الأداء الحزبي / الأداء النقابي، أو العلاقة الجانحة نحو التحريف.....8

محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 2442 - 2008 / 10 / 22 - 08:47
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    

حاجة النقابة إلى الأداء الحزبي الصحيح:

وكما رأينا في الفقرات السابقة، فإن المستهدف بالأداء النقابي الخاص بالعمال، وباقي الأجراء، وبالأداء لحزبي العام، هو المجتمع بمكوناته المختلفة، بما فيها سائر الجماهير الشعبية الكادحة. وإذا كان الأمر كذلك، فإن الأداء النقابي المبدئي، والصحيح، لا يمكن أن يؤدي إلا إلى تحسين الأوضاع المادية، والمعنوية: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية للعمال، وباقي الأجراء، والأداء الحزبي المبدئي لا يمكن أن يسعى إلا إلى تطوير الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، الثقافي، والمدني، والسياسي، بما فيه مصلحة المجتمع برمته.

وبناء على إيجابية الأداء النقابي المبدئي، والأداء الحزبي المبدئي، فإن الأداء النقابي المبدئي لا يمكن أن يقوم بدوره كاملا لصالح العمال، وباقي الأجراء، إلا بوجود أداء حزبي يحدث حركة سياسية إيجابية في الواقع المستهدف بالأداء لنقابي المبدئي.

وحتى يتفاعل الأداء النقابي المبدئي، مع الأداء الحزبي المبدئي، لا بد أن يحترم:

1) ديمقراطية العمل النقابي في مستواها العام، وفي مستواها الداخلي، حتى يصير الأداء النقابي وسيلة لتربية العمال، وباقي الأجراء على الممارسة الديمقراطية، بمضامينها الاقتصادية والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، بالإضافة إلى المضمون التنظيمي.

2) تقدمية العمل النقابي، من خلال سعيه المستمر إلى تحسين الأوضاع المادية، والمعنوية، للعمال، وباقي الأجراء، كوسيلة لجعلهم يمتلكون وعيهم النقابي، الذي يعتبر أساسا لامتلاك وعيهم الطبقي.

3) جماهيرية العمل النقابي، من أجل تجاوز مبدأ النخبة النقابية، التي تستثمر الأداء النقابي لصالحها، بدل استثماره لصالح العمال، وباقي الأجراء.

4) استقلالية العمل النقابي عن أجهزة الدولة، وعن الحزب، كيفما كان هذا الحزب، لوضع حد لكافة أشكال تبعية العمل النقابي، ولحزبيته، ولوقوف النقابة وراء وجود حزب معين.

5) وحدوية العمل النقابي على مستوى المطالب القطاعية، والمركزية، وعلى مستوى البرامج النقابية، حتى وإن تعددت النقابات، وعلى مستوى خوض النضالات المطلبية، وعلى مستوى الربط الجدلي بين النضال النقابي، والنضال السياسي، في أفق الوصول إلى تحقيق الوحدة التنظيمية.

وفي نفس الاتجاه، فإن تفاعل الأداء الحزبي، مع الأداء النقابي يقتضي:

1) احترام الأداء الحزبي استقلالية الأداء النقابي، وان لا يسعى إلى فرض تبعيته له، أو باعتباره عملا حزبيا صرفا، أو الانطلاق منه، للقيام بتأسيس تنظيم حزبي معين، لأن ذلك الاحترام هو منطلق التفاعل بين الأداء الحزب،ي والأداء النقابي.

2) الحرص على تربية مناضلي الحزب على احترام الإطارات الجماهيرية، والعمل فيها، انطلاقا من مبادئها، وضوابط تنظيماتها، سعيا إلى جعلها في مستوى طموحات الجماهير الشعبية الكادحة.

3) الانضباط في الأداء النقابي للضوابط الحزبية، وللمبادئ المعتمدة، وللإيديولوجية التي وقفت وراء وجود التنظيم الحزبي، وللبرامج الحزبية، وللمواقف السياسية التي يتخذها الحزب.

4) الاستفادة من البرامج النقابية في تطوير البرامج الحزبية، فيما يخص الجوانب الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية.

5) إشاعة البرامج الحزبية عبر وسائل الإعلام المختلفة، حتى تصير وسيلة لتطوير برامج مختلف المنظمات الجماهيرية، ومنها النقابة، التي تنظيم، وتقود إنتاج الأداء النقابي في صفوف العمال، وباقي الأجراء.

6) التزام الأداء الحزبي بالعمل على تحقيق طموحات الجماهير الشعبية الكادحة، ومنها الطبقة العاملة، وباقي الأجراء.

وحرص الأداء النقابي على مبدئية العمل النقابي، إلى جانب حرص الأداء الحزبي على احترام تلك المبدئية، لا بد أن يقود إلى التأثر والتأثير المتبادلين بين الأداء النقابي، والأداء الحزبي.

وهذا التفاعل المشترط فيه إيجابيته، هو الذي يبين إلى أي حد تكون النقابة في حاجة إلى الأداء الحزبي الصحيح.

والأداء الحزبي لا يكون صحيحا إلا إذا كان يخدم نفس الأهداف التي يسعى الأداء النقابي إلى تحقيقها، والزيادة عليها، بالسعي إلى تغيير الواقع، بما يخدم مصلحة العمال وباقي الأجراء، وسائر الجماهير الشعبية الكادحة.

والحزب الذي ينتج الأداء الحزبي الصحيح، المطور، والمتفاعل مع الأداء النقابي المبدئي، لا بد أن:

1) يعتمد الاشتراكية العلمية كوسيلة، وكهدف، باعتبارها إيديولوجية الطبقة العاملة، وباقي الكادحين.

2) أن ينبني تنظيماته الوطنية، والجهوية، والإقليمية، والمحلية، انطلاقا مما تقتضيه إيديولوجية الاشتراكية العلمية.

3) أن يعتمد قوانين الدياليكتيك المادي، في تحليل الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والمدني، والسياسي، من أجل امتلاك نظرية عن الواقع الملموس، حتى تعتمد تلك النظرية في صياغة برامج آنية، ومرحلية، وإستراتيجية، للانطلاق منها، في إنتاج أداء حزبي صحيح.

4) أن يسعى الأداء الحزبي الصحيح إلى تحقيق الأهداف الآنية، والمرحلية، والإستراتيجية، الساعية إلى انعتاق العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، من أسر الاستغلال المادي، والمعنوي، الذي يتعرضون له.

5) أن يسعى الأداء الحزبي الصحيح إلى قيام جبهة يسارية، تقود النضال المرير، من أجل تحقيق الحرية، والديمقراطية، والاشتراكية.

ومعلوم أن الحزب الذي ينتج أداء حزبيا من هذا النوع، لا بد أن يقف وراء تجذر الوعي الطبقي في صفوف العمال، وباقي الأجراء، ولا بد أن يصير ذلك الوعي جسرا بين العمال، والأجراء من جهة، وبين الداء النقابي المبدئي من جهة أخرى، الأمر الذي يعتبر دعما بليغا، وقويا للنقابة، وللعمل النقابي، في صفوف العمال، وباقي الأجراء.

لذلك، وحتى تتم تلبية الحاجة النقابية للأداء الحزبي الصحيح، لا بد أن يتم العمل على:

1) أن يصير البناء النقابي مبدئيا.

2) أن يصير البناء الحزبي صحيحا.

3) أن تصير الأهداف النقابية، والأهداف الحزبية متكاملة.

4) أن تستهدف النقابة، والحزب معا، نفس الواقع.

وفي أفق ذلك لا بد من:

1) محاربة التحريف النقابي، بأشكاله المختلفة، خاصة، وأن النقابة غالبا ما تعتبر مصدرا للممارسة التحريفية.

2) محاربة التحريف الحزبي، حتى يستمر الحزب في إنتاج الممارسة الحزبية الصحيحة.

3) أن تسعى النقابة والحزب معا إلى تغيير الواقع المادي، والمعنوي.

#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات