أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - درويش محمى - كركوك بالتأكيد مدينة عراقية ولكن....















المزيد.....

كركوك بالتأكيد مدينة عراقية ولكن....


درويش محمى

الحوار المتمدن-العدد: 2441 - 2008 / 10 / 21 - 02:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عمداً أو ربما عن "طيب خاطر", نجد معظم من تعرض لقضية كركوك, اعتبرها قضية نزاع بين طرفين كردي واخر عراقي, مثل هكذا طرح وتوجه وبغض النظر عن الغاية منه, لا يتميز بالدقة ولا يعكس الحقيقة لسبب بسيط جداً وهو عدم وجود اي وجه للتناقض بين كردستانية كركوك وعراقيتها كمدينة وكمحافظة, فالمدن والمحافظات التابعة اليوم لاقليم كردستان, كأربيل ودهوك وسليمانية, تعتبر مدناً ومحافظات عراقية وكردستانية في الوقت ذاته, ولا تناقض قانونياً دستورياً في حقيقة التبعية المزدوجة لتلك المدن .
الصراع على هوية كركوك, لا يخرج عن كونه صراعا كرديا ¯ عربيا والى حد ما تركماني اثني بحت, ولا يمكن بأي حال من الاحوال, اعتباره صراعاً عراقياً - كردياً كما يحلو للبعض تسويقه للرأي العام, وباعتبار الصراع على كركوك يدور ضمن اطار ما يسمى بالعراق الدستوري الفيدرالي الديمقراطي الموحد, لذا لا مناص من العمل لاعادة الامور الى نصابها, ورفع الغبن الذي تعرضت له المحافظة الكردية من تغيير قسري لتركيبتها الديموغرافية, ولا مناص كذلك, من اعتماد واتباع اليات دستورية في حل مشكلة كركوك المستعصية, والمشرع العراقي فصل "مشكوراً" في امر تبعية المحافظات العراقية وخصوصاً تلك المتنازع عليها, اذاً لما كل هذا التعقيد? واين هو الاشكال ?
الوثائق البريطانية وقبلها الوثائق العثمانية, تؤكد حقيقة كردستانية كركوك كمدينة وكمحافظة على حد سواء, كذلك الحال بالنسبة للاحصاء السكاني العراقي للعام 1957, فهو يؤكد بارقامه العربية الواضحة كردستانية محافظة كركوك, اما عمليات التعريب التي طالت كركوك وضواحيها, على مدى اكثر من ثلاثة عقود من العهد القومي للجمهورية العراقية, من تهجير قسري للسكان الكرد وجلب سكان عرب وتوطينهم في كركوك, بالاضافة الى التقطيع المتعمد لحدود المحافظة المتنازع عليها, بهدف تسهيل عملية التعريب العنصرية السيئة الصيت, أضحت اليوم حقيقة مؤلمة لا ينكرها احد, والمشرع العراقي الذي ترك أمر تقرير مصير محافظة كركوك في ايدي ابنائها, بعد تطبيع الاوضاع وعودة المهجرين طبعاً - وفق ما ورد في المادة 140 من الدستور العراقي ¯ لا يتميز فقط بعدالته وشرعيته, بل يعطي الحق للكرد العراقيين في المطالبة بضم كركوك لاقليمهم, والزام العرب العراقيين بالرضوخ للمطلب الكردي والعمل على تحقيقه, لان العملية الجارية في العراق الجديد, ينبغي ان تشمل رفع كل المظالم التي وقعت في زمن الاستبداد البعثي, وما تعرضت له كركوك من انتهاكات انسانية واخلاقية, تعتبر بحق من اشد المظالم واقساها على الاطلاق في تاريخ العراق .
لا شك ان ازمة كركوك قديمة وتعود بجذورها الى عراق ما قبل العام 2003, لكن بقاء الازمة واستمرارها, مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالفكر القومي العروبي المتفشي حتى العظم لدى معظم العراقيين العرب, اذ نجد العامة منهم والخاصة, وعلى اختلاف توجهاتهم ومشاربهم وانتماءاتهم السياسية والطائفية, لا يدركون ان كرد "العراق"هم اصل البلاء الذي ألم بقطرهم العراقي, والكرد بالتحديد لا اتباع عمر ولا اتباع علي, هم السبب الرئيسي وراء كل الازمات والمحن التي اجتاحت بلاد "بابل" لاكثر من نصف قرن, والكرد من مواطني "شمالهم الحبيب", هم دون غيرهم من يقف وراء الحروب المتلاحقة التي المت بالعراق, وهم السبب في الخلل الحاصل في التركيبة السكانية العراقية ذات الغالبية النسوية, والكرد بتمردهم على بغداد هم من دفعوا بالنظام العراقي السابق, لتبذير البلايين من العملة الصعبة لشراء الاسلحة الحربية بانواعها التقليدية منها والكيماوية, ولولا العصيان الكردي على المركز بغداد, لما احتل العراق الكويت, ولا برز نجم صدام القائد الضرورة, ولا اعدم القائد فيما بعد, ولا بكت عليه امة العرب, ولا زغردت نساؤهم لمقتله او بالاحرى "استشهاده", ولولا الكرد وقضيتهم العادلة واصرارهم على احقاق حقوقهم, لما"سقطت" بغداد ولا وجد اربعة ملايين عراقي انفسهم في المهجر, ولولا احفاد صلاح الدين الايوبي من الكرد العراقيين, لربما كان العراق الغني بثرواته وموارده مثله مثل دول الخليج اليوم, ينعم بالرخاء والاستقرار والخير الكثير .
الاثار الوخيمة لسياسة الارض المحروقة التي مورست ضد الكرد خلال وما قبل الحقبة البعثية, كانت شاملة واصابت العراق كل العراق, بعربه قبل كرده, ومن المؤسف اليوم, ان يتعامل المركز بغداد, حكومة وبرلماناً وشعباً, مع قضية تعريب كركوك بنفس قوموي ونزعة عروبية مفرطة, وبعقلية الماضي لا المستقبل, رغم الكم الهائل من العبر القاسية والذكريات الاليمة في صفحات التعامل الخاطئ مع الملف الكردي, واصرار بغداد اليوم على التمسك بالانتصارات القومية المجيدة "الغابرة" في ربوع كردستان العراق, والتي انجزت في عهد النظام السابق وبفضله, من تعريب وتخريب لكركوك وضواحيها, من المرجح ان تؤدي بالازمة الى المزيد من التعقيد والاضطراب, وليس من المستبعد ان تنتهي مشكلة كركوك بحرب اهلية داخلية, سيكون من الصعب حينها, التكهن بمن سيكون الخاسر الاكبر, لكن من المؤكد, لن يكون هناك طرف رابح مطلقاً .
معضلة كركوك تعتبر المحك الحقيقي الذي يمكن من خلاله استشراف مستقبل العراق وشعبه, كما تعتبر"كجسر الصلاة" الواصل بين العراق القديم والنعيم العراقي الجديد, فإما اختيار العراق الجديد الديمقراطي الفيدرالي الحر, كما هو معلن ومتفق عليه, وبالتالي الالتزام بالدستور العراقي بجميع مواده ومن ضمنها المادة 140, التي تضمن حلا عادلا للازمة المستعصية, وإما اختيار عراق الماضي بويلاته واختلافاته وقيمه وثقافته العروبية المميتة .
حل ازمة كركوك او استفحالها, امر يتوقف برمته على ارادة العراقيين العرب, ورغبتهم في فتح صفحة عراقية جديدة, تقوم على مشاركة حقيقية بينهم وبين شركائهم في الوطن من الكرد, وعلى مدى قدرتهم على التخلص من التركة الايديولوجية القومجية النتنة, فهل ستتغلب يا ترى, النزعة العراقية لدى عرب العراق على نزعتهم القومية ? وهل يدرك اهل البصرة واهل الفلوجة ان ازدهار اربيل الكردية واستقرارها هو بداية الطريق لازدهار العراق كل العراق ? وكركوك بالتأكيد مدينة عراقية لكنها ليست عربية, والفارق كبير بين هذا وذاك, وكركوك من دون ادنى شك عراقية, لكنها كردستانية, ولا غرابة ولا تناقض في ذلك, اليس كذلك ?



#درويش_محمى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدراما السورية الحقيقية
- الاسد وضيفه
- صبرا اهل سورية
- الثقافة البوليسية .........وصناعة الخبر
- العظمة وجنونها
- حرام عليك سعادة السفير-الازدواجية التركية- 2 3
- حرام عليك سعادة السفير -حرية الرأي- 1/3
- حرام عليك سعادة السفير - الارهاب ليس من طبعنا- 3 3
- مرسي كتير ساركوزي
- الخطيئة الكبرى
- أمثلة سورية من الجريمة السلبية
- الخيانة الوطنية على الطريقة اللبنانية
- نصر يعلن الحرب على لبنان
- وسنبقى نغني
- في رحيل احمد الربعي
- الصراع بين الكمالية والديمقراطية في تركيا
- فيروز...لإشعار اخر
- ياعيب الشوم يانظام
- الكويت ولبنان...أوجه الشبه والاختلاف
- لقاء سوري لبناني عابر


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - درويش محمى - كركوك بالتأكيد مدينة عراقية ولكن....