|
العلمانية أولا والديمقراطية ثانيا
أحمد ناشر الصغير
الحوار المتمدن-العدد: 2442 - 2008 / 10 / 22 - 08:12
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ما أريد أن أركز عليه وأضع تحته خطا عريضا باللون الأحمر في هذه المقالة هو ضرورة التمييز عندمانتحدث عن الحرية في مجتمعاتنا بين مستويين من موضوعة الحرية والتعامل مع كل منهما بعقلية واعية لا انفعالية تهدف الى التركيز على الأولويات في مسيرة التغيير التي ننشدها لأجيالنا اللاحقة : المستوى الأول : حرية العقائد والأفكار: وهذا المستوى المهم والخطير من موضوعة الحرية هو ما يعول عليه من أجل احداث التغيير الحقيقي في مجتمعاتنا واخراجها من قمقم العبودية الذي تقبع داخله مقيدة منذ أجيال , والمقصود بحرية المعتقدات والأفكار هو فتح مجال التسامح في اعطاء الحرية للناس أن تعتقد ماتريد أو أن تغير معتقدها أو تعدله , والحرية في أن يكون الأنسان مؤمنا اوملحدا دون أن يترتب على ذلك الأنتقاص من حقوقه أو تهديد حياته ... هذا الأمر لا يتم التسامح به على الأطلاق من قبل المجتمع ذاته المحكوم و الموجهة ردود أفعاله من قبل رجال الدين وكهنة المؤسسات الدينية .. ففي تاريخ الغرب الحديث بدأت رياح التغيير تهب من قبل علماء وفلاسفة عصر التنوير بتوجيه نقدهم لرجال الكنيسة وليس لأنظمة الحكم السياسية القائمة حينها والتي كانت تستمد شرعيتها بالاساس من نفوذ الكنيسة ورجال الدين, وبعد مجازر رهيبة تعرض لها العلماء والمفكرون من قبل محاكم التفتيش التي أنشأتها الكنيسة والتي كانت تلقي تهم الكفر والزندقة عليهم وتنصب المشانق وتشعل المحارق من أجل ابادتهم .. وبعد أن انهارت سلطة الكنيسةالدنيوية , شعر الحكام والساسة بأن مصدر شرعيتهم الذي كان يوفره لهم الدين قد انتهى وأن عليهم البحث عن شرعية جديدة يستندون عليها في حكم الناس وهكذا كان العقد الأجتماعي الجديد الذي صاغه الفيلسوف الفرنسى "جان جاك روسو" وانطلاقا من هذا العقد ظهرت الدساتير والقوانين ونشأت الأعراف الديموقراطية والأنسانية التي أدت في الأخير الى تنظيم حياة الناس في الدنيا بواسطة الناس أنفسهم وليس عبر وكلاْ عن الأله وتم الأبقاء على سلطات دينية طقوسية للكنيسة داخل أسوار ألأديرة و الكنائس .. عندما قامت الكنيسة بمحاكمة عالم الفلك " جاليليو" الذي كان يقول ان الشمس ثابتة وأن الأرض هي التي تدور حول محورها مرة كل يوم وتدور حول الشمس مرة بالعام وهو عكس ما كانت تعتقده الكنيسة وتعلمه لأتباعها طلب رجال الكنيسة من " جاليليو" أن يغير أقواله ويتوب عنهافأصر " جاليليو " على أقواله وقال قولته المشهوره " ولكنها ستظل " تدور " يقصد الأرض فجز رأسه عقابا له .. ومات جاليليو ولكن الأرض ظلت تدور ولم ولن تغير الكنيسة ولا غيرها من حقائق الأشياء .. وهكذا يخلد " جاليليو" اليوم في أوروبا ياطلاق اسمه على المشروع الأوروبي الخاص بالخرائط الفضائية وتحديد المواقع الأرضية والشبيه بنظام الجي بي ار اس الأمريكي بينما لا يتذكر الناس أسماء قتلته ...للأسف الشديد في منطقتنا لم يسعفنا الحظ برجال مفكرين لهم شجاعة " جاليليو"" ..ففي التاريخ الحديث كتب " طه حسين" كتابه " في الشعر الجاهلي " مستخدما مذهب الفيلسوف الفرنسي " ديكارت " القائم على أساس" الشك هو طريق اليقين " وهو صاحب المقولة المشهورة "أنا أفكر اذن أنا موجود " , طه حسين شكك بكتابه المذكور في حقيقة وجود شئ اسمه " الشعر الجاهلي " وخلص الى أن مايسمى الشعر الجاهلي في تاريخ الأدب العربي هو في حقيقته شعر منحول قيل أيام الدولة الأموية أيام اشتداد النعرات القبلية في الدولة الأموية ونسب الى شعراء هذه القبائل أيام الجاهلية لتسجيل مآثر ومفاخر قبلية تاريخية تزعمها هذه القبائل لنفسها – تماما مثل ما يحصل أيامنا هذه في الخليج من اقامة مهرجانات الشعر ومزايين الأبل – لأحياء النعرات القبلية فما أشبه اليوم بالبارحة .. طه حسين هذا قامت عليه قيامة الأزهر حينها وهوجم من قبل الجميع لأن تشكيكه بالشعر الجاهلي يقود الى التشكيك باعجاز القرآن وكاد يفصل من عمله لولا أنه تراجع عن طرحه وغير كتابه تماما في الطبعة الثانية حتى أصبح مختلفا تماما عن الطبعة الأولى .. لقد خاف الدكتور طه وهو يتحسس طربوشه الذي يحمي رأسه عندما تذكر ما حصل قبله للشيخ علي عبد الرازق صاحب كتاب " الأسلام وأصول الحكم " وأدرك الدكتور طه أن منهج " أنا أفكر اذن أنا موجود" يتحول في بلاد المسلمين الى " أنا أفكر اذن أنا مفقود"... وبعد تراجع طه حسين ظهر بفترة كتاب رائع لخالد محمد خالد صاحب سلسلة " رجال حول الرسول " ظهر لخالد محمد خالد كتاب اسمه " من هنا نبدأ " في هذاالكتاب أكد خالد ماسبق أن ذهب اليه الشيخ " علي عبد الرازق " من ضرورة فصل الدين عن الدولة وأن النظام السياسي أو نظام الحكم لا يجب أن يكون له علاقة البته بالدين .. تم الهجوم على هذا الكتاب من قبل مشائخ الأزهر وبالذات الشيخ " محمد الغزالي " الذي رد عليه في كتاب كان اسمه " من هنا نعلم " فخاف الشيخ خالد وأعلن عن توبته وتراجعه عن الأراء التي وردت في هذاالكتاب .. أنا قرأت هذا الكتاب وأجزم أنه لو نشر هذه الأيام لأثار ضجة كبيرة وسنشعر لو قرأناه اليوم بالحاجة الماسة لتطبيق ماورد فيه من أفكار .. وليس ببعيد عنا ماحصل لعلماء أزهريين مثل " فرج فودة "- الذي فقد حياته بفتوى من أحد مشائخ الأزهر - و " نصر أبوزيد" .. و"أحمد صبحي منصور" وغيرهم كثير فقط لأنهم اختلفوا مع ما تم الأجماع عليه وليس لأنهم أعترضوا على المنظومة الفكرية الدينية بأكملها ...في رأيي المتواضع لا بد أن يبدأ الكفاح من هذا المستوى .. توقف المسلمون عن النقد والتجديد وجمدوا عند لحظة تاريخية قديمة من الزمن اما خوفا من الموت والأقصاء واما طمعا بفتات الدنيا , فظهر لنا أناس من غير ملتنا ليرسموا رسولنا الكريم بشكل ارهابي يحمل قنابل في رأسه فثارت ثائرة المسلمين من شرق المعمورة الى غربها بقيادة وتوجيه علمائها ..أما من يقومون بالتفجيرات الأرهابية والذين أوحوا للرسام الدانماركي بفكرة الرسم فلا يحركون حتى مسيرة من عشرة أفراد في ديار المسلمين , نسمع ادانات ونشعر بتأييد خفي لهكذا أعمال من غالبية جماهير وعلماء المسلمين .. وعندما نتحجج على الدانمرك بأن احترام العقائد واجب كل البشر تظهر علينا مفكرة أمريكية من أصل سوري هي الدكتورة وفاء سلطان على "قناة الجزيرة " لتقول لنا : أنتم المسلمون عليكم أن تحترموا عقائد الآخرين قبل أن تطلبوا من الآخرين احترام عقائدكم ... انظروا ماذا يقول قرآنكم عن اليهود والنصارى من لعن وشتم " فتقوم الدنيا ولا تقعد وتعتذر قناة الراى والرأى الآخر وتوجه انذارا للمذيع فيصل القاسم وتمتنع عن بث الأعادة ولا نرى أحدا من علمائنا يخرج ليرد على ما قالته الدكتورة وفاء ردا يفحمها ويقنعنا بأن ما قالته كان خطأ ...لم يرد أحدا عليها لأننا نعلم أن ما قالته صحيح وأن عقائد التوحيد وليس الأسلام وحده ما ميزها عبر التاريخ هو عدم قبولها لعقائد الشرك بينما عقائد الشرك تقبل عقائد التوحيد أن تعيش معها كذلك كانت المسيحية حتى تحول أهلها الى العلمانية وكذلك كانت اليهودية حتى تحول أهلها الى العلمانية وظل المسلمون متمسكون بعقيدتهم رافضين للعلمانية لذلك كان من الطبيعي أن نرى عدم التسامح عندهم وهذا القدر من العنف ضد المشركين في تعاملهم مع الآخر الكافر." ونحن نعلم ايضا باعتراف قرآننا أن سيدنا "ابراهيم" عليه السلام بدأ دعوته بتسفيه ديانة قومه وتحطيم آلهتهم لأن ديانتهم كانت تقوم على الشرك وتعدد الآلهة وديانتة ابراهيم التي يدعوا لها هي ديانة التوحيد التي لا تقبل الشرك مع الله ونبينا محمدا بدأ دعوته هو الآخر بتسفيه آلهة قريش وهو ما جعل قريش تقاوم دعوته وليس لأنه دعا لاله آخر فقد كانت قريش تقبل تعدد الآلهة ولا يضيرها أن يدعو محمد أو غيره لأله جديد وتذكر لنا الروايات أن نبينا محمد عندما كان ذات يوم يصلي قرأ سورة "النجم" فذكر آلهة قريش اللات والعزى ومناة الثالثة فقد سجد كفار قريش الذين كانوا ينصتون اليه خارج المسجد وقالوا لقد ذكر محمد آلهتنا بخير . وقام محمد بتحطيم أصنام قريش داخل الكعبة عند دخوله مكة وهو نفس ما قامت به طالبان عند تفجير تمثال بوذا فيما نعده اليوم نحن اهانة للمعتقدات.. ماحصل في التاريخ من صراع بين أهل التوحيد والشرك كان ضروريا في زمانه من أجل صهر البشر في كيانات أكبر من القبيلة والعشيرة وهو ما أوصلنا الى ما نحن عليه اليوم في هذا العصر ولكن هذا الصراع لم يعد مجديا اليوم في عالم لمتحضر لم يعد يقبل بدول تحكم ناسها بالقوة ولا تشركهم في حكم أنفسهم. لقد ظهرت العلمانية الحديثة التي تقبل تعدد الديانات بما فيها ديانات التوحيد أن تعيش جميعها بسلام داخل مجتمع يحترمها ويحميها وبنفس الوقت يتعامل مع معتنقيها على أساس أنهم مواطنون متساوون بالحقوق والواجبات . ويعلم الجميع اليوم أن المسلم الذي يعيش في أمريكا مثلا يستطيع بكل سهولة أن يذهب الى المسجد ليصلي فيه بخشوع وبأمن وثقة بأنه سيعود بعد الصلاة الى أهله سالما وذلك عكس المسلم الذي يذهب الى الجامع في بلاد المسلمين الذي يقضي وقت العبادة بالتحفز والترقب لأنفجار يهز الجامع ويقتل من بداخله , ذلك هو ما يحصل في جوامع العراق وفي جوامع باكستان وفي اليمن مع فارق أن من يقوم بذلك في اليمن هم أفراد مختلين عقليا ..النظام العلماني هو من سيوفر لي الجو والطمأنينة كي أتعبد الله بالأسلام الذي هو ديني وسيحمي هذا النظام جميع أتباع الديانات وحتى الملحدين الذين لا يؤمنون بدين ويعاملهم دون تمييز أو تفضيل . ما نراه اليوم في عالمنا الأسلامي من تماهي للاله الأوحد في شخصيات بشرية تسيطر على رؤيتنا السياسية يجعلنا نشك في أن يكون الأنسان العاقل قابل بفطرته لعدم الشرك الى درجة نرى فيها اخواننا الباكستانيون ينتخبون "بنازير" المرأة بديلا عن أبيها المقتول رغم ما نعلمه عنهم من احتقارهم واهاناتهم للنساء ثم ينتخبون زوجها الفاسد خلفا لها بعد مقتلها .. انه التماهي مع الأله الواحد الحي الذي لايموت مع الزعيم الأوحد ذوالفقار علي بوتو .. تماما كما هو التماهي مع كل الزعماء والقادة في ديار المسلمين .. نجحت الديمقراطية في اليونان ما قبل الاسلام عندما كانت عقيدتهم تقوم على مبدأ تعدد الآلهة وانتهت على يد الرومان عندما اعتنق الأمبراطور "اوجستين" ديانة التوحيد "المسيحية" ثم عادت الديمقراطية للغرب عندما نبذوا المسيحية وآمنوا بالعلمانية و بالتعددية , واسرائيل الحديثة قامت على مبادئ العلمانية من أجل أن تستمر كما قالها بن جوريون وهو محق في ذلك وهاهم أهلنا المسلمين يهربون من جحيمنا الى اسرائيل وهاهو الحديث عن معاداة اسرائيل يصبح مملا ولا يصدقه أحد ويتحدث السني عن معاداة الشيعي له ويتحدث الشيعي عن معاداة السني وكلنا نموت ونشرد من أراضينا على أيدي أهالينا من غير ملتنا , وفي الهند الهندوسية حيث يؤمن الناس بأكثر من اله نجحت الديمقراطية التعددية أما في الهند المسلمة "الباكستان" و"البنجلاديش" حيث عقيدة الناس التوحيد فلا يؤمنوا بالشرك مع الله ولا الاشراك مع الحاكم ظاهريا وسياسيا أما في سلوكهم الشخصي فحدث ولا حرج . والمثير لدهشتي واستغرابي هو تبني الأحزاب الأسلامية للديموقراطية مع علمهم بأنها نوع من الشرك والأشراك بحسب القرآن الكريم والسنة الصحيحة , أليس غايتهم هو الوصول الى الحكم بحكم جماهيريتهم التي كونوها عبر التاريخ بنشر فكرهم الوحيد بين الجماهير و بالغاء وتغييب فكر منافسيهم وارهابهم بالقتل او التكفيروليس كما يزعمون أنهم أهل التوحيد والأخلاص .قلت ماسبق تمهيدا للانتقال الى الحديث عن المستوى الثاني واستغفر الله العظيم لي ولكم ان كان ما قلته وقراتموه آنفا قد أغضبه انه هو الغفور الرحيم . اذن نحن بكفاحنا عند هذا المستوى من الحرية أقولها وبكل أمانة ""صفركبير""
المستوى الثاني : الحرية السياسية والصحفية والأجتماعية: هذا المستوى أعترف بأننا نتقدم فيه وهو ما يتعلق بالديمقراطية والشفافية والتعددية السياسية والحريات العامة –ماعدا الأديان والأفكار- والفضل الكبير هو في دعم منظمات المجتمع المدني الغربية والتي لا يعنيها كثيرا المستوى الأول لما فيه من حساسية حضارية هي تراها شأن داخلي نتحسس كثيرا عند ملامسته قدر ما يعنيها المستوى الثاني . ولكن مهما تقدمنا في هذا المستوى فلن يغير من الأمر شئ فهو شبيه بحبة البنادول المسكنة التي تخفي الداء ولا تشفيه فكما رأينا في السودان عقب فترة حكم سوار الذهب وفي موريتانيا اليوم من تحول ديمقراطي سياسي انتهى بنكسة وخيبة أمل كبيرين بالنسبة للمراهنين على التغيير عند هذاالمستوى . هناك أيضا صحفيون داخل زنازين الأنظمة من المحيط الهادر الى الخليج الكاسر كلهم كتبوا بجرأة عن الفساد الذي ينخر هياكل هذه الأنظمة ومنهم من نشر وثائق تدين هذه الأنظمة وتطعن في نزاهتها ومنهم من هاجم الأسر الحاكمة متهما اياها بنهب ثروات الأرض التي يعتقد هو أنها ملك الشعب ولكن السلطات تجزم بأن هذه الثروات هي ملكها وأن الشعب ذاته هو قطيع من ألأغنام تمتلكه هي وأن اسم هذه الأنظمة شرعا هو الراعي والشعب هو الرعية والراعي هو من يمتلك الأغنام وليس العكس .. وأنه ليس لأحد الحق في أن يسأل الراعي لماذا وكيف يتصرف بممتلكاته ...وهناك في مصر المحروسة يقبع داخل سجونها المعارض " أيمن نور " الذي تجرأ ورشح نفسه لمنصب الرئاسة منافسا الأله الفرعون ولا أحد يفكر فيه او يبالي كيف قضى أيام رمضان وعيد الفطر لا اخوان ولا مسلمون لأنه ليس من فريقهم ..وفي اليمن هناك "الخيواني" و "فهد القرني" فترى حزب الأصلاح يجيش القوافل من مختلف المحافظات لزيارة القرني في "تعز" لأنه عضو في حزبهم ولا يحرك ساكنا بالنسبة للخيواني وكأنه من بلد آخر غير البلد التي ينتمي لها ويسعى لحكمها- بانتخابات ديمقراطية شركية فكلمة "ديموقراطية" هي مصطلح يوناني يعني "حكم الشعب" وشعار الحزب هو " الحكم لله" فمن يفسر لي هذا التناقض الخطير في أيديولوجية هذا الحزب - فيأخذك العجب من هكذا معارضة تتغنى بالديمقراطية وتتباكى عليها ثم تفرق بين مواطنيها هذا معي وهذا مع غيري فما الفرق بينهم وبين حكم القبيلة الذي نرزح تحته ؟ وكل هؤلا المساكين لا أحد من مواطني دولهم يعنيه أمرهم, وحدها منظمات حقوق الأنسان والمجتمعات المدنية في الغرب الديمقراطي " الكافر " هي التي تسأل عنهم وتتابع قضاياهم وهذه المنظمات الكافرة يحرم علينا علماءنا التعامل معها بحجة ان التعاون معها من قبيل اعانة "الكفار" على الحكام المسلمين .. هؤلاء الصحفيون يحكم عليهم القضاء الأسلامي النزيه القائم على القرآن والسنة في البلاد المسلمة بالسجن لسنوات ثم يقبعون في سجونهم بانتظار عفو الحاكم عنهم برمضان اذا كان سيعفوا والا فلا أمل لهم بالفرج ولا بواكي لهم الأ أهاليهم ...هناك أيضا كتاب وصحفيون يكتبون عن حرية المرأة وحقوقها السياسية المهضومة وعن الأضطهاد الذي تتعرض له بما فيهم أيضا نساء صحفيات ومفكرات ..ولكنهم يتجنبون الحديث عن اهانات النساء بالزواج المتعدد والأنتقاص من حقوقهن في الميراث والشهادة .. من سخرية القدر أن تكون الأحزاب الدينية والتي هي من يجب أن نواجه في المستوى الأول نظرا لأنها هي من يمثل العائق الكبير أمامنا وبنفس الوقت فان هذه الاحزاب هي من رعى هذه الأنظمة وفرخها وهي الآن تدعي أن بيدها الحلول لمشاكل الأمة ولديها الترياق من علل التخلف التي تنهك جسد هذه الأمة .. ان الأنتقال من حكم الأنظمة السياسية القائمة الى حكم أهل الملة هو انتكاسة كبرى شبيهة بتلك الأنتكاسة التي حدثت في ايران عندما انتقلت ايران من حكم الدكتاتور الى حكم الولي الفقيه.. الأحزاب الدينية عندنا لا تمارس سياسة ولكنها تمارس ابتزاز للأنظمة السياسية من أجل الحصول على مكاسب دنيوية وهي قبل غيرها تدرك أن نهايتها ستبدأ عندما تستفرد بالحكم ولذلك هي حريصة على ابقاء دورها في اضفاء الشرعية على الأنظمة الدكتاتورية وحسب .. أما أن تكون المعارضة للانظمة السياسية في منطقتنا يقوم بها الأحزاب الدينية فتخيل ياعزيزي لو أن في أوروبا عصر النهضة حصل أن انقلبت الكنيسة على النظام السياسي هل كانت ستتغير أوروبا لتصبح ما عليه اليوم أم أنها كانت ستغرق أكثر في دياجير الظلام .. ان استبدال الأنظمة السياسية المتعفنة والدكتاتورية بأنظمة دينية سيعني لنا كارثة كبرى واعصار مدمر .. عندما أطيح بصدام برزت العمائم البيضاء والسوداء لتتولى السيطرة وتمارس الطغيان على الناس بما جعل الناس تترحم على أيام الدكتاتور .. علينا أن نناضل من أجل خلق معارضة ليبرالية علمانية تسعى لأقامة الدولة الحديثة التي لن تتمكن أي من القوى الموجودة اليوم على الساحة من اقامتها . أنا أرى أن النضال على هذا المستوى هو مضيعة للوقت وهروب من المواجهة الحقيقية التي ستؤمن لنا التغيير الحقيقي في حياتنا . النضال على هذا المستوى لم يستطع تأمين حق المرأة بقيادة سيارتها في دولة اسلامية كبرى . أنا أرى أيضا أن ترك النضال على المستوى الأول من محوري الحرية المذكورين آنفا يعبر عن الجبن والخوف من مواجهة الغول الحقيقي الذي يختبئ لنا تحته والذي هو العدو الحقيقي الذي يجب أن ننتصر عليه قبل أن نتوجه الى المحور الثاني من الجبهة والذي سقوطه مرهون اساسا بسقوط الغول المختبئ تحت المستوى الأول ..
#أحمد_ناشر_الصغير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بين حانا ومانا ضاعت لحانا
-
علماء اليمن أم جهلاء اليمن
-
ازهار واذكار
-
رسائل قصيرة للشعوب العربية
-
جامعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر العربية
-
الطوفان القادم والتغيير النائم
-
الطب النبوي في علاج السيدا بالسائل المنوي
-
رسالة الى جورج بوش
-
خارطة طريق جديدة
-
كتاب الأثير في سيرة الحميرلأبن كثير حققه ولخصه لكم أحمد الصغ
...
-
قصة نفط وادي المسيلة
المزيد.....
-
المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح
...
-
أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202
...
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|