لم يكن يختلف كثيرا عن صدام، فقد كان يقتل ويطالب بثمن الرصاصات التي قتل بها، وعلى الأهل أن يمنحوه ذلك الثمن لكي يستطيعوا أن يستلموا جثة إبنهم الشهيد، إنهم من دين واحد، دين القتل، وكتابهم، ثقافة القتل العروبي الوحدوي، والمؤمنين عندهم هم القتلة، والأكثر إيمانا، من يقتلون بالجملة من البشر، أما النساك، أو الزهاد فهم على شاكلة الزرقاوي يقتل تعبدا وتوحدا بشيطانهم الأعلى، والأئمة فهم كصدام وبن لادن، فهم من يضع شرائع وفقه القتل للشعوب.
يستنكر سمير عطا الله، أحد كبار الدعاة في دينهم، دين القتل العروبي، يستنكر بشدة أن نسمي العربي القاتل في العراق أجنبيا، بالطبع لا يستنكر القتل، فإنه مهمة مقدسة لديه، ولكن يستنكر علينا أن نسمي الإرهابيين العرب الذين يقتلون أبناء العراق ""أجانب""، له الحق بذلك، كل الحق. عزيزي القارء لا تستغرب من حديثي هذا، فهو حقيقة مازال في حالة إستغراب، وحين كتب مقالته التي لم أستطع قرائتها إلا اليوم، حيث كانت قد صدرت بالأمس في جريدة الشرق الأوسط، وقد نبهني إليها صديق من على ديننا، نحن البشر، وقد قرأتها على موقع عراق الغد، وبالمناسبة أشكر القييمين على الموقع لهذه المبادرة الرائعة، لكي يضعوا بأيدينا وثيقة عن دين هذه المخلوقات الدونية التي إندست بين البشر، ولا ندري لحد الآن، هل جريدة الشرق الأوسط لها علاقة بهذا الدين، أم هي مجرد مبادرة على غرار مبادرة صوت العراق؟ هذا ما ستكشفه الأيام القادمة.
إن هذا المخلوق سمير عطاء الشيطان، بل غواية الشيطان، يستنكر بشدة ويتسائل بمرارة أن كيف نسمي قتلة أبناء العراق من العرب ""أجانب""!؟ فهم وكما يصفهم بالحرف الواحد ( إنهم أكباد الأمة ومحرروها. إنهم صورة المستقبل وبصيص النور وطلائع الأمل). ويجد سمير غواية الشيطان (النغل العتل الزنيم) إن وصف المنقذين العرب (طبعا هذه تسمية أخرى لهم) بالأجانب ما هو إلا تعبير إمبريالي ذيلي من قاموس الخونة والجواسيس والعملاء البائد. لا تستغرب عزيزي القارء من أصحاب هذا الدين من المخلوقات التي إندست بين البشر؟ فهذا دينهم، وإن كان المستهدف من القتل نحن أبناء العراق بكل أطيافه من عرب وكورد وتركمان وكل القوميات المتآخية فيه، فقد ألفنا أصحاب هذا الدين الكريه ومعتنقيه من المخلوقات الدونية كصدام ومن لف لفه، لقد ألفناهم يقتلون ويطلبون ثمن الرصاصات التي قتلوا بها العراقي.
إن سمير الذي يستقبل كل يوم في مطار بيروت العائدين من مهمات القتل إستقبال الأبطال ويفخر جدا إن لهم، أي اللبنانيين، حصة من القتل في أي مكان، على حد تعبيره، كأن يكون مدرسة أو جامعا أو سوقا تجاريا، وأن يكون الضحايا من النساء والأطفال والشيوخ، فخور جدا بأداء هذه المهمات النضالية كما يسميها بالحرف الواحد، وفخورا أكثر حين يكون المكان المستهدف مخفرا للشرطة أو القتيل شرطيا من أبناء الشعب العراقي، فهؤلاء القتلة الذين قاموا المهمة، التي يفتخر بها، يستقبلون بالأحظان في مطار بيروت.
إنه يتحدث صراحة وبلا تحفظ على الإطلاق، وكأنهم يقتلون جرادا، أو فئران، أو أي شيء ولكن ليس بشرا، وفي واقع الأمر، إنهم هم الذين ليسوا بشرا، بل مجرد مخلوقات دونية، أو لنقل مختلفة كي لا يزعل من جديد السيد سمير غواية الشيطان، فهم مخلوقات لا تمت للإنساية بصلة على الإطلاق، لذا يجدون بنا نحن البشر غريبون عنهم، ويؤمنون إننا من خلق رب آخر غير إربابهم، وليست المسألة محصورة بالدين فقط، فالمسألة أعم وأوسع.
نبيهم الدجال صدام يقتل ويطلب ثمن الرصاصات، وسمير يستنكر أن كيف نسمي القتلة ""أجدانب"" في حين هم عرب ويقتلون بإسم العروبة والإسلام، ألا تفهمون أيها العراقيون، ما أثقل فهمكم، فالقتل العربي وعلى يدي عربي كأن يكون لبنانيا أو سوريا أو أردنيا، فهو ليس قتلا، متى ستفهمون أيها العراقيون؟ عجيب أمركم، وكم هو فهمكم عسير، فلو قتلني عربيا فذلك ما يجب أن يكون مدعات فخر لي، ببساطة، يجب علينا أن نفهم ذلك عن دين هذه المخلوقات الغريبة عن البشرية.
إريد أن أسأل منذ متى وهم يقتلوننا بإسم العروبة والإسلام؟ قرن؟ قرنين؟ خمسة قرون؟ أجيبوني أيها العراقيين! كل هذا القتل ولم تفهموا بعد! عجيب أمركم ولله!
أصم أعمى أبكم، وقد يكون جاء من زمن بعيد ولم يسمع أو يرى ما حل بالعراق من هوان على يدي البعث، وربما كان في رحلة مع الرذيلة لتريه مفاتنها فعشقها وعاد إلينا يتغزل بها نبيا للرذيلة في أرض ليس فيها شبر إلا وفيه رفاة لشهيد. قزم يتطاول على الشرفاء، ونبيا للرذيلة في أرض الحرية والشرف، وعقيرة يرفعها أنكر من صوت الحمار في زمن الحب مدافعا هو ستمائة من أمثاله عن رجس الشيطان وزبالة التاريخ وسقط المتاع وقتلة الأنبياء على أرض الأنبياء، سليل البعث القتلة، هو ورهطه من محاموا الشيطان وقمامة التاريخ وسقط المتعاع. هذا لإذا حسبناهم على البشر، وأنا أرفض رفضا قاطعا أن يكونوا منا بأي حال من الأحوال.
لم يكن سمير غواية الشيطان وحده من وقف بقذارة من قضية الشعب العراقي الشهيد مرة من صدام، وألف مرة من العرب شعوبا وبرلمانات وأحزاب وحكومات، وقفوا صفا واحدا مع الدكتاتورية وهي ترتكب الجرائم تلو الجرائم بحق الشعب العراقي، باركوها بلا خجل ووقفوا إلى جانبها يهتفون بالروح بالدم، يفدون ""الدجال"" حتى صار هتافهم الدموي هذا شعارا ومذهبا عربيا مخجلا يرددونه في كل مناسبة مع بعض التغيير، مرة بالروح بالدم نفديك يا فلان وأخرى تكون التي يفدونها دولة عربية، وسمعتهم مرة يفدون ""جورج كلوي"" بهذه الأرواح الدموية الشريرة، بالمناسبة كلوي هذا متزرج من إحدى قديساتهم والمتخصصة بالمؤامرة ونصب شراك الموت، فهي فن أرفع درجات القدسية بالنسبة لهذه المخلوقات الدونية.
بالأمس كنا نخدع أنفسنا نحن العراقيين وعبر ثلاثة عقود من أن العرب مغيبون عن الحقيقة من قبل حكومات هي الأخرى تقترف بحق شعوبها نفس الجرائم، حتى إننا لم نكن نسمع من محطة تلفزيونية ولا إذاعة ولا صحيفة دفاعا عن هذا الشعب الذي كان يذبح كل يوم على أيدي جلادين من البعث عبر أربعة عقود، ومن كفر بدينهم وفضح السر، فمصيره سوء العقاب، فهذا دينهم، يجب أن لا نلومهم.
مؤتمرات لكل شيء ولكن ليس هناك مؤتمرا واحدا من أجل نصرة الشعب العراقي، وحين فعلوها، أتضح إنها من أجل نصرة صدام الذي كانوا يختزلزن العراق بشخصه، ومن ثم نصرة المجرمين الذين ينفذون جرائم النظام، أي القديسين والمؤمنين بدين القتل وحملة رايته من العروبيين القتلة، بالمناسبة، وهذه الصفة يفخرون بها كما ذكرها سمير غواية الشيطان. ولم يكتفوا بذلك، واليوم وبعد كل الذي جرى والحقائق التي تجلت كما الشمس، والعراقيون منهمكون بنقل السلطة وإنهاء الإحتلال، نسمع من جديد نهيقا يرتفع من جديد يشتم شعبا كاملا بكل أطيافه دفاعا عن الرذيلة! ووثيقة أحد أكبر فقهائهم سمير غواية الشيطان شاهد على ذلك.
وبقينا نخدع أنفسنا ونقول أنهم مغيبون ونزيد من خلق الأعذار لهم، ما أغبانا!
حين أحسوا إن النظام الدموي سينهار، هب جميع العرب ينظمون المؤتمرات الشعبية والرسمية ويبعثون بالفدائيين للدفاع عن صدام ويتظاهرون ويهتفون هتافاتهم الدموية تلك من أجل نصرة النظام على الشعب العراقي المنهك، ونحن نصنع لهم الأعذار من أنهم مغيبون من قبل حكوماتهم، إنهم مخلوقات مختلفة عنا نحن البشر، فلم العجب! فلم أرهم يتحركون بتلك الحركة الدؤوب من قبل، فقد تقطعت نعالهم من كثرة الهرولة من أجل إبقاء السيف الصدامي مسلطا على رقابنا، كانوا يفعلون ذلك بلا خجل، جريا وراء سراب خادع، وإنهكهم الجري ومازالوا يركضون وراء السراب ويدفعون عن الجلاد، أيضا فلا غرابة من ذلك، فهو نوع من النضال والإيمان بالنسبة لهذه المخلوقات، فلم العجب!؟
حين سقط النظام وكشفت المقابر الجماعية لشهداء العراق الأبرار الذين قدموا أنفسهم فداءا للوطن والشرف ورفع الظلم عن أهليهم، لم يصدق عمي البصر والبصيرة أن هناك مقابر جماعية في العراق، فبدلا من أن يعتذروا للشعب العراقي راحت جامعتهم تطالب بفتح تحقيق لمعرفة حقيقة هذه المجازر والمقابر الجماعية، وكأن الذي قتلهم هي تلك الأم الثكلى التي فقدت البصر لهول ما لاقت من ضيم وهوان.
أي صفاقة هذه يا عرب! وكأن الشعب العراقي قد أخرج رفات شهدائه، فقط، من أجل أن يقنع سمير عطا الشيبطان، ويقول له كان لدينا دكتاتور سفاح يقتل أهلنا من شيوخ وأطفال وشبان بعمر الزهور. حقا إذا كنت لا تستحي فأفعل ما تشاء! فبدلا من الاعتذار، راح كل منهم يوجه الإهانات للشعب العراقي على طريقته ويتطاول على رموزه ويتنكر لشهداءه الأبرار! فهو العجب العجاب ورب العرش العظيم!
لم يكن سمير وحده من فعل ذلك، فهل هناك حكومة عربية واحدة قد أصدرت بيانا تدين تلك المجازر الجماعية بحق أبناء الشعب العراقي؟ وهل هناك حكومة عربية رفعت للشعب العراقي ببرقية تعزية بعد أن عرفت بهذه المقابر؟ وهل هناك منظمة عربية فعلت ذلك؟ وهل هناك مظاهرة عربية، ولو واحدة فقط، خرجت تعاطفا مع الشعبنا بهذا الخطب الجلل؟ وهل هناك افتتاحية لصحيفة عربية واحدة قد خصصت لهذا الموضوع؟ والأكثر من ذلك راح البعض يدين الشهداء ويصدر الأحكام عليهم بالموت مرة أخرى كالأخرق معن بشور وسمير عطا والكثير من أمثالهم، ولم يقف الأمر عند هذا الحد فراحوا يشتمون الشعب العراقي بكامله بكل جرأة وبلا خجل، ويختزلون العراق بالعوجة وحثالات البشر، ويدافعون عنهم وكأنهم أبرياء.
الإعلاميات العربية وبالتحديد منها الفضائيات راحت تمجد الدكتاتور، ومازالت، وأخرى تتشفى بقتلانا وأخرى تشتمنا وأخرى تشكل قاموسها من المفاهيم السوقية لتوصيف جديد لشعبنا العراقي الأبي، كالشعب العميل والشعب الدموي والشعب الذي لا يستحق إلا الموت والشعب الذي….. ونحن نختلق لهم الأعذار وكأننا نخشى أفواههم القذرة أو كأننا فعلا قد فعلنا شيئا مشينا.
العرب حين احتكموا إلى العقل، لم ينصفونا بل راحوا يتآمرون علينا ويعقدون المؤتمرات تلو المؤتمرات، مرة باسم دول الجوار وأخرى باسم الإسلامي وأخرى باسم الأسيوي لا من أجل أم ينصفونا بل للتآمر علينا من أجل مصالح قذرة، والمشين حقا يجدون من العراقيين من يسوقون من خلاله مؤامراتهم ويحشدون لها كل ما استطاعوا من قوة ويهيئون كل السبل والوسائل لعملائهم لكي يعودوا لحكم العراق من جديد وتكبيل الشعب بأغلال أكثر قوة وثقلا.
وحين سمع العرب أن هناك إعادة بناء ستبدأ في العراق الجريح، أتمروا بدل المرة ألفا من أجل الاستئثار بالثروة العراقية ولكي يسرقوا مستقبل البلد من جديد، فالحركة الدؤوب لرجال المال البعثيين الذين يستأثرون بالأموال العراقية المسروقة من شعبنا للعودة إلى العراق في ظل الانفتاح الاقتصادي والديمقراطي، ليعودوا تحت مظلة شركات استثمارية عربية مشتركة من دول عربية مختلفة، وفي الواقع الأمر إن رأسمال الشركات تلك هي أموال عراقية سرقها النظام ويريد العودة عن طريقها لحكم العراق بعد أن فشل في ذلك سياسيا لكي يحكمه عن طريق الاقتصاد. وها هم اخوتكم العرب يعودون لا ليسرقوا وحدهم بل يعودون بالنظام المقبور من جديد.
إنهم يسمعون بكل هذه الأمور ولا يسمعون إن هناك شعبا قد قتل وانتهكت حرمته وثروته ومستقبله، أي صفاقة هذه يا عرب؟!
لم يكن سمير وحده من وقف بخسة من قضايانا، فلم نلومه لوحده؟
إن من يجب أن نلوم هو أنفسنا أولا لأننا لم نأخذ المواقف المناسبة من هذه القذارات والإهانات العربية المتكررة لنا ولشهدائنا. نعم، نحن من يجب أن يلام، وعلينا أن ننسى كل ما هو عربي، ونكتفي بعربنا وكوردنا وتركماننا وآشوريونا وكلدانونا، نحن العراقيين فقط وكفانا ما ذقنا منهم.
لم نلوم ذلك الكاتب المصري يوم قال ""كفى عربا""؟
ليس سمير عطا أو معن بشور أو فيصل القاسم وحدهم من يهينون شعبنا، فقد كثرت الإهانات ولم يعد السكوت عليها أو التنكر لها وإيجاد الذرائع لها ممكنا.
نحن من يجب أن يصحوا أيها العراقيون.
أما إذا كان لابد لنا أن نحسبهم على الجنس البشري، فإن الأمر ببساطة، سيكون مختلفا بعض الشيء، حيث إن إعترافات سمير كافية جدا لإدانته بالجريمة، جريمة القتل تخطيطا وغواية وتحريضا مع سبق الإصرار والترصد، ولا ينطبق عليه فهم آخر على الإطلاق غير هذا. فهو مجرم ويجب أن نحتفظ بهذه الوثيقة لدينا ونستدعيه يوم نستطيع أن نفعل ذلك لمحاكمته في محكمة عادلة لكي ينال جزاءه، أما جريدة الشرق الأوسط، فإننا يجب أن نبقى نراقب سلوكها، ولكل حادث حديث.