أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - صائب خليل - حين اجتمعت الفئران لحل مشكلتها مع الهر














المزيد.....

حين اجتمعت الفئران لحل مشكلتها مع الهر


صائب خليل

الحوار المتمدن-العدد: 2440 - 2008 / 10 / 20 - 08:59
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


يقال إن الفئران اجتمعت يوماً للتداول في مشكلتها مع هر المنزل الجديد الشاب النشط، الذي رحب به أول الأمر حين طرد القط القديم الذي أذاقهم المرار، لكن سرعان ما تبين لهم أن هذا الهر ربما لايكون أقل سوءاً من سابقه.
ركز رئيس الجلسة في كلمته على الخطر الذي يتعرض له شعبهم من هذا الزائر الجديد وكيف أن فرحتهم بهزيمة القط القديم لم تتم "للأسف" وقال إن على بني الفئران أن يجدوا حلاً، وأن لايكون الحل مقتصراً على هذا القط بل يصلح لمعالجة جميع القطط بشكل عام لتعيش أجيال الفئران القادمة بالسلام والأمان وتودع إنهيارات الأعصاب التي كتب عليها منذ خلقت.

صفق المستمعون ببرود من سمع مثل هذا الكلام كثيراً، ثم بدأ "الحكماء" بعرض أفكارهم وخططهم المختلفة للخلاص من المشكلة. بدأ أولهم بعرض فكرة قديمة نفذها أجداده كما قال لطرد هر من منزلهم بتحذيره بوجوب المغادرة، وحين رفض راحوا يضايقونه بالقاء الصحون عليه إن مر تحت الرف، أو الماء الساخن أن سار قرب الطباخ, وكثرما يعود إلى سلة نومه ليجدها ملوثة بالفضلات أو مبللة بالماء وبين الحين والآخر يخاطر الاكثر جرأة منهم لعض ذيله وهو نائم، حتى لم يعد يستطيع التحمل، فغادر ولم يعد.
كان الجميع يعرف بتلك الخطة فلم تلق الحماس اللازم. قال أحدهم أنها خطرة وستكلف المجموعة العديد من الضحايا. وقال آخر إنه لافائدة من ذلك، فإن ذهب هذا الهر قد يأتي هر الجيران وسيتوجب علينا أن نعيد الكرة ونقدم الضحايا من جديد في كل مرة، "إنها فكرة مزعجة" أضاف وهو يتلقى التصفيق المؤيد من الجمهور.

إستمر النقاش وطرح الأفكار دون أن تتمكن أي من الخطط المطروحة من إزالة جو اليأس والقلق الذي كان يسيطر على الجميع، حتى جاء أحد الحكماء بفكرة بدت رائعة للجميع! قال: لنعلق جرساً في رقبة القط، وبذلك نسمعه وهو يتحرك فلا يستطيع أن يفاجئنا!
هتف الجمع استحساناً وفرحاً، وتغيرت روح الكآبة في جحر الإجتماعات إلى انشراح كبير، ونشّط الحماس الرؤوس فارتفعت الأيادي تطلب الكلام لتضيف إلى الخطة الممتازة تفاصيل تجعلها أكثر فاعلية وحسماً.

أحدهم قال إنه يجب أن يكون الجرس صغيراً لتكون نغمته مرتفعة، وقال آخر بل يكون كبيراً ليسمعه الفئران من بعيد، واقترح آخر وضع بندولين في الجرس ليمكن تمييز رنينه عن صوت جرس الطعام، وابتدع احدهم فكرة طلائه بمادة تلمع في الظلام لكي يبقى فعالاً حتى عندما يكون القط نائماً أو جالساً أو يحاول التخابث والسير ببطء شديد، بينما ركز آخر على أن الرباط الذي سيحمل الجرس يجب أن يكون قوياً ومحكم الربط فلا ينحل أو يهترئ مع الوقت.

هكذا استمر النقاش طويلاً لسد كل ثغرة يمكن أن يفكر القط الخبيث بها للتحايل على الجرس، وطال الإجتماع وبدت الأفكار لا نهاية لها والحماس لاينثني، حتى همس فأر صغير: ولكن من سيعلق الجرس في رقبة القط؟

صدم الجميع لهذا السؤال الذي حطم أحلامهم بضربة واحدة! وبدون أن ينبس احدهم بكلمة، رأى الجميع في لحظة واحدة الفكرة "الذهبية" التي أملوا أنها ستكون البدء في حياة جديدة سعيدة طالما حلمت بها الفئران منذ أجيال طويلة في هذا البيت، وهي تتحطم إلى أشلاء! وسرعان ما وجدوا أنفسهم ينظرون إلى صاحب الفكرة الأولى المزعجة.

***
قبل أن يشتد بك الغضب يا صاحبي فتمزق مقالتي لتشبيهها المهين لنا بالفئران، أود أن أذكّرك بأن الفرق الأساسي بيننا وبين فئران القصة، هو أننا بعد أن همس "فأرنا الصغير" متسائلاً: "ولكن من سيضمن تنفيذ ما سيتم التوقيع عليه مع الهر؟" ولم يجد أحد جواباً، استمر الجميع بحبور في مناقشة تفاصيل وشروط المعاهدة التي "ستعيد سيادتنا" وتجعلنا مثل ألمانيا واليابان! أتريد فرقاً آخر؟ إن هرّنا أكثر حماساً للفكرة من الفئران، وهو يهددنا بالويل والثبور إن تخلينا عن فكرة جرسنا ألذي سيعيد سيادتنا على البيت!
أنا معك أن التشبيه ظالم بعض الشيء ياقارئي العزيز، لكننا قد نختلف في اتجاه الظلم!



#صائب_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المالكي: مراوغات وتساهلات خطرة
- ماذا قال ساترفيلد في السفارة الأمريكية في بغداد؟
- مناقشة لمقالة عادل حبه حول المعاهدة الأمريكية.
- الحل البديل للمعاهدة 2 – حلان بديلان وظرف تأريخي رائع!
- ما الحل البديل للمعاهدة الأمريكية؟ 1- مشكلة متغيرة وحلول ثاب ...
- مناقشة افتتاحية طريق الشعب حول الموقف من المعاهدة الأمريكية
- ما مواقف مؤيدي المعاهدة بعد تحولها من -صداقة- إلى تهديد وابت ...
- المطر في الموصل....رهيب
- منطق -العاهرة المستجدّة- كأداة للتبرير السياسي
- المالكي يتبرمك لأيتام الآخرين ويستجدي لأيتامه... لكن لدي فكر ...
- دعوة لرجال الدين المسلمين
- المثقف بصفته صاروخاً موجهاً
- الجوع والطعام الفاسد والأنف المتحيز
- نعم...مثال كان شجاعاً...والآن؟
- خطر المعاهدة القصيرة وفرصة الإفلات من فم الأسد
- تحليل المجتمع من أجل تمزيق مقاومته– تجارب يفصلها نصف قرن
- زيباري قال بوضوح -لن تروها- فماذا ينتظر المترددون من المعاهد ...
- مثال الآلوسي مقابل جنديين إسرائيليين: مقارنة إنسانية
- الشفافية كما يفهمها وزيرنا زيباري
- عندما لايتسع الوطن للقواعد والناس معاً


المزيد.....




- بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط ...
- بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا ...
- مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا ...
- كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف ...
- ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن ...
- معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان ...
- المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان.. ...
- إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه ...
- في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو ...
- السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب ...


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - صائب خليل - حين اجتمعت الفئران لحل مشكلتها مع الهر