أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - تحسين كرمياني - صبر العراقي..أيّوبي














المزيد.....

صبر العراقي..أيّوبي


تحسين كرمياني

الحوار المتمدن-العدد: 2442 - 2008 / 10 / 22 - 08:44
المحور: حقوق الانسان
    


ما الذي يجري في عراقنا الماشي بقوة الأخلاق لا بقوة تواجد العسكر القادم من وراء البحار والمحيطات،مذ ترجلت بغداد عن صهوة حصان التاريخ على أيدي صعاليك منحتهم الحياة فرصاً لا لتمجيدهم أو تخليدهم بل لبيان انحطاطهم الأخلاقي،في كل ساعة أو يوم مناصب تأتي ومناصب ترحل وتطفو على سطح الواقع المر أمراض بلا عقاقير،أرهاط تتناحر على أعصاب الإنسان العراقي وتفرش وعود من عسل ولأن العراقي صبور وخاض ملمات الحياة وناء كاهله بأعباء ما مرت بها الأمم السالفة يمنح دائماً فرصاً أكثر لمن يرفع عقيرته ويجهر بصوته،ينشر ما يحلو له من حلويات ومقبلات ومخللات تسيل لها لعاب الضعفاء ومن قذفته الأصلاب بلا حول ولا قوة،سرعان ما يندفن ما مضى من كلام ووعود لأن الراهن لا يشبه في خيال الساسة الجدد ما كان بالأمس،غالباً ما يتركون ـ بعد رحيلهم ـ فقاقيع مدفونة يعمل القادمون الجدد في بداية تسلمهم مقاليد البلاد ورقاب الشعب بحفريات لتلميع وجوههم لأن السابقين كانوا على درجة متوترة من النزاهة،كل رهط له طرق وأساليب ماكرة في ذاكرته المعبأة بالآمال متناسياً أو ربما هو يدرك أن الكلام مجرد نثر رذاذ(العطسات)في الريح،ويغيب عن باله أن عيون الشعب لا ترحم رغم سكوتها،بتنا نشم رائحة فساد وتلاعب بالأموال بوسائل شيطانية لا يتم فك مغاليق أسرارها بيسر ما لم يستعان بخبرات محققين دوليين مثلما يحدث في برنامج (النفط مقابل الغذاء)وأهزوجة الكوبونات وما يجري اليوم أيضاً من جهود دولية للكشف عن قتلة(الحريري رفيق)لجان تسرق رواتب الموظفين ـ زملاءهم ـ ويتم تثبيت محضر وبلاغ ورقي متفق عليه بالإجماع وإلقاء الجريمة على عاتق مجهولين مسلحين ـ في وضح النهار ـ يستولون على الملايين ويهربون إلى جهة مجهولة..لقد تم الإعلان عن تبديل المليارات المزورة بالعملة الجديدة وتم استدعاء بعض مسئولي المصارف واستبشرنا خيراً بأن السلطة ساهرة ويدها بتّارة لكل يد تمتد نحو أموال الشعب الذي صمد حتى الموت ولم يتنازل عن(عراقيته)،لكن الذي حصل تم السكوت على ما جرى وصرنا ننظر بعيون دامعة وقلوب حزينة إلى أغنياء جدد مهدت الحكومة لهم الدرب بقرار ـ نظيف لا غبار عليه ـ كثيرون تهامسوا أنه مقصود لا مدروس..تمضي كوكبة مسؤولين وتأتي أخرى،ويتم التراشق من على الفضائيات والصحف حول الكشف عن وجود فساد أداري ونقص في الأموال أو تم تصريفها بطرق غير شرعية،كأن يتم أجراء عقود وهمية أو باتفاق مع جهات خارجية أو حساب مواد رديئة لشركات بحساب ما هو عالي الجودة،على أن يتم دفن الفائض من الأموال في مصارف خاصة كون السيد المسؤول هو (مؤقت)جاء لتصريف الأعمال وليس له مكان داخل البلد بعد سحب الكرسي من تحته كونه منصب لا منتخب يغادر البلاد الذي جعلته مليونيراً إن لم نقل مليارديراً وطالما هناك شمّاعة مقنعة أيدي تحمل السلاح وهي تبحث عن كل مسؤول تسنم منصباً..ما بال آلاف الأسماء الوهمية والتي تم تدوينها في محافل حيوية كالدفاع والبلديات ورجال الحماية،تم صرف رواتب من دم العراقي لتذهب لجيوب عفنة ،مواد غذائية تدفع أقيامها ولكنها لم تصل ودائماً الماكر يهيئ تبريرات مقنعة كون الوضع الراهن بيد الأشباح تأتينا أخبار حول قيام مسلحين بحرق السكر والرز والشاي..ما بال الأسماء التي عادت إلى الوظائف من باب فتحته الحكومة أعني (السياسيين والمتضررين)..كم من متسلل تسلل من هذا الباب الهش لضعف الحارس أو ربما كان ممن ـ يعشعش ـ في ذاته بقايا رماد سيده الذي ترك العباد والبلاد بيد زبانيته،هذا المتسلل مر من ثلاثة طرق لا رابعة لهما،طريق دفع(الورق)..طريق (العرف)..طريق (التزوير)..وراح الموظف الجديد يصب مكره بدلاً عن طيبته في خدمة الحرية وهو بطبيعة الحال يفتخر كونه يحمل ـ صك غفران ـ صكته أيدي قذرة في (سوق مريدي)..ومن يدري في قوادم الأيام نراه يفوز (بهبر) من باب جديد،باب تعويض منكوبي سنوات الألم وهو قرار محبوك قيد التنفيذ،يا ترى من يفسر لنا لغز السياسة العراقية المتدحرجة،ومن يجب على هذا السؤال:إلى متى يدوم هذا الصبر الأيوبي داخل الذات العراقية النبيلة..!!



#تحسين_كرمياني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجنود لا يتحركون ليلاً
- هل قلت شعرا
- ولد روائياً
- ثغرها على منديل//قصة قصيرة//
- يوم أغتالوا الجسر //قصة قصيرة//
- سراب..أو..ترنيمة لغزالة القلب//قصة قصيرة//
- كلب الأمبراطور وقصص أخرى
- الرقيب الداخلي
- من أجل صورة زفاف//مسرحية//المشهد الأول
- من أجل صورة زفاف//المشهد الثاني//
- من أجل صورة زفاف//المشهد الثالث//
- من أجل صورة زفاف//المشهد الرابع//
- من أجل صورة زفاف//المشهد الخامس والأخير//
- هل لي أن أتكلم قليلاً بوضوح
- نرجس وقنابل
- شاعر البلاط الرئاسي
- أراد أن يأكله الكلب..//مونودراما//
- سيرة يد
- احتفاء بموت عصفور
- رجل الفئران


المزيد.....




- 14 شهيدا بقصف الاحتلال لغزة وإصابة شاب واعتقال آخرين في رام ...
- واشنطن تعلن تدمير زوارق ومسيّرتين للحوثيين وتدعو لإطلاق سراح ...
- الحكومة الروسية تخصص 57 مليون روبل لإيواء لاجئين من قطاع غزة ...
- آلاف الإسرائيليين يتظاهرون مجددا ضد حكومة نتنياهو
- -العراق ينفذ أحكام الإعدام بحق مدانين-.. ما حقيقة المنشورات؟ ...
- الحكومة الروسية تخصص 57 مليون روبل لإيواء لاجئين من قطاع غزة ...
- غالانت يدعو لتمديد الخدمة العسكرية والحريديم يتظاهرون رفضا ل ...
- الخارجية الفلسطينية: حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة مكفول ...
- السودان يسابق الزمن لتجنب المجاعة الأسوأ.. مسؤول أممي -يطهون ...
- خبراء أمميون يحذرون شركات أسلحة من التورط بجرائم حرب في غزة ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - تحسين كرمياني - صبر العراقي..أيّوبي