عايد سعيد السراج
الحوار المتمدن-العدد: 2440 - 2008 / 10 / 20 - 08:58
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لم أرتاب يوماً أنّ الصغار هم البلاء, " وأنا هنا أتحدث عن الصغار " , لأن الضعف والخنوع من صفاتهم , أقصد هؤلاء الذين أصابهم داء كلب السلطة , فأعمى بصرهم وبصيرتهم , وتُضَخمهُ أنَوَاتهم المريضة لدرجة احتقار شعوبهم , وإذلالها , طالما أياديهم قادرة على ذلك , ليس لأنّهم دُماً صغيرة تحركهم أدوات طغاة كبار, أو من يُخَيّل إليهم ذلك 0إن الذين يلعبون بالأوهام والأضاليل من مُروجيْ ومدمني الخرافات / كالنظام الإيراني , وعبيد الخرافة والكراهية / لقادرون على شراء الصغار أمثال ميشيل عون , لأن الذي يحارب المفاهيم العلمية , و قوانين الحضارة التي أصبحت حقائق , بوهم سيده وإمامه الذي يُنتظر عودته الميمونة, قادر على شراء عملاء صغار من هذا البلد أو ذاك ليُجنِّدهم في معامل الأوهام لديه, وإن كان ذاك أخلص للوهم, فهذا العميل الصغير المتوَهمِّ يُخلص لمن ؟ كفاهم كذباً على شعوبهم باسم الوطنيات الديماغوجية , وكفاهم زرعاً للفتنة , في العراق , وفي لبنان , وفي فلسطين , بل في عوالم الشرق , لأنّ التأثير على طيبيْ الشرق وبسطائه , هو عواطفهم , وروحانياتهم, فليدعوا ما للخالق للخالق , ويَدعون الخلق يعيشون بسلام , فزرع الفتنة بين الأهل من الجرائم الكبرى , ومثاله ذاك الذي جرى في بيروت , وطرابلس لبنان, وما يجري الآن من تهجير وقتل " للمسيحيين في مدينة " الموصل " العراقية , وما جرى قبله في البصرة وبغداد , وديالي , وكل المدن العراقية 0
الفتنة مستيقظة فينا من قبل حادثة كربلاء الحسين , ويبدو أنّ تجّارها أضحوا خبراء في تأجيج نارها , فهم لا ينتهون " بطهران وتل أبيب " وإن هما سيدا الموقف الآن " بل في أي مكان تَطَلّبت الفتنة , إذْكاءاً , لأنّ وقودها الناس , وموُقدِهُا الطائفية البغيضة , لأنها هي الشر , والذين يسطرون هم فرسانها , الذين يكنزون المال 0 لا يلذ لهم إلا شرب الدماء , فالذي يلعق أقدام أسياده الملطخة بدماء الناس , ليس عليه عيب أن يقبل الذل من أسياده , طالما نفخوا في نرجسيته المتضخمة, وقذفوه ببقايا فضلات لمائمهم/ فيا ويلتاه/ على شعوب يحكمها أو يتحكم بها , مرتزقة حكّام ظُلاّم , لا يرون أبعد من مصالحهم , ويُفصِِّلون الأوطان على مقاسات حقدهم, وجهلهم, وأنانيتهم , ويديرون الفتنة حيث يشاء , الطغاة الذين سبقوهم , ألا يتعظون , ومن البلاء الذي أصاب أسيادهم ألا يَتَفكّرون , ولأيامهم القادمة يحسبون , يوم لا رحمة إلاّ من رحمه شعبه , وأتاهُ بقلب سليم 0
#عايد_سعيد_السراج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟