أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مازن كم الماز - بين الشكل الشمولي لرأسمالية الدولة و الشكل النيو ليبرالي














المزيد.....


بين الشكل الشمولي لرأسمالية الدولة و الشكل النيو ليبرالي


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 2444 - 2008 / 10 / 24 - 09:18
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


عندما يتحدث أشخاص كساركوزي عن ضرورة تعديل النظام الرأسمالي العالمي يشير هذا إلى عمق الأزمة الأخيرة و إلى أن قضية انهيار الليبرالية "الجديدة" القديمة ربما أصبحت مسألة وقت..حان الوقت اليوم لبعض التحفظ و التواضع في خطاب الليبراليين الجدد و بالتأكيد لبعض التعديل في المقاربة الميكانيكية الإيمانية من السوق و الرأسمالية ككل , لكن القضية ليست هنا على الإطلاق , لا في موقف حكومات دول المركز الرأسمالية و لا النخب المتلبرلة..يجب التأكيد أنه لهذه الأزمة عدة مستويات , منها الآني و الحاد الذي أثار فزع حكومات دول مراكز النظام الرأسمالي العالمي و حفزها على ضخ تريليونات الدولارات حفاظا على الأسواق المضطربة و الشركات المتداعية من المزيد من الانهيارات , المستوى الآخر هو تراجع أرباح رأس المال الذي عادة ما يتجاوب معه رأس المال بإجراءات تهدف لتخفيض نفقات الإنتاج , منها طرد أو فصل آلاف العمال و تخفيض أجورهم , لكن المستوى الأهم و الأبعد مدى و الأعمق تأثيرا هو تصاعد نضال ضحايا هذا النظام ضده سواء في المراكز أو الأطراف..من جديد ليست القضية في أولئك الذين يكابرون على طريقة دفن الرأس في الرمل , بل في البدائل التي يقترحها القادمون الجدد و بدائل الوضع القائم الممكنة , ما يهمنا هنا هو بديل الجماهير الديمقراطي تحديدا..هنا يبدو أن "الدولة" هي الاكتشاف المفاجئ الذي يعول عليه الكثيرون لتجاوز النظام لأزمته , حتى وول ستريت تستدعي تدخل الدولة لكن دون المس بسيطرتها بعيدة المدى على الثروة و بحريتها المطلقة في السعي وراء الأرباح , أما ساركوزي و أوباما و ميركل فهم ينظرون إلى الخلف نحو إعادة إحياء سياسات كنزية دولتية تلعب فيه الدولة دور منقذ النظام و محفزه الأساسي لكن دون المس بمركزية رأس المال في الحياة الاقتصادية , يجب هنا التأكيد على أن الحجة الأساسية التي استخدمها المحافظون الجدد و معهم الليبراليون الجدد المحليون لإثبات صحة إيمانهم الجديد الأصولي بالسوق هو سقوط الأنظمة التي سمت نفسها اشتراكية في أوروبا الشرقية و انكشاف حقيقة مشروع الأنظمة القومية , التي تطورت من البرجوازية الصغيرة إلى رأسمالية الدولة , الاستبدادي و الهزائم التي قادت إليها بدءا بحزيران 67 و انتهاءا بنيسان 2003 , لكن النقد الأساسي الذي وجهه الليبراليون الجدد لأنظمة رأسمالية الدولة هذه نسب كل شرورها إلى غياب "المنافسة الحرة" السياسية و الاقتصادية بين قوى "عقلانية" تنشأ و تتحدد وفقا "لتوزيع طبيعي" للثورة و الملكية في سوق حرة , هذه "المنافسة الحرة" كانت هي البديل يومها عن احتكار الأنظمة القائمة لمجمل الحياة السياسية و الاقتصادية دون أن يحظى الناس العاديين أو ما يسمى بالجماهير وفق المصطلح السياسي الدارج بأكثر من وضعية المتفرج السلبي أو التابع المخلص السلبي أساسا للنخب المتلبرلة أو لأنظمة الاعتدال , لكن هذه "المنافسة الحرة" تخلي الطريق اليوم بشكل إجباري و حتى إسعافي أمام سياسات كنزية دولتية الأمر الذي يوفر لمحتكري السلطة و الثروة في بلادنا و العالم مخارج و لو مؤقتة من الأزمة التي وجدوا أنفسهم فيها بسبب سياساتهم الخرقاء و جشعهم غير المحدود..و سيكون هذا التحول مصدر سرور بلا شك للديكتاتوريات المهترئة في بلادنا التي بلغت أزماتها درجات متقدمة و وصلت مركزيتها إلى درجة تولت فيها العائلة مقاليد الحكم الفعلي حتى درجة الاستيلاء على الثورة العامة..لقد أصرت النخبة المثقفة أو المسيسة مع انتقالها إلى خندق الليبراليين الجدد على إنكار الجانب أو البعد الأهم في أنظمة رأسمالية الدولة المترهلة هذه في بلادنا و هي تناقضها مع ضحايا الاستبداد و الاستغلال - الجماهير الذين لم يكن لهم أي مكان في تحليلها لتلك الأزمة , و هذا ما انتهى بها إلى تثبيت تناقضات أخرى بين بعض هذه الأنظمة و بين المركز الرأسمالي , بين نموذج رأسمالية الدولة الشمولي و النموذج النيو ليبرالي لسيطرة الرأسمالية , الذي اعتبر التناقض الأكثر تقدمية , و الذي يبدو أنه يتراجع مع انكشاف زيف النموذج النيو ليبرالي و تقدم دور الدولة كمنقذ للنظام برمته و كمؤسسة أكثر توازنا من السوق الحرة , بعيدا عن أزمة الخطاب الليبرالي الجديد هذه يبقى الجانب الأخطر من الأزمة الراهنة هي احتمالات تصاعد نضال ضحايا النظام الرأسمالي ضد أسس هذا النظام نفسه خارج إجراءات إنقاذه أو حتى "إصلاحه" و في نفس الوقت ضد أنظمة رأسمالية الدولة المهترئة المأزومة في عالمنا , ما تزال الأزمة في بداياتها و ما يزال رد فعل الشارع عليها في مرحلة جنينية , أما نهايتها فهي بعيدة و غامضة , تفصلنا عنها الكثير من النضالات و الانهيارات و الخيانات , و سيكون عندها من الممكن أن نقيم عمق الحفرة التي وجد فيها النظام الرأسمالي نفسه......



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة المضادة و الاتحاد السوفيتي لماكسيموف 1935
- كيف ظهر الإمام أبو حنيفة في مسلسل أبي جعفر المنصور
- البيروقراطية و الفن
- أحياء دمشق الفقيرة كمنتج للثورة
- الاقتصاد السوري و أزمة النظام الرأسمالي و رأي الحكومة
- قتل فيل
- 1958 : الثورة الهنغارية
- ما هو جبد لوول ستريت جيد لوول ستريت فقط
- تضامنا مع إبراهيم عيسى
- تأثير اللبرلة الجارية على أنظمة رأسمالية الدولة
- شيزوفرينيا رمضان
- الوصايا الثابتة للأناركية بقلم ألبرت ملتز
- لا لحرب جديدة في القوقاز !
- المحاصصة كشكل للخروج من أزمة الأنظمة الشمولية
- نحو الحرية لا إحياء الحرب الباردة
- تعليق على أستاذنا عبد الرزاق عيد
- الأناركية و الجنس
- التابو , السلطة , النخبة و نير الاستبداد
- المعارضة العمالية 1919 - 1922
- هكذا يموت الفقراء !


المزيد.....




- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 590
- علماء: النحل يستطيع العد من اليسار إلى اليمين مثل البشر
- محتجون في بنغلاديش يحرقون منزل والد رئيسة الوزراء السابقة
- الشيوعي العراقي يدين مخطط التهجير والتطهير العرقي في قطاع غز ...
- افتتاحية: ولأن الاعتداء كبير على الحقوق الأساسية … يكون الرد ...
- س?رکوتوو ب?ت خ?باتي مام?ستايان و س?رج?م موچ?خ?راني ه?ر?مي کو ...
- الرفيقة شرفات أفيلال عضوة المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتر ...
- من أجل إنصاف متضرري زلزال الحوز ومساءلة المتورطين في انتهاك ...
- المحرر السياسي لطريق الشعب: فوضى التشريع وليدة المنهج الفاش ...
- الاتحاد العام التونسي للشغل يساند ويتضامن مع النقابات المغرب ...


المزيد.....

- الذكرى 106 لاغتيال روزا لوكسمبورغ روزا لوكسمبورغ: مناضلة ثور ... / فرانسوا فيركامن
- التحولات التكتونية في العلاقات العالمية تثير انفجارات بركاني ... / خورخي مارتن
- آلان وودز: الفن والمجتمع والثورة / آلان وودز
- اللاعقلانية الجديدة - بقلم المفكر الماركسي: جون بلامي فوستر. ... / بندر نوري
- نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد / حامد فضل الله
- الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل / آدم بوث
- الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها ... / غازي الصوراني
- الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟ / محمد حسام
- طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و ... / شادي الشماوي
- النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا ... / حسام عامر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مازن كم الماز - بين الشكل الشمولي لرأسمالية الدولة و الشكل النيو ليبرالي