أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إدريس ولد القابلة - إشكالية الدين والسياسة والدولة














المزيد.....

إشكالية الدين والسياسة والدولة


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 752 - 2004 / 2 / 22 - 03:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


                     منذ أن شاعت ظاهرة التكفير على امتداد العالم الإسلامي لاسيما في جملة من الدول العربية بدأ المرء يتساءل هل المجتمعات العربية مجتمعات مسلمة ؟ وهل المجتمع العربي مجتمع مسلم أم كافر؟

ويكتسي مثل هذا التساؤل أهمية أكثر في وقت نطقت فيه أصوات لتقسيم المجتمع إلى مسلمين وإلى كفار وذلك استنادا على آيات قرآنية وأحاديث نبوية، فاضطرت أصوات مناهضة للقول أن مجتمعنا مجتمع مسلم وأن الذين يكفرونه هم الكافرون حقا استندت هذه الأصوات كذلك على آيات قرآنية حقا استندت هذه الأصوات كذلك على آيات قرآنية وأحاديث نبوية، فهل يمكن للدين أن يتحول ويتغير حسب فهم كل واحد من الشيء إلى نقيضه بالتمام والكمال؟ فهذه مسألة لا يمكن أن يستسيغها عقل سليم.

ولتجاوز هذه الوضعية طهرت أكثر من رؤية للتعامل مع الدين، فقال محمد حسن البنا أن الإسلام دولة ووطن وحكومة وأمة، إنه ثقافة وقانون وقضاء وكسب وغنى وجهاد ودعوى وعقيدة وعبادة، وقال علي عبد الرزاق أن الإسلام دين روحي يعمل على ضبط علاقة الفرد بربه، وهذا يجرنا لإعادة طرح الإشكالية القديمة – الجديدة علاقة الدين والسياسة، وهي إشكالية لا وجود لها أصلا بالنسبة للبعض لكنها قائمة بالنسبة للبعض الآخر وبالتالي يبحث التقرير بشأنها في نظر هؤلاء الذين يتساءلون: هل يجب فصل الدين عن السياسة ؟ أو فضل الدين عن الدولة: لكن كيف يمكن الإقرار بهذا الفصل في إطار دولة تعتبر الإسلام مصدرا من مصادر شرعيتها وأحد ثوابتها الأساسية؟

في هذا الصدد نلاحظ أن بعض الساسة لا يتورعون في الاستشهاد بآيات قرآنية لدعم فكرة أو الدفاع عن أطروحة حتى ولو أدى به الأمر إلى بئر المعنى وللتدليل على ذلك يمكن بهذا المثال، فبعد أحداث 16 مايو 2003 الدامية التي كانت مدينة الدار البيضاء مسرحا لها والتي ذهب ضحيتها أن من 40 شخصا ظهرت عدة خطابات مكرورة، ومن ضمنها الخطاب الذي روج للفكرة القائلة أن الإرهاب لم يكن مبررا لأن هناك ثراء فاحش، وثم دعم هذه الفكرة بالآية القرآنية " إن فضلنا بعضكم على بعض في الرزق " إلاأن هذا الخطاب وقف عند ويل للمصلين مادام تناسى – عن قصد أو عن جهل – أن هناك آية قرآنية تقول:
  " وما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله ولرسوله ولدي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل لكي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم، وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب ( الآية 7 سورة الحشر).

فهل يمكن قبول مثل هذا النهج في توظيف الدين في المجال السياسي توظيفا مغلوطا إما عند قصد أو عند جهل؟

وهذا يجرنا كذلك إلى إشكالية الأحزاب السياسية في مجتمع مثل مجتمعنا ، لاسيما وأن الكثير من هذه الأحزاب تلجأ إلى الدين إما لتبرير أو لدعم موقف وفي هذا الصدد وجي الإقرار بحقيقة طالما ساد التغاظي عنها ، وهي أن  جميع الأحزاب السياسية بالمغرب تلجأ إلى الدين ، والاختلاف في وثيرة اللجوء إليه فقط لتبرير موقف أو الدفاع عن فكرة ، فحتى الأحزاب التي تعتبر نفسها اشتراكية تلجأ إلى دعم خطاباتها قرآنية . وبذلك علينا الاعتراف بكل وضوح أن الأغلبية الساحقة للأحزاب السياسية بالمغرب – إن لم تكن كلها – يلجأ إلى الدين، لاسيما لتبرير أزمة فعلها السياسي، وكل واحد منها يوظف الدين بطريقته، إلا أنه يظل هناك فارق أساسي بينها، فهناك منها من يرغب في تأسيس فعله السياسي انطلاقا من الدين دون سواه وهناك منها من يلجأ إلى الدين للتبرير أو الدعم لذا لا يمكن لأي مشروع مجتمعي حداثي أن يرى النور فعلا إلا إذا حضرت الشجاعة الكافية والشفافية اللازمة لحسم إشكالية العلاقة بين الدولة والسياسة والدين والدولة.

                                           



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المغرب والتطرف الديني
- خاصية التطرف الديني بالمغرب
- لازال المغرب في حاجة لإصلاحات
- تداعيات الإرهاب بالمغرب - قراءة متعددة الزوايا -
- -الإهانة في زمن الميغا- أمبريالية- للمهدي المنجرة في طبعتها ...
- لا يمكن الاستمرار على هذا الحال
- التعامل مع الفساد بالمغرب
- اغتصاب الأطفال
- الأحزاب المغربية والغباء السياسي
- حول كتاب ترجمة معاني القرآن للأمازيغية
- الحقل السمعي البصري بالمغرب السياق والمآل
- المخدرات: زراعة القنب الهندي بالمغرب
- حوار الحضارات يستلزم رؤية واضحة المقاصد
- الكشف عن الحقيقة ، كل الحقيقة ، لاشيء إلا الحقيقة هو مطلب ال ...
- آليات الفساد مازالت حاضرة بالمغرب
- الشرخ الرقمي بين دول الشمال ودول الجنوب
- أوراش 2004 بالمغرب
- السياسة الأمنية الجديدة بالمغرب
- القطاع السمعي البصري بالمغرب وتحديات المستقبل
- جماعة العدل والإحسان قوة اقتراحية بامتياز


المزيد.....




- القائد العام لحرس الثورة الاسلامية: قطعا سننتقم من -إسرائيل- ...
- مقتل 42 شخصا في أحد أعنف الاعتداءات الطائفية في باكستان
- ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إدريس ولد القابلة - إشكالية الدين والسياسة والدولة