|
الأداء الحزبي / الأداء النقابي، أو العلاقة الجانحة نحو التحريف.....9
محمد الحنفي
الحوار المتمدن-العدد: 2443 - 2008 / 10 / 23 - 08:27
المحور:
الحركة العمالية والنقابية
حاجة الحزب إلى الأداء النقابي الصحيح:
وإذا تبين لنا أن الأداء النقابي يكون أكثر تأثيرا في صفوف العمال، والأجراء إذا عرف الواقع العام أداء حزبيا متميزا، وصحيحا، فإن الأداء الحزبي أيضا يصير أكثر تأثيرا في الواقع العام، إذا عرف الواقع أداء نقابيا مبدئيا متميزا، نظرا لحاجة الأداء الحزبي للأداء النقابي.
وهذه المعادلة القائمة بين الأداء الحزبي، والأداء النقابي، تجسد العلاقة الجدلية القائمة بين العام، والخاص.
فالأداء الحزبي الصحيح يعمل على تغيير الواقع برمته، والأداء النقابي يعمل على تغيير واقع العمال والأجراء.
فالواقع هو نقطة الالتقاء، والاختلاف، في نفس الوقت، بين الأداء الحزبي، والأداء النقابي، لأنه يصير مستهدفا بالتغيير بواسطة الأداءين معا، على المستوى العام الذي لا يلغي المستوى الخاص، ولأن الأداء الحزبي يستهدف مجموع الواقع، فان الأداء النقابي يخص واقع العمال، والأجراء فقط، ليختلف بذلك الأداء الحزبي عن الأداء النقابي.
وإذا كان الأداء الحزبي يعمل انطلاقا من برنامج آني، ومرحلي، واستراتيجي: اقتصادي، واجتماعي، وثقافي، ومدني، وسياسي عام، فإن الأداء النقابي يعمل وفق برنامج يتخذ طابع الآنية فقط، على جميع المستويات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية الخاصة بالعمال، وباقي الأجراء.
وعلاقة العام بالخاص، في العلاقة بين الأداء الحزبي والأداء النقابي، هي نفسها علاقة الكل بالجزء، لأن الأداء الحزبي يستهدف الكل، ولأداء النقابي يستهدف الجزء، وصحة الأداء الحزبي مع مبدئية الأداء النقابي، لابد أن تقود إلى قيام أداء مزدوج مطور للواقع، ومتطور معه.
وانطلاقا من هذه المقارنة الضرورية، تتبين حاجة الأداء الحزبي إلى الأداء النقابي، نظرا لدور الأداء النقابي الصحيح لصالح العمال والأجراء.
والأداء الحزبي الذي يكون في حاجة إلى الأدء النقابي الصحيح، يشترط فيه:
1) أن يكون صادرا عن حزب عمالي، يقتنع مناضلوه بالاشتراكية العلمية، ويوظف قوانينها في التحليل الملموس للواقع الملموس، انطلاقا من برنامج ذي أبعاد آنية، ومرحلية، وإستراتيجية، تتكامل فيما بينها، سعيا إلى تغيير الواقع بما فيه مصلحة مجموع الكادحين، وطليعتهم الطبقة العاملة. تلك المصلحة المتمثلة في تحقيق الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، وإقامة الدولة الاشتراكية، باعتبارها دولة ديمقراطية، ودولة للحق، والقانون.
2) أن يكون الحزب ديمقراطيا في بنياته الداخلية، وساعيا إلى تحقيق الديمقراطية، بمضامينها الاقتصادية، والاجتماعية في الواقع، من خلال العمل على أجرأة برنامجه الآني، والمرحلي، والإستراتيجي، لتحقيق الأهداف الآنية، والمرحلية، والإستراتيجية، سعيا إلى الوصول إلى السلطة، من اجل بناء الدولة الاشتراكية، التي تقود عملية بناء مجتمع حر، وديمقراطي، واشتراكي، يصير فيه الشعب سيد نفسه.
3) أن يكون الحزب طليعيا: حزبا للطبقة العاملة طليعة المجتمع، يناضل من أجل تحرير العمال، وباقي الأجراء من قيود الاستغلال، عن طريق تحويل الملكية الخاصة إلى ملكية اجتماعية، بعد تحقيق الحرية، والديمقراطية، والوصول إلى بناء الدولة الاشتراكية.
4) أن يسعى الحزب إلى توحيد اليسار، عن طريق بناء جبهة وطنية يسارية، على أساس برنامج حد أدنى، بقواسم إيديولوجية مشتركة، وتصور تنظيمي مشترك، وبمواقف سياسية مشتركة، ومن أجل تحقيق الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، وبناء الدولة الاشتراكية، التي هي في نفس الوقت دولة ديمقراطية مدنية، ودولة الحق والقانون.
5) أن يحرص على استقلالية العمل الجماهيري بصفة عامة، وعلى استقلالية العمل النقابي بصفة خاصة، وأن لا يخلط بين العمل الجماهيري، والنقابي، وبين ما تقوم به المنظمات الحزبية، حتى يصير أكبر داعم للحركة الجماهيرية، ولاستقلاليتها، من أجل أن يمتلك القدرة على تحرير الإنسان، الذي يصير مالكا لسيادته على نفسه، في إطار احترام سيادة الآخرين على أنفسهم.
6) أن يوجه مناضليه إلى الحرص على الالتزام بمبدئية العمل الجماهيري، بما فيها الالتزام بمبدئية العمل النقابي، حتى يصير التزامهم وسيلة لتقوية المنظمات الجماهيرية، بما فيها المنظمات النقابية، الأمر الذي يؤهلها لخوض النضالات المطلبية: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، في أفق تحسين الأوضاع المادية، والمعنوية للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الجماهير الشعبية الكادحة.
وحزب هذه خاصياته، لا بد أن يكون في حاجة إلى أداء نقابي صحيح، ومتميز، حتى يستطيع أداؤه الحزبي التفاعل الإيجابي، والباني، والمثمر، مع الأداء النقابي المبدئي، من أجل تبادل الدعم من جهة، وسعيا إلى تحقيق الأهداف التي يكمل بعضها بعضا، ورغبة في تحقيق مجتمع حر، وديمقراطي، واشتراكي، يتمتع فيه جميع إفراده بنفس الحقوق الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، وعلى أساس المساواة فيما بينهم، من أجل تحقيق المقولة الاشتراكية "على كل حسب قدرته، ولكل حسب حاجته".
والأداء النقابي الذي يحتاج إليه الحزب الذي ذكرنا سماته المميزة له، لا بد أن يراعي:
1) الربط الجدلي بين النضال النقابي، والنضال السياسي، لضمان التفاعل الإيجابي بين الممارسة النقابية، والممارسة السياسية، التي تعتبر الممارسة الحزبية جزءا لا يتجزأ منها. 2) الحرص على مبدئية العمل النقابي، حتى يبقى عملا نقابيا صحيحا، يسعى إلى تحقيق الأهداف النقابية، بعيدا عن الممارسة البيروقراطية، وعن تبعية النقابة لحزب معين، وعن تخريب النقابة، وعن اعتبار النقابة مجالا للعمل على تأسيس حزب معين.
3) النضال المرير، والمتواصل من أجل تحسين الأوضاع المادية، والمعنوية، مساهمة من النقابة في رفع بعض الحيف عن العمال، وباقي الأجراء، باعتبارهم جزءا لا يتجزأ من الجماهير الشعبية الكادحة.
4) الانخراط في العمل الوحدوي: النقابي / الجماهيري، وفي إطار الجبهة الوطنية للنضال من أجل الديمقراطية، باعتبارها هدفا مركزيا للنقابة، وتعبيرا عن الربط الجدلي بين النضال النقابي، والنضال السياسي.
التتبع المستمر، وعبر هيئات نقابية مختصة للأوضاع الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، التي تعمل فيها النقابة، سواء تعلق الأمر بالمستوى الوطني، أو بالمستوى القومي، أو المستوى الأممي.
6) التفاعل مع الحركة الحقوقية، التي تعتمد نفس منطلقات النقابة، من أجل فرض احترام الحقوق الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، لعموم الجماهير المحرومة من تلك الحقوق.
7) الإنكباب على إعادة النظر في الملفات المطلبية، وفي البرامج النقابية، حتى تتناسب مع المستجدات الطارئة في الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والمدني، والسياسي.
8) اعتماد التعبئة المستمرة للعمال، وباقي الأجراء، استعدادا لتنفيذ القرارات النضالية التي تقتضيها شروط معينة، لانتزاع مكاسب معينة، ولحماية ما تحقق من مكاسب لصالح العمال، وباقي الأجراء.
ومعلوم أن الأداء النقابي عندما يراعي الربط الجدلي بين النضال النقابي، والنضال السياسي، والحرص على مبدئية العمل النقابي، والنضال من اجل تحسين الأوضاع المادية، والمعنوية للعمال وباقي الأجراء، والانخراط في النضال الوحدوي، والتتبع المستمر للأوضاع، والتفاعل مع الحركة الحقوقية، وإعادة النظر في الملفات، والبرامج النقابية، واعتماد التعبئة المستمرة، لا بد أن يصير خير وسيلة لدعم الأداء الحزبي، ولا بد أن يخصب المجال المساعد على تفعيل الأداء الحزبي، الذي يصير مطورا للأداء النقابي، ومتطورا به، وصولا إلى وجود نقابة قوية، تستطيع فرض تحقيق الأهداف النقابية الخاصة. وحزب قوي يستطيع فرض تحقيق الحرية، والديمقراطية، والاشتراكية، وبناء دولة الحق والقانون، باعتبارها دولة ديمقراطية، علمانية، مدنية، تحرص على احترام سيادة الشعب على نفسه.
#محمد_الحنفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الأداء الحزبي / الأداء النقابي، أو العلاقة الجانحة نحو التحر
...
-
الأداء الحزبي / الأداء النقابي، أو العلاقة الجانحة نحو التحر
...
-
الأداء الحزبي / الأداء النقابي، أو العلاقة الجانحة نحو التحر
...
-
الأداء الحزبي / الأداء النقابي، أو العلاقة الجانحة نحو التحر
...
-
الأداء الحزبي / الأداء النقابي، أو العلاقة الجانحة نحو التحر
...
-
الأداء الحزبي / الأداء النقابي، أو العلاقة الجانحة نحو التحر
...
-
الأداء الحزبي / الأداء النقابي، أو العلاقة الجانحة نحو التحر
...
-
الأداء الحزبي / الأداء النقابي، أو العلاقة الجانحة نحو التحر
...
-
دور العمل النقابي في استحضار أهمية المدرسة العمومية...؟.....
...
-
دور العمل النقابي في استحضار أهمية المدرسة العمومية...؟.....
...
-
دور العمل النقابي في استحضار أهمية المدرسة العمومية...؟.....
...
-
الأستاذ فؤاد عالي الهمة والابتلاء بالمنبطحين الانتهازيين....
...
-
الأستاذ فؤاد عالي الهمة والابتلاء بالمنبطحين الانتهازيين....
...
-
الأستاذ فؤاد عالي الهمة والابتلاء بالمنبطحين الانتهازيين....
...
-
الأستاذ فؤاد عالي الهمة والابتلاء بالمنبطحين الانتهازيين....
...
-
الأستاذ فؤاد عالي الهمة والابتلاء بالمنبطحين الانتهازيين....
...
-
الأستاذ فؤاد عالي الهمة والابتلاء بالمنبطحين الانتهازيين....
...
-
المدرسة العمومية... أي واقع؟... وأية آفاق؟
-
التعليم الخصوصي واستباحة المشهد التعليمي
-
الدروس العمومية، والدروس الخصوصية...أية علاقة..؟
المزيد.....
-
يوم دراسي لفريق الاتحاد المغربي للشغل حول: تجارة القرب الإكر
...
-
وزارة المالية العراقية.. تأخير صرف رواتب الموظفين شهر نوفمبر
...
-
الهيئة العليا للتعداد العام للسكان تقرر تمديد ساعات العمل لل
...
-
واشنطن توسع عقوباتها ضد البنوك الروسية و العاملين في القطاع
...
-
وزارة المالية العراقية تُعلن.. جدول رواتب المتقاعدين الجديد
...
-
The WFTU statement on the recent development in the Ukraine
...
-
بيان اتحاد النقابات العالمي حول التطور الأخير في الحرب الأوك
...
-
مزارعون يغلقون ميناء في فرنسا احتجاجا على محادثات مع ميركوسو
...
-
“وزارة المالية العراقية”.. استعلام رواتب المتقاعدين شهر ديسم
...
-
السيد الحوثي: الامريكي منذ اليوم الاول بنى كيانه على الاجرام
...
المزيد.....
-
الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح
...
/ ماري سيغارا
-
التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت (
...
/ روسانا توفارو
-
تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات
/ جيلاني الهمامي
-
دليل العمل النقابي
/ مارية شرف
-
الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا
...
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها
/ جهاد عقل
-
نظرية الطبقة في عصرنا
/ دلير زنكنة
-
ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|