أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - بشير زعبيه - أنظر حولك وتفاءل !














المزيد.....

أنظر حولك وتفاءل !


بشير زعبيه

الحوار المتمدن-العدد: 2441 - 2008 / 10 / 21 - 03:10
المحور: حقوق الانسان
    


قبل حوالي مائة عام وتحديدا عـام1907 م تم التوقيع على ما بات يعرف باتفاقية أو معاهدة لاهاي التي تتعلق بقوانين وأعراف الحرب بما فيها حل النزاعات سلميا وحماية الحقوق الفردية أثناء الحرب والاحتلال وتحديد مسؤولية وواجبات الدولة المحتلة ازاء الدولة الواقعة تحت الاحتلال وقد رأى كثيرون من محبي السلام حينها في تلك الخطوة سببا جديدا يبرر الاحتفاء والتفاؤل على طريق الجهد الانساني المستمر من أجل التخفيف من مآسي وأهوال الحرب والحلم بتخليص العالم منها نهائيا .. ولم يدر هؤلاء أنهم سيقفون بعد بضع سنوات فقط شاهدين على احدى أكبر الخيبات التي أصابت البشرية جمعاء باندلاع حربين عالميتين طالت رحاها اليابسة والماء والسماء وخلفت وراءها جثامين أكثر من ستين مليون انسان .. لم يتوقف العالم بمجالسه ومنظماته الدولية ومبادرات أفراده الانسانية عن التوقيع على المعاهدات وابرام الاتفاقيات وسن القوانين واقرار الأعراف من أجل تحقيق واقع تتوفر فيه أسباب الحماية للانسان وللأرض وللبيئة والتأسيس لمستقبل أفضل لامكان فيه للحروب والدمار والقتل الجماعي .. ولم تتوقف بالمقابل عبقرية هذا الانسان نفسه عن ابتكار مزيد من مسببات وأدوات اقتتال البشر والفتك بالأرض وصنع الخراب ..أسلحة نووية وبيولوجية .. جراثيم وفيروسات ومبيدات.. حروب دولية وأهلية ومجازر عرقية وطائفية .. مهجرون ومشردون ولاجئون وموبوؤون .. تقول احصائيات أن مجموع القتلى في القرن العشرين بلغ 167مليون إنسان لقواحتوفهم نتيجة معارك حربية و دينية وأيديولوجية .. أحلام كبيرة تتربص بها خيبات أكبر في عالم لا يعرف أحد الى متى سيظل مختل التوازن مفتوحا على احتمالات الانفلات والهلاك.. هذه هي عناصر الصورة التي تشكل وقائع مايجري أمامنا اليوم في العالم .. واذ يستحضر أحدنا على سبيل المثال ما يحدث في منطقتنا - العراق نموذجا - فانه سيتساءل بمرارة وسخرية معا: أين اتفاقيات لاهاي تلك وما خرج من رحمها وما انبنى عليها من اتفاقيات وأعراف لاحقة ازاء ما يرتكب في هذا البلد من أهوال أمام نظر الاحتلال وتحت مسؤوليته التي حددتها تلك الاتفاقيات .. أكثر من 650 ألف عراقي قتلوا منذ غزو الولايات المتحدة واحتلالها للعراق في مارس 2003 وفقا لاحصائيات محايدة من بينها تلك التي تضمنتها دراسة نشرتها مجلة "لانسيت" الطبية البريطانية وبحسبة بسيطة اتضح أن هذا يعني أن 2,5 % من سكان العراق قتلوا خلال ثلاث سنوات بينما تشير احصائيات أخرى الى أن العدد يتجاوز هذا الرقم ليصل المليون ما يعني زيادة النسبة الى 3% وليس من معطيات أو شواهد تحول دون تصاعد هذا الرقم وبالتالي هذه النسبة واذا كان الوضع العالمي الجديد والتشوه الخطيرالذي آلت اليه العلاقات الدولية منذ 11.9.2001 يجعلنا (نتفهم) هذا(التفهم) الدولي بما فيه من لا مبالاة ازاء المدحلة التي تطحن العراقيين فانه يصعب فهم هذا التبلد في المشاعر لدى العرب بمستوياته الرسمية والشعبية وكأن الاحصائية تتحدث عن كائنات رصدها مسبار فضائي على سطح المريخ وليس عن شعب شقيق يعيش في بلد شقيق لايزال حتى الآن عضوا بجامعة الدول العربية .. أكثر من نصف مليون عراقي يبادون في مشاهد قتل معلنة وأحيانا متلفزة وبأسباب ولأسباب واضحة وضوح وجوه القتلة والمسؤلين عن القتل ولا شيء سوى البلادة نفسها .. بينما تقام قيامة العالم بما فيه بعض العرب لاختطاف اسرائيلي مثلا ليس مدنيا بل جنديا وفي عملية عسكرية قامت بها حركة مقاومة ضد قوات احتلال ويصبح هذا الجندي قضية تحتل مقدمة جدول أعمال كبرى الدول العربية والشغل الشاغل لرئيسها شخصيا .. أ دم العربي ماء ودماء الآخرين زرقاء أم أن هناك خلل ما ؟! ومع ذلك ستجد من يتهمك بالتشاؤم والانتقائية ويلقي عليك ذلك السؤال التقليدي لماذا تنظر الى النصف الفارغ من الكأس .. تفاءل .. ان في العالم ما يدعو الى التفاؤل ؟
وأسأل نفسي وأنا أنظر حولي : فعلا لماذا لا أتفاءل؟!!



#بشير_زعبيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبعد من اختلاف .. أقرب الى فتنة
- 2700 ليتر من المياه لصناعة قميص واحد !! ..حروب تخفي الحروب
- دائرة
- من ضرب العراق بايران الى ضرب العراق بالعراق..
- الصديق الذي قتلته -النشرة-
- قصة قصيرة :الأجندة
- قصة قصيرة


المزيد.....




- الخارجية الفلسطينية: تسييس المساعدات الإنسانية يعمق المجاعة ...
- الأمم المتحدة تندد باستخدام أوكرانيا الألغام المضادة للأفراد ...
- الأمم المتحدة توثق -تقارير مروعة- عن الانتهاكات بولاية الجزي ...
- الأونروا: 80 بالمئة من غزة مناطق عالية الخطورة
- هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست ...
- صربيا: اعتقال 11 شخصاً بعد انهيار سقف محطة للقطار خلف 15 قتي ...
- الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
- -الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - بشير زعبيه - أنظر حولك وتفاءل !