أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمزة رستناوي - كيف نفهم الدين خارج الايديلوجيا؟















المزيد.....

كيف نفهم الدين خارج الايديلوجيا؟


حمزة رستناوي

الحوار المتمدن-العدد: 2445 - 2008 / 10 / 25 - 09:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


السؤال المطروح هو هل يمكن التفكير بالدين غير كونه ايديلوجيا غيبية؟
فالدين – أي دين- هو منظومة عقائد يتحوَّاها أفراد و مجتمعات مؤمنة بها, و من خلال قيم و طقوس و سلوكيات تنسجم مع منظومة العقائد المعنيَّة و مع فكر يدَّعي أنه الحق و أنه نزل من عالم الغيب ؟
هكذا ارتأت الآلهة أو إرادة رب العالمين.. و هكذا شاء, لما فيه خير الإنسان و الجماعة المؤمنة بل وربما خير البشرية؟
فالايديلوجيا منظومة أفكار, و الدين منظومة أفكار
و كلاهما يدَّعي الحقيقة
و كلاهما يعبئان المؤمنين عبر تصورات محددة مشتقة من طبيعة الايديلوجيا أو الدين
و كلاهما ينظران إلى الآخر- بالإطار العام- من منظور سلبي
بل إن وجود الايديلوجيين و المتدينين مرتبط بنقيضهما,
الرجعي المتآمر المتخلف بالنسبة الايديلوجي
و الكافر المنافق المشرك بالنسبة للمؤمن المتدين؟
....

و لكن هل يستطيع الإنسان العيش بلا دين و بلا ايديلوجيا
التجربة التاريخية البشرية ترجح الإجابة بلا!
فالدين و الايديلوجيا ما يزالان صالحين حتى الآن, و ذلك وفقا لتحوِّيات و تشكيلات مختلفة بين مجتمع و آخر, وفرد و آخر, و زمن و آخر
و إلا ما مبرر وجود أديان عمرها أكثر من ألف عام ما تزال حية و فاعلة كاليهودية و المسيحية و الإسلام و البوذية والهندوسية ..الخ ؟
و ما هو مبرر وجود ايديلوجيات استمرت حية و فاعلة لعقود الزمن كالايديلوجيا لماركسية و الايديلوجيات القومية و الدينية التي آمن بها الملايين و ضحوا بأرواحهم في سبيل نصرتها؟
و كذلك ألا يمكن اعتبار الليبرالية – من وجهة نظر معينة- ايديلوجيا كذلك؟
إن فكرة الايديلوجيا تقوم على تصور وجود نظام فكري سياسي ما, و الايديلوجيا تدَّعي ملكية معرفته دون غيرها
و فكرة الدين تقوم على تصور وجود خالق و عالم غيب يريد ترتيب الحياة وفق تصوره الخاص , و عليكم أيها البشر التنفيذ لما فيه خيركم , و على الله الثواب... هكذا يريد الله
و هذا طريق الصلاح.
إن وجود الايديلوجيا و الدين كما ذكرت يعني وجود صلاحية معينة لهما,
صلاحيتهما هي الأمل بالخلاص الفردي و الجماعي , و صلاحيتهما هي أن نقهر الموت و كافة أشكال القصور البشري.
و إذا كانت العقيدة تعني ببواعث الخلاص و الأمل
فهل هذا يلزمنا هذا أن نكون عقائديين ؟
العقائد الدينية تعدك- أساسا ً- بخلاص فردي
و الايديلوجيا تعدك- أساساً- بخلاص جماعي
و لكن هل تصدق العقائد دائما ً و تبرُّ بوعودها؟
يمكننا إحالة الإجابة إلى التاريخ كون الايديلوجيا و العقائد الدينية ظواهر تاريخية يمكن مقايستها؟!
....
هل الدين هو ايديلوجيا بالضرورة؟
أم أن الايديلوجيا هي دين؟
أم أنه سؤال خطأ؟
الايديلوجيات " الدينية و الدنيوية" تؤمن بملكية عقار الحقيقة, وهذا الإيمان هو إيمان غيبي يستحضر العقل لبناء الأدلة و البراهين على سلامة هذا الإيمان و حقيقية صكوك الملكية, و يستحضر العقل كذلك لصياغة مفاهيم هذا الإيمان ضمن معقولية مترابطة ظاهريا ً
فالايديلوجيات هي دين بالمفهوم العريض لكلمة دين, فالايديلوجيون يضحٌّون بأموالهم و أنفسهم في سبيل قضيتهم , و كذلك المؤمنون المتدينون.
و الايديلوجيون مستكينون لقناعات معينة و غير مستعدين لإثارة أي نقاش حولها, و كذلك المؤمنون المتدينون
و الايديلوجيون تُحدَّدْ نظرتهم للآخرين بما تمليه عليهم بنية عقائدية " ثابتة "غير شخصانية, و كذلك المتدينون
و لكن هل نقاط الإتفاق هذه تجعل من كل دين ايديلوجيا؟
و هل يمكن فهم الدين خارج كونه ايديلوجيا؟
فالدين - وفق القراءة البشرية – هو ايديلوجيا ناجزه
أو أنه يملك البنية التحتية القابلة للتحول إلى ايديلوجيا" الإسلام السياسي- المحافظين الجدد- الصهيونية"
و للإجابة على السؤال السابق يمكن أن أورد هنا عدة نقاط
1- الدين كمعتمر عقائدي يستمد شرعيته من البعد النفسي و الانفعالي للتجربة البشرية
و لكن عندما يُتَحَّوى الدين في صيغة مٌعْتَمَر سياسي اقتصادي فيكف –عندئذ- أن يكون دينا فقط
2- الدين كمُعْتَمَر عقائدي يقوم على مرجعية سببية ذاتية – أي مرجعية الإيمان - و لكنها لا تأخذ صيغة البرهنة التجريبية أو برهان البداهة الكونية المشتركة بين البشر, أي المرجعية العقلية
أما الايديلوجيا فتدَّعي امتلاكها سببية برهانية عامة تجريبية قائمة استقراء و دراسة المجتمعات و التاريخ , وعندما يكف الدين عن ادعائه المرجعية السببية البرهانية العامة, و يقر بوجود مرجعية ذاتية إيمانية يكف عن كونه ايديلوجيا
و هنا لا بد من الإشارة إلى أن المرجعية الإيمانية الذاتية لا تتعارض بالضرورة مع المرجعية السببية البرهانية :
فالقول أن "محمد" نبي مرسل أو أن "القرآن" كتاب سماوي
هو قول يستند إلى مرجعية إيمانية ذاتية تخص لإنسان المؤمن , و له كل الحق في الإيمان بذلك
و لكن الادعاء أن هاتين المقولتين هما حقائق علمية لا تقبل النقاش, و على البشر الآخرين الإيمان بذلك, يجعلنا ندخل حقل الايديلوجيا, و من المفيد هنا الإشارة إلى أن الايديلوجيا تقوم بذلك من خلال منطق تلفيقي متوسلا ً العلم و الفلسفة
3- إن الدين كمعتمر عقائدي لا ينكر - بالضرورة -على الآخرين إيمانهم المختلف " لا إكراه في الدين"و لكن عندما يقدِّم الدين نفسه عبر صيغة تلزم الآخرين بالإيمان أو الخضوع لسلطته من خلال التمييز الديني والطائفي " مقولة أهل الذمة – مقولة الطوائف الضالة " فعند ذلك يكف أن يكون دينا فقط. و من هنا نرى وجود إمكانية لوجود الدين بصيغة غير ايديلوجية أي منزوع الايديلوجيا
و من الضروري الإشارة هنا إلى أن هذه الأدلجة تورط الدين في علاقات مصلحيَّة مع السلطة السياسية قد تنعكس سلبا ً على البعد الأخلاقي و القيمي للدين في المجتمع, و بذلك يكف الدين عن كونه رادع أخلاقي و خلاص و ملاذ داخلي.
و لكن و بكل أسف تنامتْ التيارات الدينية المؤدلجة : الإسلامية و المسيحية و اليهودية بشكل عام , و أخذت حملات الأدلجة تتنامى و تحشِّد و تكفِّر و تقتل و تخون ...الخ
ابتداء ً من الايديلوجيا الوهابية السلفية إلى الايديلوجيا الأخوانية و الايديلوجيا الإمامية و ولاية الفقيه لا بل و حتى الايديلوجيا الصوفية الطرائقية هذا في العالم الإسلامي, أما في الغرب فيمكننا ذكر الايديلوجيا الصهيونية, و ايديلوجيا المحافظين الجدد .






#حمزة_رستناوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عمر كوجري و شاعرية الأم الحنون؟
- من شيم الرجال إلى شيم الكلام
- دمشق خارج التغطية؟
- من الايديلوجيا إلى المعرفة؟
- العقيدة شكل , العقيدة مصلحة
- إعجاز علمي: أم كلام عجائز؟ -قراءة نقدية في كتاب موسوعة الإعج ...
- القرآن و بلاغة الخروج من العصر
- تشريح الايديلوجيا
- و لم تنكسر مرتديلا الشعوب؟؟
- شخصية أبو الهدى الصيادي
- زوجتي و السياسة
- خمسة كيلومترات و تصل الجنة؟
- لماذا لا يتكلم الشيطان الانكليزية؟
- المنظومة المعرفية للمعتزلة
- إلى فرفوريوس : المكسو بالأرجوان
- لقد تحول نهر الفرات إلى شرطي
- أنتظر الحلم
- موقف الفلق
- بغل الطاحون و تمظهرات عقدة الخصاء
- زنزانة الحواس و قناع لنبي بلا نبوة


المزيد.....




- أبرزهم القرضاوي وغنيم ونجل مرسي.. تفاصيل قرار السيسي بشأن ال ...
- كلمة قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي بمناسبة ...
- قائد الثورة الاسلامية: التعبئة لا تقتصر على البعد العسكري رغ ...
- قائد الثورة الاسلامية: ركيزتان اساسيتان للتعبئة هما الايمان ...
- قائد الثورة الاسلامية: كل خصوصيات التعبئة تعود الى هاتين الر ...
- قائد الثورة الاسلامية: شهدنا العون الالهي في القضايا التي تب ...
- قائد الثورة الاسلامية: تتضائل قوة الاعداء امام قوتنا مع وجود ...
- قائد الثورة الإسلامية: الثورة الاسلامية جاءت لتعيد الثقة الى ...
- قائد الثورة الاسلامية: العدو لم ولن ينتصر في غزة ولبنان وما ...
- قائد الثورة الاسلامية: لا يكفي صدور احكام اعتقال قيادات الكي ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمزة رستناوي - كيف نفهم الدين خارج الايديلوجيا؟