أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - من يوقظ الحاكم الظالم ؟














المزيد.....

من يوقظ الحاكم الظالم ؟


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 755 - 2004 / 2 / 25 - 08:37
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


يحكى ان الحجاج بن يوسف الثقفي حبس رجلاً في حبسه ظلماً ، وفي محنة الرجل كتب اليه رقعة أستطاع أن يوصلها  ، ويبدو أن الأنسان كان  يستطيع أن يوصل رسائله الى أهله أو عشيرته ، مثلما يستطيع أن يشرح سبب اعتقاله أو حجزه ، على عكس أيامنا هذه التي لا يستطيع فيها المظلومين إيصال أصواتهم للولاة والحكام ، ولا يستطيعون ليس إيصال سبب أعتقالهم وأنما التصريح بأعتقالهم من قبل السلطة ظلماً  أو حتى معرفة اماكن حبسهم وأعتقالهم وربما قبورهم ، ونشاهد جميعاً الحواجز والموانع  والسدود التي يصنعونها بين الحاكم وبين الناس بسبب خوف الحاكم من الناس ، وكدلالة على معرفة الحاكم  بظلمه وطغيانه وكراهية الناس له  ، ولهذا  يقيمون ليس حواجز وأسوار بل حتى أسلاك شائكة مكهربة وأفواج من الحماية البشرية والإلكترونية  بينهم وبين الناس   .
 وأطلع الحجاج على الرقعة ، فوجد مكتوب فيها :
(( قد مضى من بؤسنا أيام ومن نعيمك أيام ، والموعد القيامة والسجن جهنم والحاكم لا يحتاج بيـــــــــــنة ))  وكتب في أخرها :

ستعلم يا نؤم أذا التقينا     غداً عند الأله من الظلوم
أما والله أن الظلم لؤم      ومازال الظــلوم هو الملوم
سينقطع التلذذ عن أناس  أداموه وينقطع النعـــــــيم
الى ديان يوم الدين نمضي وعند الله تجتمع الخصوم

وفي سير التاريخ مالا يحصى من العبر والقصص  والأخبار التي تروي ظلم الولاة والحكام الواقع على الناس  ، غير أن حتمية الحياة والموت لاتبقي على الحاكم مهما كان قوياً ومحمياً ومحصنا من الناس ، ومهما أستطاع أن يجمع ويكتنز ويشتري الذمم ويوظف الأموال ويوزع العطايا اموالاً وصكوكاً نفطية  ويكثر من أفواج الحماية الخاصة ،  ومهما أستطاع أن يخدع الناس أو يوهم المتوهمين  فأن حكمه لابد أن يزول ، ومع زوال حكمه تبقى سيرته وأخباره يرويها الناس عنه بصدق وجرأة لم يكن يتوقعها ولاحسب لها حساب في غفلة الزمن الذي اشتراه بالمال العام  وخدع نفسه بأوهامه  وأغلق الوعاظ عقله وعيونه عن  الحقائق .
وظلم الولاة والحكام لا يكون الا بعد أن يتولوا المنصب أو المركز الذي يمكنهم من إيقاع الظلم على الناس  ، فيتخذون من كرسي السلطة وسيلة للظلم والتنكيل بالرعية بدلاً من خدمتها وأسعادها ، ويصاحب الظالم خيال يطغي على شخصيته بالكبر والخيلاء فيتصور أنه أكثر خلق الله حكمة  وفهماً ، وأكثرهم حنـــكة وقيادة ، وأنه المؤهل لوحدة الى الرياسة والسيادة  والقيادة  ، مثلما يتوهم أن بين هذه الناس من يعتقد حقاً بقيادته وزعامته .
وتفكير مثل هذا لهو الحمق بعينه ، والجهل بحقيقته ، فلا يتكبر ألا وضيع ولا يتواضع الا كل رفيع .
والتوبة وأصلاح ما يستطيعه الحاكم قبل أن تولي عنه الدنيا هو الاستغفار والندم والأقدام على عمل يقي الناس الخطر ويزيل عنهم الكربة ويفرج عنهم الهموم ، ويلغي عنهم الخوف الذي يبرقع أيامهم فى عهده وسلطته .
والأقدام على خطوات من شأنها أن تحمي الناس وتقي الأوطان مخاطر الحروب والقتال والموت ، والتنازل والتضحية سيذكرها التاريخ باعتزاز وبفخر للرجال الذين يقدمون عليها ، وهذه الخطوات لا تحتاج الى المال ولالشراء الذمم ولالتوزيع العطايا لأنها من خطوات الرجال الحقيقية التي يقدم عليها الرجال الكبار ويحجم عنها الوضيع الرعديد المتمسك بالدنيا ومالها بالرغم من زوال المال والدنيا .
والصغير من تكبر في عينه وعقله الصغائر ، أما الكبير فسيبقى دوما ينظر للأمور الكبيرة والشديدة بمنظار العقل والمنطق ومصلحة الناس  .
وأستقراء الأحداث لايحتاج الى أربعة عيون لمعرفة ماسيصير اليه الحال ، ومن سيتضرر ؟  وأستقراء التجارب التي مرت يؤكد أن الحاكم يعلم أن دوره أنتهى ، وأيامه أنقضت سواء ركب رأسه أو ركب الحكمة والعقل التي لم يركبها من قبل ، وأن في رحيله قبل وقوع الواقعة رأفة بالناس الذي ماجنح للتفكير بمصيرهم والرحمة بهم  والخير لهم ، وأن في رحيله حقناً لدماء الأبرياء والذين لاحول لهم ولاقوة ،  واستباقا لمحنة تتعرض لها الناس .
وها قد قضى الطاغية مجحوراً في ثقب من الأرض لايليق بالخائف من القنافذ لم يجد من يحميه ويفتديه بعد أن عاث في ارض الله وعبادة فساداً وطغياناً ، دون ان يعي حقيقة نهاية الظلم والبغاة ودون ان يوقظ حاله او يوقظه احد ، وهل يحتاج الحاكم بينة ؟



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تنشيط الذاكرة
- غياب الحقيقة في مذكرات حازم جواد
- في الذكرى السنوية الأولى لرحيل الكاتب العراقي المناضل علي كر ...
- دعوة
- رسالة الى السيدة توجان الفيصل
- أمنيات عراقية
- حقوق غائبة بحاجة الى معالجة
- ملاحظات حول مسودة قانون أدارة الدولة العراقية للفترة الأنتقا ...
- وحدة العراق
- من يستحق التكريم النايف ام الشهداء
- القضاء العراقي وقلق منظمة العفو الدولية
- أتهامات محمد المسفر
- ورطة السيد نصار
- الفكر المتفسخ والموت السياسي
- سامي عبد الرحمن لم نكمل الطريق بعد !!
- الضمائر القابلة للصرف
- فيصل القاسم
- الطرطور
- مركز الجواهري للتراث وللدراسات والبحوث
- هل تنطلي الأكاذيب مرة أخرى ؟


المزيد.....




- بوتين: لدينا احتياطي لصواريخ -أوريشنيك-
- بيلاوسوف: قواتنا تسحق أهم تشكيلات كييف
- -وسط حصار خانق-.. مدير مستشفى -كمال عدوان- يطلق نداء استغاثة ...
- رسائل روسية.. أوروبا في مرمى صاروخ - أوريشنيك-
- الجيش الإسرائيلي: -حزب الله- أطلق 80 صاورخا على المناطق الشم ...
- مروحية تنقذ رجلا عالقا على حافة جرف في سان فرانسيسكو
- أردوغان: أزمة أوكرانيا كشفت أهمية الطاقة
- تظاهرة مليونية بصنعاء دعما لغزة ولبنان
- -بينها اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة والصاروخية -..-حزب ال ...
- بريطانيا.. تحذير من دخول مواجهة مع روسيا


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - من يوقظ الحاكم الظالم ؟