|
حان الوقت المناسب لاستنهاض اليساريين في الشرق الاوسط
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 2446 - 2008 / 10 / 26 - 01:27
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
منذ انفكاك الاتحاد السوفيتي لاسباب معلومة للجميع، و الوضع القائم في الشرق الاوسط لم يستقر نهائيا على حال يمكن ان تُحدد على انها في مرحلة ما او توصف بمواصفات مرحلة معينة من مراحل التطور الاجتماعي،و هو في مرحلة متنقلة طيل هذه المدة و يهتز لاي تغيير او حادثة او ظاهرة تحدث في اية بقعة من العالم، ناهيك عما اصابته الويلات و الحروب في هذه الفترة المحددة، و عند التعمق في مستوى التقلبات الحاصلة في كيانه و هو يعيش في مخاض أليم حقا و ينتظر ما يولد من الافكار و العقائد الواقعية و ما يتمخض عن حاصل المعادلات المتضاربة و المتداخلة فيما بينها نتيجة تاثيرات ما ورث تاريخيا و ما عصفت به من الغرب و اختلطت لينتج ما يلائم الزمان و المكان المعينين . تحملت هذه المنطقة العديد من الالام و تغيرت حتى واقعها الاجتماعي الثقافي الاقتصادي ، و وصلت الايدي و امتدت الى قاعها و فعلت بها ما فعلت و هي تميل يسارا و يمينا. و نتيجة لتاثيرات تعدد الحضارات التي انبثقت فيها ترى فيها مالا تحصى من العقائد و المباديء و الاديان و الاساطير و حتى الخيال و السحر و الشعوذة، و تصب فيها هذه الافكار و المعتقدات كالفروع المتعددة من الانهر الكبيرة و الصغيرة في البحر الهائم،و هي محط عيون كل الاطراف و طموح كل الجهات لما فيها من الثروات تحت الارض و فوقها ، و ربما يتوجه الجميع في لحظة معينة لهذه المنطقة لتحقيق ما لم يتحقق في اماكن اخرى، الا ان الغرب قطع اشواطا و عبًر مراحلا و استقر على حال معروفة من حيث الوضع العام و الفكر والعقائد المتعددة و السياسة المتبعة، و ليس كما هو عليه الشرق الاوسط غير المتوازن لحد هذه اللحظة. نرى اليوم كافة الاتجاهات الفكرية و العقيدية فيه، و لم تسيطر اية منها بشكل واضح على العقول و البنى الفوقية للمجتمعات الشرق الاوسطية ، و لذلك يمكن ان يتبين ما يمكن ان يبسط يد من يبادر في وضع ما يؤمن به على هذه المنطقة و يوفر الارضية الملائمة ليتقبله و ينجح في تجسيده بمرور الايام . اننا نرى من الافكار العديدة من اليمين المتطرف الى اليسار المتشدد و هم يصولون و يجولون و ليس من مجيب كاف لتحقيق مآربهم بشكل قاطع لعدم واقعيتهم و بعدهم عن الجماهير فكريا و تنظيميا و هم يسبحون في فضاء و الشعوب غارقة في بحر المشاكل و الازمات العامة و الخاصة و متطلبات الحياة تشغل جل تفكيرهم . اليوم يعيش العالم في مرحلة متنقلة بكل ما فيها ، الراسمالية العالمية تعيش في مآزقها المتعددة الفكرية و الاقتصادية و هي غارقة في التفكير من اجل ايجاد الحلول لما وقعت فيها و لم تصل لحل جذري حتى و هي اعادت النظر من ثوابتها التي اعلنتها من قبل ، و معطيات او ابعاد ما حصل لها وصلت الى هذه المنطقة و لازالت في بداياتها ، و لم يستقر الشرق الاوسط على حال او مرحلة معينة لكي تتجلى التاثيرات في اول وهلتها بل لكونه في مرحلة متنقلة و وضع متردد بشكل عام و على كافة الاصعدة ،فتتاخر وصول الافرازات الى هنا و تكون على غير ما هي عليها في الغرب. نلاحظ جهود حثيثة و محاولات عدة من السلطات و التنظيمات المتنفذة لاتقاء شرور المتغيرات العالمية لتخرج منها باقل الخسائر من حيث الاعتقاد و الاقتصاد و تلجا الى ما تعتقد انها تستطيع موائمة نفسها مع المستجدات لكي تبقى هي في المقام المحمود ، و نحس بتحركات عديدة هنا و هناك وكل حسب ما يؤمن و ما يريد ان تكون المنطقة مرتكزة عليه . وللاسف ليس هناك ما يمكن ان يطمئن الشعب بكل فئاته ، ومع ذلك لم نر من الاعمال و الاقوال التي تخص عامة الشعب ، وحتى اليساريين كاشخاص و تنظيمات و حركات لم تصل صداهم المؤثرة الى اذان الطبقات المسحوقة ،و هم حتى الان تحت هول الفاجعات التي مروا بها . لذا يجب ان يعلم الجميع ان الوقت قد حان بعدما وصلت اليه الوضع العالمي العام لتوحيد جهود كافة اليساريين و جمع قواهم الفعالة، ليكن لهم الدور الرئيسي في العمل و الارشاد و يكونوا الدليل الواضح المفيد للطبقة الكادحة و الشعب باكمله من اجل استقرار المرحلة على وضع تخفف فيه وطاة افعال و افكار الراسمالية على حياتهم ، و على ما اعتقد قد حانت مرحلة النهضة و الاستنهاض و بانت للجميع ما هو عليه النظام الراسمالي العالمي، و جاء دورهم لكي يتدخل كل ما بما لديه من اجل تحقيق اهداف و امنيات مكبوتة منذ عقود ، و على ما اعتقد ايضا ان بذرة اليسار الواقعي المعتدل ستنبت في هذه المنطقة ان تكاتف من تهمه اليسارية الواقعية و بما فيها المصالح العامة من العدالة الاجتماعية و المساواة و توفير الخدمات العامة للجميع. و ما يبدر الى الاذهان هو التساؤل من اين نبدا ومن هو المبادر، هنا لابد ان نقول ، هل التكامل في تحقيق الاهداف يستهل من الافراد كعامة الشعب او المثقفين و المفكرين و السياسيين و التنظيمات و الحركات السياسية كآلة و وسيلة هامة، و بعد تقييم السلطة و الواقع يتم التكامل الكلي لهذا الهدف و على النخبة الانشغال بالفلسفة و الثقافة المطلوبة لتخقيق اللازم في الصراع الواجب اتباعه مع السلطة و السلبيات التي تفرز منها و بادوات فكرية مادية يسارية واقعية و الدخول في انتقادها و توجيهها و محاسبتها و تغييرها وعند اقتضاء الضرورة يمكن محاكمتها ، و يمكن ان يعيش الشعب على وضع فلسفي ثقافي متكامل يزكيه الواقع ، و لذلك نصر على ان الفترة القلقة الحالية ملائمة جدا لاستنهاض قوى اليسار لتحقيق الاهداف و الاماني العامة و الطريق طويلة.
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عدم انبثاق مجموعات الضغط لحد الان في العراق !!
-
اية ديموقراطية تحل الازمات في العراق؟
-
لو كنت امريكيا لمن كنت اصوت؟
-
لماذا لا يثق المواطن الكوردستاني بالسلطة السياسية
-
حزب العمال الكوردستاني و الحكومات التركية المتعاقبة
-
تفشي حالات الشذوذ في العراق
-
اين النخب الفكرية من الوضع الراهن في العراق
-
هل انتهى عهد الراسمالية العالمية بعد الازمة المالية ام .....
...
-
هل انتهى عهد الراسمالية العالمية بعد الازمة المالية ام......
...
-
انغلاق الاحزاب الكوردستانية على نفسها
-
السلطة العراقية و مصير سلطان و الكيمياوي
-
المجتمع الكوردستاني بين العقلانية و العاطفة
-
الفتاوى الدينية و الازمات السياسية
-
جوهر نضال الطبقة الكادحة يكمن في الالتزام باليسارية الواقعية
-
الافكار الضيقة لا تساهم في علاج الازمات الخانقة في العراق
-
الاعلام الحر ومخاوف سلطة اقليم كوردستان العراق
-
اقليم كوردستان العراق و الثقافة التنموية
-
الشعب العراقي بين الدعوة و العودة
-
اقليم كوردستان العراق بحاجة الى فلسفة الحكم العلماني و الشفا
...
-
ماذا بعد اقرار قانون انتخابات مجالس المحافظات في العراق؟
المزيد.....
-
فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN
...
-
فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا
...
-
لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو
...
-
المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و
...
-
الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية
...
-
أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر
...
-
-هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت
...
-
رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا
...
-
يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن
-
نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف
...
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|