عساسي عبدالحميد
الحوار المتمدن-العدد: 2440 - 2008 / 10 / 20 - 07:12
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
يتعرض مسيحيو العراق عامة والموصل خاصة في الآونة الأخيرة إلى حملة شرسة تستهدف الوجود المسيحي العراقي وتعتبر هذه الحملة الأعنف من نوعها منذ سقوط تمثال صدام حسين المسؤول الأول عن تدمير العراق، وأمام هذا الانفلات الأمني الخطير التي تشهده المنطقة تنشط عناصر التيار المتطرف التي تستبيح دماء غير المسلمين وتعتبرها جهادا خالصا و تقربا إلى الله، وقد تعرض الأيزديون والصابئة المندائية لاعتداءات مماثلة استهدفت حياتهم وممتلكاتهم ودفعت بالكثيرين منهم إلى مغادرة العراق، وعلى ذكر طائفة الصابئة المندائية فمنذ ثلاث سنوات ألقى مجموعة من المقاتلين المحسوبين على القاعدة القبض على طفل من الصابئة، ومن باب التسلية قاموا بإجراء له عملية ختان أي بتر جزء من جهازه التناسلي بواسطة سكين حادة وسط جو من الضحك الصاخب وهم يسمون الله و يصلون على نبيه، الطفل البالغ من العمر 12 سنة كان يبكي من شدة الخوف والألم، بماذا يمكننا تفسير مثل هذا التصرف الأرعن ؟؟ أليس هو ثمرة فكر ظلامي شاذ ؟؟
مسيحيو العراق كما باقي الأقليات و في الظرف الصعب الذي يعيشه العراق هم ضحايا هذا الفكر، فكر عنصري فاشي ينظر لغير المسلم نظرة دونية ويبيح تسخيره واستعباده والتسلي بتعذيبه وقطع أحد أطرافه كما حدث للطفل المندائي وسلبه كل ما يملك بما فيه عرضه شرفه، أنصار القاعدة والفكر السلفي الوهابي هم من يقف وراء هذا العمليات الإجرامية، والنظامان السوري و السعودي يتحملان جزء كبير من المسؤولية عما يتعرض له مسيحيو العراق وأقلياته من تهجير وتقتيل وكل أشكال المضايقات الأخرى، فالنظام السوري يتعمد عدم ضبط حدوده التي يعبرها يوميا مجرمون من كل الجنسيات مصريون سعوديون سودانيون فلسطينيون مغاربة.... و حتى من بلدان افريقية كنيجيريا والسنغال ......كلهم يتلهفون وراء الشهادة و يسيل لعابهم لبنات الجنة وغلمانها فيجدون سيارات مفخخة في انتظارهم، أما النظام السعودي فيعطي الحصانة لفكر وهابي فاشستي ورجال دين عنصريين يحضون على العنف والقتل ويروجون لثقافة الحقد ، أما عائلة آل سعود الحاكمة فهي متواطئة بشكل مكشوف مع فكر يصدر الإرهاب خارج مملكة بني وهاب ويتم تمويله بعوائد الحج و العمرة و النفط و يجد في دول الجوار وعواصم الغرب ساحة جهاد....
على المجتمع الدولي أن يبدي حراكا اتجاه ما يتعرض له مسيحيو العراق عامة والموصل بصفة خاصة من اعتداءات تمسهم يوميا وتدفع بالعشرات العوائل العريقة لمغادرة مساكنها وترك كنائس و أديرة تاريخية تندرج ضمن التراث الإنساني العالمي ككنيسة "مار أشعيا" و"مار كوركيس" وكنيسة القديسة "مسكنتا" دون ذكر الكنائس و الأديرة التي تحولت خلال فترات تاريخية مختلفة إلى جوامع ومساجد ككنيسة "مار زينا" و دير "مار يونان" و"مار دانيال" وأخيرا على المجتمع الدولي أن يعي بأن القضاء على الإرهاب لن يتم إلا بتجفيف منابعه وحرق جذوره بالكبريت الأزرق و تحطيم أصنامه بمعاول فولاذية حادة.
#عساسي_عبدالحميد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟