نجاح العلي
الحوار المتمدن-العدد: 2442 - 2008 / 10 / 22 - 08:32
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
ضعف الاداء الاداري في المؤسسات الحكومية من اسبابه الرئيسية هو عدم وجود متابعة من قبل المسؤولين للاوامر الادارية والتعليمات التي يصدرونها الى الحلقات الدنيا في المؤسسات التي يديرونها، هذه المتابعة ضرورية جدا من اجل معرفة مدى فاعلية هذه الاوامر والتعليمات على ارض الواقع وامكانية التعديل والتغيير للوصول الى الاهداف المرجوة من اصدارها.
نسوق هذه المقدمة لانه حصلت حالات وما زالت تحصل في جامعاتنا وبعض هذه الحالات يكاد لايصدق وكاننا نعيش في العصور المظلمة او في احد وديان جبال تورا بورا .. جوهر هذه الحالات ببساطة شديدة هو منع افراد حماية المنشآت او ما يسمون بالـFPS من دخول الطالبات الى جامعاتهم وبشكل مزاجي وباسلوب بعيد عن الخلق الرفيع والاداب العامة متسلحين ومتذرعين بالامر الاداري المرقم 6088 والصادر بتاريخ 26/3/2008 والمذيل بتوقيع رئيس جامعة بغداد السيد موسى جواد الموسوي والذي جاء فيه (... 1/عدم السماح للطالبات بارتداء اللبس غير المحتشم والفاضح واحترام حشمة الحرم الجامعي...).
بداية ليس لدي اي اعتراض على ما ورد في هذا الامر الاداري لكن تحفظي يكمن في الجهة التي يجب ان تنفذ هذا الامر والتي لم يحددها الامر الاداري والتي من المفترض ان تكون الهيئات التدريسية في الجامعات ممثلة بالعميد ونائب العميد ورؤساء الاقسام او من يخولونهم من اعضاء الهيئات التدريسية لمتابعة تنفيذ هذا الامر، لا ان يترك تطبيقه لمزاج افراد حماية المنشات والتفسير الكيفي لهذه التعليمات وقد شهدت العديد من الحالات شخصيا بمنع دخول الطالبات رغم انهن يرتدين ملابس عادية ومحتشمة وقد وخاصة في مجمع الطلاب في باب المعظم بل ان بعض الطالبات لم يسمح لهن بالدخول الى الجامعة لمجرد انهن يرتدين البنطال او يبالغن بوضع المكياج ــ حسب ما يدعون ــ فاي تدخل سافر هذا بالحرية الشخصية وهل نشهد عودة المحاكم الاسلامية او ما يسمى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر.. الم يوضع في الحسبان ان العراق يتكون من اعراق واديان وقوميات مختلفة وتختلف الازياء والملابس باختلاف الخلفية الدينية والمذهبية؟ فهل يصح ان نجبر الطالبات المسيحيات بارتداء الحجاب بدعوة المحافظة على الاحتشام؟ اليس هذا بعينه مصادرة للحريات الشخصية وتعاليم السماء اولا والدستور العراقي ثانيا.
وحبذا لو قام السيد رئيس الجامعة بجولة ميدانية في كليات جامعة بغداد ليسأل الطالبات بنفسه ليستشف الحقيقة المرة التي اسيء بها الى بناتنا واخواتنا الطالبات بدعوة احترام حشمة الحرم الجامعي.. فاية حرمة هذه امام دموع الطالبات التي انهالت نتيجة جرح مشاعرهن بعدم السماح لهن بالجلوس على مقاعد الدراسة لينهلوا منها العلم والادب والثقافة.
*اعلامي واكاديمي
#نجاح_العلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟