هادي جلو مرعي
الحوار المتمدن-العدد: 2442 - 2008 / 10 / 22 - 08:33
المحور:
حقوق الانسان
التنوع في المجتمع العراقي مظهر من مظاهر التحضر، واضفاء الشرعية على الوجود الحضاري لهذا الشعب والممتد لالآف من السنين، وحقق من خلاله نجاحاً حسدته عليه أمم الأرض.
المسيحيون مكون اساسي من مكونات الشعب العراقي، وفي الجنوب يقطنون مع اخوانهم من دون ضجيج، حتى اني فوجئت ان مدرس الرياضيات الاستاذ تيودور،
وكنا نلفظه تيادور، بصراوي، وينطق كلمة (جا) الشهيرة افضل من اي مواطن عراقي، وكان يتحدث للكسالى من الطلاب ويقول.. جا إشبيك.. خايب ما تعرف الصح من الخطأ.. رحمه الله كان من اقدر الاساتذة، وفي سنة ما كنت اتمنى الوصول الى درجة الخمسين في مادة الرياضيات، ولم احتج سوى لاسبوعين تحت يديه لانجح وبدرجة 68 حتى حسدني جميع الطلاب الكسالى على تلك النعمة...
ولما نجحت اقسمت على اقسى مدير في تاريخ الثانوية التي تخرجت منها ان (ابوسه) من خده ووافق. وما زلت لم اصدق اني نجحت في الرياضيات..
في كردستان يعيش المسيحيون في اجواء اكثر هدوءاً وينعمون باستقرار امني وحركة اقتصادية ربما سهلت لهم مصاعب كانت كفيلة بتحطيم معنوياتهم واضعاف رغبتهم في البقاء بعد المشاكل التي عصفت بالبلاد طيلة السنوات الماضية.
الجيد، ان القوى السياسية ومكونات اجتماعية، ومؤسسات ثقافية ودينية، بدأت تقدم طروحات وافكاراً من شانها اعادة الامور الى نصابها وانصاف الاخوة المسيحيين ومساعدتهم على تجاوز المصاعب التي نتجت عن الاحتقان خلال المدة الماضية.
التمثيل السياسي العادل، والشعور بالانتماء، وتوفر فرص حياة افضل، عوامل من شانها ان تعيد الامل لاسر مسيحية ماتزال مترددة في اتخاذ قرار الرحيل او البقاء.
وفي هذه البلاد عاش المسيحيون منذ الاف من السنين، وليس ممكناً لمجرد ان مجموعة او جهة ارهابية خارجية تريد ذلك لحساب اجندة غير مشروعة.. فالدين لله والوطن للجميع
#هادي_جلو_مرعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟