|
الأداء الحزبي / الأداء النقابي، أو العلاقة الجانحة نحو التحريف.....11
محمد الحنفي
الحوار المتمدن-العدد: 2445 - 2008 / 10 / 25 - 09:34
المحور:
الحركة العمالية والنقابية
واقع العمال، وباقي الأجراء في ظل أداء نقابي متميز:
وبعد وقوفنا على واقع المجتمع في ظل أداء حزبي متميز، على المستوى السلبي، وعلى المستوى الإيجابي، تبعا لطبيعة ذلك الأداء، وللجهة الحزبية التي تقف وراءه، وللهدف من ذلك الأداء، والغاية منه. نتساءل من جانب آخر:
ما مصير واقع العمال، وباقي الأجراء في ظل أداء نقابي متميز؟
إن الأداء النقابي، أي أداء نقابي، إما أن يكون مبدئيا، وإما أن يكون غير مبدئي، فالأداء النقابي المبدئي، تقف وراء إنتاجه نقابة تخضع الممارسة النقابية إلى الارتكاز على مبادئ: التقدمية، والديمقراطية، والجماهيرية، والاستقلالية، والوحدوية، وإلى الضوابط التنظيمية الناتجة عن الارتكاز على المبادئ المذكورة.
والأداء النقابي غير المبدئي، هو أداء يتميز بصدوره عن:
1) نقابة بيروقراطية، يتحكم فيها جهاز بيروقراطي، تكونت لديه مصالح بيروقراطية، بفعل السيطرة على النقابة، وتوجيه الممارسة النقابية لتحقيق أهداف يحددها الجهاز البيروقراطي المحلي، أو الإقليمي، أو الجهوي، أو الوطني، لا لخدمة مصالح العمال، وباقي الأجراء، بل لخدمة مصالح البيروقراطية، في علاقته بالإدارة السلطوية، وبالباطرونا لتحقيق التطلعات الطبقية للجهاز المذكور.
2) نقابة حزبية تعمل على تنفيذ البرنامج الحزبي في المجال النقابي، لا لخدمة مصالح العمال، والأجراء، بل للعمل على تحقيق الأهداف الحزبية، مما يجعل الحزب يسعى بذلك إلى تحقيق أهدافه المتمثلة في الوصول على ظهور العمال، وباقي الأجراء، إلى المؤسسات المنتخبة، التي يوظفها الحزب، والحزبيون، لتحقيق التطلعات الطبقية للنخبة الحزبية.
3) نقابة تابعة لحزب معين، أو لأجهزة الدولة، تعمل من منطلق التوجه الذي تتلقاه من ذلك الحزب، أو من أجهزة الدولة، لا يهمها تحسين الأوضاع المادية، أو المعنوية للعمال، وباقي الأجراء، بقدر ما يهمها خدمة مصالح الجهة الموجهة، التي ينتمي إليها في معظم الأحيان، مسئولو الأجهزة النقابية المحلية، والإقليمية، والجهوية، والوطنية، الذين يسعون إلى تحقيق تطلعاتهم الطبقية.
4) نقابة إطار للإعداد، والاستعداد لتأسيس حزب معين، من أجل تحقيق أهداف أخرى، غير الأهداف النقابية الصرفة. ونقابة من هذا النوع، تدعى أنها تناضل من أجل تحسين الأوضاع المادية، والمعنوية، للعمال وباقي الأجراء، من أجل إيجاد قاعدة عريضة،تصلح مجالا لبث فكرة العمل على تأسيس حزب معين، يسعى إلى إيصال القياديين النقابيين إلى المؤسسات المنتخبة، وإلى السلطة، من أجل العمل على تحقيق تطلعاتهم الطبقية، وبالسرعة المطلوبة.
وانطلاقا من اختلاف طبيعة النقابة، التي تقف وراء وجود أداء نقابي مبدئي، عن طبيعة النقابة، التي تقف وراء وجود أداء غير مبدئي، نجد أن:
1) العمل النقابي المبدئي، يصنع واقعا للعمال، والأجراء، يتسم بالإيجابية، ويعمل على:
ا ـ تحسين الأوضاع الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية للعمال، وباقي الأجراء، محليا، وإقليميا، وجهويا، ووطنيا، وعلى مدار ساعات العمل، وانطلاقا من الشروط الذاتية، والموضوعية، التي يعيشها العمال، وباقي الأجراء.
ب ـ الربط الجدلي بين النضال النقابي، والنضال السياسي، من أجل أن يصير الأداء النقابي المبدئي في خدمة المجتمع برمته، ومن أجل أن يصير ذلك الأداء وسيلة لانتقال الوعي الطبقي إلى العمال، وباقي الأجراء، مما يؤدي إلى رفع وثيرة الانخراط في النضال النقابي، ورفع مستوى الانضباط للقرارات النقابية، ومن منطلق تحديد:
من هو المستغل؟
وما طبيعته؟
ومن هو الممارس للاستغلال المادي، والمعنوي؟
وما طبيعته؟
وما هي الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها؟
ج ـ الإدراك العميق لطبيعة الممارسة النقابية التي لا تتجاوز العمل على تحسين الأوضاع المادية، والمعنوية للعمال، وباقي الأجراء، ومعرفة:
ما العمل من أجل العمل على تغيير الواقع، ووضع حد لكل أشكال الاستغلال المادي، والمعنوي؟
د ـ اقتناع العمال، وباقي الأجراء، وبعد امتلاكهم للوعي الطبقي الحقيقي، بالانخراط في الحزب العمالي، أو أي حزب يساري، أو تقدمي، من أجل العمل المباشر على تغيير الأوضاع الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، تغييرا شاملا، عن طريق العمل على تحقيق الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، والشروع مباشرة في تنظيم عملية تحويل الملكية الفردية لوسائل الإنتاج، إلى ملكية جماعية، من أجل وضع حد لكافة أشكال الاستغلال.
وبذلك يصير واقع العمال، وباقي الأجراء، متقدما، ومتطورا، وصانعا للتقدم، والتطور في مختلف المجالات ،وفي جميع مناحي الحياة. وبأفق جديد يدخل في عمق تحول التشكيلة الاقتصادية، والاجتماعية القائمة، إلى تشكيلة أعلى، بفعل الأداء النقابي المبدئي المتطور باستمرار، والمتفاعل مع الأداء السياسي العمالي، واليساري، والتقدمي، والديمقراطي، الفارز بالضرورة لتحول الواقع، في أفق زوال الدولة الاستغلالية، والاستعبادية، والاستبدادية، وإقامة الدولة الاشتراكية، باعتبارها دولة ديمقراطية، ودولة الحق والقانون.
2) العمل النقابي غير المبدئي، الذي يصنع واقعا للعمال، وباقي الأجراء، يتسم بالسلبية، ويعمل على:
ا ـ تضليل العمال، وباقي الأجراء، عن طريق جعلهم يعتقدون أن جميع النقابات متساوية، حتى ينساقوا وراء الجهة التي وقفت وراء وجود النقابة غير المبدئية، سواء كانت حزبا إقطاعيا، أو بورجوازيا تابعا، أو بورجوازيا ليبراليا، أو بورجوازيا صغيرا، أو يمينيا متطرفا، أو غير ذلك، بما فيه الجهاز البيروقراطي لنقابة معينة، تقف وراء تسخير العمال، وباقي الأجراء لخدمة مصالح ذلك الجهاز.
ب ـ جعل العمال، وباقي الأجراء في خدمة مصالح التحالف البورجوازي الإقطاعي المتخلف، الساعي، باستمرار، إلى استعباد جميع أفراد المجتمع، واستغلالهم، وتأبيد الاستبداد بالسلطة، حتى لا تقوم قائمة للعمال، وباقي الأجراء، الذين يمتلكون وعيهم الطبقي الحقيقي، الذي يؤهلهم لخوض النضال النقابي المبدئي، والسياسي العمالي، من أجل تحسين أوضاعهم المادية، والمعنوية، ومن اجل القضاء على الأسباب التي تقف وراء تأبيد الاستعباد، والاستبداد، والاستغلال.
ج ـ العمل على جعل الجماهير الشعبية الكادحة تقتنع بالتعدد النقابي المختلف، انطلاقا من تعدد الجهات التي تقف وراء تكريس ذلك التعدد، حتى يفقد العمال، والأجراء، وباقي الجماهير الشعبية الكادحة، بوصلة التمييز بين العمل النقابي المبدئي، والعمل النقابي غير المبدئي، فتصير الإطارات النقابية متساوية، لا فرق فيها بين الإطار المبدئي، والإطار غير المبدئي.
د الذهاب بالعمل النقابي بصفة عامة، إلى الوصول إلى الباب المسدود، حتى يصير عاجزا من قيادة العمال، وباقي الأجراء في النضال من أجل تحسين أوضاعهم المادية، والمعنوية، والسعي إلى جعلهم يفقدون ثقتهم في جميع النقابات، بما فيها النقابة المبدئية. ومعلوم ما لذلك من أثر سلبي على حياة العمال، وباقي الأجراء.
ه ـ الفصل التعسفي بين العمل النقابي، والعمل السياسي، مما يجعل العلاقة بينهما علاقة تناقض، الأمر الذي يترتب عنه جعل العمل النقابي مسجونا داخل مفهوم الخبزي، الذي يجعل العمال، وباقي الأجراء، يعادون العمل السياسي، الذي قد يقودهم إلى امتلاك وعيهم الطبقي الحقيقي.
و ـ جعل العمل النقابي رهينا بتوجيه جهة معينة، أو بتوجيه مجموعة من الجهات، وعلى جميع المستويات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، مما يجعله، في العمق، لا يخدم إلا مصالح الجهات الموجهة للعمل النقاب،ي بدل خدمة مصالح العمال، وباقي الأجراء.
ز ـ التعامل مع العمل النقابي كعمل حزبي، يوظف العمال، وباقي الأجراء، لتحقيق الأهداف الحزبية، التي تمكن الحزبيين من تحقيق تطلعاتهم الطبقية، عن طريق الوصول إلى المؤسسات المنتخبة.
وبذلك نجد أن الأداء النقابي، قد يكون إيجابيا، بوقوفه وراء تحسين الأوضاع المادية، والمعنوية للعمال، وباقي الأجراء، ووراء امتلاكهم للوعي الطبقي الحقيقي، ووراء مساهمتهم في إذكاء العمل السياسي العام، عن طريق انخراطهم في الأحزاب اليسارية، والتقدمية، والديمقراطية، سعيا إلى تحقيق الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية. وقد يكون سلبيا، بوقوفه وراء تضليل العمال، وباقي الأجراء، وجعلهم يفقدون ثقتهم في الإطارات النقابية المختلفة، والدفع بهم في اتجاه خدمة مصالح الطبقات المستغلة، والمستفيدة من الاستغلال المادي، والمعنوي، لسائر الكادحين، والحيلولة دون امتلاكهم للوعي الطبقي الحقيقي.
#محمد_الحنفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الأداء الحزبي / الأداء النقابي، أو العلاقة الجانحة نحو التحر
...
-
الأداء الحزبي / الأداء النقابي، أو العلاقة الجانحة نحو التحر
...
-
الأداء الحزبي / الأداء النقابي، أو العلاقة الجانحة نحو التحر
...
-
الأداء الحزبي / الأداء النقابي، أو العلاقة الجانحة نحو التحر
...
-
الأداء الحزبي / الأداء النقابي، أو العلاقة الجانحة نحو التحر
...
-
الأداء الحزبي / الأداء النقابي، أو العلاقة الجانحة نحو التحر
...
-
الأداء الحزبي / الأداء النقابي، أو العلاقة الجانحة نحو التحر
...
-
الأداء الحزبي / الأداء النقابي، أو العلاقة الجانحة نحو التحر
...
-
الأداء الحزبي / الأداء النقابي، أو العلاقة الجانحة نحو التحر
...
-
الأداء الحزبي / الأداء النقابي، أو العلاقة الجانحة نحو التحر
...
-
دور العمل النقابي في استحضار أهمية المدرسة العمومية...؟.....
...
-
دور العمل النقابي في استحضار أهمية المدرسة العمومية...؟.....
...
-
دور العمل النقابي في استحضار أهمية المدرسة العمومية...؟.....
...
-
الأستاذ فؤاد عالي الهمة والابتلاء بالمنبطحين الانتهازيين....
...
-
الأستاذ فؤاد عالي الهمة والابتلاء بالمنبطحين الانتهازيين....
...
-
الأستاذ فؤاد عالي الهمة والابتلاء بالمنبطحين الانتهازيين....
...
-
الأستاذ فؤاد عالي الهمة والابتلاء بالمنبطحين الانتهازيين....
...
-
الأستاذ فؤاد عالي الهمة والابتلاء بالمنبطحين الانتهازيين....
...
-
الأستاذ فؤاد عالي الهمة والابتلاء بالمنبطحين الانتهازيين....
...
-
المدرسة العمومية... أي واقع؟... وأية آفاق؟
المزيد.....
-
تأكيد المواقف الديمقراطية من الممارسة المهنية وعزم على النهو
...
-
وزارة المالية العراقية : موعــد صرف رواتب المتقاعدين في العر
...
-
“اعرف الآن” وزارة المالية تكشف حقيقة زيادة رواتب المتقاعدين
...
-
مركز الفينيق: رفع الحد الأدنى للأجور في الأردن: استثمار في ا
...
-
تعرف على موعد صرف رواتب الموظفين شهر ديسمبر 2024 العراق
-
تغطية إعلامية: اليوم الأول من النسخة الأولى لأيام السينما ال
...
-
النقابة الحرة للفوسفاط: الامتداد الأصيل للحركة النقابية والع
...
-
مركز الفينيق: رفع الحد الأدنى للأجور في الأردن: استثمار في ا
...
-
وزارة المالية بالجزائر توضح حقيقة زيادة 15% على رواتب المتقا
...
-
اصابة مدير مستشفى كمال عدوان وعدد من العاملين بقصف مسيّرات ا
...
المزيد.....
-
الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح
...
/ ماري سيغارا
-
التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت (
...
/ روسانا توفارو
-
تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات
/ جيلاني الهمامي
-
دليل العمل النقابي
/ مارية شرف
-
الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا
...
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها
/ جهاد عقل
-
نظرية الطبقة في عصرنا
/ دلير زنكنة
-
ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|