أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - عبد الحميد عثمان - المرسوم 49 العنصري يستهدف الكرد في وجودهم















المزيد.....

المرسوم 49 العنصري يستهدف الكرد في وجودهم


عبد الحميد عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 2448 - 2008 / 10 / 28 - 00:32
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


لايمر يوم واحد دون ان نسمع او نقرأ خبرا جديدا عن اعتقالات او مداهمات او اغتيالات او محاكمات صورية جديدة في سوريا .
لا يمر يوم دون ان تقوم السلطات الامنية السورية بالمس بكرامة الانسان السوري عامة والكردي خاصة وتضييق السبل امامه
لايمر يوم دون ان تقوم السلطات السورية باجراء عنصري جديد ضد الوجود التاريخي للكرد في سوريا في سياق النهج العنصري المتبع اتجاه الشعب الكردي في سوريا .

انه نهج يمتد منذ عشرات السنين مارسته السلطات المتعاقبة على سدة الحكم منذ الانقلاب البعثي الاول في عام 1963 وحتى الان

في الاشهر القليلة الاخيرة طالت الاعتقالات بعض الرموز القيادية في الحركة السياسية الكردية مثل السيد مشعل التمو، الناطق الرسمي لـ "تيار المستقبل الكردي " وقبله السيد محمد موسى سكرتير " الحزب اليساري الكردي" وطالت العديد من المثقفين الكرد ، مدرسين وكتاب وشعراء وطلبة ، ولم تقتصر عليهم فقط وانما امتدت الى جميع القطاعات والفئات الاجتماعية الكردية .

ومنذ ايام قليلة صدر مرسوم عنصري ، الا وهو المرسوم 49 ، لتحديد المناطق الحدودية ظاهرا ولفرض حصار الاقتصادي والاجتماعي على الكرد حقيقة وصراحة.

ان هذا المرسوم الاخير و هذه الحملة الاخيرة من الاعتقالات تأتيان في سياق متصل مع القوانين والاجراءات والحملات والانتهاكات الاخرى ،التي باتت ظاهرة متكررة وخاصة في المناطق الكردية في سوريا بعد الانتفاضة الاذارية المجيدة في غام 2004
لقد كانت المضايقات والاستدعاءات الامنية للجميع قائمة على قدم وساق فيما مضى ، والمداهمات وحملات الاعتقال ايضا ، والاجهزة الامنية السورية لم تكن تقيم وزنا لحرمة منزل او كرامة انسان، ولكنها لم تكن بهذا "الزخم والعنفوان العنصريين" ، لقد اخذت بعدا جديدا بالسنين الاخيرة اصبحت اكثر همجية وبربرية .

ان ما تقوم بها الحكومة السورية اتجاه المواطنين الكرد واتجاه القوى السياسية والثقافية الكردية من مداهمات للبيوت واعتقالات في وضح النهار واغتيالات لشخصيات كردية وحتى لشبان كرد يخدمون بين "صفوف قواتها المسلحة" وبشكل شبه يومي ودون اي اعتبار لكل المواثيق والعهود الدوليه التي وقعت عليها الحكومات السورية المتتابعة، تنبع اساسا من بنية النظام السوري الدكتاتورية ، التي لا يمكن، باي حال من الاحوال، ان تكون قادرة على قبول الاخر المختلف قوميا او فكريا او سياسيا او ثقافيا. هذه البنية التي ترسخت وتوطدت خلال عقود من السنين ، وخاصة منذ استيلاء حزب البعث الحاكم على الدولة والمجتمع في عام 1963 بانقلاب عسكري تمخض عنه نظام حكم شمولي عنصري ، عمل على تعريب سوريا من اقصاها الى اقصاها بسلسلة من المشاريع والسياسات الاستثنائية، والتي استهدفت يالاساس الشعب الكردي في مناطقه الناريخية ، الجزيرة وكوباني وعفرين، باعتباره اكبر القوميات غير العربية في سوريا اولا ،ولعمقه الجغرافي والتاريخي مع الاجزاء الكردستانية الاخرى ثانيا ، علاوة على استهداف الشعب الكردي من قبل هذا النظام الشمولي فانه جرد المواطنين السوريين بكل اطيافهم القومية ومشاربهم السياسية من الاسس العامة لمواطنيتهم والغى الدولة السورية لصالح الدولة الامنية، لكي تكون قادرة على ادامة ابقاء " حزب البعث العربي الاشتراكي قائدا للدولة والمجتمع" بغض النظر عن اراء الناس ومواقفهم ، وقد افرغ النظام المجتمع السوري من حراكاته السياسية والثقافية وبالتالي جرد المجتمع السوري من ديناميكيات تشكله وتطوره واعاق مسار تكونه مجتمعا واحدا موحدا ،

لقد عمل حزب البعث الحاكم في سوريا ، انطلاقا من بنيته العربية العنصرية، على طمس ومحو ما هو غير عربي وبما ان الشعب الكردي يعتبر اكبر القوميات غير العربية في سوريا، كما اسلفنا، وله خصوصيات تتميز عن القوميات والاثنيات السورية غير العربية الاخرى فانه بقي يعيش على ارضه التاريخية وبقي يشكل الاغلبية فيها ،لذا تم استهدافه اكثر من غيره، اولا من خلال الاتيان بجملة من المشاريع والسياسات العنصرية، مثل الحزام العربي الاستيطاني والاحصاء الاستثنائي لعام 1962 وسلسلة قرارات متعاقبة لتعريب اسماء الاماكن والمناطق التاريخية في الجزء الكردستاني الملحق بسوريا ، - ولن يكون المرسوم " 49 " العنصري " اخر هذه الاجراءات والقرارات والاعمال -، وحين اصطدمت هذه المشاريع والسياسات بالجدار الكردي المتجذر تاريخيا، لم يكن لها ذاك المردود الذي كان يتوخاه منها النظام الحاكم ، فعمل على توسيع رقعة استهدافه للشعب الكردي وخاصة في السنوات الاخيرة الماضية بعد المتغيرات الدراماتيكية في منطقة الشرق الاوسط ، حيث عمد على اتباع سياسات من نوع جديد بالاضافة الى سياساته ومشاريعه السابقة تقوم اساسا على ارهاب الشعب الكردي وذلك من خلال الاعتيالات والاعتقالات وتكثيف الحضور الامني في كل مفاصل الحياة الاجتماعية في المناطق الكردية ، ومن خلال حالة الحصار التي يقوم بها ضد المناطق الكردية وتكبيل الناس بجملة اجراءات وقرارات تسهم الى حد كبير الى ترك مناطقهم ، وقد كانت الغاية الاولى والاساسية للمرسوم " 49" الاخير تكمن في هذه الجوانب.
ان المرسوم 49 يشمل كل المناطق الكردية فيمنع عليهم حق التصرف بممتلكاتهم وهو حق طبيعي من الحقوق الاساسية للانسان، اذا كان يسمح في حالات استثنائية للحكومات بالتصرف بالممتلكات الخاصة للناس فان لها شروطا محددة وضيقة جدا ، فاذا كان مبررا ،وهو ليس كذلك، ان يكون حق التملك بالممتلكات ، على حدود دولة بحالة حرب ، منقوصا فان هذا لاينطبق على المناطق الكردية فكلها تقع على حدود دول " صديقة " للحكومة السورية وليست دولا معادية.

ان الانتفاضة الاذارية، التي فاجأت النظام بعمق الغضب الجماهيري الكردي، والتي اجتازت كل الخطوط الحمر التي عمل النظام خلال " عمره الشمولي المديد " على رسمها للسوريين ، وحطمت ،في وضح النهار ، مقدسات النظام المتمثلة بتماثيل " روح القدس" التي حاول النظام من خلال ابواقه الاعلامية واجهزته الامنية على تصوير تلك التماثيل على انها القبلة الاهم ، التي يجب ان ترنو اليها الانظار بخشوع وامتنان وعبادة ، وحين تحطمت وتفتت تلك التماثيل الصنمية بفعل الغضب الجماهيري العفوي تحطم وتفتت معها كل الزيف الايديولوجي المقيت الذي تم حقن الناس به خلال كل هذه السنوات الشاحبة من عمر هذا النظام . صحيح ان النظام ، في تناوله للحدث الاذاري الكردي الكبير، قد بادر ،كحاله دائما، الى لغته الوحيدة في التواصل مع الاخرين ، الا وهي لغة القمع، الا انه احس وكأن يداه مقيدتان بفعل المتغيرات الدولية الجديدة ، ليس كما كان الحال عليه في"احداث حماه"، حيث كان مطلق اليدين ليفعل بمدينة حماه وناسها مايشاء، اي ان النظام بقي يحمل في نفسه الطغينة ورغبة الانتقام من الشعب الكردي ويتحين الفرص للانقضاض عليه ،وقد استفاد النظام من النموذج العراقي وحاول ان لايقع في " المطب" الذي اوقع النظام العراقي نفسه فيه، اي انه سينتقم من الشعب الكردي ولكن ليس بمثل النموذج العراقي للانتقام والحقد القومي وانما الانتقام نفسه ولكن بطريقة بطيئة وليس على دفعة واحدا ، لذا بدأنا نشهد خلال السنوات التي تلت الانتفاضة الكردية الاذارية ان العديد من الشخصيات والشبان الكرد يغتالون او يقتلون في ظروف غامضة ، وبدانا نرى في اي تشاط سياسي او ثقافي او اجتماعي كردي تواجدا امنيا كثيفا غالبا يبنتهي باطلاق الرصاص من قبل العناصر الامنية على الناس العزل بقصد القتل وليس بقصد التفريق او فض الناس وقد كثرت حوادت قتل المجندين الكرد في الجيش السوري بظروف ملتبسة وغامضة وهناك اكثر من حادثة لمجندين كرد يغتالون في ثكناتهم ودون ان يسمح لاوليائهم بالكشف عليهم او بمعرفة الاسباب الحقيقية من خلال قضاء محايد ونزيه لاغتيال انجالهم .
ان مايجعنلنا نعتقد جازمين بان المرسوم العنصري الجديد المرسوم 49 ياتي في سياق استهداف الشعب الكردي في وجوده وفي سياق حالة الانتقام التي تتملك النظام ضد الشعب الكردي ، مثله مثل حملات الاعتقالالات التي تستهدف الرموز القيادية للحركة السياسية الكردية ومثله مثل الاجراءات والقوانين والاعمال التي سبقته ، وان اصداره في هذا الوقت يؤشر بان النظام يتحين الفرص للانقضاض على الشعب الكردي وكلما تم فك الطوق عنه او احس بان الامور المحلية اوالعالمية او المحيطة ملائمة يقوم باجراء عنصري او قمعي ما ضد الشعب الكردي وضد حركته السياسية .



#عبد_الحميد_عثمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مشهد يحبس الأنفاس.. مغامر يتسلق جدارًا صخريًا حادًا بسويسرا ...
- وسط التصعيد الأوكراني والتحذير من الرد الروسي.. ترامب يختار ...
- انخفاض أعدادها ينذر بالخطر.. الزرافة في قائمة الأنواع مهددة ...
- هوكستين في تل أبيب.. هل بات وقف إطلاق النار قريبا في لبنان؟ ...
- حرس الحدود السعودي يحبط محاولة تهريب نحو طن حشيش و103 أطنان ...
- زاخاروفا: الغرب يريد تصعيد النزاع على جثث الأوكرانيين
- صاروخ روسي يدمر جسرا عائما للقوات الأوكرانية على محور كراسني ...
- عشرات القتلى في قصف إسرائيلي -عنيف- على شمال غزة، ووزير الدف ...
- الشيوخ الأمريكي يرفض بأغلبية ساحقة وقف مبيعات أسلحة لإسرائيل ...
- غلق أشهر مطعم في مصر


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - عبد الحميد عثمان - المرسوم 49 العنصري يستهدف الكرد في وجودهم