أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل النجار - الذين يفسرون القرآن بالفهلوة















المزيد.....

الذين يفسرون القرآن بالفهلوة


كامل النجار

الحوار المتمدن-العدد: 2440 - 2008 / 10 / 20 - 08:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من الأشياء المفيدة والمستحبة أن نفسر القرآن تفسيراً عصرياً يتماشى والزمن الذي نعيش فيه، لأن تفاسير السلف مليئة بحشو يشبه إلى حد كبير قصص الأطفال، أو قصص ألف ليلة وليلة، خاصةً عندما نقرأ تفسير سورة يوسف الذي يعج بالمحاورات بين يوسف وإخوته كأنما المفسر كان قد استرق السمع لما دار بينهم من حوار، أو عندما نقرأ التفاسير عن ذي القرنين و شروق الشمس على قوم يفرش الواحد منهم أذنه ويلتحف بالأخرى. والشيوخ عامةً يعترضون على تحديث التفاسير لأن التفاسير التي بين أيدينا هى جزء من "ثوابت" هذه الأمة، بناءً على الحديث الذي يقول "إن خير القرون قرني والذي يليه"، وبالتالي كل ماوصل إلينا من تلك القرون مقدس لا يجوز المساس به. وما دام المسلمون يؤمنون بأن القرآن هو كلام الله حرفياً، وبالتالي لا يمكن إلغاء العمل بالآيات التي تتناقض وعصرنا الحاضر، فأقل ما نتوقعه أن يقوم رجال الدين الإسلامي بتفسير تلك الآيات المشكلة تفسيراً يخفف من وطأنها على الناس. ومع أنّ هناك من يحاول تقديم تفاسير جديدة للقرآن، نجد إن أغلب الذين يكتبون عن تفاسيرهم الجديدة للقرآن يحاولون إعطاء الكلمات القرآنية معاني لا تخطر على بال من يتحدث العربية، وقد تصبح الكلمات بعد شرحهم، تعني عكس ما تعارف عليه الناس، وقد يحاول بعضهم جعل القرآن منافساً للموسوعة العلمية البريطانية Encyclopaedia Britannica في محتواه. وغرضهم من الشرح الجديد ليس طرح رؤى جديدة وإنما إثبات إعجاز القرآن. واللغة ما هي إلا أداة لنقل أفكار الناس في ما بينهم، ولكي تتم مهمة فهم الناس بعضهم بعضاً، لا بد أن تكون معاني الكلمات محددة وثابتة وإلا اختلط الفهم على الناس وأصبحت اللغة أداةً لسوء التفاهم. ومن هذا المنطلق نادى جماعة "الظاهرية" بتفسير القرآن بظاهر معانيه، أي بظاهر ما تدل عليه الكلمات. وقال الغزالي (فإن الألفاظ إذا صُرفت عن مقتضى ظواهرها بغير اعتصام فيه بنقل عن صاحب الشرع ومن غير ضرورة تدعو إليه من دليل العقل اقتضى ذلك بطلان الثقة بالألفاظ وسقط به منفعة كلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم) (إحياء علوم الدين، ربع العبادات، الكتاب الأول، ص 24).
ومن الناس من يحاول تفسير القرآن لتمويه ما به من عيوب عن طريق مخادعة الناس فيأتي بمقولات كأنها حقائق علمية لا تقبل الجدل ولا تحتاج شرحاً أو توضيحاً من جانبه، أو يبالغ في تخريج الكلمات واشتقاقاتها حتى ينسى القاريء ما هو بصدده. فمثلاً، كتب السيد عبد الله أسكندر المالكي مقالاً ونشره في عدة مواقع على شبكة الإنترنت بعنوان "أخطاء في تفسير القرآن" قال فيه (من الأخطاء التي وردت في كتب التفسير والتي تناقلها أجيال من المفسرين دون بحث وتمحيص بسبب ولائهم المذهبي الأعمى ذلك الخطأ الذي لن {لم} يجدوا له علاجاً إلى اليوم ألا وهو الشجرة التي لعنها القرآن الكريم) انتهى. وهو يقصد الشجرة التي ذكرها القرآن في الآية (وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغياناً كبيراً) الإسراء 60).
ويتضح من الآية أن هناك شجرةً لعنها الله في القرآن، رغم أن القرآن لا يخبرنا ما هي تلك الشجرة. فسرح المفسرون وشطحوا في تخمين ماهية تلك الشجرة، وقال بعضهم إنها شجرة الزقوم، بينما ذهب الشيعة إلى أنها رمز إلى بني أمية. وكي يُظهر السيد المالكي مقدرته اللغوية وفي نفس الوقت يحشو ذهن القاريء بما لا يفيد من الكلام حتى يشغله عن موضوع البحث، يقول (ولو حكمنا لغة القرآن الكريم لوجدنا الحل الأمثل لنوعية تلك الشجرة وما المقصود منها ولو عدنا كذلك إلى المعاجم العربية وبحثنا في أصل وجذر كلمة [شجرة] لوجدنا أن أصلها من الشجار الذي يعني التشابك والتداخل الذي يحدث بين الأشياء المتماثلة أو المتشابهة التي يربطها أصل واحد ولذلك فإن تسمية الشجرة أخذت من هذا الأصل) انتهى. وبالطبع كل إنسان عربي يعرف معنى كلمة "شجرة" ولا يحتاج إلى تعريفها من المعاجم العربية. القاريء لا يريد أن يعرف اشتقاقات الكلمة وإنما يريد أن يعرف ماهي الشجرة الملعونة.
وهنا يتبرع الشارح بإتحافنا بفقرة جادت بها قريحته، ولكنه قدمها لنا كحقيقة علمية، فقال (ولو عدنا إلى الشجرة الملعونة في القرآن نجد الآراء التي ذهبت يميناً وشمالاً لن تفلح في تحديد مدلول تلك الشجرة لأن هذه الشجرة وصفت بأنها ملعونة واللعن لا يمكن أن يوصف به النبات أو الجماد لأن هذا الوصف لا يطلق إلا على العاقل، لأن معناه هو الطرد والبعد من رحمة الله تعالى) انتهى.
وللحقيقة والتاريخ فإن ما قاله السيد المالكي لا تسنده معاجم اللغة العربية. فاللعنة تُطلق على العاقل وعلى الجماد كما يظهر لنا من أقوال الشعراء العرب ومن الأحاديث النبوية. يقول حسان بن ثابت، شاعر النبي المفضل:
لعن الله منزلاً ببطن كوثى *** ورماه بالفقر والإمعار
(لسان العرب لابن منظور، ج2، حرف التاء المثلثة، فصل الكاف).

وقال محمد بن عروة بن الزبير، وفي رواية أخرى، ثعلب:
لعن الله بطن لقفٍ مسيلا *** ومجاحاً فلا أحب مجاحا
لقيت ناقتي به وبلقفٍ *** بلداً مجدباً وأرضاً شحاحا
( لقف اسم وادي، ومجاح اسم فرس أو موضع). (لسان العرب، ج2، حرف الجيم، فصل الميم، تاريخ دمشق لابن عاسكر، ج54))
فحسان لعن منزلاً والآخر لعن الوادي، فاللعن يمكن أن يوصف به النبات والجماد، على غير ما قال به السيد المالكي.
وإذا تركنا الشعر ونظرنا إلى الحديث، نجد ابن عباس قد روى حديثاً عن محمد يقول (أن رجلاً قد لعن الريح عند النبي، فقال له: "لا تلعن الريح فإنها مأمورة وأنه من لعن شيئاً ليس له بأهل رجعت اللعنة عليه") (تحفة الأحوذي للمباركفوري، باب ما جاء في اللعنة، حديث 1984). ونلاحظ هنا أن محمد قال "من لعن شيئاً" ولم يقل من لعن إنساناً. فيمكننا من الناحية اللغوية لعن العاقل وغير العاقل كالجماد والأشجار والوديان والمنازل. وفي حديث آخر عن الحسن، قال: (لعن الله الدانق ومن دنق). والدانق هو سدس الدينار (لسان العرب، حرف القاف، فصل الدال المهملة).
وبعد لفٍ ودورانٍ استخلص السيد المالكي أن الشجرة الملعونة هي الفساد وأكل أموال الناس بالباطل، فقال (فالفساد جزء من أغصان تلك الشجرة وكذلك أكل أموال الناس بالباطل والرشوة والزنا والسرقة والإغتصاب والربا والتصوف والإرهاب والرهبانية المبتدعة التي ما أنزل الله بها من سلطان، والخلق السيء وعقوق الوالدين والخداع والمكر والرياء وحب الظهور والغرور، كل هذا وأكثر أوراق وأغصان تابعة لتلك الشجرة التي لعنها الله تعالى في القرآن الكريم. فإن قيل: على تفسيرك تبقى آراء بعض المفسرين كما هي لأن أشرار بني أمية واليهود لا بد أن يدخلوا في هذه الشجرة؟ أقول هذا صحيح لكني إستخرجت الحقيقة من القرآن نفسه دون التبعية الببغائية المتمثلة بالمذاهب الباطلة.) انتهى.
وهذا يعني أنّ تفسيره الجديد لا يختلف عن تفسير القدماء الذين قالوا إن الشجرة الملعونة هم بنو أمية، غير أن السيد المالكي يدعي أنه استخرج تفسيره من القرآن وليس من كتب التفسير القديمة. وهل يهمنا من أين استخرج تفسيره مادام لا يختلف عن تفاسير القدماء؟ ما يهمنا هنا أن الباحث أضاع وقت القاريء وفسر الماء بعد الجهدِ بالماءِ. والغريب أن السيد المالكي أدخل الرهبانية مع الفساد والإرهاب والزنا في فروع الشجرة الملعونة، وقال (والرهبانية المبتدعة التي ما أنزل الله بها من سلطان)، والمسيحيون ابتدعوا الرهبنة ابتغاء مرضاة الله كما يقول القرآن (ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء مرضاة الله) (الحديد 27). فكيف تكون الرهبانية التي ابتدعوها لمرضاة الله متساوية مع الإرهاب والربا والسرقة والزنا؟ هل يزني المسلم ابتغاء مرضاة الله؟ ثم أن السيد المالكي كان قد أخبرنا أن اللعنة لا تُطلق إلا على العاقل، وبهذا يكون استنتاجه كله خطأ لأن الفساد والخلق السيء وعقوق الوالدين، التي زعم أنها فروع تلك الشجرة الملعونة، ليست من العقلاء، وعليه لا يمكن أن تنطبق عليها اللعنة التي ذكرتها الآية. وفي النهاية نجد أن الذين قالوا إن الشجرة الملعونة هم بنو أمية كانوا أحسن استنتاجاً من السيد المالكي.
وفي مقال آخر بعنوان "فما بكت عليهم السماء والأرض" يحاول الكاتب نفسه شرح الآية (أو لم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها والله يحكم لا معقب لحكمه وهو سريع الحساب) (الرعد 41). يقول الكاتب: (وقد ذهب جمع من المفسرين إلى أن أحد وجوه تفسير هذه الآية هو موت العلماء أو أصحاب الشأن، ويؤكد ذلك قوله تعالى: (بل متعنا هؤلاء وآباءهم حتى طال عليهم العمر أفلا يرون أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها أفهم الغالبون) (الأنبياء 44). وهذا السياق أظهر للمعنى وهو نظير قوله: (إنك ميت وإنهم ميتون) (الزمر 30) انتهى.
وبالطبع ليس هناك أي علاقة بين الآية (نأتي الأرض ننقصها من أطرافها) وبين موت العلماء إذ أن الآية مكية، أي أنها جاءت في مكة قبل انتشار الإسلام وقبل أن يكون هناك "علماء" في الإسلام. وبعض المفسرين القدماء قالوا في شرح هذه الآية (يقصد بنقصها من الأطراف الظهور عليها من جانب النبي محمد، أرضاً بعد أرض، وفتحها بلداً بعد بلد مما حول مكة، قال معناه الحسن وغيره، وقيل بالقتل والسبي، والمعنى واحد) (القرطبي). فالقدماء قالوا ينقصها بقتل وسبي الكفار، والسيد المالكي قال ينقصها بموت العلماء، هل هناك من فرق؟ ومهما حاول المفسر الجديد اللف والدوران واللعب على الكلمات، فلن يقنعنا أن نقصان الأرض من أطرافها يعني موت العلماء. والتفسير الحقيقي لهذه الآية هو اعتقاد محمد وقتها أن الأرض مسطحة ومستديرة كرغيف الخبز وأن الله ينقصها من أطرافها تدريجياً إلى أن يصل مركزها يوم القيامة.
وهناك آية تقول (فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين) (الدخان 29). يقول السيد المالكي إن هناك ثلاثة مباحث في هذه الآية:
المبحث الأول: (ذكر جمع من المفسرين أن النبي (ص) قال: ما من عبد إلا وله في السماء بابان، باب يخرج منه رزقه، وباب يدخل فيه عمله، فإذا مات فقداه وبكيا عليه وتلا هذه الآية ثم قال: وذلك لأنهم لم يكونوا يعملون على الأرض عملاً صالحاً، فتبكي عليهم ولم يصعد إلى السماء كلام طيب ولا عمل صالح فتبكي عليهم.) إنتهى.
وهذا التفسير، مع سذاجته، يبين لنا مفهوم الناس وقتها عن السماء. فهي كانت تمثل لهم بناءً صلباً له أبواب، كما للحائط أبواب. وطبعاً السذاجة تأتي من أنه إذا كان لكل شخص بابان في السماء فإن السماء سوف تصبح كالغربال بعد فترة من الزمن لأن أعداد الناس في تزايد مضطرد، وقد بلغ الأحياء الآن ما يقارب سبعة مليارات من البشر، عدا الذين ماتوا منذ البدء.
وفي مفاجأة غريبة يحاول الكاتب إقناعنا أن المفرد أكبر من الجمع، ويسأل لماذا استعمل الله مفردة "السماء" في الآية (سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين آمنوا بالله) ولم يقل "السموات" كما هي عادة القرآن؟ والجواب قد يُدهش الجميع لأن الشارح الجديد يحاول أن يثثبت لنا أن السماء أكبر من السموات. و دعونا نقرأ للسيد المالكي:
((ولأجل تقريب المعنى إلى الأذهان نحتاج إلى الإطناب في الدليل، يقول تعالى: (وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين) آل عمران 133. فهذه الجنة التي أشارت لها الآية الكريمة وصفت بأن عرضها السموات والأرض مهما إختلفت الآراء التي قيلت في العرض ومهما كان نوعه في حين أن قوله تعالى: (سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم) الحديد 21.) والمتأمل في الآيتين يظهر له أن الجنة المعدة للمتقين لابد أن تكون أصغر حجماً من الجنة الثانية المعدة للذين آمنوا بالله ورسله لأن أعدادهم أكثر من المتقين والأولى وصفت بأن عرضها السموات والأرض والكبيرة وصفت بأن عرضها السماء والأرض)) انتهى.
فلأن عدد المؤمنين أكثر من عدد المتقين، ولأن المتقين جنتهم عرضها السموات والأرض، ولأن المؤمنين الذين هم أكثر، جنتهم عرضها السماء والأرض، فلا بد أن السماء أكبر من السموات. منطق غريب. أليس من الممكن أن يكون الله قد أعد للمتقين قصوراً ضخمة ذات عدة طوابق تحيط بها حدائق غنة وبها خيام من زبرجد وأحجار كريمة أخرى، وبالتالي تكون جنتهم التي عرضها السموات والأرض، مع قلة عددهم، أكبر من جنة المؤمنين الكثرين الذين أعطاهم الله فيللاً صغيرة بدون حدائق، وبالتالي تكون جنتهم التي عرضها السماء الواحدة أصغر من جنة المتقين؟ ففي حديث عبد الله بن قيس عن أبيه (إنّ للعبد المؤمن في الجنة لخيمةً من لؤلؤة مجوفة طولها ستون ميلاً) (أخرجه البخاري، حديث 3243). فلا بد أن جنة المتقين كلها خيام بهذا الحجم ولذلك عرضها كعرض السموات والأرض.
ويستمر الباحث فيقول ((والدليل الآخر على أن الذين في آل عمران أفضل من الذين أشارت لهم آية الحديد هو مجيء الواو الذي لم يأتي {يأت} في الحديد وهذا الواو نجده دائماً في القرآن يرافق المتقين كما في قوله: (وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمراً حتى إذا جاؤها وفتحت أبوابها.........الآية) الزمر 73. فقوله [وفتحت] جاء مع المتقين فقط أما الذين كفروا فقال [فتحت أبوابها] دون الواو لأن في الواو خدمة عظيمة للمتقين وقد حرم منها الصنف الآخر فتأمل.)) انتهى.
لا شك أن الباحث قد وصل حالةً من الضياع في الكلمات حاول معها التشبث بحرف الواو. وزعمه أن الواو في القرآن دائماً يرافق المتقين قول لا يخلو من المبالغة وعدم الأمانة. فإذا رجعنا إلى سورة النبأ نجد (يوم يُنفخ في الصور فتأتون أفواجاً وفُتحت السماء فكانت أبواباً) (الآيات 18-19). فنجد الواو هنا في كلمة "وفتحت" السماء ولا أثر للمتقين، بل تشير الآية لكل الخلق ومن جميع المعتقدات، بما فيهم الكفار. فإذاً الواو ليست مقصورة على المتقين كما قال السيد المالكي. وفي حقيقة الأمر فإن حرف الواو في الآية المذكورة زائد ولا معنى له بل أفسد جواب الشرط، وكان يجب أن يقول (حتى إذا جاؤوها فتحت أبوابها) لأن جواب الشرط لا يستلزم العطف بالواو. وإدخال الواو هنا من المآخذ التي أُخذت على هذه الآية. وهناك اثنان وعشرون آية في القرآن بها كلمة "المتقين" وليس هناك حرف واو في غير واحدة منها فقط.
ولنا أن نسأل: لماذا لا يلجأ المعاصرون إلى تفسير القرآن بما يتطلبه العصر دون ليّ عنق الكلمات وتحميلها أكثر مما تحمل؟ لماذا الإصرار على إثبات الإعجاز سواء العلمي، أو العددي، أو اللفظي في كتاب الغرض منه التعريف بالله والحث على عبادته؟ الشخص المطمئن إلى بضاعته لا يحاول المبالغة في وصفها، فالبضاعة الجيدة تبيع نفسها. والذين يبالغون في تكحيلهم للقرآن لتحسين صورته قد يعموه، وتنطبق عليهم المقولة "جا يكحلها عماها". هؤلاء المفسرون يفسدون اللغة العربية في محاولاتهم المستمية لتجميل صورة القرآن. وكل إنسان يمكنه تأويل أي كلام يُقال له. فمثلاً لو قُلتُ لصبي: تسلق تلك الشجرة الجميلة. وتسلقها الصبي ووقع منها ودق عنقه، يمكنني أن أقول إني عندما قلت له تسلق الشجرة قصدت تأمل جمال تلك الشجرة، وكلمة "تسلق" هنا تعني "تأمل". فأي كلمة عندما نأولها من معناها المتعارف عليه تصبح بلا معنى.





#كامل_النجار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغيب الذي غيّب عقول المسلمين
- لا ملكية فكرية على الإسلام
- تشريح صورة القيامة
- أيهما أعظم عند المسلم... الله أم محمد؟
- عندما تسرح وتمرح ديناصورات الوهابية
- القرآن والسحاب والمطر
- لو كان من عند غير الله
- تخبط القرآن في خلق الإنسان
- ما وجدنا عليه آباءنا
- نقابة أطباء مصر تتنكر لأبوقراط
- قصص القرآن من صنع الإنسان
- نازية وزارة الصحة المصرية
- موقف اليهودية والإسلام من الأطفال
- حوار الأديان السماوية في شبه الجزيرة الآبيرية
- أيمكن أن يكون عيسى ابن الله؟
- الإسلام والرعب
- أسلوب قصص الأطفال في شرح القرآن
- الأديان لم تفد البشر
- لا فرق بين الإسلام وغيره من الأديان
- منطق الأطفال في الإيمان


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف موقع حيوي في إيلات ...
- حرب غزة: قرار إلزام اليهود المتشددين بأداء الخدمة العسكرية ي ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تضرب هدفاً حيوياً للاحتلال في إ ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن استهداف موقع حيوي في إيل ...
- إلى جانب الكنائس..مساجد ومقاهٍ وغيرها تفتح أبوابها لطلاب الث ...
- بعد قرار المحكمة العليا تجنيد الحريديم .. يهودي متشدد: إذا س ...
- أمين سر الفاتيكان: لبنان يجب أن يبقى نموذج تعايش ووحدة في ظل ...
- الكنائس المصرية تفتح أبوابها للطلاب بسبب انقطاع الكهرباء
- صورة جديدة لسيف الإسلام معمر القذافي تثير ضجة في ليبيا
- إسرائيل: المحكمة العليا تلزم الحكومة بتجنيد طلبة المدارس الي ...


المزيد.....

- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل النجار - الذين يفسرون القرآن بالفهلوة