أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مها النحاس - تجارة الرقيق الأبيض في القرن الحادي والعشرين‏!‏















المزيد.....

تجارة الرقيق الأبيض في القرن الحادي والعشرين‏!‏


مها النحاس

الحوار المتمدن-العدد: 146 - 2002 / 5 / 30 - 15:33
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


الأهرام

42176 ‏السنة 126-العدد 2002 مايو 28

‏16 من ربيع الأول 1423هــ

الثلاثاء
 
 
هل يعقل ان نكون في بداية القرن الحادي والعشرين ومازلنا نقرأ عن وجود تجارة رقيق ابيض للنساء والاطفال في بعض الدول‏,‏ لاستخدامهم في العمل بالسخرة أو في اغراض منافية للأخلاق‏.‏ إنها احدي فضائح الاقتصاد العالمي الخفية‏,‏ والتي كشفت عنها احدي المجلات الأمريكية‏,‏ ومن عجب ان نجد ذلك في دول نامية ودول متقدمة‏,‏ كما نجده في دول ينتهك فيها حقوق الانسان وفي دول تنادي بالدفاع عن حقوق الانسان واحترام آدميته‏.‏
هذا وقد كشفت احصائيات لوكالة المخابرات الأمريكية عن ان عدد النساء والاطفال الذين يتم المتاجرة بهم تعدي‏700.000‏ سنويا يذهب‏50.000‏ منهم الي امريكا وحدها‏.‏ ويأتي معظم هؤلاء الضحايا من الدول الشيوعية التي ظهرت بعد سقوط الاتحاد السوفيتي وتفككه الي مجموعة دول‏,‏ وانتشرت فيها البطالة والفقر مما دفع الكثيرين الي السعي وراء اوهام العمل في اي مكان في العالم بحثا عن مصدر للرزق ثم يفاجأوا بالكارثة الكبري التي تنتظرهم وهي انهم وقعوا فريسة لعصابات تهريب الرقيق‏,‏ تقوم بتسخيرهم للقيام بأعمال حقيرة او في اعمال منافية للأخلاق‏.‏ ويعتقد معظم الناس ان مصطلح تجارة الرقيق الابيض قد اختفي من قاموس السياسة من زمن بعيد‏,‏ لكن الواقع غير ذلك مع الاسف‏,‏ ففي اماكن كثيرة من العالم يعاني سكانها من الفقر الشديد وانعدام سبل الحياة‏,‏ مما يجعلمهم فريسة سهلة لعصابات تهريب الرقيق الابيض التي تستغل ظروف حياتهم الصعبة لتحصد من ورائهم المكاسب الكثيرة‏.‏

وقد جاء في تقرير حديث للأمم المتحدة ان تجارة الانسان اصبحت صناعة تجلب سبعة بلايين دولار وهي بذلك تأتي بعد تجارة المخدرات والسلاح‏,‏ وان كانت المخدرات تباع مرة‏,‏ وتنتهي باستخدامها‏,‏ اما الانسان فإنه يمكن أن يباع اكثر من مرة فالعملية يدخل فيها عدة وسطاء كل يأخذ نصيبه من الصفقة‏.‏ جاء هذا علي لسان كاثرين ماكماهون مؤسسة جمعية التحالف من اجل القضاء علي العبودية والتجارة المشبوهة‏.‏ ومقرها مدينة لوس انجلوس‏,‏ والتي تقدم مساعداتها لضحايا هذه التجارة وتسعي لتخليصهم من براثن هذه العصابات وتعمل علي توفير مأوي آمن لهم وتعتبر كاثرين ماكماهون واحدة من بين الاصوات الكثيرة التي تنادي بمحاربة تجارة الرقيق الابيض‏.‏
فنجد ايضا منظمة الاصوات الحيوية‏,‏ ومقرها واشنطن وهي منظمة اهلية تدافع عن حقوق المرأة وتضم من بين اعضائها شخصيات وقيادات نسائية من كل انحاء العالم ممن عملن في المجال السياسي والدبلوماسي ولهن خبرات واسعة في قضايا المرأة العالمية‏,‏ وتركز هذه المنظمة جهودها علي ثلاثة محاور اساسية وهي‏:‏ تعظيم دور المرأة في المجتمع والسياسة‏,‏ وزيادة نشاط المرأة في مجال الاعمال ومحاربة تجارة الرقيق وغيرها من صور انتهاك حقوق الانسان‏,‏ ويتم ذلك عن طريق تعليم المرأة حتي لا يصبح من السهل سقوطها في أيدي عصابات الرقيق الأبيض ومساعدة الضحايا الذين سقطوا بالفعل حتي لا يعاملوا كمجرمين في الدول الاخري ومطاردة هذه العصابات من منطلق قانوني حتي يمكن القضاء عليها‏.‏

وعن طريق الولايات المتحدة ينتقل الرقيق الابيض الي غيرها من الدول‏,‏ كما يقر المسئولون الحكوميون الامريكيون بوجود الرقيق الابيض في اراضيهم خاصة في ولايات نيويورك وكاليفورنيا وفلوريدا و الذين فروا من الفقر في بلادهم سعيا وراء الحلم الامريكي علي انه طوق النجاة من حياتهم البائسة‏,‏ وغالبا ما يصدمون بكابوس الاستغلال في اعمال منافية للأخلاق‏,‏ تهدر فيها آدميتهم وكرامتهم ولا يجدون في النهاية المقابل المادي الذي يستحق منهم هذه الحياة المهينة‏,‏ وفي نفس الوقت لا يمكنهم الفكاك من هذا الفخ الذي وقعوا فيه وإلا تعرضوا هم واهلهم للتنكيل والتعذيب من قبل هذه العصابات‏.‏
ومن الغريب ان تنشط هذه التجارة المشبوهة بعد‏11‏ سبتمبر بالرغم من زيادة الاجراءات الأمنية من اجل محاربة الارهاب‏.‏ فمع التشديد في اجراءات الهجرة المشروعة تزداد علمليات التهريب غير المشروعة‏.‏ وقدكانت هناك محاولات عديدة من جهات مختلفة معنية بحقوق الانسان ومنع عمليات تهريب الرقيق الابيض‏,‏ ولكنها حتي الآن اثبتت عدم جدواها‏.‏ فبعض الدول لديها قوانين مشددة تمنع تجارة الرقيق وتحاكم القائمين عليها غير ان هناك دولا أخري تعاني فساد المسئولين فيها‏,‏ مما يجعلهم يتغاضون عن هذه التجارة بل والاكثر من ذلك فبدلا من محاسبة مرتكبيها فإنهم يتعاونون مع هذه العصابات ويبتزونها وقد سبق ان اصدرت الولايات المتحدة في العام الماضي تقريرا مفصلا يعرض لهذه المشكلة في العالم وانتقدت فيه عجز ثلاث وعشرين دولة عن محاربة تجارة الرقيق الأبيض‏.‏ وإذا كانت امريكا تدعو الدول الاخري لمحاربة تجارة الرقيق الابيض‏,‏ واصدر الكونجرس منذ عامين قانونا لحماية ضحايا التعسف وتجارة الرقيق ونادي فيه بفرض اشد العقوبات علي هؤلاءالتجار وزيادة برامج التوعية عن هذه التجارة‏,‏ الا ان حكومة بوش تباطأت في تمويل هذه البرامج ولذا تري ليندا سميث مؤسسة جمعية الامل المشترك في فانكوفر وهي عضو سابق بالكونجرس ان عقوبة تهريب المخدرات في معظم دول العالم اكبر بكثير من عقوبة تهريب البني آدم نفسه‏.‏

وقد سمحت امريكا أخيرا لضحايا تجارة الرقيق الابيض بالحصول علي تأشيرة خاصة تمنحهم حق الهجرة المشروعة والاقامة الدائمة فيها‏,‏ في مقابل ان يقوموا بالتعاون مع السلطات الامريكية للإرشاد عن هؤلاء التجار وان كان هذا الامر صعب التنفيذ نظرا لتخوف الضحايا من رد فعل هؤلاء التجار ضدهم مما يهدد حياتهم وحياة اهليهم بالخطر‏.‏
ومازالت الجهود المبذولة في هذا الموضوع قليلة ولن يتحسن الحال الا بزيادة الوعي بمدي خطورة هذه المشكلة‏.‏ ومن تلك الجهود دعوة منظمة الأمم المتحدة الدول المشاركة فيها الي توثيق بروتوكول في نهاية هذا العام يحرم ويعاقب تجارة الرقيق الابيض خاصة بين النساء والاطفال ويعمل علي مساعدة وحماية ضحاياه‏.‏ وفي النهاية هل يمكن ان نتحدث عن قيام حياة ديمقراطية واقتصاد قوي ووجود سلام في دولة مادون ان يكون للمرأة فيها حق المشاركة الكاملة‏,‏ فالمرأة هي نصف المجتمع وعدم مشاركتها في اتخاذ قراراته المصيرية يخل بتوازنه‏.‏ وكيف تتحقق لها هذه المشاركة اذا كانت تعاني انتهاكا لحقوقها الانسانية وآدميتها وتستغل كالجواري في بعض بلدان العالم؟ 
 



#مها_النحاس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- هل تعاني من الأرق؟.. طريقة بسيطة تسحبك إلى نوم عميق
- ماذا نعرف عن العالم الخفي لمنجم ذهب تديره إحدى العصابات بجنو ...
- وزارة الصحة اللبنانية: مقتل 4 أشخاص وإصابة 23 في الغارة الإس ...
- ما هي الدول والشركات التي تبيع أسلحة لإسرائيل؟
- سلسلة غارات إسرائيلية على منطقة البسطا وسط بيروت
- تحليل لـCNN: كيف غيرت الأيام الـ7 الماضية حرب أوكرانيا؟
- هل الدفاعات الجوية الغربية قادرة على مواجهة صاروخ أوريشنيك ا ...
- كيف زادت ثروة إيلون ماسك -أغنى شخص في العالم- بفضل الانتخابا ...
- غارة عنيفة تهز العاصمة بيروت
- مراسلة RT: دوي انفجارت عنيفة تهز العاصمة بيروت جراء غارة إسر ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مها النحاس - تجارة الرقيق الأبيض في القرن الحادي والعشرين‏!‏