعوة للكفر والإلحاد وإنها نقيض للدين أو هي مخالفة له , هذه النظرة السلبية نحو الليبرالية تشكلت بفضل سياسة التعمية والتشهير ، وهي سياسة قديمة وإن أردنا الدقة فهي بمثابة الخطاب الإعلامي الموجه ودعاية التضليل ، والهدف منها واضح ونعني به :
أولاً : من أجل إبعاد الناس من حول الليبرالية .
وثانياً : المبادرة في سد الطريق أمام قراءات الناس لها بموضوعية وتجرد .
والمُراد جعل الناس تنظر إليها وكأنها نقيض للدين ، ونحن نعلم عمق الوازع الديني لدى الناس في منطقتنا ، والعمق المقصود هاهنا هو ليس الوعي أو الفهم العلمي العقلي للدين إنما هو هذا المتوارث والذي يُمكن تسميته بالدين الآبائي الغير محمود كما في نصوص الكتاب المجيد .
وهنا نُشير بشكل واضح وتلقائي على المُشتغلين في السياسة أو المروجين لهم ، فعندهم في مثالنا هذا يصبح الحرام حلالاً والحلال حراماً .
بل إن بعض الثقافات التنظيمية لبعض الأحزاب تُبيح لأعضائها أو المنتمين إليها الطعن بالمخالف : وإن كلف ذلك بالدعايات التافهه كما هو مُدون عندهم بالضبط !!!!


إذن فهذا الإشتباك منشأه معروف عند هذه الفصيلة من البشر ، تلك الفصيلة التي ترفض الآخر وترفض الحوار وتلتزم بالمقولة الشوفينية التي تقول : أنا أو لا أحد !! وهي مقولة مُمتصة من الفكر الأبليسي وموظفة في الخطاب السياسي ، وتعني عدم الرغبة في الإستماع إلى الآخر وعدم الرغبة في فهم خطابه وسلوكه وبرامجه ومايُريد تحقيقه بالفعل وفي الواقع ، نلمس هذا في الرؤية الإستباقية والأحكام القبلية تجاه الآخر ، وهذا النوع من التصرف جاري في صفوف المشتغلين في السياسة الدينية .
ومثالنا الحاضر دوماً هو - الشيخ القرضاوي - و هجومه الأعوج على الشيعة و على فكرها وعلى عقيدتها ، طارحاً في هذا المجال كلاماً سوقياً بشعاً ، يُدلنا على الذهنية والعقلية لدى المتخندقين في زواياهم ظانين إنها هي كل الدنيا أو هي دنيا الله - نعوذ بالله من ذلك - ..
ونحن هنا نُريد بيان الطريقية التي يتم من خلالها الحجر على الأفكار ، ومحاربة النوايا قبل صدورها ، نُريد إذن فتح ملف الليبرالية ككونها الرديف أو القاعدة التي يستند إليها الدين بمعناه العام في خطابه ومايُريد تحقيقه ، فالليبرالية حسب التعريف الذي نتبناه :[ هي وعي إجتماعي هدفه حماية الإنسان والكون من كل عوامل التعرية والتخريب ، وهي منظومة قيم في العدل والحرية والسلام ] ، وهذه الثلاثية هي أس الفعل الذي أنطلق الدين لتعميمه على الخلائق جميعاً .


إذن فالدين والليبرالية هما توءمان يسيران في خط مستقيم واحد نحو الحرية ونحو العدالة ونحو السلام , يتجهان في هذا السير لتقدم الإنسان ونماءه وتطوره ، أي إن هدفهما هو بناء الإنسان وتنظيم الكون وحماية الكائن الموجود عليه ..
وعلى هذا فإننا بحاجة إلى التصحيح في كثير من مفاهيمنا الخاطئة المتراكمة والموروثة , والتي ورثناها بالتعبد ونمارسها بالتقليد , لأن الذي نحن عليه الآن من سلوكيات وأدبيات جامدة تأمرنا أن لا نفكر , ونأخذ الأشياء معلبة جاهزة ميتة لا روح فيها ولاحياة , من خلال ذلك نمى وكبر في أذهاننا المعنى السلبي للتقليد وصُرنا نصدق من دون تحقيق أو بحث أو مُراجعة .


وهذه السلبية في التعاطي مع الأشياء من حولنا هي التي صيرت الدين في أذهاننا على إنه نقيض لليبرالية أو هو مخالف لها ، وهذا الشيء نفسه هو المُحفز الذي يدعونا لكي نفكر بعقولنا لا بعقول غيرنا ، و ننظر بعيوننا لا بعيون غيرنا إلى كل واقعنا السياسي والإقتصادي والثقافي والفكري والإجتماعي , ونتسائل إلى أية درجة من اللاوعي والتخلف قد وصلنا ، وجدلية الصراع المزعومة هذه بين الليبرالية والدين هي من هناك ومن هذا الوهم الذي نحن فيه ..



#راغب_الركابي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأمن ومستقبل المنطقة
- الإتفاقية الأمنية والمرجعية الدينية
- صور الارهاب - القرضاوي نموذجاً
- الفرقة الناجية – إشكالية المفهوم والدلالة -
- إعادة النظر في مباني التفكير الديني
- شهر رمضان
- أوباما وخيار التغيير
- كركوك ومفهوم المبادلة
- وحدة الليبراليين في العراق
- لماذا تغيب ملك الأردن ؟
- مأزق الديمقراطية في العراق
- فرض القانون .. بشائر السلام
- قانون الشرايع لدى فلاسفة اللاهوت
- إيران مرةً ثانية
- مؤتمر مكة للحوار
- العراق وامريكا .. إتفاق من أجل الحياة
- عبد الرحمن الراشد ومنطق العصبية
- رؤية مغايرة للكتاب المجيد
- نساء من أجل الحياة
- إسلامنا بحاجة إلى إعادة نظر


المزيد.....




- شاهد.. آلاف المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى بالقدس المحتلة! ...
- مفتي القاعدة السابق يتحدث عن نمط حياة بن لادن وإدارته للتنظي ...
- إقتحام الأقصى والمسجد الابراهيمي
- الفاتيكان: معماري كاتدرائية ساغرادا فاميليا -على طريق القداس ...
- تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 على نايل سات وعرب سات بأشارة ...
- اللواء سلامي: الجيش مع حرس الثورة الإسلامية سور منيع للبلاد ...
- عكرمة صبري: الأقصى يُستباح من اليهود المتطرفين
- -لست واهمًا.. ما أقوله يحدث-: رئيس الوزراء السابق إيهود أولم ...
- عاجل | مصادر للجزيرة: بدء اقتحامات مستوطنين للمسجد الأقصى في ...
- عطلة لأبناء المكون المسيحي بمناسبة عيد القيامة


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راغب الركابي - الليبرالية والدين