صادق الازرقي
الحوار المتمدن-العدد: 2448 - 2008 / 10 / 28 - 00:34
المحور:
الادارة و الاقتصاد
برغم اعلان منظمة البلدان المصدرة للنفط اوبك تخفيض انتاجها من النفط يمقدار مليون ونصف المليون برميل فان اسعار برميل النفط التي بدأت في التدني منذ مدة قصيرة لم تتأثر بذلك التخفيض وواصلت انحدارها الى ما دون الـ 65 دولار للبرميل بعد ان كان سعر البرميل قد تجاوز حاجز الـ 174 دولارا قبل الهبوط الأخير وهو امر يببين ان اسعار النفط العالمية لن ترتبط بصورة مباشرة بما تتخذه الاوبك او بالاجواء والتفاعلات المحيطة بذلك فالجميع لا حظ كيف ان اسعار برميل النفط ارتفعت بصورة مفاجئة طيلة الاشهر الماضية برغم انها كانت اشهر صيف وان الطلب على الوقود كان قليلا إذ المفروض ان يتزايد الطلب شتاء لا صيفا. ويرى محللون أن منظمة البلدان المصدرة للنفط لا تستطيع السيطرة على أسعار النفط في الأسواق العالمية لأن لعبة الأسعار تتعلق بالسوق والعرض والطلب وعوامل جيوسياسية وأمن الطاقة.
وحتى إذا أردنا مجاراة الرأي السائد في ان سعر برميل النفط مرتبط بكمية الانتاج فاننا نلاحظ انعدام العدالة في توزيع حصص الدول على وفق نسبها السكانية إذ ان دولا صغيرة لا يتجاوز عدد سكانها المليونين يسمح لها بأن تنتج اكثر من دولة اخرى تفوقها باضعاف من الناحية السكانية كما ان دولا عدة تأخذ حصص دول اخرى مثلما حدث في موضوع العراق إبان العقوبات التي كانت مفروضة عليه في ظل النظام المباد والتي لا زال بعضها ساريا ضمن ما يسمى بالبند السابع بالشكل الذي ولد شعورا بانعدام العدالة أدى الى ان تبقى دولا مهمة في مجال الانتاج النفطي خارج منظمة الاوبك فيما تفكر دول اخرى جديا في ترك المنظمة.
ويشير خبراء الاقتصاد الى ان على أوبك موازنة إنتاجها مع التطورات العالمية فمع الأزمة العقارية في الولايات المتحدة قد يكون السوق العالمي على حافة موجة من تراجع الطلب ويربطون ذلك بضعف الطاقة التكريرية خاصة في الولايات المتحدة كما ان شهية بعض الدول المنتجة للنفط والتي لن تفكر مطلقا في الوصول الى الاقتناع بما تجنيه من ارباح تؤدي الى بطء القرارات المتعلقة بتخفيض الانتاج مع ملاحظة ان كثير من الدول النفطية ومنها العراق لم تستطع ان تستفيد من الارتفاعات في سعر البرميل والتي وفرت لها اموالا طائلة بالعملة الصعبة إذ لم تتحسن حياة شعوبها والفقراء منهم بالدرجة الاولى إضافة الى ان ان التضخم في اسواقها واصل ارتفاعه مما سبب في ارتفاع الاسعار ومعاناة المواطن من ذلك وبالتالي فان عملية زيادة اسعار برميل النفط وتراكم الاموال لم ينفع في تطوير البنى التحتية لكثير من الدول مما افقد ذلك الارتفاع قيمته وجعل المواطن غير معني باخبار الارتفاع والهبوط مثلما لم يشعره هبوط سعر البرميل الى مستويات قياسية بالحزن لأن وضعه المعيشي ظل بائسا ً ولم ينتفع في كلتا الحالتين.
#صادق_الازرقي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟