أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بولس رمزي - الاقتصاد الاسلامي وازمة المال العالميه















المزيد.....

الاقتصاد الاسلامي وازمة المال العالميه


بولس رمزي

الحوار المتمدن-العدد: 2449 - 2008 / 10 / 29 - 02:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ارتفعت الاصوات في الاونه الاخيره مبرره الازمه الماليه العالميه بانها لعنه من السماء لمعاقبة هذا العالم الكافر المخالف لشرع الله متمثلا في نظاما راسماليا ربويا والكثيرون جاؤا باستدلالات من واقع الكتب السماويه للتدليل علي ان هذه الازمه الماليه ليست الا عقابا لهذا النظام المالي الكافر الفاسد ولابد من اعتماد العالم للنظام الاقتصادي الاسلامي كقارب نجاة لخروج العالم من هذه الازمه الطاحنه

ولسنا في هذه المقاله بصدد الهجوم علي اصحاب فكر معين لان العالم كله في حاجه ماسه لتضافر الجهود للخروج من هذه الازمه التي لن ينجو منها احد علي جميع خبراء الاقتصاد في العالم كله الاجتهاد من اجل الخروج من هذه الازمه المدمره وهنا اؤكد واشدد علي خبراء الاقتصاد وليس علماء الدين الذين دسوا انوفهم في كل شئ لقد اصبحوا الان خبراء اقتصاديين يدلون بدلوهم لحل الازمه الماليه العالميه انا لا اعلم ماهو تخصص هؤلاء هل هم علماء دين ؟؟ ام هم خبراء عسكريين يرسمون الخطط الاستراتيجيه الحربيه؟؟؟ ام هم اطباء يشخصون الامراض ويصفون الدواء؟؟؟ ام انهم خبراء في السياسه والعلاقات الدوليه؟؟ ام هم رجال قانون يشروعون المواد القانونيه؟؟؟ ومؤخرا نجدهم خبراء اقتصاد يقدمون الحلول لخروج العالم من ازمته الماليه

علي أي حال علينا بعد هذه المقدمه الطويله ان نوجز في عجاله اسباب الازمه الماليه العالميه وهل لها من اثار سلبيه علي مصر ومنطقتنا ؟ ثم نتطرق للحلول المطروحه للخروج من هذه الازمه

اولا – اسباب الازمه الماليه

نظام الرهن العقاري في الولايات المتحده يعتمد علي تمليك عقارات للامريكيين مقابل اقساط طويله الاجل ويحرر المدين للبنك مقابل هذا الدين علي سندات للوفاء بهذه الديون ثم يقوم البنك بطرح هذه السندات في بورصة الاوراق الماليه والحصول علي ثمن بيعها واعادة طرح قروض عقاريه جديده والتوسع فيها وهكذا وحيث ان هذه السندات مضمونه برهن العقار وآمنه الي حد ما فان هذه السندات تلقي رواجا في بورصات الاوراق الماليه الامريكيه
الا ان توسع البنوك في الائتمان العقاري ادي الي عدم التدقيق في مقدرة العميل علي سداد الاقساط في مواعيدها المحدده فان البنك يمنح القرض العقاري ويطرح سنداتها للبيع في البورصه ويحصل علي قيمة القرض مضافا اليها ماحققه من ارباح نتيجة مضاربات البورصه الامر الذي معه ادي الي طرح هذه القروض دون دراسة مقدرة العملاء علي الوفاء بالتزاماتهم وعلي مدي عامين ونصف من تعثر الكثير من المدينون الامر الذي معه لايمكن لاي جهاز مصرفي في العالم الاستيلاء علي عقاراتهم المرهونه وعرضها للبيع مع الكساد المالي فان اسعر العارت سوف ينهار ويؤدي الي خسائر رهيبه تفاقم هذه المشكله ادي الي امتناع المضاربين في البورصه عن شراء سندات الرهن العقاري وانهيار قيمتها في البورصات الامريكيه الامر الذي يؤثر سلبا علي مقدرة البنوك الامريكيه التي توسعت بشكل كبير في قروض الرهن العقاري وتعثرها ماليا في الوفاء بالتزاماتها في ازمة سيوله طاحنه

ثانيا – الاثر السلبي لهذه الازمه عالميا وفي المنطقه العربيه

نجد ان الاثر السلبي للازمه الماليه العالميه له انعكاساته علي الجميع كل حسب حجم معاملاته مع البنوك الامريكيه فنجد ان الاثر السلبي كان مردوده سريعا وقويا علي الاسواق الاوروبيه والاسيويه حيث ان حجم تعاملاتها مع البنوك الامريكيه كبيرا ونظرا لتعثر هذه البنوك ماليا وعدم قدرتها علي الوفاء بالتزاماتها ماليا فان الاثر السلبي كانت انعكاساته قويه علي الاسواق الاوروبيه والاسيويه اما بالنسبه لمنطقتنا العربيه فنجد مايلي:

1- الازمه الماليه بطبيعة الحال هي ازمة سيوله وبالتالي فان اغلب القطاعات الاقتصاديه العالميه لديها تخوفات من موجة كساد عالميه عاتيه وبالتالي فان جميع هذه القطاعات عمدت الي خفض انتاجها والاحتفاظ بالنقود هذا يحقق امان اقتصادي لها اعلي من ان تستمر في نفس معدلات الانتاج وتحتفظ بمخزون راكد يؤدي الي انهيارها الامر الذي ادي الي الاحجام عن طلب البترول وانخفاض معدلات الطلب علي البترول الامر الذي ادي بالتبعيه الي تدهور اسعار البترول بشكل كبير جدا الامر الذي ادي الي خلل كبير في موازنات هذه الدول التي تعتمد اعتمادا كبيرا علي البترودولار
2- بالنسبه لمصر فان لن يتوقف علي انخفاض اسعار البترول فحسب بل يتجاوز ذلك فقد يؤدي الي موسم سياحي سيئ جدا الامر الذي سوف يؤثر بالسلب علي التدفقات الماليه الناتجه عن النشاط السياحي
3- انخفاض معدلات التجاره الدوليه الامر الذي معه سوف يؤدي الي انخفاض معدلات السفن التي تمر من قناة السويس الامر الذي معه سوف يؤدي الي انخفاض التدفقات النقديه الوارده من ايرادات قناة السويس
4- هناك حوالي عشرون مليار دولار امريكي اموال تملكها البنوك المصريه لدي بنوك اوروبا وامريكا وهذه الاموال معرضه لمخاطر تعثر هذه البنوك عن الوفاء بالتزاماتها لدي البنوك المصريه الامر الذي معه سوف يسبب تعثرا ماليا ونقصا في السيوله لدي البنوك المصريه في حال تعثر هذه البنوك العالميه علي الوفاء بالتزاماتها الامر الذي معه يهدد مقدرة البنوك المصريه علي مزاولة نشاطها


لقد قدمت لك عزيزي القارئ ملخصا موجزا للازمه الماليه العالميه واثارها السلبيه التي قد تلحق باقصاد العالم كله ونري خبراء الاقتصاد في العالم كله يجتهدون في وضع حلول لهذه الازمه فلم نجد ايا من رجال الدين في امريكا واوروبا لا حتي في افريقيا يتفقهون ويتفلسفون في وضع حلولا لهذه الازمه الا في منطقتنا العربيه فنجد رجال دين يملئون الفضائيات فزلقه غبيه لاتعي اساسا ماهي الازمه وماهي اسبابها كل ما نسمعه منهم الاقتصاد الاسلامي هو الحل السحري لهذه الازمه

ليس لدينا مشكله ان كان اقتصاد اسلامي او اقتصاد مسيحي او اقتصاد يهودي او ماركسي او لينيني او حتي اقتصاد عفاريتي المهم حل هذه الازمه التي لن ينجو منها احد علي الساده جهابزه الاقتصاد الاسلامي ان يقدموا لنا حلا لهذه الازمه انا لم اسمع من اصحاب نظرية الاقتصاد الاسلامي خطوات عمليه لحل الازمه الماليه العالميه عليهم ان يقدموا لنا مشروعهم هذا لعل فيه حلا لهذه الازمه لكن التشدق والصوت العالي والصراخ والعويل لن يحل هذه الازمه الماليه ليس من المعقول يقولون لنا الحل في الاقتصاد الاسلامي وعندما نسال كيف سيكون الاقتصاد الاسلامي حلا لهذه الازمه لا نجد من مجيب ارجو من الساده الخبراء في الاقتصاد الاسلامي ان يضعوا لنا خطوات عمليه علي اقل تقدير لوقاية مصر والمنطقه العربيه من الاثار السلبيه لهذه الازمه وان كانت الحلول المقدمه باسم الاقتصاد الاسلامي سوف تقينا من اثار هذه الازمه يجب علينا فورا ان نتخذها كمنهج اقتصادي ليس لدينا مشكله في ان يكون اقتصادا اسلاميا طالما سوف يقدم حلا منطقيا مبنيا علي اسس علميه وله مردودات ايجابيه لكن التنطع بالقول فقط هذا يجعلنا اضحوكه امام العالم اجمع

لكن اعتدنا علي سماع الساده الافاضل شيوخ الاقتصاد العرب ينحون الخبراء الاقتصاديون جانبا ويتكلمون هم في وضع الحلول لها دون أي درايه او علم لهم ولطالما نسير وراء هؤلاء فابشركم بتخلفا اكثر مما نحن فيه من تخلف في جميع مناحي الحياه ارجو من الساده علماء الدين ان يتفرغوا لنشر سماحة الدين والحب والتاخي بين البشر وترك الامور الاقتصاديه وغيرها للخبراء المتخصصين والمؤهلين علميا لهذا المجال



#بولس_رمزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانفجار الطائفي
- موقعة الماريوت الباكستانيه
- النوم في العسل
- هل يمكنني ان اسالك
- عفوا سيدي الرئيس
- مشروع الدوله الدينيه بين النظريه والتطبيق
- رئيس مجلس الشعب المصري -مبيعرفش-
- غزوة دير ابو فانا ودفن الرؤوس في الرمال
- سقط قناع الحزب الالهي وظهر الوجه الحقيقي
- حزب الله انتصر يارجاله !!!
- الدوله الدينيه ومخاطر تفتيت دول الشرق الاوسط
- الصفقات السوريه الاسرائيليه الي اين؟؟؟
- العرب ضائعون
- قمة الضياع العربي
- هذا هو نموذج الدوله الوهابيه السعوديه
- الوهابيه السعوديه ونموذج الدوله الاسلاميه
- ضياع حقوق الاقباط في حلسات الصلح العرقي
- حوار مع بروفوسيره وهابيه
- الاسلام دين الدوله!! والشريعه الاسلاميه المصدر الرئيسي للتشر ...
- العقائد الدينيه اصبحت اوراقا سياسيه


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بولس رمزي - الاقتصاد الاسلامي وازمة المال العالميه