صادق الازرقي
الحوار المتمدن-العدد: 2443 - 2008 / 10 / 23 - 05:54
المحور:
الادارة و الاقتصاد
يسمع المواطن العراقي الكثير من الأخبار والوعود التي تبثها وسائل الإعلام المحلية عن مشاريع اعمار هائلة يشير الكثير من المسؤولين الى ان الخطط قد وضعت بصددها وانها ستشكل طفرة نوعية في مجال توفير السكن اللائق للمواطن وتخليصه من تلك الأزمة التي تشكل عبئا خانقا على حياته إذ تعاني نسبة كبيرة من المواطنين من عدم امتلاكهم للدورالسكنية والمعاناة القاسية من جراء ذلك من مشكلات الإيجار التي ارتفعت خلال الفترة المنصرمة بصورة كبيرة حتى ان ميزانية العائلات المؤجرة غدت نهبا للتوترات السياسية ومع كل أزمة سياسية يمر بها البلد يرفع الكثير من اصحاب العقارات بدلات التأجير كما ان الإيجارات ترتفع وتنزل على وفق طبيعة المناطق والوضع الأمني فيها يضاف الى ذلك ان اغلب البيوت التي امتلكها مواطنون في مدد سابقة خصوصا تلك التي منحت لهم خلال العهد الجمهوري الاول في ستينات القرن الماضي قد فاضت بساكنيها ولم تعد تكفي للعائلات التي تكاثرت بصورة كبيرة.
ان التفعيل الفوري لمشاريع البناء السكني من قبل الدولة لن يخلص المواطن من ازمته تلك ويعطيه الامل بالحياة فحسب بل انها تشكل عملية مكتملة ومتعددة الاطراف والنتائج إذ ان المباشرة بتنفيذ مشاريع الاسكان يوفر بيئة رئيسية لامتصاص البطالة إذ يتم تشغيل مئات الآلاف بل قل ملايين العمال في أعمال البناء المختلفة وسيوفر بيئة ضرورية لتشغيل الايدي العاملة من بنائين وحدادين ونجارين وعمال التأسيسات الصحية والكهربائية وغيرهم وسيعطي ذلك الامر مجالا رحبا لتنشيط الورش والمعامل المرتبطة بهذه الأعمال. يشعر المواطن بالامل والتفاؤل حين ترد اليه اخبار تلك المشاريع وهو يأمل ان ترى النور حال انجاز نماذج المجمعات والشقق والعمارات خصوصا وان مساحات شاسعة من الارض المتروكة تضمها اطراف بغداد ومنها المنطقة المحصورة بين بغداد والكوت مثلا وكذلك منطقة الجزيرة في الموصل ومناطق اخرى كثيرة ستعود اليها الحياة حال المباشرة بالبناء فيها واستيطانها وسينشط ذلك بالتأكيد اعمالا اخرى غير تلك المرتبطة بالبناء خصوصا ً الزراعة لقرب تلك المجمعات من مصادر المياه التي تحفل بها ارض العراق.
من اجل ذلك لابد من نهضة إسكانية شاملة تفعّل القرارات التي يشير النواب والسياسيون العراقيون الى انها صدرت او انها في طريقها للصدور إذ ان تطبيق ذلك سيأتي بنتيجة حاسمة على مجمل المفاصل الحيوية في الدولة اقتصاديا واجتماعيا ً وثقافيا ً بما يضمن تقدم العراق وتطوره ليلحق بركب الدول المتطورة لا سيما وان أسباب ذلك التطور والتقدم موجودة في صلب الاقتصاد العراقي الذي يصنفه الخبراء على انه اقتصاد متحرك لا يعتمد على النفط لوحده برغم أهميته بل توجد الثروة المائية و والزراعة والطاقات البشرية الهائلة والتي تمتلك من الخبرة الكثير. من اجل ذلك يجب ان يسعى الجميع كي نضع اللبنات المثمرة في صرح العراق الناهض.
#صادق_الازرقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟