صادق الازرقي
الحوار المتمدن-العدد: 2445 - 2008 / 10 / 25 - 02:35
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
تضمنت الاتفاقية الأمنية بين العراق والولايات المتحدة الأميركية والتي نشرتها الصباح الجديد العديد من القضايا الهامة والحساسة التي لها مساس مباشر بحياة العراقيين ونحن هنا نبدي استغرابنا من عدم نشر نص الاتفاقية في وسائل الإعلام قبل هذا الوقت كيما تنجلي الصورة امام المواطن ويتسنى له الاطلاع على بنودها بدلا من ان يظل جاهلا بطبيعتها إذ يجري التركيز في الحديث عنها على الجانب الامني فقط في حين ان النص المنشور تضمن الكثير من الأمور الايجابية التي لا غنى عنها لتفعيل الاقتصاد العراقي والحياة العراقية الاجتماعية والثقافية والنهوض بها.
وان إلقاء نظرة على ابرز العناوين التي تضمنها النص يكفي للدلالة على تلك الأهمية ومنها مسائل تسهيل التعاون في مجال التعليم العالي والبحث العلمي وإنشاء الجامعات وتوسيع التجارة الثنائية وبرامج التصدير والاستيراد وتعزيز جهود العراق لإعادة بناء وتأهيل بنيته التحتية الاقتصادية وتنمية قطاعات الكهرباء والماء والغاز وتحديث القطاع الصناعي والنقل وتشجيع التنمية في مجال النقل الجوي والبري والبحري وكذلك تأهيل الموانئ العراقية وتعزيز التجارة البحرية بين الطرفين بما في ذلك تيسير التعاون مع الإدارة الفدرالية الأميركية للطرق إضافة الى امور اخرى مثل التعاون الصحي والبيئي وتكنلوجيا المعلومات والكثير غيرها. لذا نعتقد ان التركيز على الجانب الامني و اظهار ذلك فقط لوسائل الاعلام يشكل تقصيرا ً يلقي باجواء ضبابية على طبيعة المناقشات الدائرة بشأن الاتفاقية التي يدور معظمها خلف الكواليس من دون ان يطلع عليها المواطن وربما يؤدي ذلك الى عدم وضوح صورة الاتفاقية واهمال التطرق الى جوانبها الاقتصادية والثقافية والتي من المفروض ان تركز عليها الجهات العراقية المتفاوضة مع الاميركان لتطوير فقراتها وتعديلها ايضا بما يضمن تطور العراق ورخائه مثلما يجري الحديث عن تعديل الفقرات المتعلقة بالموضوع الأمني لاننا نعتقد ان الامكانيات العلمية التي تحفل بها الدولة الاميركية من الممكن استغلالها والافادة منها بغرض تفعيل الاقتصاد العراقي وانهاضه بعد عقود الخراب والدمار خصوصا في الجانب الصناعي ومنه عملية انشاء المعامل والمصانع إذ من الضروري هنا التعاون مع الجانب الاميركي لإنشاء مثل تلك المؤسسات التي لا غنى عنها لرفد الاقتصاد العراقي ومعالجة البطالة لا سيما واننا نرى ان السوق العراقي بات مفتوحا لبضائع اميركية كثيرة تمتاز بجودتها ولا بأس هنا من التفاوض معهم بخصوص انشاء معامل مماثلة في المدن العراقية.
#صادق_الازرقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟