أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سهر العامري - رشى صدام من القصور الى الشوارع !














المزيد.....

رشى صدام من القصور الى الشوارع !


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 755 - 2004 / 2 / 25 - 08:51
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 في الوصول الثاني لحزب عفلق الى السلطة في العراق في السابع عشر من تموز عام 1968 م ، وعلى أكتاف عملاء المخابرات الأمريكية في الجيش العراقي ، وليس على قطار أمريكي ، كما هي الحال مع انقلابهم الأول عام 1963 م ، ذلك القطار الذي مرّ ببطل العروبة! في القاهرة ، فحملّ الرشاشات البور سعيدية ، مفخرة العرب ! لقتل  العراقيين فيها في الشوارع ، ووفقا للبيان 13 المشؤوم ، وتحت شعار أمة عربية واحدة! أقول في هذا الوصول الثاني بدل البكر وصدام خططهم في التعامل مع قوى المعارضة العراقية ، وفي المقدمة منها الحزب الشيوعي، بعد أن شهدت قيادتهم أن سبب سقوطهم السريع في انقلابهم الأول هو عمليات القتل الجماعي التي ذبحوا فيها الآلآف من الشيوعيين العراقيين ومناصريهم ، وقام تبديل البعث لاسلوب تعامله هذا مع قوى المعارضة العراقية بعد وصولهم الثاني على أساسين موروثين من تاريخ القمع عند العرب هما : الترغيب والترهيب ، فقد أبدى القتلة أنفسهم لينا ، وأظهروا رغبة في مشاركة الآخرين لهم من العراقيين في السلطة من شيوعيين وقوميين عرب وأكراد في الأيام الأولى لحكمهم، وكانوا هم ، ومنذ تلك الأيام ، غير صادقين النية في ذلك ، رائدهم كسب الوقت ، وترسيخ أقدامهم في سدة الحكم أكثر فأكثر ، وحين امتلكوا قوة تمثلت في اجهزة القمع التي انشؤوها من جيش ومخابرات وأمن وقوات خاص ..الخ،  ومالا تمثل بدخل العراق الهائل من عائدات النفط الضخمة ، عندها أحلوا الاغراآت وشراء الذمم ، وقد طبقوا هذه السياسة مع بائعي الضمائر ، وضعاف النفوس ، فراحوا يشترون الناس في العراق الى حزبهم بوظيفة أو بمقعد دراسي ، أو منصب ، وحين تصوروا أنهم قد ترسخوا في السلطة عمدوا الى اساليب القمع والملاحقة لكل عراقي كان يختلف معهم رأيا ، ولهذا فقد زجّت اعداد غفيرة من الناس في المعتقلات ، وأعدم الكثير ألآخر ، وكان كل هذا بسبب هاجس ظل يلازم عقول ازلام النظام وفي مقدمهم  صدام هو ضياع السلطة من أيديهم ، بعد أن أعتبروها غنيمة ما كانوا يحلمون بها أبدا ، وفي بلد غني مثل العراق .
هاجس ضياع السلطة هذا جاء في ذات اللحظة التي امتطوا فيها كراسي الحكم في العراق ، حين تكشّف لهم أن القوة التي حملتهم الى تلك الكراسي هي ذاتها التي ستزيلهم حين تقتضي مصلحتها ذلك ، مثلهم في ذلك مثل الذين أتت بهم من قبل ، ثم رمتهم بعيدا عن تلك الكراسي ، فصار صدام على قناعة تامة من أنه سيقدم العراق كله على طبق من ذهب لتلك القوة شرط أن يظل هو في السلطة ، وبهذا شهد أحد الذين انتفعوا من رشى صدام قبل أيام وهو الرئيس علي عبد الله صالح ، أو( صدام الصغير) كما يسميه أهل اليمن من أن الأمريكان أرتكبوا خطأ فادحا باسقاطهم صدام وهو الذي ، أي صدام،  قد وافق على مقاسمة نفط العراق بينه وبينهم !
صدام كان مستعدا أن يبيع أرض العراق بنفطها شرط أن يظل على كرسي الحكم ، أوليس هو الذي باع شط العرب للشاه من أجل القضاء على الثورة الكردية المسلحة ؟
أو ليس هو الذي قدم عشرين مليون دولار هدية لكاسترو الثوري من أجل أن يشتري سكوته عن حملته التي كان يزج فيها بآلاف من الشيوعيين العراقيين في غياهب سجونه أواخر سنة 1978 م  ومن أجل أن يصبح قائدا لدول العالم الثالث ممثلا في دول حركة عدم الانحياز التي كانت تزمع عقد مؤتمرها في بغداد ؟ لكن صداما قد خاب في مسعاه هذا ، حين تصدى  شيوعيو العراق لرغبته الجامحة هذه في عقد المؤتمر المذكور في بغداد ، وقت أن تبنت مجلتهم الثقافة الجديدة من بيروت أول معارضة علنية لعقد ذلك المؤتمر ، مستندة الى مبررات مقنعة من بينها أن العراق يعيش حالة حرب، اعتدى فيها صدام على دولة عضو في تلك الحركة وهي ايران ، وإن انعقاد المؤتمر في بغداد يعني فيما يعني تأييدا واضحا للمعتدي ، وانحيازا لاحد طرفي الحرب هو صدام في هذه الحالة . وبعد معارضة الشيوعيين تلك عارضت دول هذه المرة ، فانعقد المؤتمر في دلهي عوضا عن بغداد ، وراحت رشى صدام هباء ، تلك الرشى التي بدد بها أموالا طائلة من أموال الشعب العراقي تقدر بمئات الملايين ، ولا زلت أذكر ذلك الطابور الذي اصطف فيه رؤساء الدول الافريقية الفقيرة من أجل زيارة العراق ، والحصول على رشوة مقدارها ثلاثون مليون دولار لكل رئيس وافق على أن يكون صدام هو الرئيس الدوري لمنظمة دول عدم الانحياز ، لكن يظل الرئيس علي عبد الله صالح ( صدام الصغير) هو وحده الذي تفرد عن كل الرؤساء ، وحصل على رشوة مقدارها مليار ومئتي الف دولار ، وذلك لأنه ، بالاضافة الى تاييده لانعقاد ذلك المؤتمر في بغداد ، أطاع صدام حين أمره بقص زلفه فقصه ! ولهذا فهو الآن ينفث الحسرات على أخيه في الاجرام صدام الجرذ الكبير!
لكن الشيء الملفت للنظر هو أن رشى صدام تلك ، وبعد هزيمته فيما سمي بحرب الخليج الثانية ، وبعد أنتفاضة آذار سنة 1991 م ، قد انحطت مستوياتها وتدنت قيمتها ، فبدلا من أنها كانت تذهب للملوك والرؤساء من البشر ، صارت تذهب الى الأخس منهم وضعا لا قيمة ، فنعمت بها رغد ، وصبحي ، وراقصات شارع الهرم ، ومنزوعو الضمائر من الراقصين في المؤتمرات القومية ! والمؤتمرات الشعبية الأسلامية !
وصار صدام يستقبل من هؤلاء من هو لا في العير ولا في النفير ، ويأتي في مقدمتهم الأردني ليث شبيلات ، ومن على شاكلته ، وتحولت الرشوة من ملايين الدولارات الى ملايين براميل النفط ، بعد أن أشهر السيد الرئيس ! افلاسه ، رغم كل الذي سرقه من ثروة شعب مظلوم يعاني مرارة الجوع والحرمان ، استحل كل المرتشين في كل العالم من عرب وغير عرب أمواله وهي حرام سحت دون وازع من ضمير ، وذلك في اضخم مسرحية رشى يشهدها الانسان في تاريخه القديم والحديث ، فلم يبق مكان في العالم لم تصله رشى صدام ! فبأي عالم منحط يعيش هؤلاء اللصوص؟ وفي أي زمان وضيع يتنفسون ؟



#سهر_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظرف الشعراء (6) : ليلى الأخيلية
- شباط : الماضي والحاضر !
- ظرف الشعراء (5) : دِعبل الخزاعي
- مرفوض في عمان مقبول في بغداد !
- ظرف الشعراء ( 4 ) : بشار بن برد
- ويبنون بيوتا من خشب !
- ظرف الشعراء ( 3 ) : ولادة
- مكرمة السيد مجلس الحكم !
- وحدة العراقيين والحزب الشيوعي العراقي !
- ظرف الشعراء
- قومية النفط !
- ظرف الشعراء ـ 1 ـ العرجي
- الحجاج مظلوما !
- قصيدتان
- اثنان لايموتان في العراق : النخل والحزب الشيوعي !
- عن المهر والنهر والفكر المستورد !
- المقهى والجدل
- تهديدات السستاني على لسان المهري والرد الأمريكي !
- قرار الكاشير ولغة الغطرسة !
- مكروا فمكر بريمر !


المزيد.....




- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سهر العامري - رشى صدام من القصور الى الشوارع !