عبد صموئيل فارس
الحوار المتمدن-العدد: 2443 - 2008 / 10 / 23 - 07:46
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
مدينة سمالوط والتي تبعد عن القاهرة بمسافة 250 كم جنوباً، ويوجد بها أكثر من نصف مليون قبطي، وتتمتع هذه المدينة برعاية أسقف مستنير وشجاع لا يحابي الوجوه ولا يعرف يتكلم سوى بكلمة الحق.
فمنذ وصوله إلى كرسيه بمدينة سمالوط -وهذا الأمر سَبّب إزعاجاً شديداً لعدو الخير الذي قدم له حفل استقبال في عام 76- وذلك أثناء زيارته الرعوية لإحدى قرى إيباراشيته وهي قرية العوايسة بعد قيام مجموعة من المتطرفين بالهجوم على الكنيسة أثناء تواجده ولولا عناية الله ما كان يحيا إلى الآن،، ومن هذا التاريخ إلى الآن لم يترك عدو الخير هذه المدينة بكل تخومها إلا ويثير بها القلائل، وبالرغم من كل ذلك لم يتوانى نيافته عن شجاعته وقول كلمة الحق بالرغم من كل الضغوط التي حاول عدو الخير ممارستها عليه بما في ذلك تقديمه للمحاكمة بسبب بناء سور خاص بالمطرانية، وذهب بالفعل إلى جلسة المحاكمة والتي قامت بتبرئته مما نُسب إليه وقد قوبل بترحاب شديد من المحامين المسلمين قبل الأقباط بسبب استنكار هؤلاء التعسف الأمني ضده.
وهذه الحادثة لها عشر سنوات على مرورها ولكنها باقية في ذاكرة شعبه لِما تحمله من معاني البذل والحب التي يتمتع بها الأنبا بفنوتيوس من ناحية رعيته.
وتوالت المضايقات لتطال شعبه أيضاً، ففي يوم 2 سبتمبر 1978 قام مجموعة من المتطرفين المتأسلمين بقتل القس غبريال عبد المتجلي كاهن كنيسة قرية التوفيقية التابعة لمركز سمالوط ليكون أول شهيد من إيبارشية سمالوط،،، ولم يقف الأمر عند ذلك بل امتد ليقوم ضابط شرطة في يوم 1 مايو 2004 بقتل القس إبراهيم ميخائيل الكاهن بقرية طحا والشماس محروس ميلاد والشماس ناصف فهيم.
وهذه القرية أيضاً تابعة لإيباراشية سمالوط، وامتدت يد الغدر لتقتل شاباً قبطياً بقرية دفش هو "ميلاد فرح إبراهيم" مساء يوم 5 يونيو 2008، وفي أول أكتوبر 2008 أيضاً تم قتل الشاب يشوع جمال ناشد في قرية الطيبة والتي تتبع مركز سمالوط أيضاً لتكون قد قدمت إيباراشية سمالوط 6 شهداء أقباط.
هذا بخلاف الاعتداءات على قرى أيضاً تابعة لمركز سمالوط هي منقطين وجبل الطير ودفش والطيبة والتوفيقية وإحداث تلفيات للمحال التجارية وممتلكات الأقباط وإصابات طالت العشرات من الأقباط هذا بخلاف التعنت الذي امتد لسنوات طويلة ضد بناء أي دور عبادة يخص إيباراشية سمالوط ولم يتم البناء سوى بعد أن قدمت إيباراشية سمالوط ثمناً لهذه الكنائس وهي دماء هؤلاء الشهداء الذين رَوّت دمائهم جدران هذه الكنائس التي تمنوا وحلموا أن يصلوا داخلها.
هذه لمحة بسيطة عن مدينة سمالوط وأقباطها الذين يعانون بين الحين والآخر من تعنت المتطرفين، وهذا هو نموذج من داخل الصعيد الذي استشرى فيه التطرف والتعصب لتقوم مصر على فاجعة فتنة طائفية أبطالها من هذه المدينة البسيطة سمالوط.
#عبد_صموئيل_فارس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟