أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - أحمد الخمسي - هل يكفي؟














المزيد.....


هل يكفي؟


أحمد الخمسي

الحوار المتمدن-العدد: 2447 - 2008 / 10 / 27 - 07:29
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


في الانتخابات المقبلة، العدالة والتنمية في أبرز المدن، فهل يكفي؟
لن تجد الدولة فرصة أفضل من قيادة عبد الإله بنكيران للعدالة والتنمية، لتخوض رهان انتخابات محلية تحت شعار التنمية. وأفضل فرصة تعني: أولا، مكسب أغلبية برلمانية تحت اليد، وهي التي تهم الشرعية الإديولوجية للدولة، بالنظر إلى النزوع العام لليمين "الليبرالي" في البرلمان؛ ثانيا، توسيع قاعدة الشرعية السياسية عبر توسيع دائرة المشاركة الانتخابية، من خلال إعطاء الضوء الأخضر لرفع الفيتو عن العدالة والتنمية في تسيير الجماعات المحلية؛ ثالثا، من مواصفات عبد الإله بنكيران البرغماتية المنتجة للاندماج ضمن النظام السياسي، مع تقوية حظوظ التجذر للتيار الأصولي المعتدل في التربة الناخبة؛ رابعا، حظوظ أطر العدالة والتنمية في الحصول على توافقات محلية مع القياد والباشوات والعمال، ضمن رؤية الملك لتغيير الوجه الجمالي للمدن المغربية والسياسة السياحية للدولة؛ خامسا، استجابة دفتر التحملات السياسية بنقاطه الأربع السالفة الذكر لمتطلبات الإصلاح المتدرج من الداخل، وفق رغبة أمريكا والاتحاد الأوربي للمنطقة العربية ضمن النموذج التركي؛ سادسا، انصياع حزب العدالة والتنمية لاستراتيجية الديمقراطية المراقبة من فوق.
تعمل الدولة باستمرار على تقوية حظوظ التدين المسيس داخل مؤسسات السلطة، منذ سنة 2002. فقد حسبت حساب نفسها في أول نقطة من أولويات هذه الاستراتيجية، وبذلك مارست لعبة التينس مع الأحزاب الكبيرة السابقة، عبر التهميش للاتحاد الاشتراكي مع الإعادة للاعتبار الهش للاستقلال. مقابل تقوية الحضور التقنوقراطي عبر الحكومة (جطو) ثم عبر البرلمان (عالي الهمة). مما يجعل توسيع حضور العدالة والتنمية مسبوقا بإعادة انتشار مخزني سابق ولاحق ومرافق في مختلف المستويات. فيقلل من أخطار الحصيلة. هذه الاستراتيجية ليست جديدة ولن تنتمي للتجديد. والجديد فيها هو تعويض حزبي الاتحاد الاشتراكي والاستقلال بحزبي العدالة والتنمية والأصالة والمعاصرة. أي إغراق الساحة الحزبية في المحتوى المحافظ، مقابل التدخل المباشر للسلطات الوصية للحفاظ على المكتسبات المجتمعية والسلطوية معا.
فحصيلة التوازن بين الدولة والمجتمع سيرجع ضمن معادلات سابقة. وسيبقى رهان ربح الوقت والتقلب البهلواني فوق الحبال التكتيكية أهم سيناريو. مما سيعيد رموز السيادة إلى ساحة الأطراف السياسوية في مخيال المغاربة، بعدما كانت قد استعادت صفة النبل العزيز على قلوب المغاربة فوق كل اعتبار، طيلة الفترة الانتقالية (1999ـ 2005).
لكن، اعتماد الدولة على تصفية الأعمال الاقتصادية من شوائب الرشوة والاحتكار، وعلى تقوية منطق الحق ضمن استحقاقات توزيع الثروة وتأمين ظروف العيش للناس، مع اعتماد الكفاءة واستعادة موقع التعليم لرمزية الكفاءة، سيوازن هذا النزوع السياسي نحو المحافظة بما يرفع حظوظ المجتمع في مواقع بنيوية أخرى.
أما إذا استمرت الدولة في التوقف عند حساب السمعة المتوفرة لديها عند الغرب الرأسمالي، فسنرجع نحو عقلية الفترة الأولى من حكم الراحل الحسن الثاني. وهو ما يسترعي الانتباه إلى تجارب العهد السابق نفسه، كونه اتجه في الأخير نحو دور السياسة الليبرالية التي تعطي الاعتبار للشعب كمنتج للقيم وللنخب وللثقة الأصلية بين المجتمع والدولة، بدل التوقف عند الكبرياء المدمر للستينات. مما يستدعي الحفاظ على مكتسبات التطور التاريخي بكل مكوناتها، بدل النظر فقط لما بها من بقايا طبقية وسلطوية.
على أن الغرب الرأسمالي به ما يكفي من نقط الضوء عندما نتطلع للمحتوى الانساني في الدول السكندينافية مثلا، أو للتقدم الديمقراطي في البلدان المتوسطية. وهو ما يعيد إلى الذهن أولوية الاصلاح الدستوري بما فيه توازن السلط المركزية ونقل الاختصاصات الموسعة للجهات. أما الاكتفاء بممارسة لعبة التوازنات الحزبية لتفريغ النخب من محمولها السياسي الشعبي بعد حين، فالسرعة التي يتطور بها العالم لم تعد تترك مكانا لقفز الأرانب في نفس المكان، مما يدعونا للأمل في حتمية التقدم نحو العصر عبر سيادة الشعب، ولو ببطء السلحفاة.






#أحمد_الخمسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امتحان -حظوة- المغرب لدى الاتحاد الأوربي
- الشمال على طاولة العدالة
- اللحظة الهزلية في مسرحية المشاركة السياسية
- في الذاكرة المشتركة: لو يتحدث أسيدون باسمي
- لأي نموذج تنتمي طبقتنا العليا؟
- ثلاث مداخل لبناء الطبقة الوسطى
- الطبقة الوسطى بين الحلم الأسفل والتطرف الأعلى
- مرحلة بنكيران:ضد عالي الهمة أم ضد المجتمع؟
- حول -تخليق الحياة الثقافية-
- المتخيل الثقافي في المعيش السياحي
- الجهوية والتيارات: إما للتغيير أو للتغرير
- ما الأفضل: -مرود- في المعارضة أم قرود في الحكومة؟؟
- صور زمن حزين
- لماذا التزم عالي الهمة الصمت؟
- اختطاف -الأنوار- في ابن كرير؟!
- الكتابة جبل ثلج
- حميمية الصلة بين النفسية والكتابة
- عندما كان الشمال منصة لإطلاق صاروخ الكفاح الوطني
- التهامي الوزاني يحضر المهرجان
- الثقافة التي تمتلكها بعض الصحافة المستقلة في المغرب


المزيد.....




- مجلس الوزراء السعودي يوافق على -سلم رواتب الوظائف الهندسية-. ...
- إقلاع أول رحلة من مطار دمشق الدولي بعد سقوط نظام الأسد
- صيادون أمريكيون يصطادون دبا من أعلى شجرة ليسقط على أحدهم ويق ...
- الخارجية الروسية تؤكد طرح قضية الهجوم الإرهابي على كيريلوف ف ...
- سفير تركيا في مصر يرد على مشاركة بلاده في إسقاط بشار الأسد
- ماذا نعرف عن جزيرة مايوت التي رفضت الانضمام إلى الدول العربي ...
- مجلس الأمن يطالب بعملية سياسية -جامعة- في سوريا وروسيا أول ا ...
- أصول بمليارات الدولارات .. أين اختفت أموال عائلة الأسد؟
- كيف تحافظ على صحة دماغك وتقي نفسك من الخرف؟
- الجيش الإسرائيلي: إصابة سائق حافلة إسرائيلي برصاص فلسطينيين ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - أحمد الخمسي - هل يكفي؟