عادل الخياط
الحوار المتمدن-العدد: 753 - 2004 / 2 / 23 - 04:17
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
في العالم العروبي إنقلبَ القول المأثور [ الألم ينبوع العبقرية ] إنقلبَ بقدرة الإله الطاعون - إله الطاعون الأسود - إلى : ( النفط ينبوع العبقرية العروبيه ) !!؟؟
المُخيلة العروبية - وعبر التاريخ - هي الأخصب بين مُخيلات شعوب العالم. ليس إدعاءا , بل حقيقة دامغة وبإعتراف الكثير من النقاد والأدباء العالميين ومنهم المستشرقون بالطبع في تقييمهم ل ( الف ليلة وليله ) بإعتبارها الرائدة في سُلم الميثولوجيا العالميه .... لكن تلك المُخيلة العظيمه قوضتها أو نضبت بفعل أحداث التاريخ الكارثية التي عصفت بذلك العالم .. فجاء بترول القرن الواحد والعشرين ليحقنها سخاما أسود , فإنبرت تتفتق عبقريتها نفايات ملوثه سوف يطل منها البطل القومي مرفوعا فوق هامة الله !!.. لكن الواقع ان هذا ليس موضوعنا , إنما المنحى الآخر للسخام - منحى التكلس العقلي - بخصوص الأهمية الأسطوريه للبترول العروبي بالنسبة للغرب والولايات المتحدة بالذات .. من ضمن ما يزعمون أنه كان سلاحا فعالا في المعركه , قصم ظهر إسرائيل في حرب 73 , يكذبون , دائما يقلبون الحقائق , فبالأساس كم كان الزمن الذي إستغرقته المعركة لكي يأخذ قطع النفط عن أميركا مفعوله ؟ أليس الأمر يحتاج على الأقل إلى بضعة شهور , وحتى لو إفترضنا إسبوعين , فلقد جاءت الوقائع على العكس تماما , ففي الأيام الأخيرة للحرب تم محاصرة الجيش المصري الثالث , وفي النهاية فرضت إسرائيل شروطها حرفيا في مفاوضات وقف إطلاق النار ... لكن أية سخرية - فما مدى دقة هذا الإعتقاد حينئذ ؟ - هل يظنون أن ذلك الإجراء كان سيشكل عبئا إقتصاديا على أميركا فيدفعها إلى قطع جسر الحرب الجوي عن إسرائيل مثلا ؟ .. وحتى لو إستمر شهورا بل سنين - ( هذا ما قاله ويقوله الشاذلي - رئيس أركان الجيش المصري - عن إستمرار المعركه لفترة طويلة مع وقف النفط العربي كان سيقود إلى نفاذ الوقود لدى أميركا ! : أيه إلي حيخلص يا سيادة المشير أم اللواء ؟ ) أليس عُقم فكري مثل هذا يبعث على الرثاء والسخريه و ... ؟
فكيف ينظر هؤلاء إلى أميركا ؟ أميركا التي تكونت قبل مئتي سنة , فتقدمت على أوربا بخمسمئة سنه !!!!!!!!!!!!! ولا تعليق أوفى من هذا .... لم نكن في نيسان حينها لتكون كذبة نيسان , غير أن الحقيقة أنهم لا يحتاجوا زمنا محددا للكذب , فهم يكذبون على طول - أو أن حياتهم وكياناتهم عبارة عن كذبة كبيره !!!؟؟ وعلى أي حال فبعد سنتين من تلك الحرب , وبالتحديد في كانون الأول سنة 1975 خاطبهم كيسنجر - في إجتماع دعى إليه جيسكار ديستان في باريس وضمَ دول الأوبك , والسوق الأوربية المشتركه, والأقطار الصناعية السبعه - خاطبهم , أو بمعنى أدق ذكَرهم بمستواهم قائلا : أن الغرب لديه إمكانيات هائلة لخلق بدائل للطاقة , وأنكم أنتم الذين سوف تخسرون وليس نحن , فيما لو تصرفتم بحُمق كما في 73 .
إنهم يهلوسون سخاما أسود : أميركا إجتازت الأغوار البعيدة مجندة كل طاقاتها للدفاع عن العربية السعودية لأجل النفط وليس من أجل عقال عبد الله إبن عبد العزيز - مفهوم -.. كذلك حررت الكويت لأجل ذلك وليس في سبيل ( مزوية ) سعد الصباح - الجميع مقتنع بذلك , وبعد - .. وأميركا عادت ثانية بعد إثني عشر عاما وإحتلت العراق لتستولي على نفط العراق وليس حبا في عيون عبد العزيز الحكيم النرجسيه - حسن , إستمر - .. كولن باول قام بجولة مكوكية في بعض الدول العروبية في سبيل النفط العروبي , : لكن وكالات الأنباء ذكرت غير ذلك , قالت انه بحثَ مشكلة الصحراء بين المغرب والبوليساريو , وأيضا الأزمة بين المغرب وأسبانيا حول مضيق جبل طارق . : ..: هاهاها , أنت ساذج في السياسة , وماذا يقولون لك , من أجل نفط الصومال , هل يوجد نفط في الصومال؟ .. نريد أن نفهم وماذا بعد ؟ .. ونائبه أرمتاج زار دول الهند الصينية والإسكندنافية وجزر الواق واق أيضا لأجل النفط العروبي , هذه كيف ؟ لا أعلم , هي تأتي هكذا !!!!! .. الرئيس الأميركي تقيأ - غص بجرعة نفط عروبي .. رئيس وكالة ناسا الفضائية نُقل عنه خبرا أن نيزكا- بحجم مخيلة المبدع العروبي - يقترب من الركن الشمالي للكرة الأرضية - ناحية كندا - .. : يكذب , - لأسباب نفطية - النيزك يقترب من العالم العرباني حتى يضرم الحرائق في النفط العروبي .. الله أرسله إلينا , الله يحسدنا على نعيمنا , أو يعطينا ثم يمن علينا !!!!! ... : هل إنتهيت ؟ .. : لا لم أنتهي ." .. : إبراهام لنكولن قبل مئة وخمسين سنة تنبأ بحرب إحتلال العراق في سبيل الديزل العراقي .. نظام العولمة ومباريات كأس العالم وفايروس الطيور والسارس والممثل ألن ديلون والمطربة مادونا وشكيره - لا , شكيره أصلها عرباوي - الجميع يتآمرون على النفط العرباني !!!.. مرة طل علينا احدهم ليقول ان المخابرات الأميركية تتآمر على مؤسسات تعليمية لتصيغ مناهج لغوية لتقولب عقولنا على طريقة تفكير معينه !! وهو لا يعني هنا الحملة الأميركية الصريحة الحالية لدفع الدول العربية والإسلامية لإجراء إصلاحات على بعض المناهج التعليميه التي تقود إلى التطرف , إنما الذي يعنيه تآمرْ من السي آي أيه وعملاء لهم من بعض أعضاء الجهاز التعليمي وفي فترات تاريخية سابقة , لا أذكر على وجه التحديد التاريخ الذي ذكره - في السبعينات أو الستينات من القرن الماضي حيث إنه يستشهد بكتاب ما .. لكن هذا النابغه لم يخبرنا كيف كانت محصلة هذا التآمر لقولبة العقول ؟.. بإله عليكم هل شهدتم عُتها مثل هذا من قبل ؟ .. باللهجه العراقيه ( : ولكمْ وين تلكون هاي السوالف الخاطر الله ؟ .. ولكمْ بَطلوا من هاي السوالف المابيه حظ , مو مَلينا , مو جزعنا . ).. جالسون لا شغل ولا عمل يبحثون ويُطقسون في الأرشيفات والمكتبات ليحصلوا على معلومة يبثونها هنا وهناك ليس لشيء إلا لأجل- خالف تعرف- , لا مقترح , لا فكرة , لا بطيخ , فقط يسبون بفلان ويتهمون علان : عميل لشارون ويتآمر على المريخ ويريد أن يسرق باب التبانه ... والشيء بالشيء يذكر بخصوص النفط العروبي وعلاقته بحركة الكون :
.. مرة جرى حديث في مجلس عبد الكريم قاسم عن الصحون الطائره .. فقال عبد الكريم أن هذا الأمر ليس غريبا , فأهلنا كثيرا ما تحدثوا لنا عن مثل هذه الصحون سابقا . .. ثم وجهَ سؤاله إلى عالم الفيزياء العراقي - عبد الجبار عبد الله - الذي كان حاضرا .. : أليس كذلك يا دكتور . : .. فروى له عبد الجبار عبد الله حكاية عن بعثة أثرية عالمية زارت أهرامات مصر .. في الطريق إلى الاهرامات وبمرافقة مدير الآثار المصري عثروا على قطعة من سلك معدني مرمية على الأرض , فتناولها مسؤول الآثار المصري وسأل البعثة : هل يعني هذا أن المصريين القدماء هم الذين إخترعوا الإتصال السلكي .: .. فأجابه مسؤول البعثة : أنهم إذا إخترعوا أو إستخدموا السلكي , فذلك يعني أنهم إستخدموا اللاسلكي كذلك . " ... وهذا ما يقوله العرب عن نفطهم الآن , وبعد أربعة آلاف سنه سوف يزعمون أن نفطهم هو الذي إكتشف الإتصالات الألكترونيه والمركبات الفضائيه - وهل سيعمرون مئتي سنة لكي ... أشك أنهم سوف ينقرضون بعد خمسين سنه - .. وفي لاحق الزمان سوف تتندر الشعوب على رؤية أولئك المنقرضين المسوَدي الوجوه بسخام نفطهم , مثل تندرنا الآن لرؤية الديناصورات المنقرضه !!!!!!
ألا يخجل هؤلاء من أنفسهم ؟ ... ماذا تملكون غير البترول .. لا تملكوا
شيئا ؟ .. لا يحترمكم العالم إلا لأجل طاعونكم هذا ؟ - أو بالأحرى لا يعرفكم وليس لا يحترمكم , لأنه أساسا لا يحترمكم , حتى بوجود نفطكم هذا - .. ويقولون , لا نملك شيئا غير هذا , نبيعه وننفق على حياتنا ... لماذا ؟ .. ألا تفكروا في صنع سياره , طياره , قطار , - مصيبه سوده - .. وماذا لو نفذ , ماذا ستفعلون ؟ويقولون لا نستطيع , وإذا نفذ سوف نهاجر إليكم .. والله العظيم نفس هذا القول - الآن تذكرت - تفوهت به إمرأة مصرية لصحفية كنديه, وبالذات العام الماضي أثناء معمعة الإعداد للحرب و توافد الصحفيون على منطقة الشرق الأوسط - قالت باللهجة المصريه : يا ستي ما عندناش أكلْ , مفيش حتى عيش .. حنموت من الكوع .. حنكيكم , أو حنروح لكم هناك علشان تأكلونه ... " ..... ألا تخجلون : جوع , وإرهاب , وتخلف , ودماء , وعمائم ولحى عفنه لوثت الأرض والسماء بفتاويها : تصادر هذا الكتاب , وتُكفر ذاك , وترجم هذه المرأة - غارقين في وحل الفجور والرذيلة والقبح حتى جدهم المليون , ويصدرون فتاويهم بالرجم .. أي رجم أيها القتله أي رجم!!!( بحق فروج المومسات ألا من رادع يردع هؤلاء السفله قبل أن ينفذوا جريمتهم ضد تلك المرأة اليمنية المسكينه - ليلى عايش - .. قلبي يحترق - ألا من طائرة أميركيه تلقي قنابلها عليهم لتحيلهم رمادا .....
ألا تخجلون؟ .. تتحدثون عن النفط , أليس كذلك ؟ .. أنظروا إلى عاركم الذي غطى على عار التاريخ برمته !! .. ( إسرائيل ) تقايض ثلاثة موتى إسرائيليين بأربعمئة من أحيائكم , وأنتم ترجمون الناس حتى الموت !!!!!! ... الأجنبي يسألك في بلاد الغربة : من أي بلد أنت ؟ فتقول له من السعوديه , فيندهش ويقول: آه , نفطكم كثير وفلوسكم كثيره ." .. ويسألك الآخر فتقول له من العراق , فيقول لك : آه , صدام حسين ." .. نفط ودكتاتوريه , دكتاتورية ونفط .. هذا الذي تفلحون فيه فقط.. مسكين هذا الأجنبي , لا يعلم أننا نشتري بهذه الفلوس قنابل لنفجر بها البشر , لكن يبدو ان القنابل لم تكفهم فلجأوا إلى الحجارة , أم انهم يتفننون بالقتل .... النفط , ما نوع هذا النفط ؟ .. هل تعلمون أن ثمانين في المئة من طاقات الكرة الأرضية قد أستنفذت , فما نسبة طاعونكم من العشرين في المئة المتبقية ياترى ؟ بماذا وبمن تعتبرون ياترى ؟ بالتحليل المنطقي , أم بعبر التاريخ ؟ .. المؤرخ البريطاني - جورج ويلز - يقول إن اليابان سنة 1905 كانت تعيش في القرون الوسطى , فإذا بها في الربع الأول من القرن العشرين تقفز قفزة علمية وحضاريه لا يمكن تخيلها .. ثم دمرتها الحرب الثانية فعادت لتصل ذروة التقدم الصناعي .. فكيف بلغت اليابان إلى هذا المستوى يا عربان البترول ؟ بالبترول والرجم بالحجارة والإرهاب والدم والزعامات الكارتونيه, أم بالتسامح ونبذ الروح العسكرية والمثابرة والإنفتاح على العالم .. ألا تخجلون .. ألا من ذرة.. نصف ذرة .. ربع ؟.. لكن من أين يأتي أو تأتي , هل ينزل عليكم وحي من السماء .. لكن ما جدوى الوحي مادام إلهكم جرذ العوجه , ونبيكم إبن لادن الدموي الوسخ .
#عادل_الخياط (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟