أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد علي ثابت - الأزمة المالية العالمية وملاحظات أولية














المزيد.....

الأزمة المالية العالمية وملاحظات أولية


محمد علي ثابت

الحوار المتمدن-العدد: 2448 - 2008 / 10 / 28 - 04:31
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


رسالة لصناع السياسات الاقتصادية في مصر..

ليس من الحكمة في شيء أن يستغل التيار اليساري الأزمة المالية العالمية الراهنة للشماتة والتشفي في النظام الرأسمالي وللـ "تنكيد" على أنصار الليبرالية الاقتصادية المطلقة بمواجهتهم باستحالة أن تكون الرأسمالي الطليقة هي النظام الاقتصادي الأمثل الخالي كلياً من العيوب والثغرات. فالشماتة والتشفي، وخصوصاً في أوقات الأزمات الكبرى، هما من المفردات التي لا يجب أن يحتوي قاموس المناقشات المتحضرة المجدية على أي منها. فنحن الآن أمام أزمة عنيفة بحق تعصف بالاقتصاد العالمي وليس بالتجربة الرأسمالية فحسب وتطيح بأحلام وأقوات مئات الملايين من البشر البسطاء، ولا شك أن الآثار الشديدة السلبية المتوقع ترتبها على تلك الأزمة هي من القسوة والخطورة بحيث تجعل أشد أنصار الاشتراكية ينحون جانباً، ولو مؤقتاً، أي خلافات مذهبية مع أنصار الليبرالية الاقتصادية المطلقة ويركزون في الوقت الراهن حصرياً على البحث عن سبل فعالة وسريعة للخروج من هذا النفق المظلم الذي يدخله الاقتصاد العالمي باطراد.

على أن ذلك كله لايعني أنه يتعين علينا الامتناع نهائياً عن مناقشة القضايا المتعلقة بتلك الأزمة الاقتصادية. فكل ما في الأمر هو أنه من الأفضل تأجيل مناقشة جذور ومسببات تلك الأزمة والأخطاء التي تسببت في تفاقمها السريع على هذا النحو إلى ما بعد هدوء عاصفتها العاتية الراهنة بعض الشيء، على الأقل حتى يتسنى لنا رؤية الأمور وقراءة المؤشرات بوضوح أكبر. فالأزمة مازالت في بداياتها ومازال من الصعب للغاية على أي محلل أن يتنبأ بالشكل الذي قد تأخذه خلال الشهور القليلة القادمة. ولكن ما يهمنا الآن تحديداً هو أن نلقي الضوء على أهم الأبعاد اللحظية أو الفورية لتلك الأزمة، ونعني بذلك مجموعة الحقائق والملاحظات الأولية التي تكشفت فيما يتعلق بالأزمة حتى وقتنا هذا تكشفاً يكفي لتسويغ استخدامنا لها كأساس لقرارات عاجلة وسياسات تدخل سريع بغية كبح جماح الأزمة والحيلولة دون تضاعف الخسائر التي يمكن أن تنجم عنها قبل أن يفوت أوان التدخل السريع أو يفقد الأخير فعاليته. ويحضرنا هنا اعتراف آلان جرينسبان، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي السابق، مؤخراً بأنه قد أخطأ خلال فترة توليه ذلك المنصب حين كان يفترض أنه من الأفضل عدم التدخل لحماية النظام المصرفي حتى في أوقات الأزمات الوشيكة على أساس اعتقاده بأن "المقرضين بوجه عام سيكونون أقدر على حماية أرصدتهم من الجهات التشريعية"، وهو ما اكدت الأزمة الراهنة أنه ليس صحيحاً على الدوام مع انهيار سوق القروض العقارية الأمريكية بسبب توسع البنوك في الإقراض بلا ضمانات حقيقية في غيبة شبه كاملة للإشراف الحكومي على القطاع المصرفي.

ولعل أولى الحقائق التي يجب على القائمين على اقتصادنا الالتفات إليها الآن والتحلي بما يكفي من الواقعية والمصارحة مع النفس للاعتراف بها هي حقيقة أنه لا يمكن أبداً أن تصدق وتتحقق توقعاتهم بألا يتأثر الاقتصاد المصري بشدة بتلك الأزمة، فلا أحد أبداً يمكنه التنبؤ أو الجزم بشيء من هذا القبيل لأن الاقتصاد المصري بوضعه الحالي مندمج في هيكل الاقتصاد العالمي بشكل يستحيل معه ألا يتأثر بتقلباته وخصوصاً الحاد منها. وإذا لم يلتفت المسؤولون عن اقتصادنا إلى تلك الحقيقة أو آثروا عدم الاعتراف بها، فإن عواقب ذلك ستكون جد وخيمة على المدى البعيد. وثانية الحقائق في السياق ذاته هي أن اللحظة الراهنة ربما تكون هي الأنسب لاسترجاع الحكومة دورها – نسبياً وتدريجياً – في الحياة الاقتصادية بحيث تصبح بتدخلاتها أقدر على التصرف السريع والتدخل الاستباقي في أزمات مثل الأزمة الحالية، سواء أتم ذلك الاسترجاع عبر تأجيل برنامج الخصخة – وخصوصاً في القطاع المالي – إلى أجل غير مسمى، أو عبر استرجاع الحكومة بعض الشركات الاستراتيجية التي تمت خضختها، أو عبر فرض المزيد من القيود على مشتريات الأجانب وعلى أنشطة كبار رجال الأعمال في البورصة وفي القطاعات الاقتصادية الرئيسية، أو عبر خليط من كل تلك الإجراءات معاً. فقرارات كتلك لا تختلف كثيراً عما اضطرت الدول الغربية الكبرى لاتخاذه مؤخراً أو ما تدرس إمكانية اتخاذه في المستقبل القريب لمواجهة الأزمة، وبديهي أنه إذا كان الغرب مستعداً لمراجعة رأسماليته الأثيرة على هذا النحو الجذري – ولو مؤقتاً أو مرحلياً – فلا عيب أبداً في أن يراجع تلاميذه وأتباعه لدينا سياساتهم وتوجهاتهم إعمالاً للمنطق نفسه. أما ثالثة الحقائق التي نود الإشارة إليها فتتعلق بأن الأزمة الراهنة قد أعادت التأكيد على حاجة الاقتصادات الرأسمالية التوجه لأدوات إنذار فعالة يمكن الاعتماد عليها للتنبؤ المسبق باحتمالات اندلاع المشاكل الاقتصادية الكبرى، وإذا كان الوضع كذلك في الدول الغربية ذات الهياكل والكيانات الاقتصادية القوية الرصينة، فلا شك إذن أننا في مصر بحاجة أكبر إلى إنشاء وتفعيل مثل تلك النظم التحذيرية على وجه السرعة تحسباً لمزيد من التقلبات الحادة المدمرة في حركة الاقتصادين العالمي والمصري، باعتبار أن غالبية المؤشرات الراهنة توحي بأن الأزمة مازالت تأخذ اتجاهاً عشوائياً وفجائياً بوضوح في تفاعلاتها.

ولا شك أنه سيكون لنا حديث آخر أكثر تفصيلاً في هذا الموضوع..








#محمد_علي_ثابت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاثي ضوضاء المسرح
- المحمول في يد الجميع
- أبجدية التحضر: منظومة الفكر والممارسة لدى العقول المتفتحة
- تأكل الطير
- فوضى.. ولكن
- لما بنكبر
- تخاريف بنكهة أندلسية
- فاتت ليالي كتير، كان الهوى مشاوير
- قوس كامل
- حلم وعلم
- تساؤلات إلى شاري الأيام
- في الاغتراب وعنه
- ثم يبدأ البحث عن الشاطئ التالي
- القرصنة المتأسلمة على الفايسبوك.. ملاحظات ودلالات
- حاجيات مهجورة
- حبل وشجرة
- وديانتي مصري
- حروف هجاء وجودية
- مقدمة حائرة إلى عِلم قديم
- طائر الفينيق


المزيد.....




- إحداها عربية.. تصنيف للمدن من حيث كثافة المليارديرات بين سكا ...
- بيتكوين ترتفع إلى أعلى مستوى على الإطلاق قرب 98 ألف دولار مد ...
- صعود أسعار النفط مع استمرار التوترات الجيوسياسية
- دبي تنتج أكبر سبيكة ذهبية في التاريخ (فيديو)
- مؤتمر -كوب 29-: أنشطة سوكار للطاقة...بين المصالح الاقتصادية ...
- إسراكارد تحت ضغط التضخم وخسائر القروض المتعثرة تفوق 33%
- إسرائيل تفرض عقوبات اقتصادية متعلقة بتمويل حزب الله اللبناني ...
- -أفتوفاز- الروسية المالكة لعلامة -لادا- تحدد هدفا طموحا للعا ...
- أرباح -لولو للتجزئة- ترتفع 126% في الربع الثالث
- سعر الذهب اليوم الخميس 21-11-2024.. اشتري شبكتك دلوقتي


المزيد.....

- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد علي ثابت - الأزمة المالية العالمية وملاحظات أولية