أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد علي - ما بين الثقافة و السياسة في العراق















المزيد.....

ما بين الثقافة و السياسة في العراق


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2450 - 2008 / 10 / 30 - 01:20
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


طبيعي ان نعلن هنا و بشكل صريح انه لماسآة ان لا يتمتع السياسي بالثقافة العامة المطلوبة ، و لكنه لامر اعتيادي حقا ان لا يكون المثقف سياسيا ، و انه لطامة كبرى في العراق ان نرى اكثرية السياسيين لا يمتون بالثقافة العامة بشيء يذكر، و في المقابل يتصف مثقفونا بانهم اكثر دهائا و دراية سياسيا من السياسيين علاوة على ثقافتهم، و لكنهم يعتكفون عن التعاطي مع السياسة و اهدافها لاسباب ذاتية خاصة و هي عزوفهم عن التدخل في الشؤون السياسية العامة كاعتصام لاارادي و سري وهم يقفون بعيدا بمحض ارادتهم احيانا و يتخصصون بالناحية الثقافية فقط او بسبب عوائق و عراقيل كبيرة موضوعة امام توجهاتهم السياسية من قبل السياسيين لاسباب شخصية مصلحية و من باب تعلقهم بالمناصب السياسية العامة للاستاثار بها على حساب المصالح العامة للشعب.
لو تعرجنا الى ما هو عليه الثقافة العامة في العراق لتبين لدينا تدني المستوى العام و عدم وجود رؤى ثقافية واضحة للجميع، بل هناك نخبة وهم قلة تعتمد على امكانياتها الذاتية في تطوير نفسها، و هذا ما يجعلنا ان نعتبر الثقافة العامة الموجودة غير واقعية و لاتعتمد على الامر الواقع بل نشاهد التدني او التخلف الثقافي بشكل عام،و يمكن ان تعتبر ما تتصف و تعلن عنها و تسير عليه الثقافة بالثقافة المزورة او التضليلية او في احسن الاحوال السرابية، وهي غطاء لواقع مزري و لاسبابه الموضوعية و الذاتية.
بدون شك هناك اسباب متعددة الجوانب منها اجتماعية او اقتصادية او سياسية تحول دون تقدم في مسار المستوى الثقافي العام للمجتمع، و منها الشخصية العراقية المتاثرة برواسب التاريخ و وضعها السياسي الاقتصادي و هي مدانة دائما بعنفها و شدتها و حماستها الزائدة ، و هي متهمة بتسقيط و الغاء الاخر و عدم الاسترخاء و الهدوء، و هذه الصفات كلها نابعة من الثقافة العامة التي تتمتع بها ، فهي تفكر دوما بماضيها و خوفها المغروز في كيانها من ما مر بها و هي غير قادرة على تجاوزها ، و عدم ثقتها بنفسها عائق كبير امام طريق تقدمها، و هذه نتيجة اعتيادية لكونها عاشت عهود مظلومة مستضعفة مغلوبة على امرها غير مستقر الفكر و الاعتقاد، وهي تعيش في مرحلة اجتماعية متخلفة ، اي لايزال الوعي لديها غير متكامل ، و هذا ما فرضه الواقع الاجتماعي و السياسي، و عدم الاستقرار و سيطرة الفكر و الثقافة القروية الفلاحية على ذهن اكثرية الشخصية العراقية و ان عاشت في المدن الكبيرة، و انخفاض مستوى العقلية التمدنية اثر النزاعات الكبرى من كافة النواحي بين الثقافتين القروية و المدنية بعد تفرغ العديد من القرى و رحيلهم الى المدن طيل هذه المدة نتيجة خطط الدكتاتورية للتغييرالديموغرافي، او بمحض ارادتهم للتمتع بملذات المدينة او نتيجة العمليات العسكرية كالانفال السيئة الصيت في كوردستان العراق مع تجفيف اهوار الجنوب الذي اقدمت عليها الدكتاتورية، و هذا ما ولًد ثقافة العنف و الغاء الاخر كتحصيل حاصل لاختلاف الثقافات و الشخصيات و الاوضاع، و اصبح الاحتماء بالجماعة و القبيلة و العشيرة او السلطة من شروط البقاء و هذا ما يمكن ان نسميه عنف الدولة او الجماعات، و نتجت عنه الكثير من التناقضات في معيشة الفرد و الجماعة ناهيك عن عدم الاحساس بالمواطنة، و من ثم خلق الصفات البذيئة و ترسخ في العقلية و الشخصية العراقية، و كان الدافع الرئيسي لاصرار السلطة عليها هو السيطرة على المجتمع من قبل الدكتاتورية، و تعليم الافراد و تكييفهم على الصفات الشاذة ومن بينها اعتاد الفرد العراقي على الوشاية و زرع روح عدم الثقة بينه و بين الاخرفي المجتمع مما خلق نزاعات وهي من الاهداف التي اصرت عليها الدكتاتورية ، و هذه بدورها ادت الى زرع صفات دنيئة اخرى في الشخصية العراقية و اثرت بشكل مباشر في تجسيد الثقافة العنفية غير السلمية و غير الامنة في كيان الشخصية العراقية، و ادت هذه الصفات المفروضة في النتيجة الى تدني المستوى الثقافي بشكل عام ، و كذلك ادت الى فرض حالة انعدام كفاءة النخبة المثقفة و تاثيرات الواقع و المجتمع السلبية عليها.
و في المقابل هناك مجموعة من الصفات الخاصة و الاخلاقيات التي استقرت في اللاوعي و توارثت او اكتسبتها الشخصية العراقية من العائلة و القبيلة و المجتمع الذي لا يمكن ازالتها فيه او اختفائها بسهولة في وقت قصير ، و هي كتاثيرات العادات و التقاليد و التزمت بصفات خاصة ضيقة ، مما ادت في النهاية الى التاثير على رسم الشخصية الثقافية العراقية وهي من اهم العوامل المحددة لها ، و عليه يمكن ان نعلن تشاؤمنا في الوقت الحاضر لما هي صفات المثقف، و للاسف هذا ما ينعكس على اعمال السياسي ، و ما نسمع و نشاهد من الاقوال و التصرفات العامة الصادرة من السياسيين و المثقفين تثبت هذا القول، و ما يؤكده هو تعاملهم العنيف و محاولتهم تسقيط و الغاء الاخر و انعدام التحاور المدني و اشهار السيف في اللحظة السانحة و عدم قبول الراي الاخر الى غير ذلك من الصفات التي يدخل في خانة الانتقاص من الاخر و ليس انتفاده انتقادا علميا، بل الهجوم عليه بشكل مباشر.
هذا هو الوضع الثقافي العام في العراق و الواقع المتدني الناتج عنه، فان هول الحالة هنا هو سيطرة السياسي غير المثقف على زمام الامور بالقبضة الحديدية.
و هنا يمكننا نا نسال، اذن اين الحل و كيف:
في البداية لابد ان نعلن انه لا يوجد نقطة انطلاق واحدة في سياق ايجاد الحلول المطلوبة للوضع و الحالة الراهنة، و انما يتطلب الوضع الحلول المناسبة من عدة اوجه و اتجاهات و كرزمة واحدة، و يجب ان تبدا الحلول من السلطة و العائلة الى الفرد ، و يتطلب التغيير في نشر عدة مفاهيم و في مقدمتها الديموقراطية و الحرية المطلوبة و تجسيد المجتمع المدني و ترسيخ روح المواطنة ، و هذه لا تبدا من اللاشيء و لكل منها علاقات مباشرة مع بعضها ، المواطنة لا تتم بامر او فرض من الاعلى و انما هي احاسيس تنبت نتيجة توفير المقومات و المستلزمات اللازمة لها و تحتاج الى وقت و عمل . اما نقطة البداية في العمل من اجل ترسيخ المجتمع المدني تتطلب بحد ذاتها الى مجموعة عوامل او ركائز تتحصل عليها في حال تم البدء بتغيير منظومات المجتمع و الدولة و محاولة مَاسسة النظام و البلد، و هذه بدورها تحتاج الى اصلاحات قانونية و اقتصادية و تربوية لازمة.
و عندما تتوفر الشروط المناسبة يبدا الانطلاق و من عدة اتجاهات ، و هذه تحتاج لعلاج الشواذ المسيطرة على عقلية و ثقافة المجتمع و هو التريف و العسكرة و فقدان الحس الجمالي و التاخر العلمي المسيطر على المجتمع، و هوما اثر على واقع المثقف و ادى الى عدم نبوغ المثقف بمعنى الكلمة.
و في النتيجة نتاكد انه بتنفيذ تلك الواجبات و الاهداف العامة ربما تتغير الاوضاع ومعها تتغير نظرات السلطة الى المثقف والمعارضة في حالة انتقادهم او بالعكس ، و لا يعتبرون ضد الوطن كما هو الحال الان ، و يكون السياسيون مثثقفين و لاحاجة بان يكون المثقفون سياسيين كما هوعليه الوضع اليوم ، و يمكن التغيير وهو المطلوب .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تهجير المسيحيين في هذا الوقت لمصلحة من؟
- كان الدكتاتور عادلا في ظلمه لكوردستان و الاهوار معا
- حان الوقت المناسب لاستنهاض اليساريين في الشرق الاوسط (2)
- حان الوقت المناسب لاستنهاض اليساريين في الشرق الاوسط
- عدم انبثاق مجموعات الضغط لحد الان في العراق !!
- اية ديموقراطية تحل الازمات في العراق؟
- لو كنت امريكيا لمن كنت اصوت؟
- لماذا لا يثق المواطن الكوردستاني بالسلطة السياسية
- حزب العمال الكوردستاني و الحكومات التركية المتعاقبة
- تفشي حالات الشذوذ في العراق
- اين النخب الفكرية من الوضع الراهن في العراق
- هل انتهى عهد الراسمالية العالمية بعد الازمة المالية ام ..... ...
- هل انتهى عهد الراسمالية العالمية بعد الازمة المالية ام...... ...
- انغلاق الاحزاب الكوردستانية على نفسها
- السلطة العراقية و مصير سلطان و الكيمياوي
- المجتمع الكوردستاني بين العقلانية و العاطفة
- الفتاوى الدينية و الازمات السياسية
- جوهر نضال الطبقة الكادحة يكمن في الالتزام باليسارية الواقعية
- الافكار الضيقة لا تساهم في علاج الازمات الخانقة في العراق
- الاعلام الحر ومخاوف سلطة اقليم كوردستان العراق


المزيد.....




- قيل له إن جسمه -غير مناسب- لبعض الأدوار.. هذا ما يرويه تيموث ...
- أمريكا تعلن تفاصيل إحباط هجوم -حوثي- بالمسيرات والصواريخ على ...
- فوز ترامب يمنح -تيك توك- طوق النجاة في الولايات المتحدة
- حدث في دولة إفريقية.. ائتلاف الحكومة يحصد -صفر مقاعد- في الا ...
- جنازة جماعية في لبنان لتشييع 8 مسعفين ومدنيين بعد غارة جوية ...
- المزيد من القتلى في المواجهة المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله ...
- سيناتور أمريكي: جيشنا الآن لا يستطيع هزيمة أحد
- رسميا.. ترامب يعين النائب والتز مستشارا للأمن القومي
- محلفون أمريكيون يمنحون ثلاثة ناجين من سجن أبو غريب بالعراق ت ...
- ألمانيا.. توجه حكومي لحظر استخدام غاز الضحك بعد انتشاره الوا ...


المزيد.....

- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عماد علي - ما بين الثقافة و السياسة في العراق